السعودية تستعد لإطلاق أول منصة عالمية للموهوبين

تضم 100 مشارك من 30 دولة حول العالم

مشاركات دولية ومحلية في جلسات المواهب
مشاركات دولية ومحلية في جلسات المواهب
TT

السعودية تستعد لإطلاق أول منصة عالمية للموهوبين

مشاركات دولية ومحلية في جلسات المواهب
مشاركات دولية ومحلية في جلسات المواهب

تستعد السعودية لتقديم منهجية حديثة في قيادة الابتكار، من خلال إطلاق منصة عالمية للموهوبين لمشاركة معارفهم وأفكارهم الإبداعية، بعد ما يقارب 4 أشهر من انتهاء أعمال المؤتمر العالمي الثاني للموهبة والإبداع المقام في جدة تحت عنوان «رحلة نحو المستقبل الجديد»، الذي أقيمت نسخته الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، ووجه خادم الحرمين الشريفين بأن يعقد كل عامين.
ويشارك في المؤتمر بنسخته الثانية الذي تستمر أعماله حتى يوم الثلاثاء الموافق 13 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، نخبة من خبراء الموهبة والإبداع والذكاء الجمعي في العالم، والعديد من المهتمين والمختصين، وقد بدأت أمس الأحد أولى الجلسات العلمية، والنقاشية، وجلسات الأفكار «الآيدياثون»، بمشاركة نخبة من خبراء وموهوبي العالم.
وشاركت عشرون مجموعة، تضم 100 موهوب وموهوبة من 30 دولة في جلسة الأفكار الأولى، وعملت كل منها على وضع الأفكار الإبداعية لتحدي البحث عن المواهب في المنصة، وتقديمها إلى لجنة التحكيم المكونة من 12 عضواً من جنسيات مختلفة، ليتم إعلان الفكرة الفائزة، وتكريم مجموعتها من جانب أمين عام مؤسسة «موهبة» الدكتورة آمال الهزاع، لتنطلق جلسة الآيدياثون الثانية بعنوان «تحدي تمكين المواهب».
وعلى هامش أعمال المؤتمر العالمي الثاني للموهبة والإبداع في جدة تحت عنوان «رحلة نحو المستقبل الجديد»، أوضح لـ«الشرق الأوسط» نزيه العثماني نائب الأمين العام للتواصل المؤسسي لتطوير الأعمال لمؤسسة موهبة ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر العالمي للموهبة والإبداع في نسخته الثانية، أن المؤتمر العالمي الثاني للموهبة والإبداع، يأتي في ظل تصاعد الحاجة لتكاتف القدرات الموهوبة من دول العالم كافة، لوضع الحلول الإبداعية لمواجهة تحديات التنمية المستدامة العالمية، بما يساهم في تحسين حياة الإنسان على كوكب الأرض، وبناء مستقبل أفضل للبشرية. وقال العثماني النسخة الأولى جمعت الجهات التي ترعى الموهوبين من كل أنحاء العالم، للتحدث عن وسائل وطرق الرعايا وتطويرها في المستقبل، وكانت من توصيات هذه النسخة بناء منصة عالمية لرعاية الموهوبين، وفي النسخة الثانية المقامة حالياً، قمنا بالفعل بدعوة 100 موهوب من السعودية و30 دولة حول العالم، سيقومون بتحدٍّ من 9 مراحل لنصل لمنصة عالمية ترعى الموهوبين في العالم وذلك تطبيقاً لتوصيات النسخة الأولى.
وبين العثماني أن المنصة التي يتم العمل عليها من قبل الموهوبين أنفسهم سيتم إطلاقها في كل أنحاء العالم برعاية سعودية بعد ما يقارب أربعة أشهر من الآن، وستكون على أعلى مستوى نتيجة تشارك أفضل العقول في بنائها، لتقديم حلول مبتكرة للتحديات التي ستطرحها الجهات الدولية في مجالات معينة، وأضاف العثماني: «هذا هو المستقبل الجديد الذي نطمح إليه، والذي لا توجد فيه حدود جغرافية ولا سياسية بين العقول المبتكرة التي تريد أن تعمل لتقديم حلول تخدم كل المجتمعات».
وحول ما إذا كانت الموهبة مكتسبة أو متوارثة، قال العثماني: «هناك مدارس تقول إنها مكتسبة وأخرى تؤكد أنها موروثة، ولكن المتفق عليه هو أن الموهبة إن لم تلقِ الرعاية والاهتمام، تموت مع الوقت، فالعقل إذا كان متميزاً وقادراً على حل مشكلات معقدة، ولم يتم استخدام هذه المهارة بشكل مستمر ستختفي مع الوقت، وهذا يبرز أهمية الاكتشاف والرعاية، وهو ما وفرته موهبة عبر البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين بالتعاون مع وزارة التعليم».
ومع انطلاق أولى جلسات أعمال المؤتمر العالمي الثاني للموهبة، استعرض جيف مولغان أستاذ الذكاء الجمعي بكلية لندن الجامعية، في الجلسة الأولى مجموعة من الاستلهامات، وقصص النجاح، وأمثلة علمية لنتائج الذكاء الجمعي على مر التاريخ، بعدها، انطلقت الجلسة النقاشية الأولى التي شارك فيها كل من البروفسورة ليوني كرونبورغ خبيرة في علم النفس والإرشاد، والدكتور ليان هيوقفين رئيس المجلس الأوروبي لذوي القدرات الفائقة، والدكتور عارف أنصاري قيادي في التحول وخبير تحليلات الأعمال التنبؤية جيف مولغان، وأدارها فاميولوسي باباجيدي المدير التنفيذي، أفريقيا Under 40 CEOs.
وتناولت الجلسة النقاشية الأولى، أهم أفكار الذكاء الجمعي، وأثره في المستقبل الجديد، وقدم المشاركون الكثير من الإرشادات والتوجيهات عن كيفية الاستفادة من مهارات الذكاء الجمعي لإيجاد الحلول الحقيقية للمستقبل، وأكدوا ضرورة استخدام المهارات الناعمة، وتصدير أساليب التعلم الجامعي، إلى جانب أهمية تقدير الذكاء الفردي، بالتزامن مع الاهتمام بالأبحاث والحلول التشاركية.


