تلسكوب جيمس ويب يكتشف «مقبرة نجمية»

تقع في «سديم» يبعد عن الأرض ألفي سنة ضوئية

السديم الذي يبعد نحو 2000 سنة ضوئية عن الأرض ويحتوي على مقبرة نجمية (ناسا)
السديم الذي يبعد نحو 2000 سنة ضوئية عن الأرض ويحتوي على مقبرة نجمية (ناسا)
TT

تلسكوب جيمس ويب يكتشف «مقبرة نجمية»

السديم الذي يبعد نحو 2000 سنة ضوئية عن الأرض ويحتوي على مقبرة نجمية (ناسا)
السديم الذي يبعد نحو 2000 سنة ضوئية عن الأرض ويحتوي على مقبرة نجمية (ناسا)

كانت واحدة من أولى الصور الشهيرة التي كشف عنها تلسكوب جيمس ويب الفضائي في وقت سابق من هذا العام، كفناً مذهلاً من الغاز والغبار أضاءه نجم يحتضر في قلبه.
الآن وجد الباحثون الذين يحللون البيانات من أقوى تلسكوب في التاريخ دليلاً على وجود نجمين على الأقل غير معروفين سابقاً يختبئان في المقبرة النجمية.
وكان يعتقد سابقاً أن السديم الدائري الجنوبي، الموجود في مجرة درب التبانة على بعد نحو ألفي سنة ضوئية من الأرض، يحتوي على نجمين، أحدهما، الذي يقع في مركز السديم، وهو نجم قزم أبيض كان في خضم موته يقذف سيلاً من الغاز والغبار لآلاف السنين التي شكلت بدورها السحابة المحيطة.
ويُعد القزم الأبيض شديد السطوع، الذي تلاشى سطوعه، أقل وضوحاً بين النجمين اللذين تمت رؤيتهما في صور ويب التي تم إصدارها في يوليو (تموز).
وقدم القزم الأبيض لعلماء الفلك رؤية لكيفية موت شمسنا يوماً ما، بعد بلايين السنين من الآن، وعلى عكس شمسنا الوحيدة، كان لديه رفيق، أكثر إشراقاً في صور ويب.
لكن هذا النظام الثنائي، وهو شائع عبر مجرة درب التبانة، لا يفسر البنية «غير النمطية» للسديم، كما قال فيليب عمرام، عالم الفيزياء الفلكية في مختبر مرسيليا للفيزياء الفلكية في فرنسا، لوكالة الصحافة الفرنسية.
وعمرام هو أحد المؤلفين المشاركين لدراسة نُشرت (الخميس) الماضي في مجلة «نيتشر أسترونومي»، استخدمت ملاحظات ويب لكشف المزيد من أسرار السديم.
وقال عمرام، منذ أن اكتشف عالم الفلك الإنجليزي جون هيرشل السديم في عام 1835 تساءل علماء الفلك عن سبب كونه «غريب الشكل، وليس كروياً حقاً».
ومن خلال تحليل البيانات من كاميرات ويب التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء، قال الباحثون إنهم وجدوا دليلاً على وجود نجمين آخرين على الأقل داخل السديم، الذي يبلغ قطره 1500 مرة المسافة من الشمس إلى بلوتو.
وبينما يكون الزوج الجديد بعيداً قليلاً عن القزم الأبيض ومرافقته، تقع جميع النجوم الأربعة أو ربما حتى الخمسة، في مركز السديم.
وقال عمرام إنهم قريبون بما يكفي للتفاعل مع بعضهم البعض، و«تبادل الطاقة» يخلق الشكل الغريب للسديم.
وأطلق تلسكوب ويب، الذي بدأ تشغيله منذ يوليو، بالفعل مجموعة كبيرة من البيانات غير المسبوقة، ويأمل العلماء أن يبشر بعصر جديد من الاكتشافات.



احتفاء مصري بالذكرى الـ113 لميلاد «أديب نوبل» نجيب محفوظ

فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)
فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)
TT

احتفاء مصري بالذكرى الـ113 لميلاد «أديب نوبل» نجيب محفوظ

فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)
فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)

احتفت مصر بالذكرى الـ113 لميلاد «أديب نوبل» نجيب محفوظ، عبر فعاليات متنوعة في متحفه وسط القاهرة التاريخية، تضمّنت ندوات وقراءات في أعماله وسيرتيه الأدبية والذاتية، واستعادة لأعماله الروائية وأصدائها في السينما والدراما.

وأعلن «متحف نجيب محفوظ» التابع لصندوق التنمية الثقافية في وزارة الثقافة، أن الاحتفال بـ«أديب نوبل» يتضمّن ندوة عن إبداعاته ومسيرته، يُشارك فيها النّقاد، إبراهيم عبد العزيز، ومحمد الشاذلي، والدكتور محمود الشنواني، والدكتور تامر فايز، ويديرها الدكتور مصطفى القزاز. بالإضافة إلى افتتاح معرض كاريكاتير عن نجيب محفوظ، وشاعر الهند الشهير رابندراناث طاغور، ومعرض لبيع كتب نجيب محفوظ.

وأوضح الكاتب الصحافي والناقد محمد الشاذلي أن «الاحتفالية التي أقامها (متحف نجيب محفوظ) في ذكرى ميلاده الـ113 كانت ممتازة، وحضرها عددٌ كبير من المهتمين بأدبه، وضمّت كثيراً من المحاور المهمة، وكان التركيز فيها على السيرة الذاتية لنجيب محفوظ».

«متحف نجيب محفوظ» احتفل بذكرى ميلاده (صفحة المتحف على فيسبوك)

ولد نجيب محفوظ في حيّ الجمالية بالقاهرة التاريخية في 11 ديسمبر (كانون الأول) عام 1911، وقدم عشرات الأعمال الروائية والقصصية، بالإضافة إلى سيناريوهات للسينما، وحصل على جوائز عدة أهمها جائزة «نوبل في الأدب» عام 1988، ورحل عن عالمنا عام 2006.

حضر الاحتفالية بعض ممن كتبوا عن سيرة نجيب محفوظ، من بينهم إبراهيم عبد العزيز، الذي له أكثر من كتاب عن «أديب نوبل»، بالإضافة إلى الطبيب الدكتور محمود الشنواني الذي رافق الأديب لمدة 30 سنة تقريباً، وفق الشاذلي، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «تَحدّث كلُّ شخص عن الكتاب الذي أصدره عن نجيب محفوظ. وإبراهيم عبد العزيز كان مرافقاً له في ندواته، وتحدّث عن كتاب (أنا نجيب محفوظ)، الذي تضمّن ما قاله محفوظ عن نفسه، بيد أني أرى أن كتابه الأهم هو (ليالي نجيب محفوظ في شيبرد) لأنه كان عبارة عن كناسة الدكان، فقد رصد السنوات الأخيرة لنجيب محفوظ».

وعن كتاب الشاذلي حول نجيب محفوظ يقول: «تعرّفت عليه بصفتي صحافياً منذ بداية الثمانينات، وقد تحدّثت عن موضوعين تناولتهما في كتابي عنه (أيام مع نجيب محفوظ ذكريات وحوارات)، وهو ما أُشيع عن هجومه على العهد الناصري، خصوصاً في روايته (الكرنك)، وهذا ليس صحيحاً، وفي الحقيقة كان محفوظ يُركّز على حقوق الإنسان والحريات أكثر من أي شيء آخر، وقد أنصف عبد الناصر في كثيرٍ من كتاباته، خصوصاً شهاداته عن هذا العصر، والنقطة الثانية ما أُشيع حول الاتهامات التي وجّهها بعضهم لنجيب محفوظ بحصوله على (نوبل) بدعم إسرائيل، وهذا ليس صحيحاً بالمرّة، وكانت تُهمة جاهزة لمن أراد إهانة الجائزة أو النّيل ممّن حصل عليها».

وأشار الشاذلي إلى أن محفوظ كان له رأيُّ مهم في السينما، وقد ترأس مؤسسة السينما في إحدى الفترات، وكان يرى أنه أصبح كاتباً شعبياً ليس بفضل القراءات ولكن بفضل السينما، فكان يحترم كلّ ما له علاقة بهذه المهنة، ويعدّها مجاورة للأدب.

محفوظ وطاغور في معرض كاريكاتير (منسق المعرض)

وتحوّلت روايات نجيب محفوظ إلى أعمال سينمائية ودرامية، من بينها أفلام «بداية ونهاية»، و«الكرنك»، و«ميرامار»، و«ثرثرة فوق النيل»، وثلاثية «بين القصرين»، و«قصر الشوق»، و«السكرية»، وأيضاً «زقاق المدق»، و«اللص والكلاب»، بالإضافة إلى مسلسلات «الحرافيش - السيرة العاشورية»، و«أفراح القبة»، و«حديث الصباح والمساء».

وضمّ المعرض الذي أقيم بالتعاون بين سفارة الهند في القاهرة، ومتحف الكاريكاتير بالفيوم، ومنصة «إيجيبت كارتون»، 38 لوحة لفنانين من 12 دولة من بينها مصر والهند والسعودية وصربيا والصين ورومانيا وروسيا وفنزويلا.

وأشار الفنان فوزي مرسي، أمين عام «الجمعية المصرية للكاريكاتير» ومنسِّق المعرض إلى أن هذا المعرض اقتُرح ليُعرض في الاحتفال بذكرى طاغور في مايو (أيار) الماضي، إذ عُرض في المركز الثقافي الهندي، وكذلك في يوم الاحتفال بعيد ميلاد «أديب نوبل» المصري نجيب محفوظ.

وقال مرسي لـ«الشرق الأوسط»: «يُعدّ المعرض جزءاً من الاحتفالية التي نظّمتها وزارة الثقافة (لأديب نوبل) الكبير، واهتمّ معظم الفنانين برسم البورتريه بشكلٍ تخيُّلي، في محاولة لعقد الصلة بين طاغور ومحفوظ».

فنانون من 12 دولة رسموا الأديبين طاغور ومحفوظ (منسق المعرض)

وفي السياق، أعلنت «دار المعارف» عن إصدار كتابٍ جديدٍ عن نجيب محفوظ في الذكرى الـ113 لميلاده، وكتب إيهاب الملاح، المُشرف العام على النشر والمحتوى في «دار المعارف» على صفحته بـ«فيسبوك»: «في عيد ميلاد الأستاذ نُقدّم هدية للقراء ولكل محبي نجيب محفوظ وهي عبارة عن كتاب (سردية نجيب محفوظ) للناقد الدكتور محمد بدوي».