10 لحظات لا تنسى في مونديال 2022

بطولة كأس العالم في قطر شهدت على احتفالات مذهلة وإنجازات حطمت الأرقام القياسية من قبل المنتخبات المشاركة (رويترز)
بطولة كأس العالم في قطر شهدت على احتفالات مذهلة وإنجازات حطمت الأرقام القياسية من قبل المنتخبات المشاركة (رويترز)
TT

10 لحظات لا تنسى في مونديال 2022

بطولة كأس العالم في قطر شهدت على احتفالات مذهلة وإنجازات حطمت الأرقام القياسية من قبل المنتخبات المشاركة (رويترز)
بطولة كأس العالم في قطر شهدت على احتفالات مذهلة وإنجازات حطمت الأرقام القياسية من قبل المنتخبات المشاركة (رويترز)

قدمت بطولة كأس العالم في قطر وجبة كروية دسمة على مدار شهر مضى، في ظل وجود مفاجآت وأهداف رائعة واحتفالات مذهلة وإنجازات حطمت الأرقام القياسية من قبل المنتخبات المشاركة.
وفيما يلي أبرز 10 لحظات اختارها فريق مراسلي «رويترز» الذين غطوا البطولة:
* السعودية تفاجئ الأرجنتين
كانت الأرجنتين متأهبة في مباراتها الافتتاحية بالمجموعة الثالثة بعد أن سجل ليونيل ميسي ركلة جزاء في الشوط الأول. لكن الأخضر السعودي انتفض بعد الاستراحة ليطلق صالح الشهري تسديدة منخفضة مدركا التعادل. وبعدها بخمس دقائق، سدد سالم الدوسري كرة قوية مسجلا الهدف الثاني ليغادر لاعبو الأرجنتين أرضية الملعب في حالة من عدم التصديق بينما تغنى مشجعو السعودية بفرح بعبارة «وين ميسي؟».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1595395237735632896?s=20&t=VqWOtQSKsZhjDjHv_MK_QQ
* الانتظار العصيب لكوريا الجنوبية
عندما سجل هوانج هي - تشان هدف الفوز في الوقت المحتسب بدل الضائع لكوريا الجنوبية في آخر مباراة بالمجموعة الثامنة، شكل هذا بداية الجزء الصعب في تلك الأمسية. وبعد ذلك، اضطر لاعبو كوريا إلى قضاء ما يقرب من 10 دقائق مؤلمة في تجمع ضيق بدائرة منتصف الملعب وهم يحدقون في الهواتف، على أمل ألا تسجل أوروجواي هدفا آخر في مرمى غانا. وأخيرا بعد ضمان الصعود لدور 16، انطلق لاعبو كوريا الجنوبية بشكل جماعي نحو جماهيرهم التي بدت في حالة فرح كبير.
* الساحر ميسي يربك الكرواتي جفارديول
كان هذا هو تأثير اللاعب الأرجنتيني صاحب القميص رقم 10 في قطر ما قد يمكن النجم الفائز بالكرة الذهبية سبع مرات من أن يشارك بأكثر من لحظة لا تنسى في تلك النهائيات. لكن الطريقة التي تعامل بها مع المدافع الكرواتي صاحب القناع يوسكو جفارديول، وخداعه له بتحويل رائع لاتجاهه ليصنع الهدف الثالث في الانتصار 3 - صفر في مباراة الدور قبل النهائي أضافت المزيد لعبقرية اللاعب البالغ من العمر 35 عاماً.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1602966214388506624?s=20&t=vQwQj3VNn2glg_Zphjzggg
* رونالدو يودع آخر مشاركة له في كأس العالم بالدموع
أصبح تميمة حظ البرتغال أول لاعب يسجل في خمس نسخ لكأس العالم بعد تنفيذه ركلة جزاء أمام غانا. لكن اللاعب البالغ من العمر 37 عاماً جرى استبعاده من التشكيلة الأساسية بعد ذلك. وبعد فشله في إنقاذ فريقه بعد حلوله بديلا في دور الثمانية أمام المغرب، التقطته العدسات وهو يبكي بحرقة أثناء سيره في نفق اللاعبين.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1601874430657003520?s=20&t=pr4-XFUgSvlrmOJECYIAQg
*أول امرأة تدير مباراة في كأس العالم للرجال
تم اختيار الفرنسية ستيفاني فرابار لتولي إدارة المباراة الأخيرة لألمانيا في المجموعة الخامسة أمام كوستاريكا، لتصبح أول امرأة تدير مباراة في كأس العالم للرجال.
ووصف لويس فرناندو سواريز مدرب كوستاريكا ذلك بأنها خطوة كبيرة للأمام في «رياضة للجنسين». وقدمت فرابار (39 عاماً) عرضاً هادئا وواثقا في المباراة التي فازت بها ألمانيا.