مقالات ذات صلة

«جود الرياضة» تطلق حملة تحفيزية لتقديم العطاء السكني

الرياضة «جود الرياضة» تطلق حملة تحفيزية لتقديم العطاء السكني

«جود الرياضة» تطلق حملة تحفيزية لتقديم العطاء السكني

أعلنت وزارة الرياضة بالتعاون مع منصة جود الإسكان اليوم الأحد عن إطلاق حملة خيرية لتحفيز الأفراد والجماهير الرياضية على تقديم العطاء السكني وتأمين المساكن للأسر شديدة الحاجة تحت مسمى «جود الرياضة» لتبدأ منذ اليوم وحتى نهاية أيام شهر رمضان المبارك وجاء ذلك بحضور ماجد الحقيل وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان رئيس مجلس أمناء مؤسسة الإسكان التنموي الأهلية «سكن» وعبد الإله الدلاك مساعد وزير الرياضة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الرياضة «لمياء» تتوج اليمامة بكأس الصالات السعودية للسيدات

«لمياء» تتوج اليمامة بكأس الصالات السعودية للسيدات

توجت أضواء العريفي مساعدة وزير وزارة الرياضة السعودية، بحضور لمياء بن بهيان نائبة رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم، وعالية الرشيد مديرة إدارة كرة القدم النسائية في الاتحاد، فجر الأحد، فريق اليمامة بكأس الصالات للسيدات، وذلك بعد فوزه على النصر بطل الدوري السعودي للسيدات بنتيجة 8 أهداف مقابل هدف وحيد في المباراة النهائية، وتعد هذه الخسارة الأولى من نوعها بهذه النتيجة في مسيرة النصر الكروية. وشهدت المباراة حضوراً جمهورياً كبيراً وسط أجواء حماسية وتفاعل مبهر، حيث ساندوا الفريقين حتى النهاية، وسجل عدد الحضور الأكثر منذ بداية البطولة. وحصل فريق اليمامة على جائزة قدرها 400 ألف ريال، فيما نا

