يبدو أن السلطات الإيرانية تراجعت عن تنفيذ حكم الإعدام ببعض المتظاهرين، إذ نقلت وسائل إعلام إيرانية عن أحد المشتكين قوله، إن السلطات أوقفت تنفيذ حكم الإعدام بحق متهم أمس (الأحد)، وذلك بعد تحذيرات من دول ومنظمات دولية انتقدت هذه الأحكام التي طالت أكثر من 12 شخصاً على خلفية موجة الاحتجاجات التي تشهدها عشرات المدن الإيرانية منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، عندما قُتلت مهسا أميني أثناء توقيفها من قِبل «شرطة الأخلاق».
وذكرت أن أحد الأشخاص الذين يقاضون ماهان صدارت أعلن سحب شكواه. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن محمد رضا قنبر طلب، الذي كان قد سحب شكواه ضد صدارت قوله في تغريدة على «تويتر» أمس: «لقد تم وقف تنفيذ حكم الإعدام وتنفيذه» بحق صدارت، إلا أن القضاء الإيراني لم يصدر تأكيداً أو نفياً.
وكان قنبر قال أول من أمس: «أطلب بشدة من رئيس القضاء تنازل النظام عن حقه في معاقبة ماهان صدارت؛ نظراً لإظهار ندم المتهم». وأكد قنبر، أنه تحدث إلى أسرة ماهان صدارت بعد وساطة من رياضيين وفاعلي خير.
وكانت منظمة العفو الدولية حذرت من خطر إعدام صدارت. وكتبت في حسابها الخاص بإيران على «تويتر» إن «سلطات الجمهورية الإسلامية تستعد لإعدام المتظاهر ماهان صدارت، بعد شهر واحد فقط من محاكمته الجائرة بشكل صارخ في محكمة الثورة».
جاء هذا التحذير بعدما نقلت مواقع إيرانية عن السجين السياسي آرش صادقي أن السلطات نقلت ماهان صدارت من سجن طهران الكبير إلى سجن رجايي شهر؛ استعداداً لتنفيذ حكم الإعدام. وقالت أسرته إنها تلقت بلاغاً بأن الحكم الصادر ضد ابنها دخل مرحلة التنفيذ.
من جانبها، أشارت منظمة العفو الدولية إلى مخاوف من قرب تنفيذ حكم الإعدام ضده.
وقالت المنظمة إنه «حُكم عليه بالإعدام بتهمة استخدام سكين لمهاجمة شخص، وإشعال النار في دراجة نارية، وإتلاف هاتف محمول، ووجدت المحكمة أن ذلك يعادل محاربة (حرابة)»، مشيرة إلى أنه «نفى مراراً وتكراراً اتهامه بالهجوم بالسلاح الأبيض».
واعتُقل صدارت في 12 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، خلال مشاركته بمسيرة احتجاجية في طهران. وأبلغت السلطات صدارت بإصدار حكم الإعدام ضده الأسبوع الماضي.
وقال القضاء الإيراني إن صدارت «متهم بالمحاربة؛ بسبب استخدام السلاح الأبيض» و«التآمر والتجمهر بهدف ارتكاب جرائم ضد أمن البلاد، وحرق دراجة نارية، وإتلاف هاتف محمول، ومهاجمة شخص بالأسلحة البيضاء».
ونشر حساب «1500 تصوير» تسجيلاً صوتياً من صدارت وهو يتحدث إلى صديقته من السجن. ويقول: «لن يحدث شيء... تحملي أسبوعين، سأخرج من السجن». وقالت صديقته سوغند: «أرجو أن تكونوا صوت ماهان، لا تسمحوا لهم بأن يأخذوا منا إنساناً بريئاً آخر».
وقالت منظمة العفو الدولية، الجمعة، إن السلطات الإيرانية تسعى إلى تنفيذ عقوبة الإعدام بحق 21 شخصاً على الأقل، فيما وصفته بأنه «محاكمات صورية تهدف إلى ترهيب المشاركين في الانتفاضة الشعبية التي هزت إيران».
وأشار رضا بهلوي، نجل شاه إيران السابق، في تغريدة إلى أن «مجيد توكلي، وفاطمة سبهري، ومنوشهر بختياري، وآلافاً من المحتجين الإيرانيين الآخرين محتجزون في سجون الجمهورية الإسلامية. العشرات منهم، بمن فيهم حميد قره حسنلو، ومهدي كرامي، وماهان صدارت، وماجد رضا رهنورد، معرضون لخطر الإعدام الوشيك».
وأعلنت وكالة «نشطاء حقوق الإنسان» (هرانا) الإيرانية أمس، أن عدد موقوفي الاحتجاجات منذ بدء الاحتجاجات في إيران بلغ حتى السبت، 18259 موقوفاً في 160 مدينة و143 جامعة شهدت احتجاجات، مفيدة بأن عدد قتلى الاحتجاجات وصل إلى 485 شخصاً، بينهم 62 طفلاً.
من جانبها أفادت منظمة «هنغاو الحقوقية» الكردية، في أحدث إحصائية لها عن المناطق الكردية، بأن 124 محتجاً قُتلوا في المدن الكردية، بينهم 15 طفلاً و7 نساء. وأشارت إلى اعتقال 6500 مواطن، تم التأكد من هوية 1602، بينهم 148 طفلاً و177 امرأة و78 طالباً.
مؤشرات إلى تراجع إيران عن تنفيذ الإعدام بـ«متظاهر»
عدد قتلى الاحتجاجات يقترب من 500... والموقوفون تجاوزوا 18 ألفاً
مؤشرات إلى تراجع إيران عن تنفيذ الإعدام بـ«متظاهر»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة