الأردن يعتبر مقتل العقيد الدلابيح إشهاراً للسلاح بوجه الدولة

الملك عبد الله الثاني: لن يهدأ لنا بال حتى ينال المجرم عقابه

تشييع جثمان العقيد الدلابيح أمس (إ.ب.أ)
تشييع جثمان العقيد الدلابيح أمس (إ.ب.أ)
TT

الأردن يعتبر مقتل العقيد الدلابيح إشهاراً للسلاح بوجه الدولة

تشييع جثمان العقيد الدلابيح أمس (إ.ب.أ)
تشييع جثمان العقيد الدلابيح أمس (إ.ب.أ)

أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أنه «سيجري التعامل بحزم مع كل من يرفع السلاح في وجه الدولة ويتعدى على الممتلكات العامة وحقوق المواطنين»، منوهاً بأن «الاعتداءات وأعمال التخريب مساس خطير بأمن الوطن، ولن نسمح بذلك». وخلال زيارته بيت عزاء الشهيد العقيد عبد الرزاق الدلابيح في جرش، يرافقه عمه الأمير الحسن بن طلال، قال الملك عبد الله الثاني: «هذا ابني وابن كل الأردنيين، ولن يهدأ لنا بال حتى ينال المجرم عقابه أمام العدالة على جريمته النكراء».
وشدد عبد الله الثاني على «أننا لن نقبل التطاول أو الاعتداء على نشامى أجهزتنا الأمنية الساهرين على أمن الوطن والمواطنين»، مشيراً إلى أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المواطنون، وأن «التعبير عن الرأي بالوسائل السلمية يجب أن يكون ضمن القانون»، مؤكداً أن «مؤسسات الدولة ستتخذ كل الإجراءات لمحاسبة الخارجين عن القانون».
وفور تشييع جثمان العقيد الأردني عبد الرزاق الدلابيح الذي قضى برصاص محتجّين في محافظة معان الجنوبية، فجر الجمعة، أكدت الحكومة الأردنية، على لسان الناطق باسمها الوزير فيصل شبول، أن الحادثة تمثل «إشهاراً للسلاح في وجه الدولة»، وهو ما يستدعي تطبيق القانون على الجميع، لافتاً إلى أن الحكومة «تتابع دعوات التحريض عبر وسائل التواصل الاجتماعي وستواجه بالقانون».
وفي حين كشف اللواء عبيد الله المعايطة، مدير الأمن العام، عن إصابة 49 عسكرياً خلال أعمال الشغب، والاعتداء على 70 آلية تابعة للأمن العام، أكد وزير الداخلية مازن الفراية أن الأجهزة الفنية والاستخباراتية والعملياتية تعمل على تعقب الجاني، وأن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وجّه بضبط القاتل، مشدداً على أن الجريمة لن تمرّ دون عقاب.
وأكد وزير الداخلية مازن الفراية أنه «لن يسمح لأي شخص بأن تستغلّ الاحتجاجات والتعبير السلمي الذي نحميه لحرف البوصلة نحو العنف»، لافتاً إلى أن «اليوم ليس كالبارحة، وأطلب من جميع المواطنين الابتعاد عن مناطق العنف، وفصل الاحتجاجات السلمية المسموحة عن أعمال العنف». وفي الوقت الذي قال فيه: «هناك تطور كبير في أعمال العنف»، أكد أنه جرى الاعتداء على «48 عمود كهرباء تسببت في قطع الكهرباء عن معان». وبعد نحو أسبوعين من الاحتجاجات التي شهدتها المملكة؛ على خلفية رفع أسعار المحروقات وإضراب سائقي الشاحنات الذي عطّل حركة النقل في البلاد، شدد الفراية على أن الأجهزة الأمنية «لن تسمح بعد اليوم، وستستخدم القوة المناسبة للتعامل مع أي مظهر للخروج على القانون»، في حين أكد أن «حق التعبير السلمي مُصان لكن لن نسمح بأن يستخدم في أعمال عنف».
من جهته أكد اللواء عبيد الله المعايطة أن الأمن العام «سيضرب بيد من حديد كل من تُسوِّل له نفسه العبث بأمن المملكة»، كاشفاً أن الأمن العام «لديه الشواهد الكافية على إطلاق النار تجاه رجال الأمن، حيث أصيب 49 ضابطاً وفرداً أمنياً، كما جرى الاعتداء على 70 آلية للأمن العام، وأكثر من 90 آلية لمواطنين»، مشيراً إلى أن أعمال الشغب أصبحت معطلة لواجبات مكافحة الجريمة، وخصوصاً المخدرات، مؤكداً أن رجل الأمن يقوم بمهمة المحافظة على الأمن والاستقرار؛ وهو واجب مقدس.
كانت مديرية الأمن العام قد شيَّعت، بمشاركة آلاف المواطنين بعد صلاة ظهر الجمعة، جثمان العقيد عبد الرزاق الدلابيح إلى مثواه في بلدة الكفير بمحافظة جرش «بعد إصابته بعيار ناري في منطقة الرأس أثناء أداء واجبه خلال أعمال شغب كانت تقوم بها مجموعة من المجرمين الخارجين عن القانون في منطقة الحسينية بمحافظة معان».
إلى ذلك أوقفت وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية منصة «تيك توك» عن العمل موقتاً داخل المملكة، بعد إساءة استخدامها وعدم تعاملها مع منشورات تدعو إلى الفوضى، وبثّها خطابات كراهية تحضُّ على العنف، في حين أن الجهات المختصة ستحيل كل من يقوم بنشر فيديوهات، للقضاء وتحت طائلة المسؤولية.


