الرياض تُطلق أول «فناء» ثقافي متكامل لاحتضان المفكرين والمبدعين

يتوهج فيه الإبداع وتتألق في رحابه المعرفة

يسعى مركز «فناء الأول» إلى توفير وجهة للاستكشاف وفسحة للحوار بين الثقافات
يسعى مركز «فناء الأول» إلى توفير وجهة للاستكشاف وفسحة للحوار بين الثقافات
TT

الرياض تُطلق أول «فناء» ثقافي متكامل لاحتضان المفكرين والمبدعين

يسعى مركز «فناء الأول» إلى توفير وجهة للاستكشاف وفسحة للحوار بين الثقافات
يسعى مركز «فناء الأول» إلى توفير وجهة للاستكشاف وفسحة للحوار بين الثقافات

تستعد مدينة الرياض، الخميس المقبل، لفتح أبواب أول فناء ثقافي متكامل، حيث تعتزم وزارة الثقافة إطلاقه كفضاء معرفي حيوي، لاحتضان المفكرين والمبدعين وأصحاب المواهب في فنون مختلفة، ويضم معارض ومنحوتات ومساحات واسعة لتنظيم الفعاليات الثقافية والفنية وتحويل مواسم المبدعين إلى فرص واعدة للأفكار والأعمال غير التقليدية.
ويسعى مركز «فناء الأول» إلى توفير وجهة للاستكشاف وفسحة للحوار بين الثقافات ومساحة للتبادل المعرفي والثقافي الإنساني، الأمر الذي يصب في تكوين مجتمع متنوع من المفكرين المبدعين، وهو جزء من استراتيجية وطنية لتمكين الثقافة في الفضاء العام، وتعزيزها كأسلوب حياة، وصنع فرص للتبادل الثقافي العالمي.
وأنجزت أعمال البناء فيما سيصبح قريباً فناء رحباً للإبداع وتألق المعرفة، في حي السفارات بمدينة الرياض، تحول فيها الموقع التاريخي لأول بنك تجاري في المملكة بني عام 1988، إلى وجهة فنية وقبلة ثقافية للمبدعين في مختلف الفنون، وقد اكتست أعمدته الأسطوانية البيضاء بالزخرفات على الطراز السعودي المحلي، وأضحت باحته الخارجية مسرحاً للأعمال الفنية والمنحوتات، تتقدمها مجموعة فنّية دائمة من 6 قطع فريدة، صُمم معظمها خصيصاً لـ«فناء الأول»، وتعكس مستويات إبداع وريادة فنانين محليين وعالميين. كما يتمتع بزوايا مفتوحة ومرنة لاحتضان الفعاليات والأنشطة الفنية والثقافية المختلفة، ومكتبة متخصصة تقدم مجموعة واسعة من الكتب والإصدارات الثقافية والفنية في مجالات مختلفة.
وبثّت وزارة الثقافة السعودية فيلماً ترويجياً تحت شعار «محلك مكانك» أظهر حكاية مصورة قصيرة عن المبنى الذي تحول من مبنى تجاري تاريخي يعود عمر بنائه لمنتصف ثمانينات القرن الماضي، إلى وجهة فنية وثقافية منذ وُضع تحت رعاية الهيئة الملكية لمدينة الرياض، وضمن برنامج التحول الوطني لـ«رؤية المملكة 2030»، التي أرست الثقافة جزءاً أساسياً من المشهد المحلي.
ويراهن «فناء الأول» على ريادة تجربة «المكان الثالث» في السعودية، من خلال توفير وجهة للاستكشاف، ومكان للتثاقف، ومنصة للتبادل المعرفي، وجسر للتواصل الفني بين عناصره ورواده وأجياله.
وقالت الفنانة إلهام الدوسري إن مفهوم المكان الثالث، المتمثل في مساحات مثل «فناء الأول»، مهم لأنه يربط الفنانين والمهتمين والمسؤولين وأفراد المجتمع بعضهم ببعض، وذلك بطرق عفوية وغير متكلفة تشجع وتحفز الفنان للخروج والاحتكاك بالمجتمع وتبادل الفكر والإنتاج الإبداعي، والنمو الفردي من خلال «الجماعي»، والعكس صحيح، بدل التخوف من ذلك كله.
فيما استقبلت الفنانة ميعاد العقيلي، باستبشار، خطوة إطلاق «فناء الأول»، الذي تلتئم تحت سقفه مختلف الأعمال الإبداعية والفنية وألوان الإبداع المعرفي، متحفزة لأن يكون ذلك بداية لتدشين سلسلة من المراكز الثقافية في مناطق متفرقة من المملكة، لاحتضان ورعاية المواهب الواعدة التي تتحيّن طريق التطور والتميز وبناء تجربتها الفنية على هدى الخبرات التي تؤم هذا المكان.
وقالت العقيلي إن المراكز الثقافية تلعب دوراً محورياً في تطوير المشهد المحلي، خاصة إذا انطوت على روح متجددة، وأنعشت اتصال الفنانين بمختلف أجيالهم واهتماماتهم، بعضهم مع بعض، وإن ذلك سيصنع لحظة ثقافية مهمة تبنى عليها رحلة جديدة للفنون في السعودية، وجيل مختلف، صنع في عهدة هذه المبادرات النوعية.
ودعا الفنان علي الشريف إلى ضرورة أن تجد بعض الاهتمامات الفنية طريقها إلى التعليم المدرسي، مثل فن النحت والسدو، وتأهيل الطلاب الموهوبين بشكل تأسيسي منذ المراحل المبكرة، لتتوافق المخرجات التعليمية مع شروط المرحلة الإبداعية التي تشهدها السعودية اليوم.
وحثّ الشريف على أهمية بناء قاعدة بيانات للانطلاق منها، والعمل من خلالها على فرز المبدعين والمبتكرين، والتواصل معهم ودعم مشروعاتهم, وتقديم المميز فنياً واستثمارياً، في ظل أن الفن له قيمة معنوية ومادية، وتعكس الأعمال المتوارثة ثقافياً، أسلوباً جاداً لدى المجتمعات للحفاظ على تراثها الفني وأعمالها الإبداعية عبر التاريخ .


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

مقابل 5 آلاف يورو... اتهام زوجين إسبانيين ببيع ابنتهما القاصر

عنصران من الشرطة الإسبانية يظهران في مدريد (رويترز)
عنصران من الشرطة الإسبانية يظهران في مدريد (رويترز)
TT

مقابل 5 آلاف يورو... اتهام زوجين إسبانيين ببيع ابنتهما القاصر

عنصران من الشرطة الإسبانية يظهران في مدريد (رويترز)
عنصران من الشرطة الإسبانية يظهران في مدريد (رويترز)

وجَّهت السلطات في إسبانيا اتهامات إلى زوجين ببيع ابنتهما البالغة من العمر 14 عاماً إلى رجل (22 عاماً) مقابل 5 آلاف يورو (5200 دولار) قبل نحو 3 أعوام مضت، وفقاً لما أفادت به تقارير وسائل إعلام محلية، أمس (الخميس)، بحسب «وكالة الأنباء الألمانية».

وتمكنت الفتاة من الفرار، واعتُقل والداها اللذان ذهبا إلى قسم الشرطة في كاديز في جنوب غربي البلاد للإبلاغ عن فقدانها، جنباً إلى جنب مع الرجل، وفقا لصحيفة «لا فامجارديا» ووسائل إعلام محلية. وجرى الاعتقال في أوائل ديسمبر (كانون الأول) الحالي، بحسب ما أفادت به وسائل الإعلام.

وقالت الفتاة التي تقدمت بشكوى للشرطة إنها خضعت لاعتداءات نفسية وجسدية وجنسية، وعاشت مع الرجل في مركبة «فان» لتوصيل الطلبات، وأُجبرت على جمع الخردة المعدنية من أجل جني المالي، وفقاً للتقارير.

وأبلغت الشرطة أيضا بأنها تعرضت لانتهاكات جنسية من قبل رجل آخر عندما كان عمرها 12 عاماً، ويبدو أنه تم تنسيق ذلك من قِبَل والدها.

وتم احتجاز الأب بينما تم إطلاق سراح الأم والرجل الذي أُجبرت الفتاة على الزواج منه في عام 2021 تحت المراقبة.

وذكرت التقارير أن الأشخاص الثلاثة متهمون بالاتجار بالبشر والعنف الجنسي وإساءة معاملة الأطفال. وفي حالة إدانتهم قد يواجهون أحكاماً بالسجن لفترات طويلة.