«أوتشا» تحذر من خطر المجاعة في الصومال

بعد 5 مواسم مطيرة متتالية فاشلة وارتفاع أسعار الغذاء

سيدة تنظر إلى حيوان نفق إثر الجفاف الحاد في منطقة جيدو بالصومال في مايو 2022 (رويترز)
سيدة تنظر إلى حيوان نفق إثر الجفاف الحاد في منطقة جيدو بالصومال في مايو 2022 (رويترز)
TT

«أوتشا» تحذر من خطر المجاعة في الصومال

سيدة تنظر إلى حيوان نفق إثر الجفاف الحاد في منطقة جيدو بالصومال في مايو 2022 (رويترز)
سيدة تنظر إلى حيوان نفق إثر الجفاف الحاد في منطقة جيدو بالصومال في مايو 2022 (رويترز)

أكد تقرير أعده مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) حول أسوأ موجة جفاف يشهدها القرن الأفريقي منذ عقود، أنه لا مجاعة في الصومال حتى الآن، غير أنه حذر من أن أجزاء عدة من هذا البلد ستواجه هذا الخطر خلال عام 2023 إذا لم تعالج أزمة الأمن الغذائي الكامنة.
ويفيد تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي للصومال، الذي أعدته الأمم المتحدة مع خبراء دوليين، أن أكثر من ثمانية ملايين شخص يعانون انعدام الأمن الغذائي الشديد في بلاد تواجه «مستوى لا سابق له من الحاجات» بعد خمسة مواسم مطيرة متتالية فاشلة، وبسبب أسعار الغذاء «المرتفعة بشكل استثنائي». ونبه التقرير أن «السيناريو الأكثر احتمالاً» يتمثل بخطر مجاعة أكثر من 700 ألف شخص بين أبريل (نيسان) ويونيو (حزيران) 2023 في جزأين من منطقة خليج جنوب غربي الصومال، وبين النازحين في بلدة بيدوة والعاصمة مقديشو، بالإضافة إلى أن أجزاء أخرى من وسط الصومال وجنوبه ستشهد أيضاً خطر مجاعة متزايداً، إذا فشل موسم الأمطار السادس على التوالي في أوائل العام المقبل.
ورداً على سؤال عما إذا كانت المنظمات الإنسانية تدق ناقوس الخطر بشكل مبكر، أكد الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية يانس لاركيه أن المجتمع الدولي «لم يرفع الصوت بما يكفي»، موضحاً أنه على رغم عدم الوصول إلى العتبات التقنية لإعلان المجاعة، فإن «هذا لا يعني أن الناس لا يعانون نقصاً كارثياً في الغذاء». وكرر ما كشفه التقرير عن أن عدد الأشخاص المتوقع أن يكابدوا ظروفاً كارثية لأمنهم الغذائي سيرتفع من 214 ألفاً الآن إلى 727 ألف شخص بين أبريل (نيسان) ويونيو (حزيران) المقبلين.
وحدد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ثلاثة دوافع رئيسية وراء التنبؤات التي جاءت في التقرير، بما في ذلك انحسار الأمطار لخمسة مواسم متتالية، حيث حقق موسم الأمطار الأخير نصف متوسط هطول الأمطار في العديد من الأماكن، وانخفاض الإنتاج المحلي للحبوب وانخفاض الواردات بسبب زيادة أسعار الغذاء العالمية، مما جعل المواد الغذائية الأساسية بعيدة عن متناول الأسر الفقيرة؛ واستمرار النزاع المسلح وانعدام الأمن، لا سيما في وسط وجنوب الصومال، مما يؤدي إلى تشريد المزيد من السكان، وتعطيل الوصول إلى الأسواق، وتقييد الوصول إلى المساعدات الإنسانية.
وكان خبراء الأمن الغذائي حذروا سابقاً من حصول مجاعة في أجزاء من الصومال بحلول نهاية عام 2022 إذا لم تحدث زيادة في المساعدات الإنسانية الدولية. ولفتوا إلى أن الحرب في أوكرانيا حولت تمويل بعض المانحين الرئيسيين في اتجاهات أخرى. وبعد ساعات من صدور التقرير الجديد الثلاثاء، أعلنت الولايات المتحدة 411 مليون دولار كتمويل إضافي لأزمة الصومال.
وتعرّف المجاعة تقنياً بأنها النقص الشديد في الغذاء، مصحوبة بارتفاع معدل الوفيات على نحو كبير بسبب الجوع أو سوء التغذية المترافق مع أمراض مثل الكوليرا. ويعني الإعلان الرسمي للمجاعة أن البيانات تُظهر أن أكثر من خُمس الأسر لديها فجوات غذائية شديدة، وأن أكثر من 30 في المائة من الأطفال يعانون سوء التغذية الحاد.
لكن مثل هذه البيانات غير كاملة في الصومال بسبب انعدام الأمن في بعض المناطق. وتؤكد بعض المنظمات الإنسانية أن المجاعة مستمرة حتى الآن. وأفاد المجلس النرويجي للاجئين في بيان أن «المجاعة موجودة بالفعل وتقتل عشرات الآلاف بصمت في الصومال»، معتبراً أن التقرير الأممي الجديد «يمكن أن يقود المجتمع الدولي إلى مزيد من الرضا عن النفس». وذكر بأن المجاعة الأخيرة في الصومال عام 2011 قتلت أكثر من ربع مليون شخص.
وبالإضافة إلى الصومال، تعاني إثيوبيا وكينيا المجاورتان الجفاف أيضاً، لكن التقرير الجديد يقدم نظرة قاتمة، خصوصاً على أزمات الصومال، حيث يحد انعدام الأمن بسبب «حركة الشباب» الموالية لـ«القاعدة» من الوصول إلى الجياع.
في غضون ذلك، ارتفعت أسعار المواد الغذائية والوقود في الصومال إلى العنان، كجزء من مشكلة عالمية. وعانت المحاصيل، مما سيجعل الغذاء أكثر ندرة في الأشهر القادمة.
ويفيد التقرير الجديد أن «العديد من الأسر فقدت أو باعت آخر الحيوانات لديها»، فضلاً عن نفوق ملايين المواشي في بلد يعيش الكثيرون من أهله على الرعي، مما ترك الأسر من دون مصدرها التقليدي للثروة والصحة.
ووصف مدير منظمة الإغاثة الإسلامية تدفق الأشخاص اليائسين الذين يصلون إلى بيدوة، حيث يسير بعضهم مئات الكيلومترات لطلب المساعدة وتصل عشرات العائلات يومياً. وعبر بعض المسؤولين الصوماليين، وبينهم الرئيس، عن ترددهم في إعلان المجاعة وسط مخاوف من أنها ستنزع من جهودهم لإظهار أن البلاد تتخلى عن ماضيها كدولة فاشلة.
وقالت طبيبة من منظمة أطباء بلا حدود في بيدوة إن أكثر من 200 ألف شخص فروا إلى المدينة هذا العام، مضيفة أن 500 طفل يتم قبولهم أسبوعياً في برامج التغذية التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود هناك، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض مثل الكوليرا والحصبة. وأكدت أن بعض الأطفال ليسوا سوى «جلد على عظم». وأضافت: «كوني صومالية، وهذا هو وضع الجالية الصومالية، أشعر بالحزن الشديد».


