علوية صبح تعكس تشرذم الواقع اللبناني في «افرح يا قلبي»

أبطالها عاجزون عن تحديد البوصلة وتصويب الاتجاه

علوية صبح تعكس تشرذم الواقع اللبناني في «افرح يا قلبي»
TT

علوية صبح تعكس تشرذم الواقع اللبناني في «افرح يا قلبي»

علوية صبح تعكس تشرذم الواقع اللبناني في «افرح يا قلبي»

تفقأ رواية «افرح يا قلبي» (دار الآداب) ندوباً إنسانية تغور في العمق. كاتبتها علوية صبح مُحمّلة بآلام شخصياتها، سردها يدلّ على قواسم مشتركة في التشظّي الوجودي. من خلالهم تُبحر في يمّ متخبّط يعاند أحلام النجاة. ستة رجال، هم أخوة بالاسم وملاكمون بالفعل، يشكلون أبطالها المتقاذفة من أفواههم كتل نار، ومن أرواحهم تناقضات الكيان البشري. أخوة محكومون بالشرر، تحرّكهم نوازع ملتبسة نحو الاحتقان الدائم. يسارع الالتباس إلى إسقاط حجبه أمام واقعية أنهم انعكاس للبنان المتشرذم.
بطلها الرئيسي غسان، العوّاد الشغوف بالموسيقى، مصاب في صميمه بعلّة الهوية القاتلة. أخ بين خمسة أخوة آخرين تفتك بهم لعنة الجغرافيا. يعجزون عن تحديد البوصلة وتصويب الاتجاه. يسيرون بلا أرضية، أقدامهم في مهبّ الريح، لا تبلغ الأمان. حتى في الأقاصي، كباريس حيث يحطّ طارق، ونيويورك حيث يهاجر غسان، الانتماء منقوص ومُنغَّص.
إنها الجذور المريضة وهي تمتهن الافتراء على الأغصان؛ فتُسممها بالموت المبكر. قبل الأم والأب، تكمن تراكمات مجتمعية تترك أثرها في تركيبة البشر. تحفر علوية صبح داخل كينونة الإنسان المولود في رقعة مشتعلة. إسقاطاتها على غسان وإخوته، محاكاة لخناقات تؤججها دوائر اللهب، أكان مسرح السرد لبنان أم العراق المارّة على ويلاته من خلال طارق، المصوّر الصحافي المُنتَدب لتوثيق المجازر؛ أو أي بلد قتيل آخر يسير أبناؤه في جنازته.
يُحدث الأب بجبروته والأم بسلوكياتها الخانعة، في الأخوة الستة تأثيراً مدوياً، يزيد من عصفه تشنّج المزاج العام واضطراباته. ينشأ الشبان بين نقيضين في صورة الأب المجرّد من العطف: الانتشاء بأغنيات أم كلثوم وأمسيات السهر؛ والإفراط في الصرامة وتعنيف الأم، مع بخل في التعبير للأولاد عن الحب، تنجم عنه ترسّبات تحكم العلاقة المتلبّدة حيال الذات والآخر. الأم اختزال المرأة المسحوقة، تعضّ على الجرح، تبرر أفعال الزوج، ولا تشكو. انمحاؤها يغرس في الأبناء أسى أبديّاً.
كان جد غسان ملاذه، أورثه حب العود وبهجة الموسيقى. شكّل العلاقة الوحيدة المُصفّاة من غبار الربح والخسارة. كادت نور، حبيبة الطفولة، تنضمّ إلى الجد بروحانية الحب وطهارته، إلا أنّ لقاءهما بعد فراق يزيد على 25 سنة، تلازم مع شكوك مسّت هالتها وأهمدت حنيناً اشتعل طويلاً. صورة الأم أحدثت حفراً في مساحات النساء بحياته، فامتدّت يدها لترسم أشكالهنّ وتحدد مبررات الميل لواحدة دون أخرى، وأسبابه.
هل تقسو علوية صبح على شخصياتها حين لا تترك مجالاً للودّ بين الأخوة باستثناء علاقة غسان بطارق، المتأتية من كون الأول موسيقياً والثاني مصوّراً؟ هل الفن يُوحّد، فيما التطرّف المتمثل بالأخ عفيف، قاتل أخيه جمال استجابة لنزاع عقائدي، والتيه المتمثل بالأخ سليم، المتشظّي داخل جسد لا يشبه روحه، يميل إلى الأنوثة ولا يجرؤ على إعلانها، كالوهم البائس في رأس الأخ محمود وريث صورة أبيه المنعكسة في حبه الأخير لجيهان، وإصراره على الزواج منها، فيكون على شاكلته: نسخة رديئة عن فهم الرجولة.
