القمة الأوروبية ـ المتوسطية تقرر إجراء أول مناورات مشتركة

القادة المشاركون في القمة الأوروبية - المتوسطية في آليكانتي إسبانيا أول من أمس (أ.ف.ب)
القادة المشاركون في القمة الأوروبية - المتوسطية في آليكانتي إسبانيا أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

القمة الأوروبية ـ المتوسطية تقرر إجراء أول مناورات مشتركة

القادة المشاركون في القمة الأوروبية - المتوسطية في آليكانتي إسبانيا أول من أمس (أ.ف.ب)
القادة المشاركون في القمة الأوروبية - المتوسطية في آليكانتي إسبانيا أول من أمس (أ.ف.ب)

أعلن رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانتشيز أن بلاده سوف تستضيف أولى مناورات عسكرية مشتركة لبلدان الاتحاد الأوروبي خلال توليها الرئاسة الدورية للاتحاد في النصف الثاني من العام المقبل، وأن التنسيق مع البلدان الأعضاء بلغ مرحلة متقدمة مع هيئة الأركان الأوروبية التي ستشرف على هذه المناورات التي قد تشمل أيضاً تمارين لوحدات عسكرية بحرية.
وجاء إعلان سانتشيز في ختام القمة الأوروبية - المتوسطية التي عقدت في مدينة آليكانتي على الساحل الشرقي الإسباني، تأكيداً لما كان أشار إليه الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل الذي قال إن هذه المناورات تشكل خطوة متقدمة نحو قيام «الذراع العسكرية الأوروبية» التي ستكون نواتها الأولى «قوة الانتشار السريع» التي قوامها 5 آلاف مقاتل، تمهيداً لاكتمال القوة الأوروبية المشتركة في العام 2025. وقال بوريل إن قيادة هذه القوة المشتركة ستنتقل، عند اكتمالها، من هيئات الأركان الوطنية إلى «القدرة العسكرية للتخطيط والتنفيذ» التابعة لهيئة الأركان الأوروبية الموحدة.
وقالت مصادر عسكرية أوروبية إن هذه المناورات المشتركة الأولى في تاريخ الاتحاد، ستكون حاسمة لاختبار قدرات هيئة الأركان على القيادة وتنسيق الوحدات الوطنية، كخطوة أخيرة لتفعيل القيادة الأوروبية المشتركة.
وكان الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية صرح خلال تقديمه التقرير السنوي للإنفاق العسكري في الاتحاد، أن الحرب الدائرة في أوكرانيا وما رافقها من تهديدات روسية مباشرة، كانت المحفز الأساسي للخطوات غير المسبوقة التي اتخذتها بلدان الاتحاد لتعزيز قدراتها الدفاعية، وأن إسبانيا تعهدت تنظيم أول مناورات مشتركة للجيوش الأوروبية وتحمل جزء من تكاليفها.
تجدر الإشارة إلى أن اقتراح تشكيل قوة مشتركة للانتشار السريع سابق لنشوب الحرب في أوكرانيا، إذ تضمنته «البوصلة الاستراتيجية» التي وضعها الاتحاد الأوروبي مطالع العام الفائت، والتي تحدد التوجهات الجيوستراتيجية بهدف تجاوز مفهوم «المجموعات القتالية» الأوروبية التي كان قوامها 1500 عنصر، لكنها بقيت حبراً على ورق بسبب عدم توافر الإرادة السياسية اللازمة لتفعيلها.
وقالت مصادر أوروبية إن قوة الانتشار السريع ستخصص لها موارد مالية للتعبئة والتجهيز والتدريب، وإن مهامها في المرحلة الأولى ستكون محصورة في عمليات تحقيق الاستقرار، ثم في الإنقاذ والإخلاء خلال النزاعات الحربية. ومن المنتظر أن القيادة العسكرية العامة للاتحاد الأوروبي، التي تشرف على البعثات غير الحربية كتدريب القوات المسلحة في بلدان خارج الاتحاد، مثل مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى والصومال وأوكرانيا، هي التي ستتولى قيادة قوة الانتشار السريع اعتباراً من العام 2025.
وأفادت مصادر أوروبية مطلعة أن الدول الأعضاء ما زالت تتفاوض على شروط المشاركة في هذه القوة ومصادر تمويلها، وأن المواقع التي ستدور فيها هذه المناورات الأولى لم تحدد بشكل نهائي بعد. وقالت هذه المصادر إن البحث يجري أيضاً حول إمكانية مشاركة قوات أطلسية في بعض التمارين التي ستشملها هذه المناورات.
ويذكر أن التعاون العسكري بين بلدان الاتحاد الأوروبي شهد خطوات تاريخية متسارعة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا أواخر فبراير (شباط) الفائت، كان أبرزها تمويل مشترك لمشتريات حربية مخصصة لمساعدة دولة خارج الاتحاد، وتنظيم دورات تدريبية لقوات أجنبية داخل البلدان الأعضاء، في بولندا وألمانيا وإسبانيا، فضلاً عن زيادات تاريخية في موازنات الإنفاق العسكري. وكان رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أعلن مؤخراً «أن إعادة التسلح في الاتحاد أصبحت ضرورة مصيرية ملحة بعد التطورات الأخيرة»، وأنها ستتم بصورة مشتركة بين الدول الأعضاء.
وتفيد بيانات وكالة الدفاع الأوروبية أن الشراء الحربي المشترك للدول الأعضاء خلال السنة الماضية بلغ 7.9 مليارات دولار، أي ضعف الإنفاق في العام السابق، لكنه لا يتجاوز 18 في المائة من الموازنات العامة للتجهيز الحربي، أي نصف المعدل الذي حدده الاتحاد وتبين بعد الحرب في أوكرانيا أنه دون الاحتياجات الأوروبية بكثير.
وكان بوريل قد نبه مراراً في الأسابيع الأخيرة إلى أن المخزونات الأوروبية للمعدات الحربية والذخائر أشرفت على النضوب نتيجة المساعدات التي أرسلتها الدول الأعضاء إلى أوكرانيا، وأن تجديدها بات ملحاً وحيوياً، ليس فقط بسبب الحرب الدائرة على حدود الاتحاد، بل في ضوء ما تشهده بلدان عديدة قريبة من الحدود الخارجية للاتحاد.
وكانت بيانات الوكالة الأوروبية أفادت أن الإنفاق الدفاعي الإجمالي في بلدان الاتحاد بلغ 214 مليار يورو العام الماضي، أي بزيادة قدرها 6 في المائة عن العام السابق، لكن ذلك لا يشكل سوى 1.5 في المائة من إجمالي الناتج القومي للبلدان الأعضاء، أي دون نسبة 2 في المائة التي توافقت عليها الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي. ويذكر أن الإنفاق الدفاعي الصيني يعادل حالياً 3 في المائة من إجمالي الناتج القومي، فيما يتجاوز 7 في المائة في الولايات المتحدة.


