لعبة {الصينية} تزين ليالي أربيل الرمضانية

تعود إلى الستينات وتنظم بطولتها بين 12 فريقًا يلعبون في مواعيد معينة إلى نهاية شهر رمضان

جانب من لعبة الصينية في أربيل («الشرق الأوسط»)
جانب من لعبة الصينية في أربيل («الشرق الأوسط»)
TT

لعبة {الصينية} تزين ليالي أربيل الرمضانية

جانب من لعبة الصينية في أربيل («الشرق الأوسط»)
جانب من لعبة الصينية في أربيل («الشرق الأوسط»)

تشهد مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان، ليالي رمضانية مميزة، تزينها ألعاب شعبية يمارسها سكان المدينة منذ القدم خلال شهر رمضان المبارك، ومن أبرز هذه الألعاب لعبة الصينية التراثية، حيث يتجمع بعد الإفطار العشرات من رجال وشباب المدينة في الحدائق والكازينوهات المنتشرة في المدينة للمشاركة في هذه اللعبة طيلة ليالي الشهر الفضيل حتى وقت السحور.
لعبة الصينية، لعبة تراثية يتناقلها الأبناء من الآباء، وتلعب عادة في المقاهي والكازينوهات في شهر رمضان، وتتألف اللعبة من فريقين عادة، يصل عدد الفريق إلى 15 عضوا إلا أن المشاركين في كل دور يتألفون من 3 لاعبين فقط، وتجرى بإخفاء نرد تحت واحدة من الفناجين الأحد عشر المرصوصات في أطراف صينية مدورة واحدة جنب الأخرى، وتجرى عملية إخفاء النرد خلف ستار من قطعة قماش كبيرة، وتقدم لفريق الخصم لاكتشاف الفنجان الذي يغطي النرد، عبر محاولتين فقط، وتجرى هذه اللعبة بين أبناء الحي ذاته، أو أبناء حي وآخر في المحافظة ذاتها، أو بين أبناء محافظة وأخرى. وتنظم في مواعيد وأيام محددة وتتبادل الفرق التي تحمل اسم المحافظة أو الحي، الزيارة لبعضها أثناء أيام شهر رمضان، وتقدم خلال جلسات اللعبة الأطعمة والحلويات والفواكه والمشروبات، وتصاحبها الأغاني الفلكلورية والدبكات.
يشار النجار (47 عاما) مواطن من مدينة أربيل، يلعب منذ 30 عاما الصينية مع أبناء مدينته، قال لـ«الشرق الأوسط»: «نلعب هذه اللعبة في كل رمضان، ونقضي بها ليلة ممتعة وجميلة، ونواصل اللعب بعد الإفطار حتى وقت متأخر يصل إلى السحور. كنا نتبادل الزيارات مع فرق المناطق أخرى أو محافظات أخرى، مثل محافظة كركوك والموصل في السابق، وبلدة التون كوبري وقضاء طوزخرماتو وكفري وكلار وغيرها. إلا أن الأوضاع التي تشهدها المنطقة أثرت هذا العام على هذه الجولات». ويشير إلى أن أربيل تحتضن بطولة الصينية بين أكثر من 50 فريقا.
وتعتمد لعبة الصينية والظرف كما تسمى في أغلب الأحيان على الذكاء والفراسة إلى جانب المهارة والتركيز والقابلية وهدوء الأعصاب للكشف عن الفنجان النحاسي الذي خبأ تحته النرد، وبعد اكتشافه من قبل فريق الخصم، تتعالى الصيحات والتصفيق كإشارة للانتصار وكسب نقطة جديدة.
بختيار عثمان، مواطن آخر من أربيل، يتفرج منذ 15 عاما على اللعبة ويشجع فريق منطقته، ويلعب معهم في بعض الأحيان أيضا، يذكر أنه اعتاد على ممارسة اللعبة في رمضان على مدى الخمسة عشر عاما الماضية ويضيف: «أشجع باستمرار فريقي المفضل وأرافقهم في جولاتهم إلى المناطق الأخرى، فمتعة تشجيع اللعبة في ليلة رمضانية جميلة في أربيل لا يضاهيها أي متعة في العالم».
أما فرهاد حسن، من مدينة كركوك فقد جاء إلى مدينة أربيل لمشاركة أقربائه وأصدقائه هذه اللعبة، يذكر لنا أن تاريخ هذه اللعبة تعود إلى ستينات القرن المنصرم وتنظم بطولتها بين 12 فريقا يلعبون في مواعيد معينة إلى نهاية شهر رمضان والفريق الفائز يحصل على كأس الفوز بالإضافة إلى مبلغ مالي بسيط. وأضاف: «أنا ألعبها منذ ثمانينات القرن الماضي ويعتمد الفوز في اللعبة على التركيز والتفكير في مكان إخفاء النرد».
الأغاني والدبكات مرافقة دائما للعبة، ويذكر المطرب خالد كركوكي وهو أحد المطربين الشعبيين الذين شاركوا في إحدى الحفلات المصاحبة: «أهم الحفلات التي نحييها خلال العام هي الحفلات المرافقة للعبة الصينية، فهي تلهمنا بتقديم الأفضل للجمهور المندمج مع اللعبة».
المواطن سالم علي، واحد من النازحين إلى أربيل، كان هو الآخر موجودا أثناء اللعبة، قال لـ«الشرق الأوسط»: «اللعبة تعكس أجواء رائعة من التعايش السلمي، حيث يوجد هنا عدد كبير من الشباب الذين هم من كافة المكونات المختلفة من كردي وعربي وتركماني ومسلم الديانة ومسيحي وإيزيدي ومذاهب مختلفة الكل اجتمعوا في أجواء آمنة وإنسانية وسعيدة في إقليم كردستان الذي حافظ على اتزانه في كل شيء رغم الظروف الصعبة التي تمر به».



محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
TT

محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)

تباينت نهايات الحلقات الأخيرة من مسلسلات شهر رمضان، التي تزامن عرْض بعضها مساء (الجمعة) مع أول أيام عيد الفطر في كثير من دول العالم، بين النهايات السعيدة والصادمة وأخرى دامية.
كما اتّسم أغلبها بالواقعية، والسعي لتحقيق العدالة في النهاية، ولاقى بعضها صدى واسعاً بين الجمهور، لا سيما في مسلسلات «جعفر العمدة»، و«تحت الوصاية»، و«عملة نادرة»، و«ضرب نار»، و«رسالة الإمام»، و«ستهم».
وشهدت الحلقة الأخيرة من مسلسل «جعفر العمدة» نهاية سعيدة، وفق محبّيه، انتهت بمواجهة ثأرية بين المَعلّم جعفر (محمد رمضان) وزوجته دلال (إيمان العاصي)، حيث طلب من نعيم (عصام السقا) إبلاغ الشرطة لإلقاء القبض عليها، بعدما تمكّن الأول من تسجيل فيديو لزوجته وشقيقيها وهي تقتل بلال شامة (مجدي بدر) واعترافاتها بكل ما قامت به.
وبعد ذلك توجّه جعفر مع ابنه سيف (أحمد داش) إلى بيته في السيدة زينب، حيث اقتصَّ من شقيقَي زوجته دلال، ثم أعلن توبته من الربا داخل المسجد ليبدأ صفحة جديدة من حياته، ولم تتبقَّ سوى زوجته ثريا (مي كساب) على ذمته.
وأشاد الجمهور بأداء الفنانة إيمان العاصي وإتقانها دور الشر، وتصدرت ترند «تويتر» عقب انتهاء الحلقة، ووجهت الشكر للمخرج محمد سامي والفنان محمد رمضان، وكتبت عبر «فيسبوك»: «مهما قلتُ وشكرت المخرج الاستثنائي بالنسبة لي، ونجم الشعب العربي الكبير الذي يحب زملاءه ويهمّه أن يكونوا في أحسن حالاتهم لن يكفي بوست واحد لذلك».
مشهد من مسلسل «ضرب نار» (أرشيفية)