الرياضة «الثقافة» و«الرياضة» السعوديتان تطلقان بطولة موسم رمضان للبادل

«الثقافة» و«الرياضة» السعوديتان تطلقان بطولة موسم رمضان للبادل

تُطلق وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة الرياضة اليوم الأربعاء بطولة موسم رمضان التصنيفية للبادل في ملاعب (إن 1 للبادل) بمدينة الرياض؛ للإسهام بتفعيل الأنشطة الرياضية والمشاركة المجتمعية في مدينة الرياض، ولمواكبة الإقبال الكبير على هذه اللعبة، وتبلغ القيمة المالية الإجمالية لهذه البطولة مبلغ 104 آلاف ريال؛ وذلك كإحدى فعاليات الموسم، التي تهدف إلى إحياء المشاركة المجتمعية، وتعزيز الممارسات الرياضية لدى المجتمع السعودي في هذا الشهر. وتضم البطولة ثلاث بطولات تُغطي ثلاث فئات مجتمعية، الأول منها بطولة موسم رمضان التصنيفية للرجال، التي يتنافس خلالها اللاعبون على ثلاث فئات، يحصل الفائزون بالمراكز الثلا

الرياضة جانب من حضور منتدى دور الرياضة الجامعية في دعم الرياضة السعودية (الشرق الأوسط)

المزيني: نتطلع لمزيد من التوسع والتطوير في الرياضة الجامعية السعودية

كشف خالد المزيني، رئيس الاتحاد الرياضي للجامعات السعودية، عن تطلعاته لمزيد من التوسع والتطوير في الرياضة الجامعية، مشدداً على أن هناك آفاقاً أوسع وأفكاراً طموحة سيعملون على جعلها واقعاً في الميدان الجامعي. وأشار خلال افتتاحه منتدى «دور الرياضة الجامعية في دعم الرياضة والشراكة مع الاتحادات واللجان الرياضية السعودية»، إلى أمله في أن يكون اللقاء انطلاقة لشراكات تؤدي إلى مزيد من العمل في الرياضة الجامعية، وأن يحمل في طياته الحلول والنتائج المرجوة للوصول إلى الأهداف الاستراتيجية للاتحاد. وانطلقت الجلسة الأولى للقاء، الذي عقد أمس في الرياض وعنوانها «الرياضة الجامعية محلياً ودولياً»، بكلمة لليونز إيد

يوميات الشرق جانب من سباق ماراثون الرياض الدولي العام الماضي (الشرق الأوسط)

انطلاق ماراثون الرياض الدولي السبت المقبل

ينطلق السبت المقبل ماراثون الرياض الدولي، وذلك بتنظيم من الاتحاد السعودي للرياضة للجميع، وسط رعاية من «روشن»، و«نيوم»، و«سابك»، و«المسار الرياضي»، و«روح السعودية»، وشركات أخرى، ودعم من وزارة الرياضة وبرنامج «جودة الحياة» والاتحاد السعودي لألعاب القوى. ويهدف الماراثون إلى تشجيع أفراد المجتمع على ممارسة النشاط البدني والمشاركة في الفعاليات الرياضية، والدخول في رحلة مليئة بالحماس والتحدي الكبير لقطع مسار بطول (42.2 كلم)، وذلك مروراً ببعض المعالم السياحية في الرياض مثل: المدينة الرقمية، والدرعية. وستبدأ انطلاقة العدّائين المحترفين لمسار 42 كلم في تمام الساعة 6:25 صباحاً، ومسار 21 كلم في 00:8 صباحا


عائلة اسكوتلندية تحرق جثماناً لا يخصها بالخطأ... والسبب المستشفى

مستشفى في غلاسكو سلم جثةً تحمل ملصقاً خاطئاً إلى متعهدي دفن الموتى (بيكسلز)
مستشفى في غلاسكو سلم جثةً تحمل ملصقاً خاطئاً إلى متعهدي دفن الموتى (بيكسلز)
TT

عائلة اسكوتلندية تحرق جثماناً لا يخصها بالخطأ... والسبب المستشفى

مستشفى في غلاسكو سلم جثةً تحمل ملصقاً خاطئاً إلى متعهدي دفن الموتى (بيكسلز)
مستشفى في غلاسكو سلم جثةً تحمل ملصقاً خاطئاً إلى متعهدي دفن الموتى (بيكسلز)

قدّم أكبر مستشفى في اسكوتلندا اعتذاراً رسمياً بعد أن سُلّمت جثة خاطئة لعائلة لإجراء مراسم حرق الجثمان.

سلّم موظفو مشرحة مستشفى الملكة إليزابيث الجامعي في غلاسكو جثةً تحمل ملصقاً خاطئاً إلى متعهدي دفن الموتى، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».

لم يُكتشف الخطأ إلا بعد انتهاء مراسم الدفن وحرق الجثة.

ألقت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في غلاسكو الكبرى وكلايد باللوم على خطأ بشري، وأعلنت عن إيقاف الموظفين المعنيين عن العمل.

وأفادت صحيفة «سكوتش صن» بأن العائلة التي ظنت أنها تحرق جثمان فقيدها تعيش حالة من الحزن الشديد.

كما حرم هذا الخطأ عائلة أخرى من فرصة الحصول على رفات قريبها لإقامة جنازة.

«أسف بالغ»

قال الدكتور سكوت ديفيدسون، المدير الطبي لمنطقة غلاسكو الكبرى وكلايد: «أودُّ أن أتقدم بخالص اعتذاري للعائلتين المتضررتين. لدينا إجراءات صارمة للغاية لتحديد هوية الجثث ووضع العلامات عليها منذ وصولها إلى مشرحتنا وحتى تسليمها إلى متعهد الدفن».

وأضاف: «من المؤسف للغاية عدم الالتزام بهذه الإجراءات في هذه الحالة، مما تسبب في معاناة إضافية كبيرة لعائلتين في وقت عصيب بالفعل. لقد باشرنا تحقيقاً فورياً في هذا الحادث، وسنضمن تطبيق الدروس المستفادة».

حظي مجمع مستشفى الملكة إليزابيث الجامعي، الذي بلغت تكلفته 840 مليون جنيه إسترليني (أكثر من مليار دولار أميركي)، بإشادة واسعة النطاق ووُصف بأنه منشأة رائدة عالمياً عند افتتاحه عام 2015.

إلا أنه عانى من تفشي العدوى ومخاوف تتعلق بأنظمة المياه والتهوية، وتجري حالياً تحقيقات في هذه المشكلات.


العراق يدخل عام 2026 مثقلاً بأزمات متداخلة

صورة جوية لجانب من بغداد (متداولة)
صورة جوية لجانب من بغداد (متداولة)
TT

العراق يدخل عام 2026 مثقلاً بأزمات متداخلة

صورة جوية لجانب من بغداد (متداولة)
صورة جوية لجانب من بغداد (متداولة)

يعيد العراق تدوير أزمات متداخلة مع بداية عام 2026، في مقدمتها تأخر دفع رواتب نحو 8 ملايين موظف ومتقاعد، وتعثر تشكيل حكومة جديدة، وعودة الجدل الحاد حول تحويل محافظة البصرة الغنية بالنفط إلى إقليم، في مشهد يعكس عمق الاختلال السياسي والمالي في البلاد.