*اليابان تعود لتفاجئ ألمانيا
قبل انطلاق المباراة الافتتاحية للمجموعة الخامسة، وضع لاعبو ألمانيا أيديهم على أفواههم احتجاجا على تهديد الاتحاد الدولي (الفيفا) بفرض عقوبات على من يرتدون شارة «حب واحد».
ومع صفارة النهاية، أصيب لاعبو ألمانيا بالدهشة بعد أن نجح بديلا اليابان ريتسو دوان وتاكوما أسانو في تحقيق فوز غير متوقع 2 - 1 لمنتخب الساموراي الأزرق الذي احتفل مشجعوه بقوة قبل جمعهم القمامة الملقاة في الملعب.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1598692967077683200?s=20&t=M8kjpff0wgiNkvghPeN0sA
* مشجعو المغرب
توجه الآلاف منهم نحو الخليج لتشجيع أسود الأطلس وحصلوا على مكافأة ثمينة عندما أصبح المغرب أول بلد أفريقي وعربي يصل إلى قبل نهائي كأس العالم.
وكان الصخب الذي أحدثته جحافل من المشجعين يرتدون ملابس حمراء اللون في الملاعب يصم الآذان ووصل إلى مستويات محمومة في الانتصار على إسبانيا بركلات الترجيح في دور 16 وأمام البرتغال في دور الثمانية عندما انطلقت صفارات قوية مع كل لمسة من قبل المنتخب المنافس ليحافظ المغرب على تقدمه 1 - صفر حتى النهاية.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1598749338498367519?s=20&t=M8kjpff0wgiNkvghPeN0sA
* ارتباك شديد في الجولة الأخيرة بالمجموعة الخامسة
جاءت نهاية مباريات المجموعة التي بدأت بخسارة ألمانيا أمام اليابان وفوز إسبانيا الساحق بسبعة أهداف على حساب كوستاريكا في أمسية صاخبة كادت تقلب توقعات أوساط كرة القدم رأسا على عقب.
وكانت ألمانيا بحاجة للفوز على كوستاريكا وأن تفوز إسبانيا على اليابان لتتأهل كوصيف لمتصدر المجموعة، وكان هذا بالضبط ما وصل إليه الحال بنهاية الشوط الأول. ثم أصاب الجنون كل شيء.
فقد سجلت اليابان هدفين في ثلاث دقائق في وقت مبكر من الشوط الثاني وقلبت كوستاريكا الدفة في مباراتها أمام ألمانيا لتتصدر الترتيب. ولمدة أربع دقائق، أظهر الترتيب الحي للمجموعة احتلال اليابان وكوستاريكا للمركزين الأول والثاني مع خروج إسبانيا وألمانيا.
وانتهى الأمر بفوز ألمانيا 4 - 2 لتنقذ إسبانيا، رغم أن الألمان كانوا على متن رحلة العودة لبلادهم في اليوم التالي.
* مبابي يغزو بولندا
عزز كيليان مبابي سمعته كواحد من أفضل اللاعبين في العالم خلال نسخة قطر وبدا اللاعب الفرنسي الشاب وببساطة غير قابل للإيقاف في دور الستة عشر أمام بولندا.
فقد استطاع في البداية أن يمرر الكرة لأوليفييه جيرو الذي افتتح التسجيل، ثم تولى زمام الأمور بنفسه بإنهاء رائع في مناسبتين ليحقق الفوز لفرنسا 3 - صفر. وسجل مبابي متوسط سرعة 35.3 كيلومتر في الساعة أثناء المباراة.
* الكاميروني أبو بكر يهزم البرازيل قبل طرده
انتهت حالة الهوس التي شهدها دور المجموعات بشكل شبه كوميدي، حيث سجل الكاميروني فينسن أبو بكر هدف الفوز في الوقت المحتسب بدل الضائع أمام البرازيل المتأهلة بالفعل ليخلع قميصه وهو يحتفل. ونال أبو بكر على الفور البطاقة الصفراء الثانية من قبل حكم المباراة الذي بدا آسفا على ما حدث وصافح اللاعب المطرود.


مقالات ذات صلة

رئيس الخطوط الجوية القطرية: نتطلع للتعاون مع «طيران الرياض»

الاقتصاد رئيس الخطوط الجوية القطرية: نتطلع للتعاون مع «طيران الرياض»

رئيس الخطوط الجوية القطرية: نتطلع للتعاون مع «طيران الرياض»

تطلّع أكبر الباكر، الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية القطرية، إلى التعاون مع شركة «طيران الرياض» السعودية، التي تأسست مؤخراً بهدف منافسة شركات القطاع الإقليمية. وأضاف الباكر خلال مؤتمر صحافي بمعرض سوق السفر العربي في دبي: «هناك كثير من الأعمال التجارية المتاحة للجميع. سنتعاون معها وندعمها»، مبيناً أن «(الخطوط القطرية) مستعدة للسعي إلى عمليات مشاركة بالرمز وتبادل المساعدة الفنية مع شركة طيران الرياض». ولفت إلى أن الشركة قد تزيد عدد المقاصد من 170 حالياً إلى أكثر من 255، ضمن خططها الرامية إلى تحقيق نمو سريع، لافتاً إلى أن الزيادة ستعتمد على تسليم مزيد من الطائرات إلى شركته.

«الشرق الأوسط» (دبي)
الاقتصاد التضخم السنوي يصعد في قطر

التضخم السنوي يصعد في قطر

قالت قطر إن مؤشر أسعار المستهلك في الدولة ارتفع بنسبة 4.01 في المائة في مارس (آذار) الماضي على أساس سنوي، قياساً مع الشهر ذاته من عام 2022، ليصل إلى 105.5 نقطة، بينما انخفض على أساس شهري، بنسبة 0.20 في المائة، مقارنة بفبراير (شباط) الماضي. ويضم المؤشر، الذي يقيس التضخم، 12 مجموعة رئيسية من السلع الاستهلاكية تندرج تحتها 737 سلعة وخدمة، ومحسوب على سنة أساس (2018)، تبعاً للنتائج المحسوبة من بيانات مسح إنفاق دخل الأسرة (2017 - 2018). ويعود الارتفاع السنوي للمؤشر إلى زيادة أسعار 8 مجموعات، هي مجموعة الترفيه والثقافة بنسبة 13.63 في المائة، تلتها مجموعة السكن والماء والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأ

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
الخليج «التعاون الإسلامي» ترحب بعودة العلاقات البحرينية - القطرية

«التعاون الإسلامي» ترحب بعودة العلاقات البحرينية - القطرية

رحبت منظمة التعاون الإسلامي بعودة العلاقات الدبلوماسية بين البحرين وقطر، عقب قرار نتج عن اجتماع لجنة المتابعة القطرية - البحرينية الثاني في الرياض. وأشاد الأمين العام للمنظمة حسين إبراهيم طه، بهذا القرار الذي يؤكد حرص دول الخليج على رأب الصدع، مما سيسهم في تعزيز التعاون والتكامل بين دول المنطقة وتحقيق تطلعات شعوبها، فضلاً عن تعزيز العمل الإسلامي المشترك.

