مالي: صراع «الجماعات الإرهابية» يفاقم الأوضاع الأمنية المتردية

عشرات القتلى في اشتباكات بين عناصر «داعش» و«القاعدة»

مواطنون يهتفون للجنود الماليين عند دخولهم معسكراً عسكرياً في مالي (أ.ب)
مواطنون يهتفون للجنود الماليين عند دخولهم معسكراً عسكرياً في مالي (أ.ب)
TT

مالي: صراع «الجماعات الإرهابية» يفاقم الأوضاع الأمنية المتردية

مواطنون يهتفون للجنود الماليين عند دخولهم معسكراً عسكرياً في مالي (أ.ب)
مواطنون يهتفون للجنود الماليين عند دخولهم معسكراً عسكرياً في مالي (أ.ب)

تتصارع الجماعات الإرهابية المسلحة في مالي، على بسط نفوذها والسيطرة على أراضٍ جديدة، مستغلة تردي الوضع الأمني في البلاد.
وأدى قتال عنيف بين عناصر من تنظيمي «داعش» و«القاعدة» في شرق مالي إلى مقتل العشرات ونزوح المدنيين، على مدى بضعة أيام، بحسب مسؤولين في حكومة محلية شرق مالي.
وتشهد المنطقة نزاعاً بين تنظيمي داعش والقاعدة في محاولة للسيطرة على أراضٍ في منطقتي جاو وميناكا.
وتزايد نشاط الجماعات الإرهابية منذ أن قررت فرنسا وعدد من الدول الأوروبية سحب قواتها بعد خلافات مع الحكومة العسكرية، في باماكو.
وقال باجان أج هاماتو، النائب السابق وعضو المجلس الانتقالي الذي تشكل بعد انقلاب عام 2020 إن «المعارك استؤنفت في أنسونجو (منطقة جاو) ومناطق أخرى، وهناك الكثير من القتلى». وأضاف لـ«رويترز» الخميس أن «عدد القتلى يبلغ 100 شخص على الأقل، من بينهم 40 شخصاً في أنسونجو قبل يومين».
وقال نانوت كوتيا، رئيس بلدية ميناكا، إن القتال استؤنف، لكنه لم يحدد عدد القتلى، فيما كشف فهد أج المحمود، وهو قائد ميليشيا موالية للحكومة، على «تويتر» أن ما بين 200 و300 مدني قُتلوا في الرابع من ديسمبر (كانون الأول) الجاري.
وتواجه مالي حالة من عدم الاستقرار منذ عام 2012 حين خطف إرهابيون تمرداً للطوارق في الشمال، وتدخلت فرنسا للمساعدة في طردهم في 2013، لكن عدة دول أوروبية على رأسها فرنسا قررت سحب قواتها من مالي هذا العام بسبب خلافات مع المجلس العسكري.
ووفق بيانات أممية أودى الصراع بحياة الآلاف وتسبب في نزوح أكثر من 2.7 مليون شخص في أنحاء منطقة الساحل.
ويرى مراقبون فإن مالي أصبحت منطقة صراع نفوذ بين فرعي تنظيمي «داعش» والقاعدة، خصوصاً ولاية ميناكا، وسط غياب قوات الجيش. يقول خبير الشؤون الأفريقية الدكتور حمدي عبد الرحمن حسن، إن مالي ومنطقة الساحل تمثل نقطة الانطلاق لغزو وتمدد كل من داعش والقاعدة في أفريقيا، وهناك شبكتان متطرفتان رئيسيتان تعملان في منطقة الساحل: الأولى، جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، التي تعهدت بالولاء لـ«القاعدة»، وهي منظمة لا مركزية تتمتع بقدر كبير من الاستقلال على المستوى العملياتي، كما أنها تكيفت بمهارة فائقة مع السياقات المحلية. والثانية، تنظيم الدولة في الصحراء الكبرى (داعش)، وهي شبكة إرهابية أكثر مركزية ومتحالفة مع تنظيم داعش المركزي.
وأضاف في دراسة سابقة له، أن «هذه الجماعات الإرهابية اكتسبت مكانة بارزة في المنطقة منذ عام 2012، وبدءاً من شمال مالي، امتد نفوذها منذ ذلك الحين بشكل حثيث إلى بنين وكوت ديفوار والسنغال. وفي نفس السياق تمكنت داعش من الوصول إلى مناطق جديدة في وسط وشرق أفريقيا».