ومع اقتراب نهاية عام 2025، لم يتسلم موظفو الدولة رواتبهم للشهر الأخير، في سابقة تُثير قلقاً واسعاً لدى شريحة تعتمد غالبيتها على الدخل الحكومي، في بلد يشكل فيه القطاع العام العمود الفقري للاقتصاد.

وتؤكد وزارة المالية مراراً أن «الرواتب مؤمّنة»، وتنفي وجود أزمة سيولة، إلا أن هذه التصريحات لم تعد كافية لتهدئة مخاوف الموظفين والمتقاعدين والمستفيدين من شبكة الحماية الاجتماعية، في ظل شلل سياسي مستمر.

تتزامن الأزمة المالية مع انسداد سياسي حاد، نتيجة فشل القوى السياسية في التوافق على شاغلي الرئاسات الثلاث: رئاسة البرلمان، ورئاسة الجمهورية، ورئاسة الوزراء.

ويقول محللون إن غياب حكومة كاملة الصلاحيات يُقيد قدرة الدولة على اتخاذ قرارات مالية حساسة، بما في ذلك إدارة الإنفاق العام، وضمان انتظام الرواتب، في وقت تتراكم فيه الديون وتتراجع ثقة الشارع بالمؤسسات.

وينظر إلى هذا التعثر باعتباره امتداداً لأزمة بنيوية أعمق؛ حيث لم تنجح الطبقة السياسية، منذ سنوات، في بناء آليات مستقرة للحكم، رغم الموارد النفطية الكبيرة التي يمتلكها العراق.

«إقليم البصرة»

إلى جانب الرواتب والحكومة، برزت في أواخر 2025 أزمة جديدة تمثلت في إعلان مجلس محافظة البصرة عزمه التصويت على بدء إجراءات تحويل المحافظة إلى إقليم فيدرالي.

ورغم أن الدستور العراقي يتيح تشكيل الأقاليم، فإن التجربة بقيت محصورة عملياً في إقليم كردستان، الذي يتمتع بوضع خاص تشكّل قبل سقوط نظام صدام حسين عام 2003.

وعلى مدى العقدين الماضيين، قوبلت دعوات مماثلة في محافظات أخرى برفض سياسي واسع، بدعوى أنها تُمهّد لتقسيم البلاد. وكانت الدعوات لتحويل محافظات غربية، مثل الأنبار، إلى إقليم، قد واجهت حملات تخوين واتهامات بالسعي إلى إنشاء «دولة سنية» أو تنفيذ أجندات إقليمية.

لكن مسألة البصرة تختلف، وفق مراقبين، ليس من زاوية الهوية السياسية أو الطائفية، بل بسبب وزنها الاقتصادي، فالمحافظة الجنوبية تنتج أكثر من 80 في المائة من النفط العراقي، ما يجعل أي خطوة نحو إقليم مستقل نسبياً مصدر قلق لبغداد.

حقل «غرب القرنة 2» النفطي جنوب مدينة البصرة في العراق (رويترز)

النفط في قلب الصراع

وتخشى الحكومة الاتحادية من أن يؤدي تحويل البصرة لإقليم إلى تقليص سيطرتها على أهم مورد مالي للدولة، في وقت تعاني أصلاً نزاعات مزمنة مع إقليم كردستان حول عائدات النفط والمنافذ الحدودية.

ويرى خبراء أن فتح «جبهة مالية» جديدة مع إقليم نفطي بحجم البصرة قد يضع الدولة أمام اختبارات قاسية، خصوصاً إذا ترافقت مع استمرار الاضطراب السياسي.

في المقابل، يُحذر آخرون من أن منطق الأقاليم، إذا تمدد، قد يفتح الباب أمام صراعات داخلية على الموارد، بما في ذلك المياه، في بلد يعاني أصلاً شحاً مائياً وتغيرات مناخية متسارعة.

وبين تأخر الرواتب، وانسداد الأفق السياسي، وتصاعد الجدل حول الأقاليم، يبدو العراق مقبلاً على عام جديد من دون حلول جذرية.

ويقول مراقبون إن ما يجري ليس سوى «تدوير للأزمات»؛ حيث ترحل المشكلات من عام إلى آخر من دون معالجات بنيوية، في ظل خلل مركب سياسي واقتصادي بات يُهدد الاستقرار الاجتماعي في بلد يعتمد ملايين من مواطنيه على الدولة مصدراً وحيداً للدخل.


دراسة: المكسرات تقلل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات والوجبات السريعة

المكسرات تحتوي على نسبة عالية من الدهون والبروتين والألياف (بيكسلز)
المكسرات تحتوي على نسبة عالية من الدهون والبروتين والألياف (بيكسلز)
TT

دراسة: المكسرات تقلل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات والوجبات السريعة

المكسرات تحتوي على نسبة عالية من الدهون والبروتين والألياف (بيكسلز)
المكسرات تحتوي على نسبة عالية من الدهون والبروتين والألياف (بيكسلز)

يُساعد استبدال حفنة من المكسرات المتنوعة بوجباتك الخفيفة المعتادة بين الوجبات الرئيسة على تقليل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات، والوجبات السريعة، وتحسين جودة نظامك الغذائي بشكل عام.

هذا ما توصلت إليه دراسة جديدة نُشرت في مجلة «Nutrients». وجد الباحثون أن الشباب المعرضين لخطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، والذين تناولوا المكسرات يومياً لمدة 16 أسبوعاً، أبلغوا عن انخفاض في الرغبة الشديدة في تناول الحلويات، والمأكولات المالحة، وتناولوا المزيد من الأطعمة الغنية بالبروتين، وحققوا نتائج أفضل في مقياس جودة النظام الغذائي.

إليك ما تحتاج معرفته عن فوائد المكسرات لصحة التمثيل الغذائي، وفقاً لموقع «هيلث لاين»:

مكسرات مقابل الوجبات الخفيفة الغنية بالكربوهيدرات

قام فريق بحثي في ​​المركز الطبي بجامعة فاندربيلت الأميركية بتجنيد 84 مشاركاً (ذكوراً وإناثاً) تتراوح أعمارهم بين 22 و36 عاماً.

كان لدى جميع المشاركين عامل خطر واحد على الأقل للإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، وهي مجموعة من الحالات الصحية، مثل ارتفاع ضغط الدم، وتراكم الدهون في منطقة البطن، واضطراب مستويات الكولسترول، والتي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكري.

للتأهل، كان على المشاركين الحفاظ على وزن ثابت لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، وأن يكون مؤشر كتلة الجسم لديهم ضمن نطاق محدد.

تم استبعاد من يعانون من حساسية المكسرات، أو أمراض مزمنة كالسكري، أو عوامل نمط حياة معينة كالتدخين.

قبل بدء الجزء الرئيس من التجربة، خضع جميع المشاركين لفترة تمهيدية مدتها أسبوعان، تناولوا خلالها نظاماً غذائياً متوازناً يتضمن وجبات خفيفة نموذجية غنية بالكربوهيدرات، ولكن من دون مكسرات.

بعد ذلك، تم توزيع المشاركين عشوائياً على مجموعتين:

- مجموعة المكسرات: تناولت 33.5 غرام من مزيج اللوز النيئ غير المملح، والجوز، والبيكان، والمكاديميا، والبندق، والفستق، والكاجو مرتين يومياً.

- مجموعة الوجبات الخفيفة الغنية بالكربوهيدرات: تناولت وجبات خفيفة، مثل البسكويت المملح، أو ألواح الجرانولا مرتين يومياً.

كانت الوجبات الخفيفة من كلا النوعين متقاربة في السعرات الحرارية، والبروتين، والألياف، والصوديوم، وتم تناولها بين الساعة السادسة صباحاً والسادسة مساءً.

اجتمع المشاركون مع أخصائيي تغذية معتمدين كل أسبوعين، لتلقي الاستشارات، وتناول وجباتهم الخفيفة المُقسّمة مسبقاً.

