غضب ليبي بعد اتهام الدبيبة لأبو عجيلة بـ«قتل الأبرياء» في «لوكربي»

غضب ليبي بعد اتهام الدبيبة لأبو عجيلة بـ«قتل الأبرياء» في «لوكربي»

أسرة الموقوف في أميركا طالبت الشعب بالتظاهر من أجل إعادته للبلاد
السبت - 23 جمادى الأولى 1444 هـ - 17 ديسمبر 2022 مـ رقم العدد [ 16090]
الليبي أبو عجيلة المريمي المشتبه بتورطه في تفجير طائرة «لوكربي» (رويترز)

صدم عبد الحميد الدبيبة، رئيس الحكومة الليبية المؤقتة، مشاعر قطاعات واسعة في المجتمع، بعد اتهامه للمواطن الليبي أبو عجيلة مسعود المريمي، بـ«الإرهاب وقتل الأبرياء». ومَثل أبو عجيلة منذ أن سلمته حكومة الدبيبة لأميركا أمام محكمة اتحادية بالعاصمة واشنطن، للاشتباه بتورطه في تفجير طائرة «بان أميركان 103» فوق لوكربي في اسكوتلندا عام 1988. وفي أول رد على تسليمه للولايات المتحدة، قال الدبيبة في كلمة مسجلة للشعب الليبي، مساء أول من أمس، إن أبو عجيلة «إرهابي متهم بتصنيع المتفجرات، التي أودت بحياة أكثر من 200 شخص بريء». لكن عبد المنعم المريمي، شقيق أبو عجيلة، نفى هذه الاتهامات، وقال لـ«الشرق الأوسط» أمس: «نتوقع من الحكومة التي تأخذ شرعيتها من الأجنبي، أيَّ شيء».
وأضاف الدبيبة موضحاً أنه «يجب التفريق في ملف لوكربي بين شقين: الأول يتعلق بمسؤولية الدولة الليبية، وهذا أُغلق تماماً، ليس بسبب الحنكة السياسية، ولكن بسبب المليارات التي دُفعت من أموال الليبيين، وسُلِّم خلالها مواطنان للمحاكمة في الخارج بعد إنكار دام 15 عاماً... أما الشق الآخر المرتبط بالمسار الجنائي، فإن أبو عجيلة هو أحد عناصر التنظيم الذي خطط لتفجير الطائرات، وهو المسؤول عن عملية صناعة المفخخات التي استُخدمت في العملية الإرهابية».
وكان نظام معمر القذافي قد دفع في 2008 أكثر من ملياري دولار كتعويضات لأهالي الضحايا لإقفال ملف القضية.
وزادت قضية أبو عجيلة من انقسام الليبيين، وبات المشهد منفتحاً على خلافات بين أنصار «ثورة 17 فبراير (شباط)»، وأنصار النظام السابق، مع أحاديث موالين لحكومة الدبيبة بأن القذافي هو أول من سلّم ليبيين للولايات المتحدة.
وقال عبد الرحمن السويحلي، رئيس المجلس الأعلى السابق، إنه «حان الوقت ليعرف الليبيون حقائق ملف (لوكربي) بكامله، بعيداً عن الضجيج والتوظيف السياسي»، مشدداً على أن «تشكيل لجنة مستقلة لتقصي الحقائق بهدف تحديد المسؤوليات في هذه الجريمة النكراء، التي ورطنا فيها النظام السابق؛ أصبحت مطلباً مستحقاً وضرورياً... وربما نكتشف أن أبو عجيلة مسعود ليس متهماً فقط، بل أحد ضحاياها أيضاً!». وفي خطابه الذي أحدث ردود فعل غاضبة في البلاد، مضى الدبيبة يقول: «أنا لا أحب عنتريات السيادة الوهمية، والزعامة الزائفة، ولا أفضّل الشعارات الرنانة التي تدغدغ المشاعر وتُخفي الحقيقة عنكم. فالقادة الحقيقيون هم من يصارحون شعوبهم بالحقيقة لا من يسوّقون لهم الأوهام».
ورأى الدبيبة أن «بعض الليبيين تأثروا اليوم بهذه الشعارات، وأصبحوا يدافعون عن متهم إرهابي، دون أن يدركوا أنه قتل أكثر من 270 نفساً بريئة (...) في عملية واحدة»، محذراً الليبيين من «الدفاع عن الإرهاب دون قصد».
وتجاهل الدبيبة غضبة أنصار نظام الرئيس الراحل معمر القذافي، وتابع مدافعاً عن عملية تسليم أبو عجيلة بقوله: «هذا أمر معتاد عند أغلب الدول العربية ودول جارة؛ وأكثر من 150 دولة في العالم انضمت لـ(الإنتربول)، وأميركا نفسها الدولة الكبرى تصنَّف من أعلى الدول في تسليم المجرمين». مضيفاً أن «أبو عجيلة ورد اسمه في التحقيقات منذ عامين، وقبل مجيئنا إلى الحكومة، ولن أقبل بتحميل ليبيا تبعات عمليات إرهابية وقعت من 30 عاماً، بسبب وجود متهمين بالإرهاب على أرضها»، وهو القول الذي فسّره بعض السياسيين بإمكانية إقدام الدبيبة على تسليم عبد الله السنوسي، رئيس جهاز الاستخبارات الليبي في النظام السابق، للولايات المتحدة إذا ما طلبت ذلك.
ورداً على الاتهامات الموجَّهة إلى حكومته بـ«التفريط في سيادة ليبيا»، قال الدبيبة: «حافظنا على سيادة بلادنا، ولم نرضَ بانتهاكها مرة ثانية كما حدث في السنوات الماضية... ولن نتخلى عن واجباتنا، وقد أوفدت فريقاً حكومياً للاطلاع عن حالة المتورط، ووجهت بتكليف مكتب محاماة، كما نعمل على سفر أسرته إلى أميركا لزيارته، بصرف النظر عن تورطه وإرهابه».
في المقابل، وجهت عائلة أبو عجيلة نداءً إلى الشعب الليبي للتظاهر في الشوارع والميادين، سلمياً، من أجل إنقاذه وإعادته. كما دعا المرشح الرئاسي، إسماعيل الشتيوي، المواطنين للتنديد، «ووقفة غضب يشاهدها العالم»، قبل أن يسأل عن دور «القبائل والمدن» في هذه القضية.
من جهته، قال رمضان التويجر، الباحث القانوني الليبي، رداً على كلمة الدبيبة: «إن ما سمّاه جريمة تسليم أبو عجيلة لا يمكن تبريرها بخطابات شعبوية رنانة»، ورأى أنها «جريمة تمس الأمن القومي الليبي، وقيمة الإنسان الليبي».
وانتهى التويجر ساخراً من كلام الدبيبة: «الحقيقة الوحيدة التي واجه بها الدبيبة الشعب هي أنه لا قيمة للمواطن الليبي في سبيل الاستمرار بالحكم... هذه حقيقتك وحقيقة أغلب من في المشهد بكل أسف».
وتظاهر عدد من الليبيين، مساء أمس في العاصمة طرابلس، منددين بتسليم أبوعجيلة إلى الولايات المتحدة الأميركية.
ورفع المشاركون في المظاهرة، لافتات مناهضة لحكومة الدبيبة.


ليبيا magarbiat

اختيارات المحرر

فيديو