كيف تخرج الصين من أزمة زيادة إصابات كورونا؟

خبراء يضعون خطوات للعلاج

 أحد أعضاء الطقم الطبي بمستشفى في بكين يستعد لإجراء تحليل "كوفيد -19" لأحد الأشخاص  (أ.ب)
 أحد أعضاء الطقم الطبي بمستشفى في بكين يستعد لإجراء تحليل "كوفيد -19" لأحد الأشخاص (أ.ب)
TT
20

كيف تخرج الصين من أزمة زيادة إصابات كورونا؟

 أحد أعضاء الطقم الطبي بمستشفى في بكين يستعد لإجراء تحليل "كوفيد -19" لأحد الأشخاص  (أ.ب)
 أحد أعضاء الطقم الطبي بمستشفى في بكين يستعد لإجراء تحليل "كوفيد -19" لأحد الأشخاص (أ.ب)

في الوقت الذي كانت فيه كل دول العالم تواجه الفيروس بسياسة متوازنة تمثلت في التعايش التدريجي مع الفيروس، اختارت الصين سياسة أكثر تشددا، تمثلت في الإغلاق التام، لأي مكان يظهر فيه الفيروس، عبر سياسة «صفر كوفيد».
ومع اضطرار الصين إلى التخلي عن تلك السياسة بسبب «الضغط الجماهيري»، توقع خبراء أن يؤدي ذلك إلى قفزة في الإصابات، يخشى معها أن تعجز المستشفيات عن استيعاب الأعداد، ما يثير تساؤلات حول كيفية خروج الصين من هذا المأزق الوبائي.
ويقول تامر سالم، أستاذ علوم الطب الحيوي، ومدير معمل البيولوجيا الجزيئية وعلم الفيروسات بمدينة زويل، إن «الصين اختارت تأجيل معركتها مع الوباء، ففي الوقت الذي كان العالم يواجه الفيروس ليأخذ دورة حياته الطبيعية، عملت الصين على احتوائه وتحجيمه، لكنها اضطرت الآن إلى المواجهة».
والمشكلة التي تعاني منها الصين، في تقدير سالم، تكمن في أن سياسة التحجيم حرمت الصينيين من تكوين مناعة مجتمعية تجاه «المتحورات الحديثة» مثل «أوميكرون». ويقول سالم إنه «في السابق كان هناك تضامن عالمي في إنتاج اللقاحات وتوزيعها، وكذلك الأدوية، لكن الصين تخوض المعركة الآن وحدها، وهي معركة يسهل الانتصار فيها، وإن كانت مكلفة اقتصاديا».
ويضيف أن «أدوات الانتصار معروفة، وصارت متوفرة بعد ثلاثة أعوام من الوباء، وتتمثل في توفير الأدوية المضادة للفيروسات، واللقاحات المحدثة التي تراعي التركيبة الجينية للمتحورات الجديدة».
ويتفق خالد شحاتة، أستاذ الفيروسات بجامعة أسيوط (جنوب مصر)، مع الرأي السابق في أن «أدوات المواجهة صارت متوفرة، وإن كان التحدي الاقتصادي قد يعوق الاستفادة منها بشكل كبير». ويشير في هذا الإطار إلى «أداة هامة، وهي الأدوية المضادة للفيروسات». ويقول لـ«الشرق الأوسط»، إنه «إذا تمكنت الصين من تقديم الأدوية المضادة للفيروسات عن طريق الفم بسرعة لأولئك الذين يحتاجونها، أو أولئك الذين يعانون من أمراض كامنة مزمنة، فسيؤدي ذلك إلى إنقاذ الكثير من الأرواح، كما يمكن أيضاً تقليل الوفيات عن طريق تطعيم المسنين، بالجرعات الحديثة من اللقاحات، والتأكد من حصول كل شخص على ثلاث جرعات».
ولكن هل ستتخلص الصين من جرعات اللقاحات التي تمتلكها والمعتمدة على تقنية الفيروس المقتول، وتوفر لقاحات جديدة تراعي التركيبة الجينية للمتحورات السائدة حاليا؟ يقول شحاتة: «هذا تحد كبير، يجب أن تخوضه الصين بالتخلي عن تقنية الفيروس المقتول، وإنتاج لقاحات بتقنية (الرنا مرسال)، لأن هذه التقنية تتيح إنتاجا سريعا، ويمكن تغيير التركيبة الجينية المستخدمة في تلك المنصة لإنتاج اللقاحات، وفق المتغيرات السائدة».
ويطرح راي ريب، عالم الأوبئة الأميركي، أداة أخرى للحل، عبر عنها في حوار مع إذاعة «صوت أميركا»، وهي التي تعتمد على ما أسماه بـ«المنحنى المسطح لامتصاص الصدمات».
ويقول ريب، في الحوار الذي نقله الموقع الإلكتروني للإذاعة في 15 ديسمبر (كانون الأول)، إن «ذلك يتحقق إذا كانت الزيادة في أعداد الإصابات تحدث على مدى فترة زمنية أطول، لأن المنحنى الحاد الذي يتحقق بإصابة العديد من الأشخاص بالمرض في وقت قصير، قد يرهق المستشفيات».
ويتوقع ريب، ألا يكون المنحنى في الصين «بالسوء الذي يفترضه البعض»، والسبب في ذلك هو أن «معظم الصينيين في المدن الكبرى خائفون، ولا يغادرون منازلهم إلا للضرورة بقرار شخصي وليس بقرار حكومي»، مشيرا إلى «أهمية تثقيف الجمهور، بشأن إمكانية التعامل المنزلي مع العدوى لتخفيف الضغط على المستشفيات»، ومتوقعا أن «يجعل ذلك منحنى الإصابات أكثر نعومة».