مقالات ذات صلة

إسرائيل تعتقل نائباً أردنياً بتهمة تهريب سلاح وذهب

شؤون إقليمية إسرائيل تعتقل نائباً أردنياً بتهمة تهريب سلاح وذهب

إسرائيل تعتقل نائباً أردنياً بتهمة تهريب سلاح وذهب

أكدت مصادر أردنية، اليوم (الأحد)، اعتقال نائب حالي في إسرائيل بتهمة تهريب كميات كبيرة من السلاح والذهب بسيارته التي تحمل رقم مجلس النواب ورخصته، إلى الداخل الفلسطيني عبر الحدود، وسط تقديرات رسمية بأن تأخذ القصة أبعاداً سياسية. وفيما تحفظت المصادر عن نشر اسم النائب الأردني، إلا أنها أكدت صحة المعلومات المتداولة عن ضبط كميات من السلاح والذهب في سيارته التي كانت تتوجه إلى فلسطين عبر جسر اللنبي، وسط مخاوف من استغلال الجانب الإسرائيلي للقصة قضائياً، في وقت تشهد فيه العلاقات الأردنية الإسرائيلية توتراً أمام التصعيد الإسرائيلي، والانتهاكات المستمرة من قبل متطرفين للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس

«الشرق الأوسط» (عمّان)
المشرق العربي ولي العهد السعودي يلتقي العاهل الأردني

ولي العهد السعودي يلتقي العاهل الأردني

التقى الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، اليوم في جدة، العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، على مائدة السحور. وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، كما تم بحث عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
المشرق العربي الصفدي رداً على مداخلات نيابية: الأردن وحده لن يقلب المعادلات الدولية

الصفدي رداً على مداخلات نيابية: الأردن وحده لن يقلب المعادلات الدولية

قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، إن الدبلوماسية الأردنية تُدرك حجم الخطر المُتمثل فيما تقوم به إسرائيل من إجراءات واعتداءات وانتهاكات، ليس فقط فيما يتعلق بالمسجد الأقصى المبارك، لكن أيضاً فيما يتعلق بكل الأراضي الفلسطينية، وإنه لولا الأوقاف الأردنية، لقوضت إسرائيل هوية المقدسات الإسلامية والمسيحية، مشددا على أن تحقيق السلام العادل والشامل، لن يتحقق، إلا إذا تحررت القدس عاصمة للدولة الفلسطينية المُستقلة على التراب الوطني الفلسطيني بخطوط عام 1967. وأضاف الصفدي خلال جلسة برلمانية رقابية، الأربعاء، أن الدبلوماسية الأردنية تعمل ليس فقط ردة فعل على الإجراءات الإسرائي