استمرت الدراسة 16 أسبوعاً، قام خلالها الباحثون بقياس الرغبة الشديدة في تناول الطعام، والكمية اليومية المتناولة من الطعام، وجودة النظام الغذائي بشكل عام في بداية الدراسة ونهايتها. كما قاموا بجمع عينات دم لتحليل الهرمونات المرتبطة بالشهية.

تناول المكسرات قلل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات

مع نهاية الدراسة، أظهرت المجموعة التي تناولت المكسرات باعتبار أنها وجبات خفيفة تغيرات ملحوظة في عاداتها الغذائية، ورغباتها.

أفاد المشاركون الذين تناولوا المكسرات بما يلي:

انخفاض الرغبة الشديدة في تناول الحلويات والوجبات السريعة: انخفضت مستويات الرغبة الشديدة في تناول أصناف مثل الكعك، وحلوى البراونيز، والدونات، والآيس كريم، ورقائق البطاطس، والبيتزا. على سبيل المثال، انخفضت الرغبة الشديدة في تناول البراونيز بمقدار نصف نقطة تقريباً على مقياس من خمس نقاط، وانخفضت الرغبة الشديدة في تناول الكعك بأكثر من 0.6 نقطة.

انخفاض تفضيل المذاق الحلو: أفاد أشخاص أقل بنسبة 12 في المائة ضمن أفراد المجموعة التي تناولت المكسرات بأنهم يفضلون النكهات الحلوة مقارنةً ببداية الدراسة.

انخفاض تناول الوجبات الخفيفة السكرية والمالحة: انخفض معدل تناول الحلويات المجمدة، والوجبات الخفيفة المالحة.

تناول المزيد من الأطعمة الغنية بالبروتين: في المتوسط، زاد المشاركون حصصهم اليومية من الأطعمة البروتينية، وخاصةً من المأكولات البحرية، والمصادر النباتية، بأكثر من أربع حصص.

ارتبط ذلك بتغيرات في بعض الهرمونات المسؤولة عن الشهية.

في المجموعة التي تناولت المكسرات، ارتفعت مستويات هرمون GLP-1 -وهو هرمون يُساعد على تنظيم الشهية- وارتبط هذا الارتفاع بانخفاض الرغبة الشديدة في تناول الكعك والحلوى والآيس كريم.

كيف تُساعد المكسرات في تقليل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات؟

أشارت كيزيا جوي، أخصائية تغذية مُسجلة، إلى أن استبدال المكسرات بالوجبات الخفيفة الغنية بالكربوهيدرات يُمكن أن يُساعد في تقليل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات، وذلك بفضل العناصر الغذائية المتوازنة الموجودة في المكسرات. لم تُشارك جوي في الدراسة الجديدة.

تحتوي المكسرات على نسبة عالية من الدهون والبروتين والألياف.

وقالت لموقع «هيلث لاين»: «يُؤدي الهضم البطيء لهذه العناصر الغذائية إلى استقرار مستوى السكر في الدم، ويُعزز الشعور بالشبع لفترات أطول».

وأضافت جوي أن تناول المكسرات يُساعد في تنظيم مستوى السكر في الدم.

وشرحت: «يرتبط استقرار مستوى السكر في الدم بانخفاض أو انعدام تقلبات مستوى الجلوكوز في الدم (الارتفاعات والانخفاضات)، وكلما قلّت هذه التقلبات، قلّ احتمال إرسال الجسم إشارات الحاجة المُلحة للطاقة عبر الجوع، أو الرغبة الشديدة في تناول الحلويات».

واختتمت جوي حديثها بالقول إن مضغ المكسرات يتطلب أيضاً وقتاً وجهداً أكبر مقارنةً بالأطعمة الأخرى.

وأضافت: «إن هذا الوقت الإضافي، إلى جانب توفير شعور أكبر بالشبع، يساهمان في تعزيز الرضا بعد تناول الطعام، ويدعمان تنظيم الشهية على المدى الطويل».