بعد ساعات قليلة من نشر صحيفة «نيويورك تايمز»، مقالاً افتتاحياً (السبت) كرسته لتوجيه انتقادات شديدة لليمين الإسرائيلي، محذرة من أن حكومة بنيامين نتنياهو المفترضة واليمينية المتطرفة تمثل خطراً على الديمقراطية الإسرائيلية، خرج السفير الأميركي لدى إسرائيل، توم نايدس، بتصريحات امتدح فيها نتنياهو وطلب «توخي الصبر عليه» وانتظار ما سيفعله حتى يحكم على سياسته هذه المرة.
وقال نايدس، في مقابلة مطولة مع صحيفة «هآرتس» (الأحد)، إنه مقتنع بأن هناك علاقة جيدة بين الرئيس جو بايدن ونتنياهو، وأنه على الرغم من الاختلافات في وجهات نظريهما في بعض القضايا، فسوف يعملان معاً بودية وشراكة وتعاون، مضيفاً أن «نتنياهو رجل حكيم ويفهم جيداً السياسة الأميركية، ولديه رغبة في علاقات جيدة جداً مع الرئيس بايدن».
وكشف نايدس أنه منذ الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة التقى مرات عديدة مع نتنياهو، وتحدثا في كل القضايا تقريباً. وقال إنه يعرفه منذ عام 2010، حينما كان نائباً لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون لشؤون الإدارة والأموال.
وقال السفير الأميركي إن بلاده مصرة على إعادة فتح القنصلية في القدس المسؤولة عن العلاقة مع الفلسطينيين، ويأمل أن تسمح الحكومة الإسرائيلية بإعادة فتحها؛ لكنه في الوقت ذاته قلل من شأن هذا الأمر، وقال إنها في الواقع تعمل اليوم في مهماتها كقنصلية بوجود 65– 70 موظفاً بقيادة الدبلوماسي جورج نول، يصلون يومياً إلى المقر ويعملون في الشؤون الفلسطينية، وبين أيديهم ميزانية غير مسبوقة بقيمة نصف مليار دولار، تُصرف على شؤون التعليم والإسكان والبيئة واللاجئين.
وأكد أن إدارة الرئيس الأميركي لا تعمل بإعطاء التعليمات والأوامر للأصدقاء، ولذلك لا تفرض شيئاً على إسرائيل، مستدركاً بأن «الصداقة بينهما» تسمح لها بالقول إنها «قلقة على حل الدولتين، وترفض توسيع الاستيطان، وتتحسب من الحكومة الجديدة والمتطرفين فيها؛ لكنها تختار الانتظار لترى».
وتابع بأن الإدارة الأميركية تسجل أمامها تصريحات نتنياهو لها بأنه «سيقود حكومته بيدين اثنتين، ولن يسمح بتخلي إسرائيل عن الديمقراطية». وأن بلاده تتابع التصريحات اليمينية المتطرفة ضد الفلسطينيين عموماً، وضد العرب في إسرائيل خصوصاً، وضد المثليين وضد الجهاز القضائي، وتبلغ إسرائيل بقلقها. ولكنها في الوقت ذاته تنظر إلى القواسم المشتركة للبلدين، والأمور التي تتماثل فيها القيادتان، وتتخذ مواقف متقاربة، مثل مواجهة التحدي الإيراني، والشراكة الاستراتيجية والأمنية، والدعم الأميركي لإسرائيل.
ودعا نايدس منتقدي نتنياهو إلى الصبر وانتظار مواقفه القادمة كرئيس وزراء، وعدم التسرع في نبذه وإدانته. وقال إنه يحسد إسرائيل على ديمقراطيتها، فهذه دولة يصوت فيها 72 في المائة من اليهود و55 في المائة من العرب. وهذه نسبة أفضل من تلك التي في الولايات المتحدة؛ مشدداً على أن هذه الانتخابات «أفرزت شيئاً دعونا ننتظر لنعرف ما هو على أرض الواقع».
الجدير بالذكر أن صحيفة «نيويورك تايمز» قالت في مقالها الافتتاحي الذي اختارت له عنوان «نموذج الدولة اليهودية الديمقراطية في خطر»، إن نتنياهو فاز بشكل منصف؛ لكنه منح شركاءه اليمينيين المتطرفين والحريديم، نفوذاً كبيراً يخلق تهديداً حقيقياً على القيم الديمقراطية؛ مضيفة أنها «مؤيدة قوية لإسرائيل ولحل الدولتين، وستبقى كذلك؛ لكن حكومة نتنياهو القادمة تشكل تهديداً كبيراً على مستقبل إسرائيل وأمنها، وحتى لفكرة الوطن اليهودي».
السفير الأميركي لدى إسرائيل «يتوخى الصبر» قبل الحكم على نتنياهو
بعد ساعات من انتقادات «نيويورك تايمز» له
السفير الأميركي لدى إسرائيل «يتوخى الصبر» قبل الحكم على نتنياهو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة