الأرجنتين تغلق ملف اللقاء المشحون في انتظار نصف نهائي ناري

المباراة الأسطورية ضد هولندا شهدت 17 بطاقة صفراء وتدخلات عنيفة واشتباكات مستمرة

ميسي وإدغارد (مساعد مدرب هولندا) في مواجهة مشحونة بعد انتصار الأرجنتين بركلات الترجيح (د.ب.أ)
ميسي وإدغارد (مساعد مدرب هولندا) في مواجهة مشحونة بعد انتصار الأرجنتين بركلات الترجيح (د.ب.أ)
TT

الأرجنتين تغلق ملف اللقاء المشحون في انتظار نصف نهائي ناري

ميسي وإدغارد (مساعد مدرب هولندا) في مواجهة مشحونة بعد انتصار الأرجنتين بركلات الترجيح (د.ب.أ)
ميسي وإدغارد (مساعد مدرب هولندا) في مواجهة مشحونة بعد انتصار الأرجنتين بركلات الترجيح (د.ب.أ)

بعد نهاية مباراة الأرجنتين وهولندا في دور الثمانية لكأس العالم على ملعب لوسيل، سُئل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي عما حدث في هذا اللقاء، فقال: «القليل من كل شيء». لقد شهدت هذه المباراة أربعة أهداف، وثماني ركلات ترجيح، و17 بطاقة صفراء، وبطاقة حمراء، وفي النهاية كان هناك فائز واحد فقط وهو الأرجنتين.
وعقب نهاية اللقاء غادر حارس مرمى الأرجنتين، إيميليانو مارتينيز، أرض الملعب وهو يلقي نظرة جريئة باتجاه المنتخب الهولندي ويوجه الشتائم باللغة الإنجليزية للتأكد من أن الجانب الآخر سيفهمها.
وقال ميسي: «لقد عانينا أكثر من اللازم. عندما كنا متقدمين بهدفين دون رد كانت الأمور تحت سيطرتنا، ولم يكن يتعين علينا أن نسمح للمباراة بأن تذهب إلى الوقت الإضافي ثم ركلات الترجيح».
أما منتخب هولندا فقد لجأ إلى الخطة البديلة بعد التأخر في النتيجة، حيث بدأ يلعب الكرات الطويلة والعالية لاستغلال قصر قامة لاعبي الأرجنتين، ودفع بلوك دي يونغ ووت ويغهورست، وقلص النتيجة ثم سجل هدف التعادل من ركلة حرة مباشرة رائعة في الدقيقة 101 لتعود المباراة إلى نقطة الصفر مرة أخرى.
كان الهولنديون يريدون الذهاب بالمباراة إلى ركلات الترجيح، وبدا الأمر وكأن كل شيء يصب في مصلحتهم، لكن مارتينيز تصدى لركلتي ترجيح من فيرغيل فان دايك وستيفن برغيس. وأهدر إنزو فرنانديز ركلة ترجيح للأرجنتين لتصبح النتيجة تقدم الأرجنتين بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وزادت الإثارة مرة أخرى عندما سجل لوك دي يونغ لهولندا لتصبح النتيجة التعادل بثلاثة أهداف لكل فريق. وتقدم لاوتارو مارتينيز لتسديد الركلة الأخيرة وسجلها بالفعل ليعبر براقصي التانغو إلى الدور نصف النهائي للمونديال. ووصف المدير الفني للأرجنتين، ليونيل سكالوني، ما حدث خلال المباراة بأنه «قبيح»، وفتح الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) تحقيقاً فيما حدث من لاعبي الأرجنتين.
