شرطة دبي تطيح بعصابتين متخصصتين في سرقة الفيلات والمجمعات السكنية

أعادت مسروقات بقيمة 4 ملايين دولار

شرطة دبي تطيح بعصابتين متخصصتين في سرقة الفيلات والمجمعات السكنية
TT

شرطة دبي تطيح بعصابتين متخصصتين في سرقة الفيلات والمجمعات السكنية

شرطة دبي تطيح بعصابتين متخصصتين في سرقة الفيلات والمجمعات السكنية

أطاحت شرطة دبي بعصابتين محترفتين في سرقة الفيلات والمجمعات السكنية، كانتا قد حضرتا إلى الإمارات بتخطيط مسبق لارتكاب جرائم سرقات في مناطق عدة داخل إمارة دبي.
وبحسب ما أعلنه اللواء خميس مطر المزينة القائد العام لشرطة دبي فإن العصابتين تمكنتا في فترة وجيزة من السطو على عدد كبير من الفيلات، مستغلتين غياب أصحابها بداعي السفر، أو مغادرة أصحابها، واستولتا على جواهر وساعات قدرت قيمتها بـ15 مليون درهم (4 ملايين دولار)، مؤكدا أن عناصر العصابتين كانتا محترفتين وكان أفرادهما يخفون آثارهم جيدا حتى لا يتركوا أي خيط قد يقود إلى القبض عليهم.
وأوضح أن العصابة الأولى ارتكبت ما يفوق أربعة عشر حادث سرقة من فيلات داخل دبي، وتسعة في إمارات أخرى، وارتكبت جرائم مماثلة في دول الجوار كان حصيلتها مجموعة كبيرة من الجواهر والمصوغات الذهبية ومجموعة كبيرة من الساعات الباهظة الثمن تجاوزت 120 ساعة، ومبالغ مالية كبيرة من مختلف العملات.
وأشار إلى أنه ومن خلال عمليات البحث والتحري تم التوصل إلى معلومات تفيد بأن أحد الأشخاص استأجر سيارة بجواز سفر أوروبي، وبالتدقيق في الجواز تبين أنه مزوّر، لكن فريق البحث الجنائي تابع التحري إلى أن توصل إلى شخصين من الجنسية العربية اشتبه بصلتهما بالعصابة الأولى، فتم القبض عليهما.
وقال اللواء المزينة إنه من خلال جمع الاستدلالات تم التأكد أن المشتبه بهما على صلة بعصابة كولومبية وأنهما نسقا معها عبر الإنترنت بعد أن علما بنشاطها الإجرامي، وقدما لها الدعم اللوجيستي.
وحول العصابة الثانية أكد اللواء خبير خليل إبراهيم المنصوري مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي أن فرق البحث الجنائي تلقت بتاريخ السابع من يوليو (تموز) الحالي بلاغا عن حادث سرقة تعرضت له فيلا عائدة لأحد الأشخاص من الجنسية الآسيوية، مشيرًا إلى أن فرق البحث الجنائي باشرت مهام عملها وخلال أربع ساعات تمكنت من تحديد هوية الجناة البالغ عددهم أربعة أشخاص كما تم الاستدلال على مقر سكنهم.
وبيّن أن عناصر الكمين تمكنوا من القبض على عناصر العصابة واحد يحمل الجنسية الأميركية والآخر المكسيكية لدى قدومهما إلى مقر سكنهما، وقد أبديا مقاومة شرسة في محاولة للهروب من عناصر الكمين، إلا أنه تمت السيطرة والقبض عليهما.
كما تم القبض أيضا على شخص مكسيكي آخر والمتهم الرابع الذي يحمل الجنسية الكولومبية لدى محاولته مغادرة البلاد، وعثرت الشرطة في مقر سكن المتهمين على جواهر وساعات مسروقة مخفية بصورة ذكية داخل أحد الأسقف المتحركة بمقر سكنهم، وتم إحالة جميع المتهمين إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات وتم عرض المضبوطات على المبلغين حيث تعرفوا على مقتنياتهم.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».