«الشرق الأوسط» (جدة)
إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البحرين وقطر

إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البحرين وقطر

قررت البحرين وقطر إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما، جاء ذلك خلال الاجتماع الثاني للجنة المتابعة البحرينية - القطرية في مقر «الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية» بمدينة الرياض. وترأس وفد البحرين الدكتور الشيخ عبد الله بن أحمد آل خليفة وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية، وترأس وفد قطر الدكتور أحمد بن حسن الحمادي أمين عام وزارة الخارجية. وأكد الجانبان، خلال الاجتماع، أن هذه الخطوة تأتي انطلاقاً من الرغبة المتبادلة في تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التكامل والوحدة الخليجية، وفقاً لمقاصد النظام الأساسي لـ«مجلس التعاون لدول الخليج العربية»، واحتراماً لمبادئ المساواة بين الدول، والسياد

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج ترحيب خليجي بعودة العلاقات القطرية ـ البحرينية

ترحيب خليجي بعودة العلاقات القطرية ـ البحرينية

أعربت وزارة الخارجية السعودية عن ترحيب المملكة بقرار عودة العلاقات الدبلوماسية بين البحرين وقطر، «التي أُعلِن عنها عقب اجتماع لجنة المتابعة القطرية - البحرينية الثاني، في الرياض». ونوهت «الخارجية» بهذه الخطوة التي وصفتها بـ«الإيجابية»، والتي «تؤكد متانة العلاقات بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتسهم في تعزيز العمل الخليجي المشترك، بما يحقق تطلعات دول وشعوب المنطقة».

«الشرق الأوسط» (الدمام)

من عصر دي ستيفانو إلى حقبة كارفاخال... ريال مدريد يواصل صنع المعجزات

الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
TT

من عصر دي ستيفانو إلى حقبة كارفاخال... ريال مدريد يواصل صنع المعجزات

الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)

في مايو (أيار) 2004، قام طفل يبلغ من العمر 12 عاماً بشعر أصفر طويل ينتظره مستقبل مشرق، بوضع قميص ريال مدريد الأبيض بجوار أحد الأعمدة الموجودة في ملعب التدريب بالنادي الموجود به لوح من الغرانيت عليه العبارة الشهيرة «يحترم ماضيه، ويتعلم من حاضره، ويؤمن بمستقبله». وفي اليوم الأول من يونيو (حزيران) 2024، كان هذا الطفل، الذي أصبح رجلا يبلغ من العمر 32 عاماً بلحية رمادية وصنع تاريخاً حافلاً، يرتدي هذا القميص على ملعب ويمبلي، وقفز ليسجل برأسه في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا ليقود النادي الملكي لاستكمال أعظم إنجاز في تاريخه على الإطلاق. وأشير بهذا إلى داني كارفاخال.

لقد مر عشرون عاماً تقريباً منذ ذلك اليوم في عام 2004. في ذلك اليوم، وقف كارفاخال، وهو طفل صغير في أكاديمية الناشئين، إلى جانب ألفريدو دي ستيفانو، البالغ من العمر 78 عاماً، والذي يعد أهم لاعب في تاريخ أندية كرة القدم، ورمزا لكل شيء: الرجل الذي غيّر وصوله عام 1953 ريال مدريد ولعبة كرة القدم إلى الأبد، والذي شكّل أسطورة النادي وهويته. والآن، عندما يتعلق الأمر ببطولة دوري أبطال أوروبا؛ تلك المسابقة التي يشعر ريال مدريد بأنها أصبحت ملكا له، أصبح كارفاخال يتفوق على دي ستيفانو. قد يبدو هذا سخيفاً للبعض، لكن هذا هو ما حدث مؤخراً.