إن المسافة التي يقطعها أي لاعب وهو يسير وحيداً من خط منتصف الملعب إلى نقطة الجزاء لتسديد ركلة الترجيح تكون عادة طويلة للغاية، أو على الأقل من المفترض أن تكون كذلك، لكن عندما حان وقت لاوتارو مارتينيز لتسديد ركلة الترجيح الحاسمة كان يسير بجواره عدد من اللاعبين الهولنديين. وعندما سئل مارتينيز عما كان يفكر وهو يستعد لتنفيذ ركلة الجزاء التي قد تؤهل الأرجنتين إلى الدور نصف النهائي لكأس العالم، رد قائلاً: «كنت أتحلى بالهدوء والثقة». وبينما كان مارتينيز يتجه لتسديد ركلة الترجيح، تبعه أربعة لاعبين هولنديين، بقيادة دينزل دومفريس، وكانوا لا يزالون يسيرون بجانبه ويحيطون به حتى منتصف الطريق نحو المرمى.
لقد تدخل الحكم المساعد وأعادهم، لكنهم كانوا يتفوهون ببعض الكلمات، فقال دي يونغ، الذي كان قد سجل للتو ركلة الترجيح الخاصة به، كلمة، كما ردد حارس المرمى أندريس نوبرت المزيد من الكلمات. ومع ذلك، حافظ مارتينيز على هدوئه وسجل ركلة الجزاء، وبدأ لاعبو الأرجنتين يركضون نحوه للاحتفال بهذا الفوز المثير. وبعد فترة من الجري، اتجه أربعة لاعبين أرجنتينيين على الأقل - لياندرو باريديس، وغونزالو مونتيل، وجيرمان بيزيلا، ونيكولاس أوتاميندي - نحو اللاعبين الهولنديين واحتفلوا أمامهم. ووضع أوتاميندي يديه على أذنيه ساخراً. وقال: «لقد احتفلت أمامهم لأنه في كل ركلة ترجيح كان أحد لاعبيهم يقول أشياء لنا».
لقد اتجه جميع اللاعبين الأرجنتينين ناحية الزاوية اليسرى للاحتفال مع لاوتارو مارتينيز، باستثناء ميسي الذي ركض نحو حارس المرمى إميليانو مارتينيز، الذي كان ممدداً على أرض الملعب في الزاوية الأخرى. وقال ميسي عن حارس مرمى فريقه: «إنه وحش، وقد أثبت ذلك اليوم مرة أخرى». وكان دومفريس يركض في الاتجاه نفسه، محاولاً الوصول إليهما، لكن ثلاثة رجال تدخلوا ومنعوا ذلك وهدأوا من روعه.
لقد شهدت المباراة توتراً شديداً، وحتى بعد نهايتها كانت هناك مواجهات بين الجانبين أثناء احتفالات اللاعبين الأرجنتينيين. لقد تم تسديد كرة باتجاه مقاعد بدلاء هولندا، وكانت هناك تدخلات عنيفة، واتهم ميسي فيغهورست باستفزاز الجميع. ولم يكن مارتينيز الوحيد الذي تبعه لاعبو هولندا أثناء اتجاهه لتسديد ركلة الترجيح، واتجه أنخيل دي ماريا نحو زميله فرنانديز لإنقاذه من ذلك!.
وقد اقتحم أحد المشجعين الملعب، وتطلب الأمر الكثير من الرجال للتعامل معه والسيطرة عليه، كما حدث مع دومفريس، لكن ربما لم يشاهد الجمهور في المنازل هذا الاقتحام عبر شاشات التلفزيون. وفي خضم كل ذلك، كان هناك جدل شديد بشأن حكم اللقاء. وقال دي يونغ عن الحكم: «لم يكن الأمر سهلاً، لكن كان يبدو أنه منحاز بسهولة للأرجنتين». لكن ميسي وإميليانو مارتينيز كانا يعتقدان عكس ذلك تماماً، وأشار ميسي إلى أنه لا يرغب في الحديث خوفاً من تعرضه للعقوبات، بينما لم يكن مارتينيز خائفاً وقال: «كان يحتسب كل شيء لمصلحتهم. لقد أعطى 10 دقائق وقتاً محتسباً بدلاً من الضائع دون أي سبب. كان ينتظر هولندا تسجل».