المشرق العربي اجتماع طارئ لـ«الجامعة العربية» اليوم لبحث الاقتحام الإسرائيلي للأقصى

اجتماع طارئ لـ«الجامعة العربية» اليوم لبحث «اقتحام الأقصى»

قالت الجامعة العربية إنها ستعقد اجتماعا طارئا بعد ظهر اليوم (الأربعاء)، لبحث مداهمة الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء. ودعا الأردن لعقد الاجتماع بالتنسيق مع مسؤولين مصريين وفلسطينيين. ونددت الجامعة العربية في وقت سابق بالمداهمة التي تمت قبل الفجر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي ولي عهد الأردن يصل إلى جدة

ولي عهد الأردن يصل إلى جدة

وصل الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي عهد الأردن، إلى جدة اليوم (الأحد). وكان في استقباله في مطار الملك عبد العزيز الدولي، الأمير بدر بن سلطان بن عبد العزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة، وأمين محافظة جدة صالح التركي، ومدير شرطة منطقة مكة المكرمة اللواء صالح الجابري، وقنصل عام مملكة الأردن بجدة جعفر محمد جعفر، ومدير المراسم الملكية بمنطقة مكة المكرمة أحمد بن ظافر.

«الشرق الأوسط» (جدة)

عائلات جنود إسرائيليين تناشد نتنياهو إنهاء الحرب في غزة

نتنياهو يلتقي مجندين في الجيش (إكس)
نتنياهو يلتقي مجندين في الجيش (إكس)
TT

عائلات جنود إسرائيليين تناشد نتنياهو إنهاء الحرب في غزة

نتنياهو يلتقي مجندين في الجيش (إكس)
نتنياهو يلتقي مجندين في الجيش (إكس)

دعت مجموعة من عائلات الجنود الإسرائيليين الخميس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة حفاظاً على حياة أبنائهم، متّهمين إياه بإطالة أمد هذا النزاع دون جدوى.

وتضم مجموعة «أهالي الجنود يصرخون كفى» أكثر من 800 من أهالي جنود ومجندين وقوات احتياط يخدمون في وحدات قتالية في غزة، وبينهم مَن يواصل القتال من دون توقف تقريباً منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

ومنذ أشهر، يتعرض نتنياهو لاتهامات من منتقديه بإطالة أمد الحرب ضد حركة «حماس» لأسباب سياسية ومن دون جدوى. وشنّت الدولة العبرية هذه الحرب رداً على الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

وفي رسالة وجّهتها مجموعة «أهالي الجنود يصرخون كفى» إلى نتنياهو كررت المجموعة هذه الاتهامات.

وجاء في الرسالة «نتّهمك بحرب بلا أفق، غير مسبوقة في تاريخ بلادنا. وهذا فقط لأسباب تتعلق ببقائك السياسي الشخصي».

وأضافت الرسالة «نتّهمك بالتخلي عن الرهائن والجنود! ونناشدك: أَنهِ الحرب!».

واعتبر أهالي الجنود أنّ «الجميع يعلمون، بمن فيهم هم (الجنود)، أن الحرب مستمرة بلا هدف وأن الرهائن لن يعودوا إلا في إطار اتفاق» يجري التفاوض عليه حالياً في قطر وهي إحدى الدول الثلاث الوسيطة إلى جانب الولايات المتحدة ومصر في محادثات السلام.

جنود إسرائيليون يقتحمون مقر «الأونروا» في غزة (أ.ب)

وتابعت مجموعة أهالي الجنود «لا يوجد لدى الجيش الإسرائيلي أيّ سبب للبقاء في غزة، سوى لتحقيق الرغبات المسيحانية (لبعض أعضاء اليمين المتطرف) في الاستيطان هناك».

واختتم الأهالي رسالتهم بالقول لنتنياهو «لن نسمح لك بمواصلة التضحية بأبنائنا كبارود للمدافع».

ولم يعلّق مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي على الرسالة بشكل فوري.

منذ بدء الهجوم العسكري الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023 قُتل 399 جندياً في قطاع غزة.