مقالات ذات صلة

الجيش الصومالي يعلن مقتل 60 عنصراً من «الشباب» في عملية عسكرية

العالم العربي الجيش الصومالي يعلن مقتل 60 عنصراً من «الشباب» في عملية عسكرية

الجيش الصومالي يعلن مقتل 60 عنصراً من «الشباب» في عملية عسكرية

أعلن الجيش الصومالي نجاح قواته في «تصفية 60 من عناصر حركة (الشباب) المتطرفة»، في عملية عسكرية مخططة، جرت صباح الثلاثاء، بمنطقة علي قبوبي، على مسافة 30 كيلومتراً جنوب منطقة حررطيري في محافظة مذغ وسط البلاد. وأكد محمد كلمي رئيس المنطقة، وفقاً لوكالة الأنباء الصومالية، أن «الجيش نفذ هذه العملية بعد تلقيه معلومات عن سيارة تحمل عناصر من (ميليشيات الخوارج) (التسمية المتعارف عليها حكومياً لحركة الشباب المرتبطة بالقاعدة) وأسلحة»، مشيراً إلى أنها أسفرت عن «مقتل 60 من العناصر الإرهابية والاستيلاء على الأسلحة التي كانت بحوزتهم وسيارتين عسكريتين». ويشن الجيش الصومالي عمليات عسكرية ضد «الشباب» بدعم من مقات

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي رئيس وزراء الصومال: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش لاستعادة الاستقرار

