أميركا تجدد التزامها دعم استقرار العراق

قبل يومين من «مؤتمر بغداد 2» في عمّان

جانب من الإعداد لمؤتمر بغداد للتعاون والشراكة بنسخته الثانية في العاصمة الأردنية (أ.ف.ب)
جانب من الإعداد لمؤتمر بغداد للتعاون والشراكة بنسخته الثانية في العاصمة الأردنية (أ.ف.ب)
TT

أميركا تجدد التزامها دعم استقرار العراق

جانب من الإعداد لمؤتمر بغداد للتعاون والشراكة بنسخته الثانية في العاصمة الأردنية (أ.ف.ب)
جانب من الإعداد لمؤتمر بغداد للتعاون والشراكة بنسخته الثانية في العاصمة الأردنية (أ.ف.ب)

جددت الولايات المتحدة التزامها بدعم استقرار العراق، وذلك قبل يومين من انعقاد «مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة» بنسخته الثانية في العاصمة الأردنية عمان، يوم الثلاثاء.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، في بيان له، أمس (الأحد)، إن رئيس الوزراء «تلقى اتصالاً هاتفياً من منسّق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط شمال أفريقيا، بريت ماكغورك». وأضاف البيان أن «ماكغورك قدم خلال الاتصال التهنئة لرئيس الوزراء على تولّيه منصبه»، مؤكداً استمرار دعم الولايات المتحدة لاستقرار العراق وأمنه وسيادته، ورغبة الرئيس بايدن في تعزيز العلاقات الثنائية الاستراتيجية بين البلدين.
وتابع البيان أن «السوداني شدد على أن العراق دولة موحدة ومستقلة وذات سيادة، وأولوية حكومته تتمثل بالحفاظ على علاقات متوازنة، وبناء شراكات اقتصادية عبر المنطقة والعالم».
ووفقاً للبيان، فإن الاتصال الهاتفي «شهد اتفاق الجانبين على أهمية مواصلة الجهود لضمان الهزيمة الدائمة لـ(داعش)، ودعم دور العراق الإقليمي في مدّ الجسور بين دول المنطقة».
كما نقل البيان عن رئيس الوزراء العراقي عزمه «إرسال وفد، برئاسة وزير الخارجية، إلى واشنطن لتعزيز المصالح المشتركة للبلدين بموجب اتفاقية الإطار الاستراتيجي. وسيشمل ذلك مناقشة استثمار الطاقة في العراق ومكافحة آثار التغير المناخي».
وكانت السفيرة الأميركية في بغداد، آلينا رومانسكي، التقت، نحو 6 مرات، رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، منذ توليه منصبه، أواخر شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وسط تأكيدات من السوداني على أهمية بناء علاقات متوازنة مع الجميع تقوم على أساس المصالح المشتركة.
وكان السوداني شارك، الأسبوع الماضي، في القمة العربية - الصينية التي عُقدت في المملكة العربية السعودية، والتي حضرها، إلى جانب القادة العرب، الرئيس الصيني شي جينبينغ.
ويأتي الدعم الأميركي لحكومة السوداني قبل يومين من انعقاد النسخة الثانية من قمة بغداد في العاصمة الأردنية عمان، يوم الثلاثاء، تحت شعار «الشراكة والتعاون، وكيف نعمل معاً من أجل دعم العراق واستمرارية دعمه».
وكانت النسخة الأولى من القمة عُقِدت خلال شهر أغسطس (آب) عام 2021 في بغداد.
وفي هذا السياق، يقول أستاذ الإعلام في الجامعة العراقية، الدكتور فاضل البدراني، لـ«الشرق الأوسط»، إن «النسخة الثانية لـ(مؤتمر بغداد) تهدف لتخفيف حدة التحديات الخارجية على العراق أمنياً وسياسياً واقتصادياً، وكذلك تقليل تحديات الأمن الغذائي والدوائي والطاقة»، مبيناً أن «أهمية المؤتمر تكمن أيضاً في دعم سيادة العراق من تهديدات إقليمية إيرانية تركية وصلت إلى حد القصف المتكرر ضد منظمات متمردة تستخدم أراضي العراق ملاذاً لها، لكن القصف اعتُبر تجاوزاً على سيادة العراق». ويضيف البدراني أن «الولايات المتحدة وحتى فرنسا بينهما تنسيق مع دول عربية استشعرت بوضع العراق الفاقد لحماية نفسه من الخروقات الخارجية، فلجأت لعقد مؤتمر من المفترض أن تحضره كل من إيران وتركيا، ومحاولة إلزامهما بالحلول الدبلوماسية، ووضعهما أمام بيانات من خروقات لسيادة العراق؛ فالولايات المتحدة لا تريد أن تترك العراق في يد أطراف إقليمية، وتحاول أن تجعل حكومة محمد شياع السوداني على خط التفاهم والتنسيق والتعاون المشترك».
في السياق نفسه، يرى الدكتور إحسان الشمري رئيس مركز التفكير السياسي في العراق لـ«الشرق الأوسط» أن «تكرار الدعم الأميركي للعراق يرتبط بما يمكن أن أسميه بالاستدارة الأميركية وصعود العراق في سلم الأولويات بالنسبة للإدارة الأميركية، حيث بات ذلك يدفع إلى مزيد من التقارب من جهة، والتواصل مع المسؤولين هناك في واشنطن على مستوى الملف العراقي».
ويؤكد الشمري أن «هذا الدعم جزء من خطة أميركية تحاول عدم ذهاب السوداني وحكومته باتجاه إيران، مثلما شهدنا في وقتها حكومة عادل عبد المهدي. أضف إلى ذلك أن الولايات المتحدة الأميركية لديها مصلحة استراتيجية في تأمين مصادر الطاقة إلى أوروبا، وحتى إلى حلفائها في آسيا، وهذا يدفع إلى مزيد من التواصل، بالإضافة إلى الملفات المعروفة، مثل الملف الأمني وتحديات الإرهاب».
ويوضح الشمري أن «هذا التواصل هو بالتأكيد، إضافة إلى ما ذكرنا، رسالة إلى إيران بأن أمور العراق لا تُترك إلى إيران، لكي تتمدد في نفوذها، مثلما حصل في الحكومات السابقة. يُضاف إلى ذلك أن داعمي الحكومة وبالدرجة الأساس (قوى الإطار)، بدأوا يدركون أنه لا يمكن العودة إلى مساحة الخطابات السابقة المعادية للولايات المتحدة الأميركية، وكذلك حتى بالنسبة للسوداني، رغم أنه خرج من البيئة السياسية لـ(الإطار)، لكنه لا بد أن يعمل وفق مبدأ التوازن، ومن هنا تأتي عملية إيفاد وزير الخارجية إلى واشنطن بهدف الشروع في مفاوضات جديدة، في إطار اتفاقية الإطار الاستراتيجي، وكذلك عملية تقييم وجود القوات الأميركية في العراق».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت

تصاعد الدخان جراء غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم (رويترز)
تصاعد الدخان جراء غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم (رويترز)
TT

غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت

تصاعد الدخان جراء غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم (رويترز)
تصاعد الدخان جراء غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم (رويترز)

تجددت الغارات الإسرائيلية العنيفة، مساء اليوم (الأحد)، على ضاحية بيروت الجنوبية، عقب إنذارات وجّهها الجيش الإسرائيلي للسكان بإخلاء 12 موقعاً.

ووجَّه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، إنذار إخلاء مرفقاً بخرائط إلى سكان مناطق الغبيري وشويفات العمروسية والحدث وحارة حريك وبرج البراجنة.

وقال: «أنتم توجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لـ(حزب الله)»، محذّراً من ضربات وشيكة على منطقة الغبيري.

قال أدرعي، مساء اليوم، إن الجيش شن سلسلة غارات على الضاحية الجنوبية في بيروت استهدفت 12 مقر قيادة عسكرية لـ«حزب الله».

وأضاف أن الضربات الإسرائيلية استهدفت «مقرات لاستخبارات (حزب الله) ووحدة الصواريخ البحرية والوحدة 4400 المسؤولة عن نقل الوسائل القتالية من إيران مروراً بسوريا إلى (حزب الله)».

وفي وقت سابق اليوم قال أدرعي إن إسرائيل لن تسمح بفرض أي معادلات عليها، وطالب بتجنب «أبواق (حزب الله) الإعلامية».

وأضاف أدرعي على منصة «إكس» دون توضيح: «كل من يحاول فرض المعادلات عليه أن يقوم بجولة في الضاحية الجنوبية ببيروت وسيفهم ذلك الليلة على وجه التحديد».

وارتفعت وتيرة الغارات الإسرائيلية على مناطق عدة في لبنان منذ إنهاء المبعوث الأميركي، آموس هوكستين، زيارته إلى بيروت، الأربعاء الماضي، في إطار وساطة يتولاها للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل.

وبعد تبادل القصف مع «حزب الله» مدة عام تقريباً، بدأت إسرائيل منذ 23 سبتمبر (أيلول)، حملة جوية واسعة تستهدف خصوصاً معاقل الحزب في ضاحية بيروت الجنوبية وفي جنوب البلاد وشرقها.

وأعلنت منذ نهاية الشهر نفسه بدء عمليات توغل بري في جنوب لبنان. وأحصى لبنان مقتل 3583 شخصاً على الأقل بنيران إسرائيلية منذ بدء «حزب الله» وإسرائيل تبادل القصف.