10 لحظات لا تنسى في مونديال 2022

بطولة كأس العالم في قطر شهدت على احتفالات مذهلة وإنجازات حطمت الأرقام القياسية من قبل المنتخبات المشاركة (رويترز)
بطولة كأس العالم في قطر شهدت على احتفالات مذهلة وإنجازات حطمت الأرقام القياسية من قبل المنتخبات المشاركة (رويترز)
TT

10 لحظات لا تنسى في مونديال 2022

بطولة كأس العالم في قطر شهدت على احتفالات مذهلة وإنجازات حطمت الأرقام القياسية من قبل المنتخبات المشاركة (رويترز)
بطولة كأس العالم في قطر شهدت على احتفالات مذهلة وإنجازات حطمت الأرقام القياسية من قبل المنتخبات المشاركة (رويترز)

قدمت بطولة كأس العالم في قطر وجبة كروية دسمة على مدار شهر مضى، في ظل وجود مفاجآت وأهداف رائعة واحتفالات مذهلة وإنجازات حطمت الأرقام القياسية من قبل المنتخبات المشاركة.
وفيما يلي أبرز 10 لحظات اختارها فريق مراسلي «رويترز» الذين غطوا البطولة:
* السعودية تفاجئ الأرجنتين
كانت الأرجنتين متأهبة في مباراتها الافتتاحية بالمجموعة الثالثة بعد أن سجل ليونيل ميسي ركلة جزاء في الشوط الأول. لكن الأخضر السعودي انتفض بعد الاستراحة ليطلق صالح الشهري تسديدة منخفضة مدركا التعادل. وبعدها بخمس دقائق، سدد سالم الدوسري كرة قوية مسجلا الهدف الثاني ليغادر لاعبو الأرجنتين أرضية الملعب في حالة من عدم التصديق بينما تغنى مشجعو السعودية بفرح بعبارة «وين ميسي؟».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1595395237735632896?s=20&t=VqWOtQSKsZhjDjHv_MK_QQ
* الانتظار العصيب لكوريا الجنوبية
عندما سجل هوانج هي - تشان هدف الفوز في الوقت المحتسب بدل الضائع لكوريا الجنوبية في آخر مباراة بالمجموعة الثامنة، شكل هذا بداية الجزء الصعب في تلك الأمسية. وبعد ذلك، اضطر لاعبو كوريا إلى قضاء ما يقرب من 10 دقائق مؤلمة في تجمع ضيق بدائرة منتصف الملعب وهم يحدقون في الهواتف، على أمل ألا تسجل أوروجواي هدفا آخر في مرمى غانا. وأخيرا بعد ضمان الصعود لدور 16، انطلق لاعبو كوريا الجنوبية بشكل جماعي نحو جماهيرهم التي بدت في حالة فرح كبير.
* الساحر ميسي يربك الكرواتي جفارديول
كان هذا هو تأثير اللاعب الأرجنتيني صاحب القميص رقم 10 في قطر ما قد يمكن النجم الفائز بالكرة الذهبية سبع مرات من أن يشارك بأكثر من لحظة لا تنسى في تلك النهائيات. لكن الطريقة التي تعامل بها مع المدافع الكرواتي صاحب القناع يوسكو جفارديول، وخداعه له بتحويل رائع لاتجاهه ليصنع الهدف الثالث في الانتصار 3 - صفر في مباراة الدور قبل النهائي أضافت المزيد لعبقرية اللاعب البالغ من العمر 35 عاماً.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1602966214388506624?s=20&t=vQwQj3VNn2glg_Zphjzggg
* رونالدو يودع آخر مشاركة له في كأس العالم بالدموع
أصبح تميمة حظ البرتغال أول لاعب يسجل في خمس نسخ لكأس العالم بعد تنفيذه ركلة جزاء أمام غانا. لكن اللاعب البالغ من العمر 37 عاماً جرى استبعاده من التشكيلة الأساسية بعد ذلك. وبعد فشله في إنقاذ فريقه بعد حلوله بديلا في دور الثمانية أمام المغرب، التقطته العدسات وهو يبكي بحرقة أثناء سيره في نفق اللاعبين.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1601874430657003520?s=20&t=pr4-XFUgSvlrmOJECYIAQg
*أول امرأة تدير مباراة في كأس العالم للرجال
تم اختيار الفرنسية ستيفاني فرابار لتولي إدارة المباراة الأخيرة لألمانيا في المجموعة الخامسة أمام كوستاريكا، لتصبح أول امرأة تدير مباراة في كأس العالم للرجال.
ووصف لويس فرناندو سواريز مدرب كوستاريكا ذلك بأنها خطوة كبيرة للأمام في «رياضة للجنسين». وقدمت فرابار (39 عاماً) عرضاً هادئا وواثقا في المباراة التي فازت بها ألمانيا.

*اليابان تعود لتفاجئ ألمانيا
قبل انطلاق المباراة الافتتاحية للمجموعة الخامسة، وضع لاعبو ألمانيا أيديهم على أفواههم احتجاجا على تهديد الاتحاد الدولي (الفيفا) بفرض عقوبات على من يرتدون شارة «حب واحد».
ومع صفارة النهاية، أصيب لاعبو ألمانيا بالدهشة بعد أن نجح بديلا اليابان ريتسو دوان وتاكوما أسانو في تحقيق فوز غير متوقع 2 - 1 لمنتخب الساموراي الأزرق الذي احتفل مشجعوه بقوة قبل جمعهم القمامة الملقاة في الملعب.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1598692967077683200?s=20&t=M8kjpff0wgiNkvghPeN0sA
* مشجعو المغرب
توجه الآلاف منهم نحو الخليج لتشجيع أسود الأطلس وحصلوا على مكافأة ثمينة عندما أصبح المغرب أول بلد أفريقي وعربي يصل إلى قبل نهائي كأس العالم.
وكان الصخب الذي أحدثته جحافل من المشجعين يرتدون ملابس حمراء اللون في الملاعب يصم الآذان ووصل إلى مستويات محمومة في الانتصار على إسبانيا بركلات الترجيح في دور 16 وأمام البرتغال في دور الثمانية عندما انطلقت صفارات قوية مع كل لمسة من قبل المنتخب المنافس ليحافظ المغرب على تقدمه 1 - صفر حتى النهاية.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1598749338498367519?s=20&t=M8kjpff0wgiNkvghPeN0sA
* ارتباك شديد في الجولة الأخيرة بالمجموعة الخامسة
جاءت نهاية مباريات المجموعة التي بدأت بخسارة ألمانيا أمام اليابان وفوز إسبانيا الساحق بسبعة أهداف على حساب كوستاريكا في أمسية صاخبة كادت تقلب توقعات أوساط كرة القدم رأسا على عقب.
وكانت ألمانيا بحاجة للفوز على كوستاريكا وأن تفوز إسبانيا على اليابان لتتأهل كوصيف لمتصدر المجموعة، وكان هذا بالضبط ما وصل إليه الحال بنهاية الشوط الأول. ثم أصاب الجنون كل شيء.
فقد سجلت اليابان هدفين في ثلاث دقائق في وقت مبكر من الشوط الثاني وقلبت كوستاريكا الدفة في مباراتها أمام ألمانيا لتتصدر الترتيب. ولمدة أربع دقائق، أظهر الترتيب الحي للمجموعة احتلال اليابان وكوستاريكا للمركزين الأول والثاني مع خروج إسبانيا وألمانيا.
وانتهى الأمر بفوز ألمانيا 4 - 2 لتنقذ إسبانيا، رغم أن الألمان كانوا على متن رحلة العودة لبلادهم في اليوم التالي.
* مبابي يغزو بولندا
عزز كيليان مبابي سمعته كواحد من أفضل اللاعبين في العالم خلال نسخة قطر وبدا اللاعب الفرنسي الشاب وببساطة غير قابل للإيقاف في دور الستة عشر أمام بولندا.
فقد استطاع في البداية أن يمرر الكرة لأوليفييه جيرو الذي افتتح التسجيل، ثم تولى زمام الأمور بنفسه بإنهاء رائع في مناسبتين ليحقق الفوز لفرنسا 3 - صفر. وسجل مبابي متوسط سرعة 35.3 كيلومتر في الساعة أثناء المباراة.
* الكاميروني أبو بكر يهزم البرازيل قبل طرده
انتهت حالة الهوس التي شهدها دور المجموعات بشكل شبه كوميدي، حيث سجل الكاميروني فينسن أبو بكر هدف الفوز في الوقت المحتسب بدل الضائع أمام البرازيل المتأهلة بالفعل ليخلع قميصه وهو يحتفل. ونال أبو بكر على الفور البطاقة الصفراء الثانية من قبل حكم المباراة الذي بدا آسفا على ما حدث وصافح اللاعب المطرود.


