تحذير من موجات «كوفيد - 19» في الصين خلال الشتاء

امرأة تمشي في شارع مهجور في شنغهاي السبت (إ.ب.أ)
امرأة تمشي في شارع مهجور في شنغهاي السبت (إ.ب.أ)
TT

تحذير من موجات «كوفيد - 19» في الصين خلال الشتاء

امرأة تمشي في شارع مهجور في شنغهاي السبت (إ.ب.أ)
امرأة تمشي في شارع مهجور في شنغهاي السبت (إ.ب.أ)

أجبرت الأعداد المتزايدة من إصابات كورونا التي تشهدها الصين، المواطنين على التزام منازلهم خشية الإصابة بالفيروس، ليختاروا الإغلاق طوعاً، بعد أن كانت الحكومة تفرضه، مع الاختلاف في بعض التفاصيل التي تبدو مقلقة للحكومة الصينية.
وكان الإغلاق الماضي الذي نفذته الحكومة الصينية صارماً، حيث تم عزل المصابين بعيداً عن ذويهم، بينما يخشى خبراء الأوبئة من الإغلاق المرتقب لهذه الموجة المتوقعة.
ويقول خالد شحاتة، أستاذ الفيروسات في جامعة أسيوط (جنوب مصر) لـ«الشرق الأوسط»: «إن البقاء في المنازل شتاءً لفترات طويلة في تجمعات عائلية، هو أحد أسباب انتشار الفيروسات التنفسية، لذلك فإن التوجه الذي اختاره المواطنون الصينيون، بعد تخلي الحكومة عن سياسة (صفر كوفيد)، لا يبدو مرحّباً به». ويضيف: «ستحتاج الصين إلى السير في الطريق الذي سار فيه العالم، وهو السياسة المتوازنة بين الفتح والغلق، بحيث لا يتضرر الاقتصاد بشكل كبير».
وتظهر الصور الواردة من الصين، عكس ما ينادي به خبير الفيروسات، إذ إن سكان المدن الكبرى، يبدو كأنهم هربوا من الفيروس للإقامة في الداخل معه، وهو وضع «لا يجعل الحكومة قادرة على تقييم الوضع الوبائي بشكل صحيح».
وأعلنت الحكومة الصينية عن ثلاث حالات وفاة مسجلة رسمياً بسبب «كوفيد - 19»، لكن التقارير المنتشرة عن الوفيات ودور الجنازات المزدحمة، تشير إلى أن «هناك صعوبة في تقييم الوضع الوبائي بشكل جيد».
وأفادت وكالة «رويترز» بأن «دور الجنازات ومحارق الجثث في أنحاء العاصمة التي يبلغ عدد سكانها 22 مليون نسمة تجهد لمواكبة الطلب، وسط نقص في الموظفين مع إصابة العمال والسائقين بالمرض».
وفي أكبر صالة جنازة في بكين في بابوشان، والمعروفة أيضاً بالتعامل مع جثث كبار المسؤولين والقادة الصينيين، كانت منطقة وقوف السيارات الخاصة بها ممتلئة يوم الأحد، بحسب الوكالة.
وقال موظف لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويته: «في الوقت الحالي من الصعب حجز سيارة لنقل الجثث؛ لذلك ينقل العديد من الأقارب الجثث بسياراتهم الخاصة».
وعلى صعيد الإصابات، أبلغ عدد كبير من سكان الصين مراسل صحيفة «الغارديان» عن «عدد لا يُحصى من حالات كوفيد - 19 من حولهم، رغم أن العدد الرسمي يبلغ نحو 2000 فقط يومياً».
وفي الأسبوع الماضي، أقرت «لجنة الصحة الوطنية» في الصين بأنه «من المستحيل تَتَبّع الإصابات التي لا تظهر عليها أعراض».
وتوقع وو تسونيو، كبير علماء الأوبئة في «المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها»، في مؤتمر صحافي عقده السبت ببكين، أن «التفشي الحالي سيبلغ ذروته هذا الشتاء، وسيستمر في ثلاث موجات لمدة ثلاثة أشهر تقريباً».
وقال تسونيو، إن الموجة الأولى ستستمر من الآن وحتى منتصف يناير (كانون الثاني) المقبل، ومن المحتمل أن تتبعها موجة ثانية بعد فترة وجيزة، ناجمة عن السفر الجماعي لمئات الملايين من الأشخاص في جميع أنحاء البلاد بمناسبة العام القمري الجديد الذي يبدأ في 21 يناير.
وتوقع موجة ثالثة من أواخر فبراير (شباط) إلى منتصف مارس (آذار) بعد عودة الناس إلى العمل من الإجازات.
ولم يشر تسونيو إلى عدد الإصابات والوفيات المتوقعة عن هذه الموجات الثلاث، ولكن دراسة من هونغ كونغ، وضعت سيناريو كارثياً.
وأظهرت الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة هونغ كونغ، وتم نشرها قبل أيام على موقع ما قبل نشر الأبحاث (medrxiv) أن «ما يقرب من مليون شخص في الصين قد يموتون بسبب (كوفيد - 19)».
وتوقع التقرير أنه «في ظل غياب حملة تطعيم واسعة النطاق وإجراءات أخرى للحد من تأثير الفيروس، سيموت نحو 684 شخصاً لكل مليون مع التخلي عن سياسة «صفر كوفيد»، وبالتالي سيصل إجمالي أعداد الوفيات إلى نحو 964.400 حالة وفاة، بناءً على عدد سكان الصين البالغ 1.41 مليار».