مقالات ذات صلة

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن الدول واستقرارها

شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن الدول واستقرارها

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن الدول واستقرارها

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن الدول واستقرارها». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

قال الاتحاد الأوروبي إنه «يدين بشدة» قرار القضاء الإيراني فرض عقوبة الإعدام بحق المواطن الألماني - الإيراني السجين جمشيد شارمهد، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وأيدت المحكمة العليا الإيرانية يوم الأربعاء حكم الإعدام الصادر بحق شارمهد.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد «النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

«النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

قال مدير صندوق النقد الدولي لمنطقة أوروبا اليوم (الجمعة)، إنه يتعين على البنوك المركزية الأوروبية أن تقضي على التضخم، وعدم «التوقف» عن رفع أسعار الفائدة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأوضح ألفريد كامر، خلال إفادة صحافية حول الاقتصاد الأوروبي في استوكهولم، «يجب قتل هذا الوحش (التضخم).

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم أوروبا تسجّل في 2022 أعلى إنفاق عسكري منذ الحرب الباردة

أوروبا تسجّل في 2022 أعلى إنفاق عسكري منذ الحرب الباردة

سجّل الإنفاق العسكري في أوروبا عام 2022 ارتفاعاً بوتيرة سريعة غير مسبوقة، حيث وصل بعد الغزو الروسي لأوكرانيا إلى مستويات لم تشهدها القارة منذ الحرب الباردة، وفق ما أفاد باحثون في مجال الأمن العالمي. وأوردت دراسة لـ«معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام» أن ارتفاع الإنفاق الأوروبي على الجيوش ساهم بتسجيل الإنفاق العسكري العالمي رقماً قياسياً للمرة الثامنة توالياً حيث بلغ 2.24 تريليون دولار، أو 2.2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وعززت أوروبا انفاقها على جيوشها عام 2022 بنسبة 13 في المائة أكثر مقارنة بالأشهر الـ12 السابقة، في عام طغى عليه الغزو الروسي لأوكرانيا. وهذه الزيادة هي الأكبر م

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)

الأمم المتحدة: وقف إطلاق النار في لبنان فرصة ضرورية للتهدئة لكنه لا يزال «هشاً»

تعرّضت عشرات الآلاف من المباني للتدمير الجزئي أو الكلي في لبنان (رويترز)
تعرّضت عشرات الآلاف من المباني للتدمير الجزئي أو الكلي في لبنان (رويترز)
TT

الأمم المتحدة: وقف إطلاق النار في لبنان فرصة ضرورية للتهدئة لكنه لا يزال «هشاً»

تعرّضت عشرات الآلاف من المباني للتدمير الجزئي أو الكلي في لبنان (رويترز)
تعرّضت عشرات الآلاف من المباني للتدمير الجزئي أو الكلي في لبنان (رويترز)

قال عمران ريزا، نائب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان ومنسق الشؤون الإنسانية، اليوم الأربعاء، إن وقف إطلاق النار فرصة ضرورية للتهدئة في لبنان إلا أنه لا يزال «هشاً».

وقال ريزا، في بيان، نشرته الأمم المتحدة في أعقاب زيارة ميدانية إلى النبطية: «لدينا مخاوف جدية بشأن الانتهاكات في مناطق معينة والتوترات المستمرة على طول الحدود في لبنان».

وعدّ المسؤول الأممي أن المشاركة الدولية المستمرة والمراقبة الصارمة ستلعبان دوراً ضرورياً في إرساء الاستقرار خلال فترة وقف إطلاق النار التي تمتد إلى 60 يوماً.

وأضاف أن التقديرات الحالية تشير إلى بدء عودة النازحين البالغ عددهم نحو 600 ألف إلى ديارهم، مشيراً إلى أنّ وجهة نحو الثلثين منهم هي محافظات الجنوب والنبطية، غير أنه قال: «لا شك أنّ رحلة عودتهم إلى ديارهم ستشوبها تحديات ملحوظة».

وأوضح قائلاً: «لقد دُمّرت العديد من المنازل، وتضرّرت البنية التحتية بشدة، خاصة أن مستوى التدمير في مناطق الجنوب والنبطية كان مهولاً، حيث تعرّضت عشرات الآلاف من المباني للتدمير الجزئي أو الكلي».

وذكر ريزا أن الاستجابة الإنسانية تتطوّر بشكل مستمر لتواكب الاحتياجات المتغيرة على الأرض، غير أنه أكد ضرورة توفير القدرة على وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق وضمان التمويل المستدام ودعم المانحين.

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ يوم الأربعاء الماضي، لينهي أحدث صراع بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» بعد نحو عام من تبادل إطلاق النار بين الجانبين.