مقالات ذات صلة

رئيس الخطوط الجوية القطرية: نتطلع للتعاون مع «طيران الرياض»

الاقتصاد رئيس الخطوط الجوية القطرية: نتطلع للتعاون مع «طيران الرياض»

رئيس الخطوط الجوية القطرية: نتطلع للتعاون مع «طيران الرياض»

تطلّع أكبر الباكر، الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية القطرية، إلى التعاون مع شركة «طيران الرياض» السعودية، التي تأسست مؤخراً بهدف منافسة شركات القطاع الإقليمية. وأضاف الباكر خلال مؤتمر صحافي بمعرض سوق السفر العربي في دبي: «هناك كثير من الأعمال التجارية المتاحة للجميع. سنتعاون معها وندعمها»، مبيناً أن «(الخطوط القطرية) مستعدة للسعي إلى عمليات مشاركة بالرمز وتبادل المساعدة الفنية مع شركة طيران الرياض». ولفت إلى أن الشركة قد تزيد عدد المقاصد من 170 حالياً إلى أكثر من 255، ضمن خططها الرامية إلى تحقيق نمو سريع، لافتاً إلى أن الزيادة ستعتمد على تسليم مزيد من الطائرات إلى شركته.

«الشرق الأوسط» (دبي)
الاقتصاد التضخم السنوي يصعد في قطر

التضخم السنوي يصعد في قطر

قالت قطر إن مؤشر أسعار المستهلك في الدولة ارتفع بنسبة 4.01 في المائة في مارس (آذار) الماضي على أساس سنوي، قياساً مع الشهر ذاته من عام 2022، ليصل إلى 105.5 نقطة، بينما انخفض على أساس شهري، بنسبة 0.20 في المائة، مقارنة بفبراير (شباط) الماضي. ويضم المؤشر، الذي يقيس التضخم، 12 مجموعة رئيسية من السلع الاستهلاكية تندرج تحتها 737 سلعة وخدمة، ومحسوب على سنة أساس (2018)، تبعاً للنتائج المحسوبة من بيانات مسح إنفاق دخل الأسرة (2017 - 2018). ويعود الارتفاع السنوي للمؤشر إلى زيادة أسعار 8 مجموعات، هي مجموعة الترفيه والثقافة بنسبة 13.63 في المائة، تلتها مجموعة السكن والماء والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأ

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
الخليج «التعاون الإسلامي» ترحب بعودة العلاقات البحرينية - القطرية

«التعاون الإسلامي» ترحب بعودة العلاقات البحرينية - القطرية

رحبت منظمة التعاون الإسلامي بعودة العلاقات الدبلوماسية بين البحرين وقطر، عقب قرار نتج عن اجتماع لجنة المتابعة القطرية - البحرينية الثاني في الرياض. وأشاد الأمين العام للمنظمة حسين إبراهيم طه، بهذا القرار الذي يؤكد حرص دول الخليج على رأب الصدع، مما سيسهم في تعزيز التعاون والتكامل بين دول المنطقة وتحقيق تطلعات شعوبها، فضلاً عن تعزيز العمل الإسلامي المشترك.

«الشرق الأوسط» (جدة)
إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البحرين وقطر

إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البحرين وقطر

قررت البحرين وقطر إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما، جاء ذلك خلال الاجتماع الثاني للجنة المتابعة البحرينية - القطرية في مقر «الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية» بمدينة الرياض. وترأس وفد البحرين الدكتور الشيخ عبد الله بن أحمد آل خليفة وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية، وترأس وفد قطر الدكتور أحمد بن حسن الحمادي أمين عام وزارة الخارجية. وأكد الجانبان، خلال الاجتماع، أن هذه الخطوة تأتي انطلاقاً من الرغبة المتبادلة في تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التكامل والوحدة الخليجية، وفقاً لمقاصد النظام الأساسي لـ«مجلس التعاون لدول الخليج العربية»، واحتراماً لمبادئ المساواة بين الدول، والسياد

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج ترحيب خليجي بعودة العلاقات القطرية ـ البحرينية

ترحيب خليجي بعودة العلاقات القطرية ـ البحرينية

أعربت وزارة الخارجية السعودية عن ترحيب المملكة بقرار عودة العلاقات الدبلوماسية بين البحرين وقطر، «التي أُعلِن عنها عقب اجتماع لجنة المتابعة القطرية - البحرينية الثاني، في الرياض». ونوهت «الخارجية» بهذه الخطوة التي وصفتها بـ«الإيجابية»، والتي «تؤكد متانة العلاقات بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتسهم في تعزيز العمل الخليجي المشترك، بما يحقق تطلعات دول وشعوب المنطقة».