عندما فاز ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا عام 1960 بعد الفوز على إينتراخت فرنكفورت 7 - 3 في مباراة من أعظم المباريات عبر التاريخ (ب.أ)

لقد فاز عدد قليل من اللاعبين بنفس عدد بطولات دوري أبطال أوروبا التي فاز بها كارفاخال، حيث نجح خمسة لاعبين في الحصول على اللقب ست مرات، من بينهم أربعة من زملاء كارفاخال: فبعد الفوز على بوروسيا دورتموند في المباراة النهائية بهدفين دون رد على ملعب ويمبلي، انضم كارفاخال ولوكا مودريتش وناتشو فرنانديز وتوني كروس إلى باكو خينتو - الذي ظل رقمه القياسي المتمثل في أكثر اللاعبين فوزا بالبطولة صامدا لمدة 58 عاماً - كأكثر اللاعبين فوزا باللقب على الإطلاق. ويُعد كارفاخال هو اللاعب الوحيد من هذا الجيل الذي شارك أساسياً في جميع المباريات النهائية الست، على الرغم من أنه خرج مستبدلا في مباراتين منها. وقال كارفاخال والدموع في عينيه بعد الفوز على بوروسيا دورتموند في المباراة النهائية التي سجل فيها هدفا: «لقد جئت إلى هنا وأنا طفل صغير، والآن أنا هنا. سيكون من الصعب للغاية أن يكسر أحد هذا الرقم الذي حققناه».

لقد كان هناك كثير من الصور، وكثير من التصريحات، وكثير من اللحظات، التي ستظل خالدة في الأذهان بعد فوز «الميرنغي» بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الـ 15 – نعم المرة الخامسة عشرة، هل تصدقون هذا؟ لقد كانت هذه هي آخر مباراة للنجم الألماني توني كروس، الذي أعلن اعتزاله كرة القدم بنهاية الموسم الحالي. وسجل راقص السامبا البرازيلي فينيسيوس جونيور هدفاً أخر في المباراة النهائية للبطولة الأقوى في القارة العجوز، وهو لا يزال في الثالثة والعشرين من عمره، وهو الأمر الذي جعل المدير الفني لريال مدريد، كارلو أنشيلوتي، يرشح النجم البرازيلي للفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم لهذا العام، قائلاً: «إنه يستحق الكرة الذهبية بلا شك». وقال جود بيلينغهام، الذي لا يزال في العشرين من عمره، إنه ظل متماسكاً حتى رأى أمه وأباه بعد المباراة. وأشاد بيلينغهام بأنشيلوتي قائلاً: «إنه يعرف جيدا ما يفعله». لقد فاز ريال مدريد باللقب هذا الموسم، بنفس الطريقة التي رأيناها من قبل، حيث يبدو الفريق عرضة للهزيمة في بعض الأوقات، لكنه يعود بكل قوة ويحسم الأمور تماماً لصالحه في نهاية المطاف.

كارفاخال وفرحة افتتاح التهديف لريال مدريد (أ.ب)

لم يكن أحد يشك في قدرة ريال مدريد على حسم اللقب، لم يخسر النادي الملكي أي مباراة نهائية في هذه البطولة منذ عام 1981، فقد لعب الفريق تسع مباريات نهائية وفاز بها جميعا. وقال كروس: «يبدو أنه لا يمكن هزيمتنا في مثل هذه المباريات. إنه لأمر جنوني أن أتساوى مع خينتو كأكثر اللاعبين فوزا بلقب هذه البطولة، وهو أمر لم أتخيل أبدا أنني سأحققه». ولا يقتصر الأمر على فوز ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة عشرة في تاريخه فحسب، لكن النادي الملكي فاز أيضا بست من هذه البطولات في آخر عشر سنوات: من لشبونة 2014 إلى لندن 2024. وسيبقى إنجاز خينتو - لاعب ريال مدريد الوحيد الذي فاز بأول خمس كؤوس أوروبية في الفترة بين عامي 1956 و1960 قبل أن يفوز باللقب للمرة السادسة في عام 1966- خالداً.