مقالات ذات صلة

هل تتسع المواجهات بين التنظيمات المتطرفة في مالي؟

العالم هل تتسع المواجهات بين التنظيمات المتطرفة في مالي؟

هل تتسع المواجهات بين التنظيمات المتطرفة في مالي؟

وسط محاولات لإنقاذ «اتفاق سلام هش» مع جماعات مسلحة انفصالية، وتصاعد الصراع على النفوذ بين تنظيمات «إرهابية» في مالي، دعا تنظيم «داعش» جميع الجماعات المسلحة المتنافسة معه في البلاد، إلى إلقاء أسلحتها والانضمام إلى صفوفه. وهي الرسالة التي يرى خبراء أنها موجهة إلى «الجماعات المسلحة المحلية التي وقعت اتفاقية السلام لعام 2015، إضافة إلى تنظيم (القاعدة) في مالي ومنطقة الساحل»، الأمر الذي «يزيد من هشاشة الأوضاع الأمنية في البلاد، ويدفع نحو مواجهات أوسع بين التنظيمات المتطرفة».

العالم العربي عودة «النصرة» إلى الواجهة في مالي تعزز خوف الجزائر على «اتفاق السلام»

عودة «النصرة» إلى الواجهة في مالي تعزز خوف الجزائر على «اتفاق السلام»

بينما تبنى تنظيم تابع لـ«القاعدة» في مالي اغتيال مسؤول بارز في البلاد، كثَفت الجزائر لقاءاتها مع الأطراف السياسية الداخلية لإنقاذ «اتفاق السلم»، الذي ترعاه منذ التوقيع عليه فوق أرضها عام 2015، من الانهيار، وتفادي إحداث فراغ بالمنطقة يتيح للجماعات المسلحة الانتشار من جديد. وأعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، التي تتبع لـ«القاعدة» في مالي، مقتل عمر تراوري، مدير ديوان الرئيس الانتقالي، العقيد عاصمي غويتا، وثلاثة جنود وأسر اثنين آخرين من الجيش المالي.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم تحطم مروحية عسكرية بحي سكني في باماكو

تحطم مروحية عسكرية بحي سكني في باماكو

تحطمت مروحية عسكرية، السبت، في حي سكني بعاصمة مالي، باماكو، أثناء عودتها من عملية لمكافحة المتشددين، بحسب ما أفادت القوات المسلحة ومصادر. وسقط عشرات الضحايا بتفجير انتحاري ثلاثي في وسط البلاد. وجاء حادث المروحية إثر تعرض مهمة إمداد للجيش لهجوم في وقت سابق في شمال البلاد المضطرب. وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة في بيان: «نحو الساعة الواحدة وعشر دقائق بعد الظهر، تحطمت مروحية هجومية تابعة للقوات المسلحة المالية في منطقة سكنية في باماكو أثناء عودتها من مهمة عملانية».

«الشرق الأوسط» (باماكو)
العالم جماعة تابعة لـ«القاعدة» تتبنّى اغتيال مدير مكتب رئيس مالي

جماعة تابعة لـ«القاعدة» تتبنّى اغتيال مدير مكتب رئيس مالي

تبنَّت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التابعة لتنظيم «القاعدة الإرهابي»، هجوماً قرب الحدود الموريتانية، أدى إلى مقتل عمر تراوري مدير ديوان رئيس المجلس العسكري الحاكم الانتقالي مع 3 من مرافقيه، إضافة إلى مسؤوليتها عن هجوم في كمين آخر نفذته (الأربعاء) الماضي أسفر عن مقتل 7 جنود ماليين. وأفادت الرئاسة المالية (الخميس) بأن عمر تراوري مدير ديوان الرئيس الانتقالي العقيد عاصمي غويتا، هو أحد القتلى الأربعة الذين سقطوا في هجوم استهدفهم (الثلاثاء) بالقرب من بلدة نارا. وأعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» أنها شنَّت هجوماً آخر (الأربعاء) أسفر عن مقتل 7 جنود في مكمن بين سوكولو وفرابوغو (وسط مالي)، فيما ق

