تحضر الجزائر وروسيا للتوقيع على «اتفاق للشراكة الاستراتيجية»، يشمل جميع قطاعات التعاون الاقتصادي، وعلى رأسها العسكري، وذلك بمناسبة زيارة مرتقبة للرئيس عبد المجيد تبون إلى موسكو قبل نهاية العام. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد دعا تبون في مايو (أيار) 2020 إلى زيارة روسيا، لكن أزمة «كوفيد 19» حالت دون إجرائها، ثم جدد له الدعوة في يوليو (تموز) الماضي خلال اتصال هاتفي بينهما.
ولم يصدر عن الجانب الجزائري إلى الساعة تأكيد بأن الزيارة ستتم قريباً، مما يعني أن سلطات البلاد حريصة على إتمام الترتيبات الخاصة بالاتفاق قبل الإعلان عن تاريخها بالتحديد.
وفي الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ذكر ميخائيل بوغدانوف، الممثل الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا ونائب وزير الخارجية، أن حكومته «تترقب اقتراحاً من أصدقائنا الجزائريين بشأن تاريخ الزيارة»، ميراً إلى أنها «ستتم على الأرجح في نهاية العام». ومن جهته، قال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، الشهر الماضي في باريس، على هامش مشاركته في «منتدى السلام»، إنه «يتمنى» أن تتم زيارة تبون إلى موسكو قبل نهاية السنة، مشدداً على أنها «مهمة لبلدينا، ونحن نشارك بنشاط وإيجابية في التحضير لها»، مضيفاً: «لدينا برنامج تعاون واسع النطاق بين الجزائر وروسيا. والبلدان شريكان ومهمان لبعضهما، وبينهما يجري حوار سياسي عالي الجودة، ونأمل أن تكون زيارة الرئيس عبد المجيد تبون لروسيا بداية مرحلة جديدة في علاقاتنا». ولفت غياب تبون عن القمة الأميركية - الأفريقية، التي عُقدت بواشنطن في الأيام الأخيرة، أنظار بعض المراقبين، الذين اعتبروا ذلك تعبيراً عن رفض الجزائر لضغوط أميركية على دول العالم كي تنحاز إلى جانبهم في مسعى عزل روسيا على خلفية أزمة أوكرانيا، وإن كانت الجزائر لا تخفي تفضيلها التنسيق مع موسكو فيما يخص القضايا الدولية الكبيرة؛ لأنها حريصة على تفادي ما من شأنه تعكير صفو علاقاتها مع واشنطن، بالنظر للمصالح الكبيرة التي تجمعهما، خاصة في قطاع المحروقات، والتعاون في مجال محاربة الإرهاب. في سياق ذلك، قالت مصادر صحافية إن مفاوضات جارية حالياً لإبرام اتفاقية تؤطر الإمدادات العسكرية الروسية للجزائر للسنوات العشر المقبلة، يتم التوقيع عليها خلال الزيارة المرتقبة.
وتهتم القيادة العسكرية الجزائرية، حسب ذات المصادر، بالحصول على غواصات وطائرات «سو – 57» و«سو – 34» و«سو – 30»، إضافة إلى أنظمة الدفاع الجوي الجديدة، مثل «إس – 400» و«فايكينغ» و«أنتيي – 4000»، علماً أن ميزانية الدفاع حددها قانون الموازنة لسنة 2023 بـ23 مليار دولار، وهي أضخم موازنة منذ الاستقلال عام 1960. وأثار «التقارب العسكري» اللافت بين البلدين، الذي تزامن مع الحرب في أوكرانيا، حفيظة أعضاء من «الكونغرس» الأميركي؛ إذ طالبوا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي من حكومتهم إنزال عقوبات على الجزائر، بذريعة صفقات السلاح التي تربطها بروسيا، وفق بنود «قانون مكافحة أعداء أميركا»، حسبهم. وفي سياق ما اعتبرته الصحافة الجزائرية «محاولات للضغط على الجزائر لحملها على التخلي عن حلفها مع موسكو»، ألغى البلدان مناورات عسكرية كانت مقررة منتصف نوفمبر الماضي بصحراء الجزائر، وتحديداً بالقرب من الحدود مع المغرب.
الرئيس الجزائري إلى موسكو لتوقيع «شراكة استراتيجية»
الرئيس الجزائري إلى موسكو لتوقيع «شراكة استراتيجية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة