طارق صالح: استقرار اليمن لن يكون إلا باستعادة صنعاء

اتهم الحوثيين باستغلال التهدئة لتصعيد انتهاكاتهم بحق المدنيين

عضو مجلس القيادة اليمني طارق صالح لدى ترؤسه اجتماعاً للسلطات المحلية في محافظة الحديدة (تويتر)
عضو مجلس القيادة اليمني طارق صالح لدى ترؤسه اجتماعاً للسلطات المحلية في محافظة الحديدة (تويتر)
TT

طارق صالح: استقرار اليمن لن يكون إلا باستعادة صنعاء

عضو مجلس القيادة اليمني طارق صالح لدى ترؤسه اجتماعاً للسلطات المحلية في محافظة الحديدة (تويتر)
عضو مجلس القيادة اليمني طارق صالح لدى ترؤسه اجتماعاً للسلطات المحلية في محافظة الحديدة (تويتر)

أكد عضو مجلس القيادة الرئاسي في اليمن طارق صالح، أن الاستقرار في بلاده لن يتحقق إلا باستعادة العاصمة المختطفة صنعاء، من قبضة الميليشيات الحوثية، متهماً الأخيرة بأنها استغلت التهدئة القائمة منذ الهدنة الأممية لتصعيد الانتهاكات ضد المدنيين.
تصريحات طارق صالح جاءت السبت، خلال ترؤسه اجتماعاً مشتركاً لقيادات السلطات المحلية والقضائية والعسكرية والأمنية في المديريات المحررة بمحافظة الحديدة، حيث هنأ السكان بالذكرى الخامسة لتحرير مديرية الخوخة، أولى المديريات المحررة في محافظة الحديدة.
وفي حين استعرض عضو مجلس القيادة الرئاسي مستجدات الأوضاع السياسية والعسكرية في ظل استمرار الحوثيين في استهداف المنشآت الاقتصادية، وتهديداتهم المتصاعدة للملاحة الدولية، قال: «إن الحوثي يستغل المناخات التي سادت منذ انتهاء الهدنة الأممية، لارتكاب مزيد من الجرائم والانتهاكات ونهب أراضي ومزارع المواطنين وسلب حقوقهم، خصوصاً في مناطق تهامة».
وشدد على أن هذا التصعيد الحوثي «يفرض على الدولة والمجتمع ردم الفجوة بينهما، وتوحيد الجبهة الوطنية، ورفع مستوى التنسيق والوعي بالمعركة الوطنية الكبرى ضد المشروع التوسعي الإيراني، وأداته الحوثية».
وأضاف بالقول: «مفتاح النصر الكبير هو تحرير صنعاء، ودون تحرير عاصمة الدولة المختطفة، واستمرار وجود رأس الشر والفتنة فيها ممثلاً بعبد الملك الحوثي، فلن تستقر تهامة ولا تعز، ولا أي محافظة يمنية».
ووجه طارق صالح السلطة المحلية بالتنسيق والتواصل مع الجهات الحكومية والمنظمات الدولية ذات العلاقة، بما من شأنه تفعيل الأداء وتحسين مستوى الخدمات العامة، والاهتمام بأوضاع النازحين في المحافظة، وسرعة العمل على تشغيل مركز الغسل الكلوي في مدينة الخوخة، كما وجّه الدائرة الطبية في المقاومة الوطنية بإعادة تأهيل المستشفى الميداني في مديرية الخوخة، واستيعاب الكوادر الطبية والممرضين من أبناء المديرية.
وأكد طارق صالح أهمية «إنصاف المواطنين وحل مشكلاتهم وقضاياهم، وتشكيل لجان بالشراكة مع القضاء والتعليم والأوقاف والإرشاد ومختلف الجهات الفاعلة؛ لوضع مصفوفة أولويات للعمل خلال المرحلة المقبلة، وتحديد جهات الاختصاص فيما يتعلق بالإعداد للمعركة، وتوعية الناس وغرس الأفكار الوطنية في عقول النشء والشباب، ومواجهة الشائعات التي تروجها الميليشيات الحوثية، وتقديم خطط بالمشروعات الخدمية والأنشطة الإنسانية التي تخدم المجتمع لرفعها لمجلس القيادة والحكومة، وبما يلبي احتياجات المواطنين وتطلعاتهم».
تصريحات العميد طارق صالح، الذي أصبح عضواً في مجلس القيادة الرئاسي بموجب إعلان نقل السلطة في أبريل (نيسان) الماضي، تأتي في وقت تصعِّد فيه الميليشيات الحوثية انتهاكاتها ضد السكان في الحديدة وبقية مناطق سيطرتها، مع استمرار رفضها المساعي الأممية لإحلال السلام، وتهديدها بتكرار الهجمات الإرهابية ضد موانئ تصدير النفط في محافظتي حضرموت وشبوة.
وعلى الرغم من محاولات المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الرامية لإقناع الجماعة الموالية لإيران بخطته لتجديد الهدنة وتوسيعها، والشروع في مناقشة الملفات الأمنية والعسكرية والسياسية؛ للتوصل إلى سلام دائم، فإن كل المساعي لا تزال تصطدم بتعنت الجماعة التي تطرح شروطاً وصفها مجلس الأمن الدولي بـ«المتطرفة».
وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، أكد في كلمة له أمام القمة العربية - الصينية في الرياض، أولوية «دفع الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني نحو الرضوخ للإرادة الشعبية والدولية، والحيلولة دون وقوع أي نوع من أنواع الأسلحة في قبضة الإرهابيين».
وجدد العليمي التزام المجلس الرئاسي والحكومة «بالعمل مع المجتمع الدولي من أجل السلام الشامل الذي يستحقه الشعب اليمني، وفقاً للمرجعيات الثلاث وهي المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وخصوصاً القرار 2216».
ودعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي إلى «مساندة حكومته الوطنية وإصلاحاتها الاقتصادية والخدمية في مواجهة المشروع المتطرف للميليشيات الحوثية الإرهابية، وإنهاء الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم التي طال أمدها، والتعاطي السريع مع خطر الانسكاب النفطي المحتمل من الناقلة صافر في البحر الأحمر». واتهم العليمي الميليشيات الحوثية بأنها «دمرت، من خلال الحرب التي أشعلتها، مدن اليمن وأريافه، وسحقت سبل العيش، وحولت البلاد إلى بؤرة نشطة لتصدير العنف، وتغذيته بمجاميع الفقراء والجوعى، في محاولة لتحويل البلاد إلى نقطة انطلاق لتهديد أمن المنطقة».
وكانت الحكومة اليمنية شددت على رفع الجاهزية الأمنية والعسكرية، ودعت إلى الإسناد الشعبي، ملوحة باللجوء إلى ما وصفته بـ«الخيارات الصعبة» رداً على الإرهاب الحوثي.
ووصف رئيس الحكومة، معين عبد الملك، الاعتداءات الحوثية على موانئ ومنشآت النفط بأنها «إعلان حرب مفتوحة». وقال إن آثار ذلك «لن تتوقف عند المؤسسات الاقتصادية الوطنية وحياة ومعيشة المواطنين، بل ستطال جهود السلام وأمن واستقرار المنطقة، وإمدادات الطاقة، وحرية الملاحة الدولية والتجارة العالمية».


مقالات ذات صلة

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

تحليل إخباري ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
TT

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

في خطوة إضافية نحو مكافحة الفساد ومنع التجاوزات المالية، أحال رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، رئيس إحدى المؤسسات النفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

تأتي الخطوة متزامنة مع توجيه وزارة المالية خطاباً إلى جميع الجهات الحكومية على المستوى المركزي والسلطات المحلية، أبلغتها فيه بالامتناع عن إجراء أي عقود للشراء أو التزامات مالية جديدة إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من الوزارة.

الخزينة اليمنية خسرت نحو 3 مليارات دولار نتيجة توقف تصدير النفط (إعلام محلي)

وقال بن مبارك في حسابه على «إكس» إنه أحال ملفاً جديداً في قضايا الفساد إلى النائب العام، ضمن إجراءات مستمرة، انطلاقاً من التزام الحكومة المطلق بنهج مكافحة الفساد وإعلاء الشفافية والمساءلة بوصفه موقفاً وليس مجرد شعار.

وأكد أن الحكومة والأجهزة القضائية والرقابية ماضون في هذا الاتجاه دون تهاون، مشدداً على أنه لا حماية لمن يثبت تورطه في نهب المال العام أو الفساد المالي والإداري، مهما كان موقعه الوظيفي.