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي الجزائر تخشى انهيار «اتفاق السلام» في مالي

الجزائر تخشى انهيار «اتفاق السلام» في مالي

بعد اغتيال مسؤول بارز في مالي على يد تنظيم متشدد، تكثّف الجزائر لقاءاتها مع الأطراف السياسية الداخلية في البلد الأفريقي لإنقاذ «اتفاق السلم» - الموقّع في 2015 - من الانهيار، وتفادي إحداث فراغ في المنطقة قد يتيح للجماعات المسلحة الانتشار من جديد. وأعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التابعة لتنظيم «القاعدة» في مالي، اغتيال عمر تراوري مدير ديوان الرئيس الانتقالي العقيد عاصمي غويتا و3 جنود، إضافة إلى أسْر اثنين آخرين من الجيش. وذكرت الجماعة في بيان أنها نصبت «مكمناً للجيش بين نارا وغيري، الثلاثاء الماضي، وقتلت مدير الديوان و3 جنود وأسَرَت اثنين، واستحوذت على أسلحة، فيما أصيب عنصر من الجماعة»، وت

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
TT

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)

أعربت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل عن «حزنها» لعودة دونالد ترمب إلى السلطة وتذكرت أن كل اجتماع معه كان بمثابة «منافسة: أنت أو أنا».

وفي مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية الأسبوعية، نشرتها اليوم الجمعة، قالت ميركل إن ترمب «تحد للعالم، خاصة للتعددية».

وقالت: «في الحقيقة، الذي ينتظرنا الآن ليس سهلا»، لأن «أقوى اقتصاد في العالم يقف خلف هذا الرئيس»، حيث إن الدولار عملة مهيمنة، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

وعملت ميركل مع أربعة رؤساء أميركيين عندما كانت تشغل منصب مستشار ألمانيا. وكانت في السلطة طوال ولاية ترمب الأولى، والتي كانت بسهولة أكثر فترة متوترة للعلاقات الألمانية الأمريكية خلال 16 عاما، قضتها في المنصب، والتي انتهت أواخر 2021.

وتذكرت ميركل لحظة «غريبة» عندما التقت ترمب للمرة الأولى، في البيت الأبيض خلال شهر مارس (آذار) 2017، وردد المصورون: «مصافحة»، وسألت ميركل ترمب بهدوء: «هل تريد أن نتصافح؟» ولكنه لم يرد وكان ينظر إلى الأمام وهو مشبك اليدين.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل يحضران حلقة نقاشية في اليوم الثاني من قمة مجموعة العشرين في هامبورغ بألمانيا... 8 يوليو 2017 (أ.ف.ب)

ونقلت المجلة عن ميركل القول: «حاولت إقناعه بالمصافحة بناء على طلب من المصورين لأنني اعتقدت أنه ربما لم يلحظ أنهم يريدون التقاط مثل تلك الصورة... بالطبع، رفضه كان محسوبا».

ولكن الاثنان تصافحا في لقاءات أخرى خلال الزيارة.

ولدى سؤالها ما الذي يجب أن يعرفه أي مستشار ألماني بشأن التعامل مع ترمب، قالت ميركل إنه كان فضوليا للغاية وأراد معرفة التفاصيل، «ولكن فقط لقراءتها وإيجاد الحجج التي تقويه وتضعف الآخرين».

وأضافت: «كلما كان هناك أشخاص في الغرفة، زاد دافعه في أن يكون الفائز... لا يمكنك الدردشة معه. كان كل اجتماع بمثابة منافسة: أنت أو أنا».

وقالت ميركل إنها «حزينة» لفوز ترمب على كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني). وقالت: «لقد كانت خيبة أمل لي بالفعل لعدم فوز هيلاري كلينتون في 2016. كنت سأفضل نتيجة مختلفة».