في ظلّ مشاعر الفرح التي تعمّ المغاربة، هذه الأيام، إثر نجاح منتخبهم في الوصول إلى المربع الذهبي لنهائيات كأس العالم في قطر، كان طبيعياً أن تتوقف قراءات ومتابعات المهتمين والمحللين عند أسباب هذا الحضور الكروي المغربي الرائع، وظهوره نداً لأعتى المدارس الكروية العالمية، خصوصاً بعد أنَّ رفع المدرب وليد الركراكي سقف الطموح بإعلان حلمه الفوز بكأس العالم.
غير أنَّ أجملَ ما رافق «البورتريهات» التي رسمت للاعبي المنتخب، يبقى ذلك الاحتفاء بدفء الانتماء إلى بلد الآباء والأجداد الذي عبّر عنه عدد من اللاعبين الذين رأوا النور ونشأوا في بلدان المهجر، من دون أن يفقدوا روابط الصلة مع البلد الأم. وإضافة إلى المدرب ومساعده الثاني، فإن 13 من لاعبي المنتخب المغربي ولدوا أو نشأوا في دول غربية.
وكان رئيس «الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم» (اتحاد الكرة) فوزي لقجع، تحدث في وقت سابق، عن متابعة الاتحاد لأكثر من 400 موهبة كروية تلعب في دوريات أوروبا، مشيراً إلى أن المغرب يلعب أوراقاً كثيرة لدفع هؤلاء اللاعبين إلى ارتداء الألوان المغربية، ومن ذلك ورقة العائلة. وشدد في هذا السياق على الدور الحاسم الذي يلعبه المحيط العائلي لهؤلاء اللاعبين، في سبيل إقناعهم بذلك، مثل الدور الذي لعبته والدة النجم الواعد حكيم زياش.
ويبدو أنَّ «ورقة العائلة»، بما تمثله من حمولة ترتبط بالوفاء للجذور وندائها، فضلاً على نجاح المنتخب في العودة إلى أجواء المنافسة العالمية، لعبا دوراً في تفضيل مواهب كثيرة اللعب بقميص «أسود الأطلس».