رئيس وزراء الصومال: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش

(حوار سياسي) بين مواجهة «إرهاب» غاشم، وجفاف قاحل، وإسقاط ديون متراكمة، تتمحور مشاغل رئيس وزراء الصومال حمزة بري، الذي قال إن حكومته تسعى إلى إنهاء أزمتي الديون و«الإرهاب» بحلول نهاية العام الحالي، معولاً في ذلك على الدعم العربي والدولي لإنقاذ أبناء وطنه من مخاطر المجاعة والجفاف. «الشرق الأوسط» التقت المسؤول الصومالي الكبير بالقاهرة في طريق عودته من الأراضي المقدسة، بعد أداء مناسك العمرة، للحديث عن تحديات يواجهها الصومال حاضراً، وآمال كبيرة يتطلع إليها مستقبلاً...

خالد محمود (القاهرة)
العالم رئيس وزراء الصومال لـ«الشرق الأوسط»: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش

رئيس وزراء الصومال لـ«الشرق الأوسط»: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش

رئيس وزراء الصومال لـ«الشرق الأوسط»: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش لاستعادة الاستقرار حمزة بري أكد ضرورة القضاء على أزمة الديون لإنقاذ وطنه من المجاعة والجفاف بين مواجهة «إرهاب» غاشم، وجفاف قاحل، وإسقاط ديون متراكمة، تتمحور مشاغل رئيس وزراء الصومال حمزة بري، الذي قال إن حكومته تسعى إلى إنهاء أزمتي الديون و«الإرهاب» بحلول نهاية العام الحالي، معولاً في ذلك على الدعم العربي والدولي لإنقاذ أبناء وطنه من مخاطر المجاعة والجفاف. «الشرق الأوسط» التقت المسؤول الصومالي الكبير بالقاهرة في طريق عودته من الأراضي المقدسة، بعد أداء مناسك العمرة، للحديث عن تحديات يواجهها الصومال حاضراً، وآمال كبيرة يتطلع إ

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي واشنطن: مجلس النواب يرفض مشروعاً لسحب القوات الأميركية من الصومال

واشنطن: مجلس النواب يرفض مشروعاً لسحب القوات الأميركية من الصومال

رفض مجلس النواب الأميركي مشروع قانون، قدمه أحد النواب اليمينيين المتشددين، يدعو الرئيس جو بايدن إلى سحب جميع القوات الأميركية من الصومال في غضون عام واحد. ورغم هيمنة الجمهوريين على المجلس، فإن المشروع الذي تقدم به النائب مات غايتس، الذي لعب دوراً كبيراً في فرض شروط الكتلة اليمينية المتشددة، قبل الموافقة على انتخاب كيفن مكارثي رئيساً للمجلس، رفضه غالبية 321 نائباً، مقابل موافقة 102 عليه. وعلى الرغم من أن عدد القوات الأميركية التي تنتشر في الصومال، قد تراجع كثيراً، عما كان عليه في فترات سابقة، خصوصاً منذ عام 2014، فإن البنتاغون لا يزال يحتفظ بوجود مهم، في الصومال وفي قواعد قريبة.

إيلي يوسف (واشنطن)
العالم العربي الصومال يستعد لرحيل «قوات أتميس» الأفريقية

الصومال يستعد لرحيل «قوات أتميس» الأفريقية

عقدت الدول المشاركة في بعثة قوات الاتحاد الأفريقي العاملة في الصومال (أتميس)، اجتماعاً (الثلاثاء)، بالعاصمة الأوغندية كمبالا، لبحث «سبل تعزيز العمليات العسكرية الرامية إلى القضاء على (حركة الشباب) المتطرفة». ويأتي الاجتماع تمهيداً للقمة التي ستعقد في أوغندا خلال الأيام المقبلة بمشاركة رؤساء الدول المنضوية تحت بعثة «أتميس»، وهي (جيبوتي، وأوغندا، وبوروندي، وكينيا، وإثيوبيا)، وفقاً لوكالة الأنباء الصومالية الرسمية. وناقش الاجتماع «سبل مشاركة قوات الاتحاد الأفريقي في العمليات العسكرية الجارية للقضاء على فلول (حركة الشباب)، كما تم الاستماع إلى تقرير من الدول الأعضاء حول ذلك»، مشيدين بـ«سير العمليات

خالد محمود (القاهرة)

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.