وزير داخلية فرنسا في الجزائر لحل أزمتي التأشيرة والهجرة السرية

الصورة للرئيس الجزائري مستقبلاً الوزيرة الأولى ووزير الداخلية الفرنسيين في أكتوبر الماضي (الرئاسة)
الصورة للرئيس الجزائري مستقبلاً الوزيرة الأولى ووزير الداخلية الفرنسيين في أكتوبر الماضي (الرئاسة)
TT

وزير داخلية فرنسا في الجزائر لحل أزمتي التأشيرة والهجرة السرية

الصورة للرئيس الجزائري مستقبلاً الوزيرة الأولى ووزير الداخلية الفرنسيين في أكتوبر الماضي (الرئاسة)
الصورة للرئيس الجزائري مستقبلاً الوزيرة الأولى ووزير الداخلية الفرنسيين في أكتوبر الماضي (الرئاسة)

يبحث وزير الداخلية الفرنسي، جيرارد دارمانان، في الجزائر منذ أمس، ملفات محاربة الإرهاب والهجرة غير النظامية، و«قضية التأشيرات»، التي تثير خلافاً حاداً بين البلدين منذ أكثر من سنة.
وجاءت الزيارة، التي تنتهي اليوم، تلبية لدعوة من وزير الداخلية الجزائري إبراهيم مراد، حسب صحيفة لوفيغارو الفرنسية. وأكدت مصادر سياسية جزائرية أن الهدف منها «تسوية خلافين مرتبطين ببعضهما: أزمة المهاجرين الجزائريين المقيمين بفرنسا بشكل غير قانوني، وقرار فرنسا خفض عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين إلى النصف».
ويوحي تنقل دارمانان إلى الضفة الجنوبية للمتوسط بغرض بحث هذين الملفين، بأن البلدين أبديا استعداداً للتوصل إلى «حل وسط» يرضيهما معاً. فالجزائر، على الأرجح، لا تمانع في إصدار قنصلياتها بفرنسا تراخيص تسمح بترحيل مهاجرين غير نظاميين، لكن ليس بالعدد الذي يريده دارمانان وهو سبعة آلاف. كما أن الجزائريين متحفظون بشدَّة حول موضوع «الجنسية الحقيقية» للمهاجرين، الذين تريد فرنسا ترحيلهم إلى الجزائر، ولهذا تقترح دراسة هذه المسألة «حالة بحالة».
وكان دارمانان قد صرح في سبتمبر (أيلول) 2021 بأن الممثليات الدبلوماسية الجزائرية ببلاده ترفض إصدار تصاريح لطرد أكثر من سبعة آلاف مهاجر جزائري. وتضمن كلامه بهذا الخصوص إيحاءات بوجود متطرفين بينهم، يشكلون خطراً على الأمن في فرنسا. غير أن الرئيس عبد المجيد تبون ردّ عليه بعد فترة قصيرة، قائلاً إن «موسى دارمانان تفوه بكذبة كبيرة»، مستعملاً الاسم الأوسط للوزير موسى، وهو اسم جده لوالدته، القناص الجزائري الذي حارب بجانب فرنسا في الحرب العالمية الثانية، مؤكداً أن الجزائر «تلقت 94 طلباً بالترحيل فقط، وتمت الموافقة على 21 منها».
وبسبب ما اعتبرته باريس «رفضاً من الجزائر تسلم مهاجريها غير الشرعيين»، اتخذت قراراً فورياً بتقليص حصتها من التأشيرات، وشمل القرار المغرب وتونس أيضاً، على اعتبار أن المشكلة مطروحة أيضاً مع مهاجري البلدين المغاربيين.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، صرّحت الوزيرة الأولى الفرنسية إليزابيث بورن، عشية زيارة عمل إلى الجزائر، بأن حكومة بلادها «تجري حواراً مع السلطات الجزائرية لجعل تعاوننا في مجال الهجرة أكثر انسيابية وأكثر فعالية، لأن تعزيز التنقل الشرعي، وإفشال التنقلات السرية يعود بالفائدة المشتركة على بلدينا»، مؤكدة أن «مسألة التأشيرة فعل سيادي»، وأن فرنسا «تسعى إلى هجرة منتقاة للطلاب الجامعيين، والمقاولين والمسؤولين السياسيين، والباحثين والفاعلين الثقافيين والرياضيين، مع صرامة أكبر في محاربة الهجرة غير الشرعية».
وقد أجرت بورن مباحثات مع المسؤولين الجزائريين حول هذه القضية، وغادرت بلادهم من دون أن يفتكوا منها تعهداً بحل ما بات يعرف بـ«أزمة التأشيرات».
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، صرح الرئيس إيمانويل ماكرون، على هامش «قمة الفرنكفونية» بتونس، بأنه «غير مقبول هذا الرفض واستعادة المهاجرين السريين، خصوصاً أنهم يتسببون في أنشطة غير مشروعة، وتم التثبت من أنهم مزعجون وخطرون على النظام العام»، وكان يشير ضمناً إلى الدول المغاربية الثلاث، وإلى جرائم وقعت بفرنسا الأشهر الماضية، نُسبت لمهاجرين من المغرب العربي.
أما عن التعاون الأمني بين فرنسا والجزائر، فقد تناولت مباحثات دارمانان مع مراد ومسؤولين بالأمن الجزائري الوضع في مالي، وتحركات المتطرفين وتجار السلاح والمهربين بالحدود بين البلدين. كما تم بحث الوضع في ليبيا وتداعيات الأزمة السياسية والأمنية الداخلية على المنطقة، والهجرة غير الشرعية بالبحر الأبيض المتوسط، وتداعياتها على الأمن في أوروبا.
وفي زيارة دارمانان، الذي جاء مرفوقاً بزوجته، جانب «خاص» أيضاً. فبناء على طلبه نظمت له السلطات الجزائرية زيارة إلى مسقط رأس جده موسى واكيد بمحافظة مستغانم (340 كلم غرب العاصمة)، الذي عرف عنه قتاله الشرس إلى جانب الفرنسيين خلال الحرب العالمية الثانية، في الوقت الذي كانت فيه فرنسا تحت الاحتلال النازي.


مقالات ذات صلة

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

العالم العربي القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

كشفت مصادر ليبية ومصرية متطابقة لـ«الشرق الأوسط» عن سلسلة اتصالات، ستجريها القاهرة مع السلطات في شرق ليبيا، بما في ذلك مجلس النواب و«الجيش الوطني»، لإطلاع المعنيين فيهما على نتائج زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تركيا أخيراً. وأدرجت المصادر هذه الاتصالات «في إطار التنسيق والتشاور بين السلطات المصرية والسلطات في المنطقة الشرقية». ولم تحدد المصادر توقيت هذه الاتصالات، لكنها أوضحت أنها تشمل زيارة متوقعة إلى القاهرة، سيقوم بها عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني». وكان خالد المشري رئيس المجلس الأعلى الدولة الليبي، ناقش مساء السبت مع وزير الخارجية ا

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

أعلنت الحكومة الجزائرية عن «خطة عاجلة» لوقف نزيف الأطباء الذين يهاجرون بكثرة، كل عام، إلى أوروبا وبخاصة فرنسا، بحثاً عن أجور عالية وعن ظروف جيدة لممارسة المهنة. وتفيد إحصاءات «مجلس أخلاقيات الطب»، بأن 15 ألف طبيب يشتغلون في المصحات الفرنسية حالياً، وقد درسوا الطب في مختلف التخصصات في الجزائر. ونزل موضوع «نزيف الأطباء» إلى البرلمان، من خلال مساءلة لوزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي، حول ما إذا كانت الحكومة تبحث عن حل لهذه المشكلة التي تتعاظم من سنة لأخرى.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم العربي تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

يبدأ وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم زيارة إلى تونس تستمر حتى الأربعاء بدعوة من نظيره التونسي نبيل عمار، لإعلان استكمال المراحل المؤدية إلى إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، والبحث في كثير من الملفات الشائكة والعالقة على رأسها ملف الإرهاب، واستقبال الساحة السورية لآلاف من الشباب التونسيين المنضوين في صفوف التنظيمات الإرهابية. وأوردت مختلف وسائل الإعلام التونسي أخباراً حول الزيارة، وبقراءات عدة، من بينها التأكيد على أنها «ترجمة للتوازنات الجيوسياسية الإقليمية التي تعرفها المنطقة العربية، ومن بينها السعي نحو عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية». وكانت مؤسسة الرئاسة التونسية صورت عودة ا

المنجي السعيداني (تونس)
العالم العربي المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

دعت «الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالمغرب» -أحد ممثلي ناشري الصحف في البلاد- أعضاء البرلمان بغرفتيه (مجلس النواب ومجلس المستشارين)، إلى إسقاط مشروع قانون صادقت عليه الحكومة، يقضي بإنشاء لجنة مؤقتة لتسيير «المجلس الوطني للصحافة» المنتهية ولايته، بدل إجراء انتخابات. وجاءت هذه الدعوة في وقت ينتظر فيه أن يشرع مجلس النواب في مناقشة المشروع قريباً. وذكر بيان لـ«الفيدرالية» مساء السبت، أنه تلقى «بارتياح، التصدي القوي والتلقائي لهذا المشروع من طرف الرأي العام المهني، والمجتمع المدني، وفاعلين جمعويين وسياسيين، وشخصيات مشهود لها بالنزاهة والكفاءة»، معتبراً: «إن هذا الموضوع لا يهم باستهداف منظمات مهن

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم العربي باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

قال فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية، إنه باقٍ في منصبه «إلى أن تتفق الأطراف الليبية كافة على قوانين انتخابية يُرحب بها دولياً، والبدء في الإعلان عن مواعيد محددة للاستحقاق الانتخابي...

جاكلين زاهر (القاهرة)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».