مقالات ذات صلة

اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في البرازيل

صحتك الفيروس اكتُشف في الخفافيش بمدينة فورتاليزا شمال شرقي البرازيل (رويترز)

اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في البرازيل

أعلن عدد من الباحثين عن اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في البرازيل، يتشابه مع فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس) القاتل.

«الشرق الأوسط» (برازيليا)
الولايات المتحدة​ سيدة تقوم باختبار «كوفيد» في الفلبين (أ.ب)

بعد 5 سنوات من الجائحة... «كورونا» أصبح مرضاً متوطناً

بعد 5 سنوات من بدء جائحة «كورونا»، أصبح «كوفيد-19» الآن أقرب إلى المرض المتوطن، وفقاً لخبراء الصحة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم ألمانيا تطلب من علماء التحقق من الأدلة التي قدمها جهاز الاستخبارات بشأن نشأة فيروس كورونا في مختبر صيني (أ.ب)

علماء ألمان يتحققون من أدلة استخباراتية حول نشأة فيروس كورونا في مختبر صيني

كشفت تقارير إعلامية أن ديوان المستشارية الألمانية طلب من علماء التحقق من الأدلة التي قدمها جهاز الاستخبارات بشأن نشأة فيروس كورونا بمختبر بمدينة ووهان الصينية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
علوم 400 مليون شخص مصابون بـ«كوفيد طويل الأمد» في العالم

400 مليون شخص مصابون بـ«كوفيد طويل الأمد» في العالم

عدواه أدت إلى تغييرات دائمة وغير مرئية في أجزاء مختلفة من الجسم.

داني بلوم (نيويورك) أليس كالاهان (نيويورك)
آسيا قوات أمنية تقف خارج معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (رويترز)

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

حذر خبراء من أن العلماء الصينيين يخططون لإجراء تجارب «مشؤومة» مماثلة لتلك التي ربطها البعض بتفشي جائحة «كوفيد - 19».

«الشرق الأوسط» (بكين)

كندا وأستراليا تطوران رادارا لرصد الصواريخ في القطب الشمالي

رئيس الوزراء الكندي مارك كارني خلال زيارته لإقليم نونافوت في القطب الشمالي (أ.ب)
رئيس الوزراء الكندي مارك كارني خلال زيارته لإقليم نونافوت في القطب الشمالي (أ.ب)
TT
20

كندا وأستراليا تطوران رادارا لرصد الصواريخ في القطب الشمالي

رئيس الوزراء الكندي مارك كارني خلال زيارته لإقليم نونافوت في القطب الشمالي (أ.ب)
رئيس الوزراء الكندي مارك كارني خلال زيارته لإقليم نونافوت في القطب الشمالي (أ.ب)

اتفقت كندا وأستراليا على تطوير نظام رادار متقدم لرصد الصواريخ في القطب الشمالي، بقيمة نحو 6 مليارات دولار كندي (2ر4 مليار دولار أميركي)، في إطار جهود أوتاوا لتعزيز سيادتها وأمنها.

وأعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني عن الشراكة مع أستراليا خلال زيارته لإقليم نونافوت في القطب الشمالي، في إطار جولة شملت باريس ولندن. وبموجب الاتفاق، سيتعاون البلدان في تطوير تقنية الرادار المتقدم لما وراء الأفق، وهو نظام يتمتع بقدرات مراقبة بعيدة المدى وتتبع التهديدات، بهدف رصد وردع أي تهديدات محتملة في الشمال.

وأكد كارني أن الحكومة الكندية ستستثمر 420 مليون دولار لتوسيع انتشار القوات المسلحة الكندية في القطب الشمالي، وتعزيز وجودها ليصبح على مدار العام. كما أعلن رئيس الوزراء الكندي عن مجموعة من التدابير الداعمة لإقليم نونافوت، الذي يمتد على مساحة تزيد عن 2 مليون كيلومتر مربع ويشكل الجزء الأكبر من أرخبيل القطب الشمالي الكندي.

تأتي هذه القرارات في ظل حرب تجارية متصاعدة بين أوتاوا وواشنطن، بعد أن فرضت الولايات المتحدة رسوما جمركية بنسبة 25% على العديد من السلع المستوردة من كندا، بما في ذلك الصلب والألومنيوم، مما دفع أوتاوا إلى الرد بفرض تعريفات مضادة على المنتجات الأميركية.

كما أثار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجدل بتصريحاته العلنية المستمرة حول إمكانية ضم كندا لتصبح الولاية الأميركية الـ51. وفي كلمته من العاصمة إيكالويت، أقر كارني بأن أولويات الولايات المتحدة لم تعد كما كانت في السابق، قائلا «لطالما كانت أولويات الولايات المتحدة متماشية مع أولوياتنا، لكنها بدأت الآن في التغير. لا يمكننا، ولا ينبغي لنا، الاعتماد على الآخرين في الدفاع عن بلادنا. إعلان اليوم يسهم في تحقيق هذا الهدف».

ويأتي هذا الإعلان في وقت يواصل فيه ترمب الحديث عن رغبته في بسط النفوذ الأميركي على جزيرة غرينلاند، التي تعد جزءا من مملكة الدنمارك، وتعزيز الوجود الأميركي في منطقة القطب الشمالي.

عاجل دوي صفارات إنذار في عدة مناطق بإسرائيل بسبب مقذوف أطلق من اليمن