وفي مسلسل «ضرب نار» شهدت الحلقة الأخيرة نهاية دامية بمقتل مُهرة (ياسمين عبد العزيز) أثناء احتفالها وجابر (أحمد العوضي) بزواجهما مرة أخرى، حيث أطلق نجل تاجر مخدرات رصاصة لقتل الأخير، لكن زوجته ضحّت بنفسها من أجله، وتلقت الرصاصة بدلاً منه، قبل القبض على جابر لتجارته في السلاح، ومن ثم تحويل أوراقه للمفتي.
من جهته، قال الناقد الفني المصري خالد محمود، إن نهاية «(جعفر العمدة) عملت على إرضاء الأطراف جميعاً، كما استوعب محمد رمضان الدرس من أعماله الماضية، حيث لم يتورط في القصاص بنفسه، بل ترك القانون يأخذ مجراه، وفكّ حصار الزوجات الأربع لتبقى واحدة فقط على ذمته بعد الجدل الذي فجّره في هذا الشأن».
وأضاف محمود في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «نهاية مسلسل (ضرب نار) جاءت بمثابة صدمة للجمهور بمقتل مُهرة، لكن المسلسل حقق العدالة لأبطاله جميعاً؛ مُهرة لكتابة ابنها من جابر باسم زوجها الثاني وتضحيتها بحبها، وجابر لقتله كثيراً من الناس، كما اقتص من زيدان (ماجد المصري)».
بوستردعائي لمسلسل «تحت الوصاية» (أرشيفية)

بينما انحاز صناع مسلسل «تحت الوصاية» لنهاية واقعية، وإن بدت حزينة في الحلقة الأخيرة من المسلسل، حيث قام بحارة بإشعال النار في المركب بإيعاز من صالح (محمد دياب)، وفشلت محاولات حنان (منى زكي) والعاملين معها في إخماد الحريق، ثم تم الحكم عليها بالسجن سنة مع الشغل والنفاذ في قضية المركب.
وشهد مسلسل «عملة نادرة» ذهاب نادرة (نيللي كريم) إلى حماها عبد الجبار (جمال سليمان) في بيته للتوسل إليه أن يرفع الحصار عن أهل النجع فيوافق، وبينما يصطحبها إلى مكان بعيد حيث وعدها بدفنها بجوار شقيقها مصوّباً السلاح نحوها، سبقته بإطلاق النار عليه ليموت في الحال آخذة بثأر أخيها.
وانتقدت الناقدة الفنية المصرية صفاء الليثي نهاية مسلسل «عملة نادرة» بعد قيام البطلة (نادرة) بقتل عبد الجبار، ثم تقوم بزراعة الأرض مع ابنها وكأن شيئاً لم يحدث، وسط غياب تام للسلطة طوال أحداث المسلسل، «وكأن هذا النجع لا يخضع للشرطة، ومن الصعب أن أصدّق أن هذا موجود في مصر في الوقت الحالي».
مشهد من مسلسل «ستهم» (أرشيفية)

بينما حملت نهاية مسلسل «ستهم» من بطولة روجينا عديداً من المفاجآت، حيث قام الرئيس بتكريمها ضمن عدد من السيدات اللاتي تحدَّين الظروف ومارسن أعمالاً شاقة وسط الرجال، حيث أشرق وجهها فرحة بعد سنوات من المعاناة.
واختار المخرج السوري الليث حجو، نهاية ثوثيقية للمسلسل الديني «رسالة الإمام» عبر تتر الحلقة الأخيرة، الذي تتّبع كيف انتهت رحلة شخصيات المسلسل الذي تناول سنوات الإمام الشافعي في مصر، موثقاً هذه الحقبة المهمة في تاريخ مدينة الفسطاط، ومن بينها تنفيذ السيدة نفيسة وصيةَ الشافعي وقيامها بالصلاة عليه بعد وفاته، لتبقى في مصر حتى وفاتها عام 208 هجرية.