ويظل فريق عام 1966 متفرداً للغاية، حيث كان ريال مدريد قد خرج من البطولة لأول مرة في عام 1960 - على يد برشلونة - وخسر المباراة النهائية في عامي 1962 و1964. وكان دي ستيفانو قد رحل، ولم يكن النادي في حالة جيدة من الناحية الاقتصادية. وكان الفريق الذي تغلب على نادي بارتيزان في نهائي عام 1966 مكوناً بالكامل من اللاعبين الإسبان. وإذا كان ذلك يساهم في عدم النظر إلى الفريق الحالي على أنه يحاكي الجيل الذهبي لريال مدريد، الذي فاز بأول خمس كؤوس أوروبية، فهناك عناصر أخرى تدعم ذلك أيضاً، وهي أن ذلك الفريق هو الذي بنى وشكّل هوية ريال مدريد، وكان فريقا لا يقهر، وهيمن على الساحة الكروية بشكل قد لا يضاهيه أو يحاكيه هذا الجيل. وبدلاً من ذلك، فاز الفريق الحالي لريال مدريد ببعض بطولاته الأوروبية خلال السنوات الأخيرة بصعوبة شديدة، بل وبقدر كبير من الحظ في نظر البعض. وكان هناك اتفاق على أن الفوز ببطولة عام 2022 كان «سخيفاً» بضع الشيء، إن جاز التعبير، ثم جاءت الخسارة الثقيلة برباعية نظيفة أمام مانشستر سيتي في العام التالي كأنها «عادلة» تماماً، لكي تعكس القوة الحقيقية للفريق.

ومع ذلك، وكما قال كروس بعد تلك الخسارة أمام مانشستر سيتي: «ليس من الطبيعي أن نفوز بدوري أبطال أوروبا طوال الوقت. آخر مرة سمعت فيها أن هناك نهاية حقبة في هذا النادي كانت في عام 2019، لذلك نحن بخير». لقد كان النجم الألماني محقا تماماً في تلك التصريحات، فقد كان ريال مدريد على ما يرام، بل وكان أفضل من أي ناد آخر. لقد فاز النادي بست كؤوس أوروبية في عقد واحد من الزمان، وهو إنجاز لا يضاهيه أي إنجاز آخر، بما في ذلك الإنجاز التاريخي الذي حققه النادي في الخمسينات والستينات من القرن الماضي. في بعض الأحيان تكون بحاجة إلى الابتعاد قليلاً عن التاريخ الذي تصنعه لكي تدرك حجم الإنجازات التي حققتها بالفعل. الزمن يغير التصورات: يُنظر إلى الماضي بشكل مختلف، وفي يوم من الأيام سيصبح ما يفعله النادي حالياً ماضياً، وسيُنظر إليه على أنه شيء استثنائي.

لم يكن ريال مدريد في الخمسينات والستينات من القرن الماضي فريقا غير قابل للهزيمة أيضا، لكن لا يوجد أي شيء يمكن أن ينتقص من حجم الإنجازات التي حققها ذلك الفريق. وخلال السنوات الخمس الأولى التي فاز فيها ريال مدريد بكأس أوروبا، كان بطلا لإسبانيا مرتين، في حين فاز أتلتيك وبرشلونة بلقب الدوري ثلاث مرات خلال تلك الفترة. وعندما فاز ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة السادسة، كان أتلتيكو مدريد هو من فاز بلقب الدوري المحلي. وكانت خمسة فرق - أتلتيك وبرشلونة وأتلتيكو مدريد وديبورتيفو وفالنسيا - أبطال إسبانيا عندما كان ريال مدريد بطلاً لأوروبا.

لكن ما المشكلة في ذلك؟ يكفي ريال مدريد فخرا أنه فاز بستة ألقاب لدوري أبطال أوروبا في عقد واحد فقط من الزمان! وفي الواقع، يمتلك الفريق الحالي لريال مدريد سجلا أفضل من الجيل الذهبي فيما يتعلق بعدد مرات الفوز بلقب الدوري. ويجب الإشارة هنا إلى أنه بعد عام 1966، بقي ريال مدريد 32 عاماً دون أن ينجح في الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا. لقد عاد ليفوز باللقب الأوروبي في عامي 2000 و2002، على الرغم من أن الفرق التي فازت باللقب في المرات السابعة والثامنة والتاسعة كانت مختلفة بشكل كبير، والدليل على ذلك أن روبرتو كارلوس وراؤول وفرناندو مورينتس كانوا هم اللاعبين الثلاثة فقط الذين شاركوا في المباريات النهائية الثلاث لهذه البطولات، وسجل زيدان ذلك الهدف الخرافي في نهاية أول موسم له مع النادي الملكي.

أنشيلوتي أكد أن الفوز بدوري الأبطال للمرة الـ15 كان أصعب من المتوقع (أ.ب)

وكان النادي قد بنى فريقه الغلاكتيكوس (العظماء) الشهير، لكنه تعثر، وواجه صعوبة كبيرة في الفوز باللقب العاشر، وظل الأمر على هذا النحو لأكثر من عقد من الزمان. وعلى مدار ستة أعوام متتالية، لم يتمكن ريال مدريد من تحقيق الفوز في الأدوار الإقصائية. لقد انتظر النادي اثني عشر عاماً، وهو ما بدا وكأنه وقت طويل للغاية، لكي يصل مرة أخرى إلى المباراة النهائية في لشبونة في عام 2014. وكان الفريق خاسراً أمام أتلتيكو مدريد حتى الدقيقة 92، قبل أن ينجح سيرخيو راموس في إحراز الهدف القاتل بضربة رأس قوية، لتكون بالتأكيد اللحظة الأكثر تأثيرا بعد ذلك في تاريخ ريال مدريد. وقال بول كليمنت، مساعد أنشيلوتي، في وقت لاحق: «كل صباح كل يوم عندما كان راموس يأتي، كنت أشعر بالرغبة في تقبيله». لقد كان الفريق ينتظر النهاية الأكثر صدمة، وكان كل شيء على وشك الانهيار، قبل أن يتدخل راموس وينقذ كل شيء.

وبدلا من ذلك، كانت هذه هي نقطة البداية والانطلاقة الحقيقية. لقد فاز ريال مدريد باللقب للمرة العاشرة. وبعد ذلك بعامين، فاز باللقب ثلاث مرات متتالية، في إنجاز استثنائي بكل تأكيد. لقد بدا الأمر وكأن النادي لن يكون قادرا على تكرار ذلك الأمر، خاصة بعد رحيل النجوم البارزين - كريستيانو رونالدو، وسيرخيو راموس، وغاريث بيل، وكاسيميرو، ورافائيل فاران - وكذلك المديرين الفنيين، حيث أقيل أنشيلوتي من منصبه في غضون عام واحد، ثم رحل زيدان، الذي بدأ مساعداً لأنشيلوتي وأصبح بعد ذلك المدير الفني الأكثر نجاحاً في البطولة.

لاعبو ريال مدريد يواصلون احتفالاتهم في حافلة جابت شوارع العاصمة (أ.ف.ب)

وكان ريال مدريد يعاني من أجل العثور على بديل مناسب. وفي أحد الأيام، تلقى خوسيه أنخيل سانشيز، المدير العام للنادي، مكالمة هاتفية من أنشيلوتي حول إمكانية تعاقد إيفرتون مع بعض لاعبي ريال مدريد على سبيل الإعارة. وخلال المحادثة، سأله أنشيلوتي عن الكيفية التي تسير بها عملية البحث عن مدير فني جديد، وقال له سانشيز إن الأمور لا تسير بشكل جيد. وعندئذ، قال أنشيلوتي مازحا: «حسناً، هناك مرشح واحد واضح، وهو أفضل مدرب في العالم (يعني نفسه)»، وقال: «هل نسيتم من قادكم للحصول على لقب دوري أبطال أوروبا للمرة العاشرة؟»، وفي اليوم التالي، تلقى أنشيلوتي اتصالاً بشأن توليه قيادة ريال مدريد، وفي غضون ثلاث سنوات، رفع ريال مدريد الكأس ذات الأذنين للمرة الحادية عشرة والمرة الثانية عشرة، ليكون هذا هو أفضل عقد من الزمان لأكبر ناد في العالم، بقيادة المدير الفني الأكثر نجاحاً على الإطلاق في هذه المسابقة، وبمشاركة أربعة من أنجح خمسة لاعبين في تاريخ النادي. أما كارفاخال الذي وضع الحجر الأول في ملعب التدريب قبل 20 عاماً، فكان هو من وضع اللمسة الأخيرة على الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة عشرة، في إنجاز استثنائي!

* خدمة «الغارديان»