في السياق نفسه، أوضح مصدر حكومي مسؤول أن مخالفات جديدة في قضايا فساد وجرائم تمس المال العام تمت إحالتها إلى النائب العام للتحقيق واتخاذ ما يلزم، من خلال خطاب وجّه إلى النيابة العامة، يتضمن المخالفات التي ارتكبها المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات النفطية، وعدم التزامه بالحفاظ على الممتلكات العامة والتصرف بشكل فردي في مباحثات تتعلق بنقل وتشغيل أحد القطاعات النفطية.

وتضمن الخطاب -وفق المصدر- ملفاً متكاملاً بالمخالفات التي ارتكبها المسؤول النفطي، وهي الوقائع التي على ضوئها تمت إحالته للتحقيق. لكنه لم يذكر تفاصيل هذه المخالفات كما كانت عليه الحال في إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة التسبب في إهدار 180 مليون دولار.

وجدّد المصدر التزام الحكومة المُطلق بالمحافظة على المال العام، ومحاربة جميع أنواع الفساد، باعتبار ذلك أولوية قصوى. وأشار إلى أن القضاء هو الحكم والفيصل في هذه القضايا، حتى لا يظن أحد أنه بمنأى عن المساءلة والمحاسبة، أو أنه فوق القانون.

تدابير مالية

في سياق متصل بمكافحة الفساد والتجاوزات والحد من الإنفاق، عمّمت وزارة المالية اليمنية على جميع الجهات الحكومية عدم الدخول في أي التزامات مالية جديدة إلا بعد موافقتها على المستويات المحلية والمركزية.

تعميم وزارة المالية اليمنية بشأن ترشيد الإنفاق (إعلام حكومي)

وذكر التعميم أنه، وارتباطاً بخصوصية الوضع الاقتصادي الراهن، واستناداً إلى قرار مجلس القيادة الرئاسي رقم 30 لعام 2022، بشأن وضع المعالجات لمواجهة التطورات في الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي، وفي إطار دور وزارة المالية بالموازنة بين النفقات والإيرادات، فإنها تهيب بجميع الجهات المشمولة بالموازنة العامة للدولة والموازنات الملحقة والمستقلة الالتزام بالإجراءات القانونية وعدم الدخول في أي التزامات جديدة أو البدء في إجراءات عملية الشراء إلا بعد أخذ الموافقة المسبقة منها.

وأكد التعميم أن أي جهة تُخالف هذا الإجراء ستكون غير مسؤولة عن الالتزامات المالية المترتبة على ذلك. وقال: «في حال وجود توجيهات عليا بشأن أي التزامات مالية فإنه يجري عرضها على وزارة المالية قبل البدء في إجراءات الشراء أو التعاقد».

دعم صيني للإصلاحات

وناقش نائب محافظ البنك المركزي اليمني، محمد باناجة، مع القائم بالأعمال في سفارة الصين لدى اليمن، تشاو تشنغ، مستجدات الأوضاع المتعلقة بتفاقم الأزمات المالية التي يشهدها اليمن، والتقلبات الحادة في أسعار الصرف التي تُعد نتيجة حتمية للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، والذي أثر بشكل مباشر على القطاع المصرفي والمالي.

وأعاد المسؤول اليمني أسباب هذا التدهور إلى اعتداء «ميليشيات الحوثي» على منشآت تصدير النفط، ما أدى إلى توقف التصدير، الذي يُعد أهم مصدر لتمويل خزينة الدولة بالنقد الأجنبي، والذي تسبب في مضاعفة العجز في الموازنة العامة وميزان المدفوعات.

نائب محافظ البنك المركزي اليمني خلال لقائه القائم بالأعمال الصيني (إعلام حكومي)

وخلال اللقاء الذي جرى بمقر البنك المركزي في عدن، أكد نائب المحافظ أن إدارة البنك تعمل جاهدة على تجاوز هذه التحديات، من خلال استخدام أدوات السياسة النقدية المُتاحة. وأشار إلى استجابة البنك بالكامل لكل البنود المتفق عليها مع المبعوث الأممي، بما في ذلك إلغاء جميع الإجراءات المتعلقة بسحب «نظام السويفت» عن البنوك التي لم تنقل مراكز عملياتها إلى عدن.

وأعاد المسؤول اليمني التذكير بأن الحوثيين لم يتخذوا أي خطوات ملموسة، ولم يصدروا بياناً يعبرون فيه عن حسن نياتهم، في حين أكد القائم بأعمال السفارة الصينية دعم الحكومة الصينية للحكومة اليمنية في كل المجالات، ومنها القطاع المصرفي، للإسهام في تنفيذ الإصلاحات.