ميسي أظهر دوره كقائد (إ.ب.أ)

لم يكتف مارتينيز بذلك، بل قال: «لقد قال فان غال (مدرب هولندا) إن فريقه سيفوز في حال وصول المباراة إلى ركلات الترجيح. يجب عليه أن يسكت».
وعلاوة على ذلك، احتفل ميسي أمام مقاعد بدلاء هولندا وهو يضع يديه على أذنيه، ونظر إليه إدغار ديفيدز (مساعد المدرب) باستغراب من خلال نظارته الداكنة. وكان فان غال قد قال قبل المباراة إن ميسي لا يركض كثيراً داخل الملعب. أما ميسي فقال بعد المباراة: «إنه يتحدث كثيراً عن كرة القدم الجميلة، لكنه لم يلعب سوى كرات طويلة. لا أحب الأشخاص الذين يتحدثون قبل المباريات، فهذا ليس جزءاً من كرة القدم».
وأضاف النجم الأرجنتيني: «كانت هناك أشياء لا ينبغي أن تحدث، لكن لا بأس في ذلك فهذه مباراة في الدور ربع النهائي لكأس العالم». وبحلول الوقت الذي عاد فيه اللاعبون للظهور مرة أخرى - وكان ذلك عند الساعة الثالثة صباحاً - كانوا جميعاً قد اتفقوا على هذا الرأي، وهو أن المعركة قد انتهت الآن. وعندما سئل عما إذا كان لاعبو الأرجنتين عدوانيين للغاية، قال نيثن أكي مدافع هولندا: «لا، هذا يُظهر إلى أي حد كانوا يريدون الفوز بالمباراة، والأمر نفسه كان ينطبق علينا أيضاً. هذه هي المناسبات التي تظهر فيها المشاعر والروح القتالية. هذا مجرد جزء من اللعبة، ونحن نفهم ذلك».
ابتسم لاعب مانشستر سيتي وهو غير قادر على الإجابة على سؤال عن سبب عدم حصول ميسي على بطاقة صفراء بسبب لمسة اليد الواضحة. وعندما سئل عن احتفال ميسي أمام مقاعد بدلاء هولندا، رد قائلاً: «أنت تفعل بعض الأشياء بدافع العاطفة، ولا أعتقد أنه يجب علينا أن نكون شديدي الانتقاد لذلك».
وقال اللاعب الأرجنتيني بيزيلا إنهم كانوا في «1000 ثورة». وقال الهولندي دي يونغ: «إنها كأس العالم، وهناك الكثير من الأمور على المحك، والأمور صعبة للغاية. الكل يريد تحقيق الفوز: اللاعبون على مقاعد البدلاء، والطاقم الفني، وأنت ترى ذلك». وإذا كان ميسي قد أشار إلى أن هذه أشياء لا ينبغي أن تحدث، فإنني أعتقد أن ما حدث قد يكون جيداً لمنتخب الأرجنتين، لأن مثل هذه الأشياء تجعله أكثر قوة وصلابة، وقد فاز بالفعل بهذه الطريقة. لقد قاطع ميسي المقابلة الصحافية بعد المباراة وصرخ قائلاً: «ما الذي تنظر إليه أيها الأحمق!»، ويبدو أنه كان يوجه حديثه إلى ويغهورست، الذي يعتقد من كانوا في نفق الملعب أنه كان ينتظر لكي يتبادل القمصان مع ميسي وقد سمعه البعض بالفعل وهو يقول إنه يريد مصافحة اللاعبين الأرجنتينين، لكن الأمور لم تسر على هذا النحو بسبب حاجز اللغة والتوتر الشديد الذي شهدته المباراة. وحاول ليساندرو مارتينيز تهدئة الأمور واتجه نحو غرفة خلع الملابس وقال: «نحن أكثر من مجرد فريق».


مقالات ذات صلة

ليما يحيي آمال الإمارات في العودة للمونديال بعد 36 عاماً

رياضة عالمية فابيو ليما (رويترز)

ليما يحيي آمال الإمارات في العودة للمونديال بعد 36 عاماً

تحوّل فابيو ليما البرازيلي المولد رمزاً لحملة الإمارات لما يمكن أن يكون صعودها لكأس العالم لكرة القدم بعد غياب 36 عاماً، بتسجيله 4 أهداف بالفوز الساحق على قطر.

«الشرق الأوسط» (دبي)
رياضة عربية سون هيونغ مين (أ.ف.ب)

سون قائد كوريا الجنوبية: علينا التعلم من منتخب فلسطين

أشاد سون هيونغ مين، قائد كوريا الجنوبية، بصلابة الفريق الفلسطيني، بعدما منح مهاجم توتنهام هوتسبير فريقه نقطة بالتعادل 1 - 1.

«الشرق الأوسط» (عمان)
رياضة عالمية فرحة لاعبي الأرجنتين بهدف مارتينيز (أ.ف.ب)

تصفيات كأس العالم: الأرجنتين تبتعد في الصدارة... والبرازيل تتعثر بنقطة الأوروغواي

قاد المهاجم لاوتارو مارتينيز المنتخب الأرجنتيني إلى الفوز على ضيفه البيروفي بهدف دون رد، الثلاثاء، في الجولة الـ12 من تصفيات أميركا الجنوبية.

«الشرق الأوسط» (مونتيفيديو)
رياضة عربية فابيو ليما (رويترز)

ليما بعد الخماسية في قطر: الإمارات قدَّمت أفضل أداء في التصفيات

قال فابيو ليما مهاجم الإمارات، إن مباراة بلاده مع قطر في المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية لكأس العالم لكرة القدم 2026 كانت الأفضل.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
رياضة عربية شين تاي-يونغ (أ.ف.ب)

مدرب إندونيسيا: الفوز على «الأخضر» يمنحنا الثقة في بلوغ كأس العالم

يثق شين تاي-يونغ مدرب إندونيسيا في أن الفوز المفاجئ 2-صفر على السعودية، في جاكرتا أمس (الثلاثاء) سيمنح فريقه فرصة حقيقية في بلوغ كأس العالم لكرة القدم 2026.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».