ليبيا: الجيش يمنع وصول مقاتلين أجانب إلى بنغازي.. والحكومة تتهم ناقلات بتهريب النفط

حفتر يبدأ زيارة إلى صربيا للحصول على أسلحة

ليبيا: الجيش يمنع وصول مقاتلين أجانب إلى بنغازي.. والحكومة تتهم ناقلات بتهريب النفط
TT

ليبيا: الجيش يمنع وصول مقاتلين أجانب إلى بنغازي.. والحكومة تتهم ناقلات بتهريب النفط

ليبيا: الجيش يمنع وصول مقاتلين أجانب إلى بنغازي.. والحكومة تتهم ناقلات بتهريب النفط

اعترفت القيادة العامة للجيش الليبي بمصرع عدد من قواتها خلال المواجهات التي جرت ضد الجماعات الإرهابية على مدى اليومين الماضيين في محور الليثي بمدينة بنغازي في شرق البلاد.
وقال قائد القوات الجوية العميد صقر الجروشي إن «هذه الحرب فرضت على الليبيين، والجيش قدم ولا يزال يقدم الغالي والنفيس لينعم الوطن والمواطن بالأمن والأمان الذي أضاعته الجماعات الإرهابية».
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن الجروشي قوله إن «القيادة العامة للجيش تواصل سعيها لتوفير السلاح والعتاد للإسراع في حسم المعركة، ودحر ما تبقى من جماعات إرهابية، لافتًا إلى أن الدولة الليبية متمثلة في الحكومة والبنك المركزي تواجه صعوبات في تحويل الأموال إلى الخارج بالعملة الصعبة من أجل توفير السلاح والذخيرة والعتاد.
واعتبر الجروشي أن عملية حسم المعركة في بنغازي باتت قاب قوسين أو أدنى، وأن ما تقوم به المجموعات الإرهابية في هذه الأيام ما هو إلا رقصة الديك المذبوح، على حد تعبيره، مضيفا أن «التحرير باتت وشيكة»، وأن قوات الجيش كبدت المجموعات الإرهابية خسائر لم يحددها في الأرواح والعتاد. كما أعلن الجروشي أن مقاتلات سلاح الجو قصفت، مساء أول من أمس، جرافة بحرية على بعد ميل ونصف من ميناء المريسة، كانت محملة بمقاتلين كانوا متوجهين إلى مدينة بنغازي، مشيرًا إلى أن «مقاتلات سلاح الجو والقوات البرية تخوض حربًا ضروسًا ضد الجماعات الإرهابية في محاور القتال في مدينة بنغازي ودرنة».
وكانت الحكومة الانتقالية برئاسة عبد الله الثني قد هددت مجددًا باستخدام القوة لمنع محاولة سفن ناقلة للنفط من التسلل عبر المياه الإقليمية الليبية وتهريب النفط بطريقة غير مشروعة.
وقالت الحكومة المعترف بها دوليًا في بيان أصدرته من مقرها المؤقت بمدينة البيضاء بشرق ليبيا، إنها تلقت معلومات عن محاولة ناقلتي نفط مجهولتين التسلل إلى ميناء السدرة، الذي يعد أكبر مرافئ ليبيا النفطية بشرق البلاد، مشيرة إلى أن مؤسسة النفط التابعة لها، التي وصفتها بأنها الجهة الشرعية والحيدة المخولة بالسماح لناقلات النفط بالدخول والرسو في الموانئ النفطية الليبية، نفت منحها أي إذن للناقلتين ولم ترفع بعد حالة القوة القاهرة عن ميناء السدرة. وعدت الحكومة هذا العمل «قرصنة ومحاولة لسرقة النفط الليبي»، موضحة أنها ستشرع إزاء ما وصفته بـ«التصرف غير المسؤول» في ملاحقة ومقاضاة كل الجهات التي تقف وراء هذه العملية أمام المحاكم المحلية والدولية. كما تعهدت بأنها لن تتوانى عن حماية مقدرات وثروات الشعب الليبي، والمحافظة على سيادته الوطنية، ولو أدى ذلك إلى استخدام القوة طبقًا للمواثيق الدولية.
وكان يوسف بوسيفي، رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، قد أعلن في تصريحات له، أن «أوامر صدرت لحرس المنشآت النفطية باعتراض أي ناقلة تحاول الاقتراب من حقول النفط لأسباب أمنية وفنية»، لافتًا إلى أن «ظرف القوة القهرية ما زال ساريًا».
وفى محاولة للتغلب على الحظر الذي يفرضه مجلس الأمن الدولي على تسليح الجيش الليبي، أعلن قائد سلاح الجو الليبي، العميد ركن طيار صقر الجروشي، أن «القائد العام للقوات المسلحة الليبية، الفريق خليفة حفتر، سيقوم بزيارة عمل رسمية إلى العاصمة الصربية بلغراد تستمر لأيام، حيث من المقرر أن يلتقي كبار القادة العسكريين والسياسيين هناك».
ويسعى حفتر المعين من قبل مجلس النواب في شرق البلاد للحصول على أسلحة ودعم عسكري لقواته التي تواجه صعوبات على ما يبدو في حسم السيطرة على مدينة بنغازي.
إلى ذلك، ندد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، برناردينو ليون، بتصاعد القتال في بنغازي والخسائر الكبيرة التي خلفها في صفوف المدنيين. كما كرر ليون مناشدته من أجل إنهاء فوري للأعمال القتالية، وقال في بيان له إنه «لا يمكن أن يوجد حل عسكري للنزاع في ليبيا واستمرار الأعمال القتالية لن يجلب سوى المزيد من الموت والدمار، إضافة إلى معاناة السكان التي لا توصف».
وبعدما ناشد جميع الأطراف وقف الهجمات العشوائية فورًا، ذكر جميع الأطراف العسكرية الليبية الفاعلة بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي بإنهاء هذه الهجمات، وتوخي الحذر والنسبية عند القيام بالعمليات العسكرية.
وبخصوص الحوار الذي ترعاه بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، أكد ليون في رسالة وجهها، أمس، إلى نوري أبو سهمين، رئيس البرلمان السابق المسيطر على العاصمة طرابلس، على ضرورة حضور وفد البرلمان جولة الحوار التي ستستأنف في مدينة الصخيرات المغربية خلال الأيام القادمة.
من جهته، طالب أبو سهمين بوصفه نظريًا القائد الأعلى للجيش الليبي، جهات الاختصاص بمباشرة التحقيق فورًا في واقعة اغتيال العقيد مصطفى الوش، مساعد مدير فرع استخبارات المنطقة الوسطى، بسيارة مفخخة في مدينة مصراتة قبل يومين لتقديم الجناة للمحاكمة. كما طالب بالتآزر والتلاحم ضد هذه التنظيمات الإرهابية، وتوحيد الصفوف للتصدي لها وتخليص البلاد من شرها، على حد قوله.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.