«الشرق الأوسط» (الدمام)

بعد فرارها من «طالبان»... أفغانية سترقص مع فريق اللاجئين في «أولمبياد باريس»

 الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
TT

بعد فرارها من «طالبان»... أفغانية سترقص مع فريق اللاجئين في «أولمبياد باريس»

 الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)

حققت الأفغانية مانيزها تالاش حلمها بالأداء خلال مسابقات «أولمبياد باريس 2024» المقامة في العاصمة الفرنسية، ضمن فريق اللاجئين، بعد هروبها من قبضة «طالبان».

وترقص تالاش (21 عاماً) «بريك دانس»، وكانت أول راقصة معروفة في موطنها الأصلي (أفغانستان)، لكنها فرَّت من البلاد بعد عودة «طالبان» إلى السلطة في عام 2021. ومع ظهور رقص «البريك دانس» لأول مرة في الألعاب الأولمبية في باريس، ستصعد تالاش إلى المسرح العالمي لتؤدي ما هي شغوفة به.

وتقول تالاش في مقابلة أُجريت معها باللغة الإسبانية: «أنا أفعل ذلك من أجلي، من أجل حياتي. أفعل ذلك للتعبير عن نفسي، ولأنسى كل ما يحدث إذا كنت بحاجة إلى ذلك»، وفقاً لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست».

ترقص تالاش «بريك دانس» وهي في عمر السابعة عشرة (حسابها الشخصي - إنستغرام)

شبح «طالبان»

يرفض العديد من الأفغان المحافظين الرقص، وفكرة مشاركة النساء محظورة بشكل خاص. وفي ظل حكم «طالبان»، مُنعت النساء الأفغانيات فعلياً من ممارسة العديد من الأنشطة الرياضية. منذ عودة الجماعة إلى السلطة قبل 3 سنوات، أغلقت الحكومة مدارس البنات، وقمعت التعبير الثقافي والفني، وفرضت قيوداً على السفر على النساء، وحدَّت من وصولهن إلى المتنزهات وصالات الألعاب الرياضية.

مقاتل من «طالبان» يحرس نساء خلال تلقي الحصص الغذائية التي توزعها مجموعة مساعدات إنسانية في كابل (أ.ب)

وقال تقرير للأمم المتحدة عن حقوق الإنسان هذا العام إن «عدم احترام (طالبان) للحقوق الأساسية للنساء والفتيات لا مثيل له في العالم». منذ اليوم الذي بدأت فيه تالاش الرقص، قبل 4 سنوات، واجهت العديد من الانتقادات والتهديدات من أفراد المجتمع والجيران وبعض أفراد الأسرة. وقالت إنها علمت بأنها إذا أرادت الاستمرار في الرقص، فليس لديها خيار إلا الهروب، وقالت: «كنت بحاجة إلى المغادرة وعدم العودة».

فريق اللاجئين

سيضم الفريق الذي ظهر لأول مرة في ألعاب «ريو دي جانيرو 2016»، هذا العام، 36 رياضياً من 11 دولة مختلفة، 5 منهم في الأصل من أفغانستان. وسيتنافسون تحت عَلَم خاص يحتوي على شعار بقلب محاط بأسهم، للإشارة إلى «التجربة المشتركة لرحلاتهم»، وستبدأ الأولمبياد من 26 يوليو (تموز) الحالي إلى 11 أغسطس (آب). بالنسبة لتالاش، التي هاجرت إلى إسبانيا، تمثل هذه الألعاب الأولمبية فرصة للرقص بحرية، لتكون بمثابة رمز الأمل للفتيات والنساء في أفغانستان، ولإرسال رسالة أوسع إلى بقية العالم.

انتقلت إلى العيش في إسبانيا بعد هروبها من موطنها الأصلي (حسابها الشخصي - إنستغرام)

وفي فبراير (شباط) الماضي، تدخلت صديقة أميركية لتالاش، تُدعي جواركو، بالتقديم إلى عناوين البريد الإلكتروني الأولمبي لمشاركة الفتاة الأفغانية، وفي اليوم التالي، تلقت رداً واحداً من مدير فريق اللاجئين الأولمبي، غونزالو باريو. وكان قد تم إعداد فريق اللاجئين المتوجّه إلى باريس، لكن المسؤولين الأولمبيين تأثروا بقصة تالاش وسارعوا إلى تنسيق الموارد. وافقت اللجنة الأولمبية الإسبانية على الإشراف على تدريبها، وكان المدربون في مدريد حريصين على التطوع بوقتهم.

وقال ديفيد فينتو، المدير الفني للمنتخب الإسباني: «شعرت بأنه يتعين علينا بذل كل ما في وسعنا. في شهر مارس (آذار)، حصلت تالاش على منحة دراسية، مما سمح لها بالانتقال إلى مدريد والتركيز على الاستراحة. وبعد بضعة أسابيع فقط، وصلت الأخبار بأنها ستتنافس في الألعاب الأولمبية». يتذكر جواركو: «لقد انفجرت في البكاء، وكانت تبتسم».

وقالت تالاش: "كنت أبكي بدموع الفرح والخوف".وجزء من مهمة الألعاب الأولمبية المعلنة هو "دعم تعزيز المرأة في الرياضة على جميع المستويات" وتشجيع "مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة". ولهذا السبب، كانت العلاقة بين الحركة الأولمبية وأفغانستان مشحونة منذ فترة طويلة. وقامت اللجنة الأولمبية الدولية بتعليق عمل اللجنة الأولمبية في البلاد في عام 1999، وتم منع أفغانستان من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في سيدني.

شغفها حقق هدفها

لم يغِب عن تالاش أن موسيقى «البريك» و«الهيب هوب»، المحظورة في موطنها، أعطتها هدفاً لحياتها، وساعدت أيضاً في إنقاذ عائلتها. وقالت: «هذا أكبر بكثير من أي حلم حلمت به من قبل أو حتى يمكن أن أفكر فيه»، مضيفة: «إذا قالت (طالبان) إنها ستغادر في الصباح، فسوف أعود إلى منزلي بعد الظهر».

ويحكي جواد سيزداه، صديق تالاش وزعيم مجتمع «الهيب هوب» في كابل: «إذا سألت الأجانب عن أفغانستان، فإن الشيء الوحيد الذي يتخيلونه هو الحرب والبنادق والمباني القديمة. لكن لا، أفغانستان ليست كذلك». وأضاف: «أفغانستان هي تالاش التي لا تنكسر. أفغانستان هي التي أقدم فيها بموسيقى الراب، ليست الحرب في أفغانستان وحدها».

وعندما كانت تالاش في السابعة عشرة من عمرها، عثرت على مقطع فيديو على «فيسبوك» لشاب يرقص «بريك دانس» ويدور على رأسه، في مشهد لم يسبق لها أن رأت شيئاً مثله. وقالت: «في البداية، اعتقدت أنه من غير القانوني القيام بهذا النوع من الأشياء». ثم بدأت تالاش بمشاهدة المزيد من مقاطع الفيديو، وأصابها الذهول من قلة الراقصات. وأوضحت: «قلتُ على الفور: سأفعل ذلك. أنا سوف أتعلم».

وقامت بالتواصل مع الشاب الموجود في الفيديو (صديقها سيزداه) الذي شجعها على زيارة النادي المحلي الذي تدرب فيه، والذي كانت لديه محاولة لتنمية مجتمع «الهيب هوب» في كابل، ولجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي لدعوة جميع الأعمار والأجناس للرقص وموسيقى الراب. كان هناك 55 فتى يتدربون هناك. كانت تالاش الفتاة الأولى.

وقال سيزداه (25 عاماً): «إذا رقص صبي، فهذا أمر سيئ في أفغانستان وكابل. وعندما ترقص فتاة، يكون الأمر أسوأ. إنه أمر خطير جداً. رقص الفتاة أمر غير مقبول في هذا المجتمع. لا توجد إمكانية لذلك.

انتقلت إلى العيش في إسبانيا بعد هروبها من موطنها الأصلي (حسابها الشخصي - إنستغرام)

كنا نحاول أن نجعل الأمر طبيعياً، لكنه كان صعباً للغاية. لا يمكننا أن نفعل ذلك في الشارع. لا يمكننا أن نفعل ذلك، كما تعلمون، في مكان عام»، وفقا لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست».

كانت تالاش أول فتاة تنضم إلى نادي الرقص «Superiors Crew» في كابل.

تهديدات بالقتل

بعد استيلاء «طالبان» على السلطة، فرَّ أعضاء النادي إلى باكستان. وفي أحد الأحداث الجماعية الأولى للفريق في النادي الصغير، انفجرت سيارة مفخخة في مكان قريب. ووقعت إصابات في الشارع، لكن الراقصين بالداخل لم يُصابوا بأذى. ومع انتشار أخبار بأن تالاش كانت ترقص، بدأت تتلقى تهديدات بالقتل.

مقاتل من «طالبان» يقف في الحراسة بينما تمر امرأة في العاصمة كابل يوم 26 ديسمبر 2022... وشجب مفوض حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة القيود المزدادة على حقوق المرأة بأفغانستان (أ.ب)

كان من المفترض أن يكون النادي مكاناً آمناً، ولكن في أحد الأيام دخل رجل مدعياً أنه راقص يريد التعلم. وبدا مريباً لباقي الأعضاء، ووفقاً لتالاش وسيزداه، سرعان ما داهمت قوات إنفاذ القانون النادي، وألقت القبض على الرجل الذي كان يحمل قنبلة. قال سيزده: «إنهم قالوا إنه عضو في (داعش). لقد أراد فقط أن يفجِّر نفسه».

رحلة الهروب للنجاة!

وبعد بضعة أشهر من الواقعة، غادرت قوات «حلف شمال الأطلسي» والجيش الأميركي أفغانستان، وعادت «طالبان» إلى السلطة في 2021، وقال سيزداه إن مالك العقار اتصل به وحذره من العودة، وإن الناس كانوا يبحثون عن أعضاء الفريق، وقال سيزداه: «هناك أسباب كثيرة» للمغادرة. «الأول هو إنقاذ حياتك».

وقام العشرات من أعضاء نادي «الهيب هوب» بتجميع ما في وسعهم وتحميلهم في 3 سيارات متجهة إلى باكستان. أخذت تالاش شقيقها البالغ من العمر 12 عاماً، وودعت والدتها وأختها الصغرى وأخاً آخر.

وقالت تالاش: «لم أكن خائفة، لكنني أدركت أنني بحاجة إلى المغادرة وعدم العودة. كان هذا مهماً بالنسبة لي. لم أغادر قط لأنني كنت خائفة من (طالبان)، أو لأنني لم أتمكن من العيش في أفغانستان، بل لأفعل شيئاً، لأظهر للنساء أننا قادرون على القيام بذلك؛ أنه ممكن». اضطرت تالاش إلى ترك والدتها في أفغانستان، وتحقق الحلم الأولمبي ولم شمل الأسرة.

لمدة عام تقريباً، عاشوا بشكل غير قانوني في باكستان دون جوازات سفر وأمل متضائل. لم يشعروا بالأمان في الأماكن العامة، لذلك قضى 22 شخصاً معظم اليوم محشورين معاً في شقة. لم يكن هناك تدريب أو رقص. تلقت تالاش كلمة مفادها أن مسؤولي «طالبان» اتصلوا بوالدتها في كابل للاستفسار عن مكان وجود الفتاة الصغيرة. وقالت: «أحياناً أتمنى أن أنسى كل ذلك»، ثم تواصل أعضاء نادي «الهيب هوب» مع السفارات ومجموعات المناصرة والمنظمات غير الحكومية للحصول على المساعدة. وأخيراً، وبمساعدة منظمة إسبانية للاجئين تدعى People HELP، تم منحهم حق اللجوء في إسبانيا.

انقسم الفريق، وتم نقل تالاش وشقيقها إلى هويسكا، وهي بلدة صغيرة في شمال شرقي إسبانيا. كانت لديها وظيفة تنظيف في صالون محلي، ورغم عدم وجود استوديو أو نادٍ مخصص للاستراحة، فقد وجدت صالة ألعاب رياضية تسمح لها بالرقص بعد ساعات العمل. بعد سنوات من الانفصال، تم لم شمل تالاش وعائلتها أخيراً حيث يعيشون الآن في نزل للاجئين بمدريد.