السرد المحبوك كخيوط صوف متعانقة داخل كنزة تردّ البرد، هو ما يغفر القسوة ويُجمّلها. علوية صبح في فورة نضوجها الأدبي، تسبك الشخوص في قوالب تاريخية وسياسية واجتماعية ونفسية، تعبُر الخراب اللبناني إلى مصر في مرحلة عبد الناصر، والعراق بدموية حروبه، والأرض كأمٍ تخفق رحمها في توليد الذرّية الصالحة.
من أغنية أم كلثوم، «افرح يا قلبي»، تتخذ عنواناً لرواية يهبّ التمزّق التراجيدي من بين سطورها. شخوصها ضحايا الانتماء المستحيل، كأنهم في حالة حرب ترفض التوصّل إلى هدنة. أجسادهم في لبنان، وأرواحهم هائمة خارج وجودها المكاني والعاطفي. حتى نيويورك لم تنقذ غسان من شتاته. يعود إلى بلدته بعد هجرة طويلة ليؤكد أنّ المرء عليل جذوره ولا يكفي الرحيل للشفاء.
يحضر لبنان بتعافيه وأمراضه، بمجده وارتماءاته. هو الوجه الآخر لعائلة مؤلفة من ستة أخوة متحاربين وأب وأم لا تجمعهما ألفة. المكوّنات واحدة. بحبكة بانورامية مدهشة، تمرّ الكاتبة على محطات وتحولات في وطنها والمنطقة، أرخت بظلال ثقيلة على إنسانها. غسان وإخوته نماذج لأبواب الحوار المغلقة وآفاق الحلول المسدودة. نسخ مينيمالية عن عرض متواصل يتصدّر الأخبار ومواقع التواصل. علوية صبح تُركب «بازل» التناقضات البشرية قطعة قطعة، مُظهرة باكتمال مشهديتها، تمادي الفظاعة وجحيمية المصائر.
يقول إدوارد سعيد عن المنفى أنه «هوّة قسرية لا تنجسر في الكائن البشري وموطنه الأصلي، بين النفس ووطنها الحقيقي، ولا يمكن التغلّب على الحزن الناجم عن هذا الانقطاع». برأيه: «أياً كانت إنجازات المنفى، فإنها خاضعة على الدوام لإحساس الفقد». ما زواج غسان من امرأتين متناقضتين، الأولى أميركية بعمر أمه والثانية لبنانية بعمر ابنته، سوى تكريس للشروخ الموضّبة معه في الحقيبة، ولسخرية القدر وهي تقاصصه على مخزون ذاكرته، وما يسرح ويمرح في عقله الباطن. لا تحتفظ مفارقاته بفرديتها، لتصبح ضريبة جماعية يدفعها المشلّعون من الداخل، النازفون بالوراثة، والمُحمّلون ذنب العائلة والأرض والوجود.
يسافر غسان بعد مقتل أخيه، تاركاً وراءه الموت والدمار وعائلة تشبه وطنه بحروبها الصغيرة المُدمّرة. نقرأ: «طوال الطريق لم تغب نظرات أمه عن عينيه لحظة فارقها، وحاصرته وجوه إخوته. توتّر وفكّر كيف سيرتّبون كراهيتهم بعضهم بعضاً وصراعاتهم، وكيف ستخفي أمه دموعها بالسرّ في أكمامها ومحارمها وعبّها، أو بين أصابعها التي كسرها والده يوماً».
يعيد التاريخ نفسه على شكل ملهاة ومأساة معاً، فلا يجد مفراً من التشبّه بأبيه وتشرّب بعض خصاله. وبينما هو في الطائرة بين الأرض والسماء، والطبيعة في لحظة سخط شتائي، تنهال التساؤلات عن هويته ومصيره. إعلان انتمائه الأخير إلى الموسيقى يُهدّئ تشتّته ويُسلّم كيانه للكون الشاسع.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

مصر تدرس تطبيق نظام «البكالوريا» بدلاً من الثانوية العامة

وزير التعليم المصري في جولة تفقدية بإحدى المدارس (وزارة التربية والتعليم المصرية)
وزير التعليم المصري في جولة تفقدية بإحدى المدارس (وزارة التربية والتعليم المصرية)
TT

مصر تدرس تطبيق نظام «البكالوريا» بدلاً من الثانوية العامة

وزير التعليم المصري في جولة تفقدية بإحدى المدارس (وزارة التربية والتعليم المصرية)
وزير التعليم المصري في جولة تفقدية بإحدى المدارس (وزارة التربية والتعليم المصرية)

طرح وزير التربية والتعليم والتعليم الفني بمصر، محمد عبد اللطيف، مقترَحاً جديداً لتغيير نظام الثانوية العامة، واعتماد «شهادة البكالوريا المصرية» بدلاً منه، مقترِحاً تطبيق النظام الجديد بداية من العام المقبل على الطلاب الملتحقين بالصف الأول الثانوي.

وأوضح الوزير خلال اجتماع لمجلس الوزراء، الأربعاء، أبعاد النظام الجديد وتفاصيله، ووصفه بأنه «يعتمد على تنمية المهارات الفكرية والنقدية، بدلاً من الحفظ والتلقين»، كما يعتمد على التعلم متعدد التخصصات بدمج المواد العلمية والأدبية والفنية، والتقييم المستمر وتقسيم المواد على عامين، وفق بيان لمجلس الوزراء.

ووجَّه رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي بمناقشة آليات تنفيذ هذا النظام في المجموعة الوزارية للتنمية البشرية، والتوافق على صيغة نهائية تطرحها الحكومة للحوار المجتمعي قبل بدء التطبيق.

ويتكون هيكل «شهادة البكالوريا المصرية» المقترحة من مرحلتين، هما المرحلة التمهيدية (الصف الأول الثانوي)، والمرحلة الرئيسية (الصفان الثاني والثالث الثانوي)، وفق عبد اللطيف الذي يؤكد أنه يحظى بـ«اعتراف دولي» ويتيح فرصاً متعددة.

الوزير المصري قدَّم مقترحاً لتغيير نظام الثانوية العامة (وزارة التربية والتعليم المصرية)

وتتضمن المرحلة الأولى، ممثلة في الصف الأول الثانوي، عدداً من المواد الأساسية تدخل في المجموع الكلي، وتشمل مواد التربية الدينية، واللغة العربية، والتاريخ المصري، والرياضيات، والعلوم المتكاملة، والفلسفة والمنطق واللغة الأجنبية الأولى، بالإضافة إلى مواد خارج المجموع تشمل اللغة الأجنبية الثانية والبرمجة وعلوم الحاسب، وفق البيان.

وأضاف الوزير أن المرحلة الرئيسية (الصف الثاني الثانوي) ستتضمن المواد الأساسية في جميع التخصصات، وهي مواد اللغة العربية، والتاريخ المصري واللغة الأجنبية الأولى، بالإضافة إلى المواد التخصصية ويختار منها الطالب مادة واحدة، وهي الطب وعلوم الحياة تشمل «الرياضيات/ الفيزياء»، والهندسة وعلوم الحساب تشمل «الرياضيات (مستوى رفيع)» و«الفيزياء (مستوى رفيع)»، والأعمال تشمل «الاقتصاد (مستوى رفيع)» و«الرياضيات»، والآداب والفنون تشمل «الجغرافيا (مستوى رفيع)» و«الإحصاء».