مقالات ذات صلة

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

العالم زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

أدلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمزيد من التصريحات بشأن مكالمة هاتفية جرت أخيراً مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، في أول محادثة مباشرة بين الزعيمين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال زيلينسكي في كييف، الجمعة، بعد يومين من الاتصال الهاتفي، إنه خلال المكالمة، تحدث هو وشي عن سلامة الأراضي الأوكرانية ووحدتها «بما في ذلك شبه جزيرة القرم (التي ضمتها روسيا على البحر الأسود)» وميثاق الأمم المتحدة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

تبرأت الصين، اليوم (الجمعة)، من اتهامات وجهها خبراء من الأمم المتحدة بإجبارها مئات الآلاف من التيبتيين على الالتحاق ببرامج «للتدريب المهني» تهدد هويتهم، ويمكن أن تؤدي إلى العمل القسري. وقال خبراء في بيان (الخميس)، إن «مئات الآلاف من التيبتيين تم تحويلهم من حياتهم الريفية التقليدية إلى وظائف تتطلب مهارات منخفضة وذات أجر منخفض منذ عام 2015، في إطار برنامج وُصف بأنه طوعي، لكن مشاركتهم قسرية». واكدت بكين أن «التيبت تتمتع بالاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية والوحدة العرقية وموحّدة دينياً ويعيش الناس (هناك) ويعملون في سلام». وأضافت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، أن «المخاوف المز

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

أثار كتاب التاريخ لتلاميذ المدارس الصينيين الذي يذكر استجابة البلاد لوباء «كورونا» لأول مرة نقاشاً على الإنترنت، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). يتساءل البعض عما إذا كان الوصف ضمن الكتاب الذي يتناول محاربة البلاد للفيروس صحيحاً وموضوعياً. أعلن قادة الحزب الشيوعي الصيني «انتصاراً حاسماً» على الفيروس في وقت سابق من هذا العام. كما اتُهمت الدولة بعدم الشفافية في مشاركة بيانات فيروس «كورونا». بدأ مقطع فيديو قصير يُظهر فقرة من كتاب التاريخ المدرسي لطلاب الصف الثامن على «دويين»، النسخة المحلية الصينية من «تيك توك»، ينتشر منذ يوم الأربعاء. تم تحميله بواسطة مستخدم يبدو أنه مدرس تاريخ، ويوضح

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

ثلاثينية تخطف تاج جمال فرنسا

ملكة جمال فرنسا 2025 تحتفل بفوزها (أ.ف.ب)
ملكة جمال فرنسا 2025 تحتفل بفوزها (أ.ف.ب)
TT

ثلاثينية تخطف تاج جمال فرنسا

ملكة جمال فرنسا 2025 تحتفل بفوزها (أ.ف.ب)
ملكة جمال فرنسا 2025 تحتفل بفوزها (أ.ف.ب)

في الساعة الأولى من صباح الأحد، ومن بين 30 متسابقة، فازت المارتينيكية أنجليك أنغارني فيلوبون، بتاج الجمال الفرنسي في حفل جرى في مدينة بواتييه، جنوب البلاد. وهي المرة الأولى منذ انطلاق هذه المسابقة قبل نحو مائة عام التي تحصل فيها ممثلة جزر المارتينيك الفرنسية على اللقب. لكن اللافت هو أن الملكة تبلغ من العمر 34 عاماً. وقالت وهي تقدم نفسها للجنة التحكيم ولقاعة احتشدت بأكثرِ من 4 آلاف متفرجٍ، إنها تعبّر عن فئة واسعة من النساء اللواتي يعتقدن أن أوانهن قد فات.

المتسابقات في الدور نصف النهائي على خشبة المسرح (أ.ف.ب)

تنافست الحسناء الثلاثينية مع مرشحات يصغرنها بـ10 سنوات على الأقل. وانتهت التصفيات النهائية إلى 5 حسناوات يُمثّلن مناطق مختلفة من فرنسا. ودارت الترجيحات بين اثنتين منهن، هما ملكة جمال كورسيكا وملكة جمال كوت دازور، أي الساحل الجنوبي لفرنسا. لكن التصويت النهائي جاء لصالح المتسابقة الأكبر سناً في إشارة إلى أن معايير الجمال باتت مختلفة عن السابق، وهي تأخذ في الحسبان الخبرة والثقة بالنفس. وقالت الفائزة إنها لم تكن متفوقة في المدرسة وقد مارست أعمالاً كثيرة آخرها مضيفة طيران. وجدير بالذكر أن من بين اللواتي بلغن التصفية النهائية شابة من أصل مغربي هي صباح عايب، سبق أن كانت ضحية لتعليقات عنصرية منذ انتخابها ملكة جمال «نور با دو كاليه»، في الساحل الشمالي للبلد. وقالت في تصريحات سابقة إنها تلقت رسائل تستهجن مشاركتها في المسابقة، هذا رغم أنها ووالديها وجديها مولودون في فرنسا.

ملكة جمال المارتينيك أنجيليك أنجارني فيلوبون ومقدم البرامج جان بيير فوكو (أ.ف.ب)

كالعادة، وللسنة الثلاثين على التوالي، تولّى تقديم الحفل النجم التلفزيوني جان بيير فوكو (77 عاماً). وعلى مدى 3 ساعات تهادت الجميلات على المسرح في أزياء مختلفة، كما شاركن في استعراضات راقصة أثبتن فيها قدراتهن على الجري والقفز والدوران بالكعب العالي، من دون أي سقطة. وشارك الجمهور في التّصويت الإلكتروني، إلى جانب لجنة تحكيم تألفت من نخبة من الشهيرات أبرزهن المغنية سيلفي فارتان التي أعلنت النتيجة النهائية، وخبيرة الموضة كريستينا كوردولا، ونجمة الفكاهة نوال مدني، والبطلة الأولمبية ماري جوزيه بيريك.