المعارضة السودانية تجري مشاورات موسعة حول «الاتفاق الإطاري»

جانب من احتجاجات في الخرطوم يوم 8 ديسمبر (رويترز)
جانب من احتجاجات في الخرطوم يوم 8 ديسمبر (رويترز)
TT

المعارضة السودانية تجري مشاورات موسعة حول «الاتفاق الإطاري»

جانب من احتجاجات في الخرطوم يوم 8 ديسمبر (رويترز)
جانب من احتجاجات في الخرطوم يوم 8 ديسمبر (رويترز)

ينتظر أن يعقد المكتب التنفيذي لتحالف المعارضة السودانية «الحرية والتغيير» اجتماعاً يحدد بموجبه آجال عقد المشاورات والمؤتمرات الخاصة لحسم القضايا العالقة مع القوة السياسية الأخرى، وذلك بعد أسبوع واحد من توقيع الاتفاق الإطاري مع الجيش، في وقت تناقلت فيه وسائط إعلام محلية أن عشرات التنظيمات أعلنت رغبتها في توقيع الاتفاق الإطاري، بينما لا تزال المشاورات مع القوى الرئيسية تراوح مكانها دون التوصل لاتفاق.
وقال مصدر في تحالف «الحرية والتغيير»، الذي وقّع مؤخراً اتفاقاً إطارياً مع العسكريين، نص على خروج الجيش من السياسة وعودة الانتقال المدني، إن المكتب التنفيذي سيعقد اجتماعاً اليوم (الثلاثاء) للبتّ في قضية عقد الورش والمؤتمرات بين الموقعين وأصحاب المصلحة، لمناقشة القضايا الخمس المرجأة في الاتفاق الإطاري، والنظر في طلبات القوى السياسية التي ترغب في توقيع الاتفاق، وتحديد آجال عقد هذه الورش والمؤتمرات. وأرجأ الاتفاق الإطاري الذي تم توقيعه بين القوى المدنية وتحالف الحرية والتغيير من جهة، وكل من رئيس مجلس السيادة قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان ونائبه قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو «حميدتي» من جهة، في 5 من الشهر الجاري، قضية العدالة الانتقالية والجنائية التي ستتم مناقشتها مع أسر الشهداء وذوي الضحايا، وقضايا السلام وتعديل اتفاقية سلام جوبا مع القوى الموقعة عليها، وتفكيك نظام الإنقاذ، والإصلاح الأمني والعسكري.
وتوقع المصدر الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» أن يفرد مؤتمر خاص لقضية شرق السودان، بالتشاور مع أهل الإقليم، فيما ينتظر أن تعقد لقاءات مع قادة الشرق للوصول لاتفاق بشأن القضايا المتعلقة بالإقليم، وأضاف: «قضية شرق السودان قضية جدية، ولا يمكن أن تناقش مع القضايا الخمس، ولأهميتها سيفرد لها محور خاص». ووصف المصدر إعلان أعداد كبيرة من طالبي التوقيع بأنه محاولة لـ«إغراق» العملية السياسية، وإعادة أعداء التحول المدني عبر النافذة، بعد أن أغلق عليهم الاتفاق الإطاري بوابات الوصول للسلطة، وقال: «القوى الموقعة لا يتجاوز عددها 40 تنظيماً بين حزب وحركة مسلحة وتنظيمات مدنية أخرى، فكيف يكون الراغبون في التوقيع أكثر من 50».
وقطع بأن القوى التي يسعى تحالفه لإقناعها بالانضمام للعملية السياسية تتمثل في «حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، وحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبد العزيز الحلو». وأضاف: «الحزب الشيوعي وحزب البعث لو أرادا التوقيع فمكانهما سيظل شاغراً»، وتابع: «تجري مشاورات معمقة مع لجان المقاومة الشعبية وعمل جاد معها لإقناعها بتوقيع الإتفاق، باعتبارها قوى رئيسية في الحراك السياسي المستمر منذ الانقلاب، وتمثل شريحة مهمة من أصحاب المصلحة في استعادة الانتقال المدني الديموقراطي».
وتوقع المصدر أن يحدد اجتماع المكتب التنفيذي المقبل بدقة «قوى الثورة وقوى الانتقال التي ينتظر توقيعها على الاتفاقية الإطارية، وأن يحدد آجال عقد الورش والمؤتمرات الخاصة ببحث القضايا المرجأة». وأضاف: «نتوقع أن نصل إلى اتفاقات مع قوى الثورة وشركاء الانتقال في غضون أسبوعين إلى 3 أسابيع، يعقبها الاتفاق النهائي بتوقيع مشروع الدستور الانتقالي». ونفى المصدر ما يتردد من أخبار عن ترشيحات لرئيسي الدولة والوزراء، بقوله: «لم نصل إلى هذه المرحلة بعد، ما زلنا في مرحلة المشاورات على القضايا وليس الأشخاص. فالقضية ليست الأشخاص، بل المعايير، وأظننا سنحرص على أن يتم اختيار شخصيات وطنية وثيقة الصلة بالثورة».


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

الجيش السوداني يعلن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من «قوات الدعم السريع»

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

الجيش السوداني يعلن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من «قوات الدعم السريع»

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

أعلن الجيش السوداني، اليوم السبت، «تحرير» مدينة سنجة، عاصمة ولاية سنار، من عناصر «قوات الدعم السريع».

وأكد الناطق باسم الجيش السوداني على منصة «إكس» أن «القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى نجحت في تحرير سنجة... وسنستمر في التحرير، وقريباً سننتصر على كل المتمردين في أي مكان».

وفي وقت لاحق، قال رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، إن «الانتصار الكبير والعظيم سيكون له ما بعده».

وأضاف المجلس، في حسابه على «تلغرام»، أن البرهان أكد عزم القوات المسلحة على تحرير كل شبر من البلاد «ودحر الميليشيا التي تستهدف وحدة السودان».

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع»، في منتصف أبريل (نيسان) 2023، بعد خلاف حول خطط لدمج «الدعم السريع» في القوات المسلحة خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للانتقال إلى حكم مدني، وبدأ الصراع في الخرطوم وامتد سريعاً إلى مناطق أخرى.

وأدى الصراع إلى انتشار الجوع في أنحاء البلاد، وتسبب في أزمة نزوح ضخمة، كما أشعل موجات من العنف العرقي في أنحاء السودان.