وبخصوص مواد المرحلة الرئيسية (الصف الثالث الثانوي)، فإنها تتضمن في المواد الأساسية لجميع التخصصات مادة التربية الدينية، بالإضافة إلى المواد التخصصية وهي الطب وعلوم الحياة تشمل «الأحياء (مستوى رفيع)» و«الكيمياء (مستوى رفيع)»، والهندسة وعلوم الحساب تشمل «الرياضيات (مستوى رفيع)» و«الفيزياء (مستوى رفيع)»، والأعمال تشمل «الاقتصاد (مستوى رفيع)» و«الرياضيات»، والآداب والفنون تشمل «الجغرافيا (مستوى رفيع)» و«إحصاء».

وزير التربية والتعليم المصري خلال طرح النظام الجديد للثانوية العامة (رئاسة الوزراء)

وكان وزير التربية والتعليم المصري الذي تولى الحقيبة الوزارية في يوليو (تموز) الماضي، قد أعلن في أغسطس (آب) عن تغييرات في نظام الثانوية العامة بتخفيض عدد المواد للصف الأول الثانوي من 10 إلى 6 مواد، والصف الثاني الثانوي من 8 إلى 6 مواد، والصف الثالث الثانوي من 7 إلى 5 مواد؛ الأمر الذي أثار جدلاً وقتها.

وسرعان ما تعرَّض مقترح الوزير إلى انتقادات عدة عبر «السوسيال ميديا»؛ إذ اعتبر متابعون وأولياء أمور أن «التغييرات المتتالية خلال السنوات الماضية في نظام الثانوية العامة أضرت بمستقبل الطلاب ولم تفدهم، وأن تغيير استراتيجيات التعليم يتطلب سنوات طويلة».

وبخصوص نظام «البكالوريا» الجديد، أشار الوزير، إلى مجموعة من القواعد العامة التي تخصّ المرحلة الرئيسية (الصفين الثاني والثالث الثانوي)، تضمنت أن الامتحانات تتاح بفرصتين في كل عام دراسي خلال شهري مايو (أيار) ويوليو لمواد الصف الثاني الثانوي، وشهري يونيو (حزيران) وأغسطس لمواد الصف الثالث الثانوي، وأن دخول الامتحان للمرة الأولى يكون مجاناً، وبعد ذلك بمقابل 500 جنيه (الدولار يساوي 50.58 جنيه مصري) عن كل مادة، ويحتسب المجموع لكل مادة من مواد الثانوية السبع من 100 درجة.

الوزير يتابع العملية التعليمية بإحدى المدارس (وزارة التربية والتعليم المصرية)

وعدّت عضو لجنة التعليم بمجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان المصري) الدكتورة جيهان البيومي «النظام الجديد مقبولاً إذا كان يستهدف الخروج من فكرة حشو عقول الطلبة بالمعلومات والاعتماد على الحفظ والتلقين فقط، وهو أمر انتهى عصره في كل الدول»، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «أما الفكرة وآلية تطبيقها فهما ما نحتاج إلى مراجعته ومعالجة أساليب التطبيق؛ وهو ما يستدعي مناقشته مع الوزير ولجنة التعليم وأيضاً الاستماع إلى المناقشات المجتمعية للوصول إلى أفضل الحلول وأفضل تطبيق».

وتعرّض نظام الثانوية العامة في مصر لتغييرات على مدى سنوات، من بينها تغيير النظام من عام واحد رئيسي (الصف الثالث الثانوي) إلى عامين هما «الصفان الثاني والثالث الثانوي»، ثم عودة النظام القديم واحتساب المجموع لعام واحد فقط.

وخاض امتحان الثانوية العامة في العام السابق 2024 أكثر من 750 ألف طالب وطالبة في الشعبتين الأدبية والعلمية بشعبتيها (العلوم والرياضة)، وتمثل شهادة الثانوية محطة مفصلية في المسار التعليمي للطلاب، وتحظى باهتمام شديد من معظم الأسر المصرية.

ويتوقع أن يثير المقترح الجديد جدلاً وسعاً في مصر بسبب أهميته لمئات الآلاف من الأسر في جميع المحافظات.