انكماش ياباني أقل من التوقعات

الحكومة تفشل في جذب سياحة «الفئة الأولى»

زائرون لمعبد سينسوجي وهو موقع سياحي شهير في طوكيو - اليابان (أ.ف.ب)
زائرون لمعبد سينسوجي وهو موقع سياحي شهير في طوكيو - اليابان (أ.ف.ب)
TT

انكماش ياباني أقل من التوقعات

زائرون لمعبد سينسوجي وهو موقع سياحي شهير في طوكيو - اليابان (أ.ف.ب)
زائرون لمعبد سينسوجي وهو موقع سياحي شهير في طوكيو - اليابان (أ.ف.ب)

أعلن مكتب الحكومة اليابانية يوم الخميس انكماش الاقتصاد الياباني خلال الربع الثالث من العام الحالي بمعدل 0.8 في المائة من إجمالي الناتج المحلي سنوياً، وهو ما جاء أفضل من توقعات المحللين الذين توقعوا انكماشه بمعدل 1.1 في المائة، بعد نموه بمعدل 4.6 في المائة خلال الربع الثاني.
وعلى أساس ربع سنوي، سجل اقتصاد اليابان انكماشاً بمعدل 0.2 في المائة خلال الربع الثالث بعد وضع المتغيرات الموسمية في الحساب، وهو أفضل من التوقعات التي كانت عند مستوى 0.3 في المائة، بعد نموه بمعدل 1.1 في المائة خلال الربع الثاني.
في الوقت نفسه ارتفع الإنفاق الرأسمالي خلال الربع الثالث بنسبة 1.5 في المائة، وهو ما جاء متفقاً مع توقعات المحللين، بعد تراجعه بنسبة 2.4 في المائة خلال الربع الثاني. كما ارتفع الاستهلاك الخاص خلال الربع الثالث بنسبة 0.1 في المائة، في حين كان المحللون يتوقعون ارتفاعه بنسبة 0.3 في المائة، بعد ارتفاعه بنسبة 1.2 في المائة خلال الربع الثاني.
في المقابل تراجع الطلب الخارجي على السلع والخدمات اليابانية خلال الربع الثالث بنسبة 0.6 في المائة، في حين كان المحللون يتوقعون تراجعه بنسبة 0.7 في المائة، بعد ارتفاعه بنسبة 0.2 في المائة خلال الربع الثاني.
في غضون ذلك، شهدت الأيام الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد الزوار الأجانب بمختلف أنحاء اليابان. فبعد رفع القيود على السفر لاحتواء فيروس كورونا المستجد في اليابان خلال الشهر الماضي، وصل نحو نصف مليون سائح إليها، في حين يسعى رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا لزيادة الإنفاق السنوي للسائحين الأجانب في اليابان إلى 5 تريليونات ين (36 مليار دولار) سنوياً، مقارنة بمستوى الإنفاق القياسي الذي سجلته اليابان عام 2019 وكان 4.8 تريليون ين.
ويرى المحلل الاقتصادي جيرويد رايدي في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ أن سياسة صفر إصابات بفيروس كورونا المستجد التي تطبقها الصين، وتتضمن استمرار العديد من القيود على السفر تجعل تحقيق مستهدفات قطاع السياحة الياباني صعباً. فالصينيون لا يمثلون فقط نحو ثلث إجمالي عدد السائحين الأجانب في اليابان، وإنما هم الأكثر إنفاقاً أيضاً، حيث يزيد إنفاقهم بنسبة 33 في المائة عن متوسط إنفاق السائحين في اليابان.
وبدأ البعض يشكك في سلامة الاستراتيجية السياحية لليابان قبل جائحة فيروس كورونا التي استهدفت زيادة أعداد السائحين، في الوقت الذي تكافح فيه الفنادق والمطاعم للحصول على العمالة الكافية لمواجهة زيادة أعداد السائحين، ويتساءلون عما يمكن القيام به الآن للتركيز على جذب عدد أقل من السائحين لديهم قدرة أكثر للإنفاق.
وقبل الجائحة حطم قطاع السياحة الياباني أرقامه القياسية مرة وراء أخرى، بعد أن أصبحت اليابان مقصداً سياحياً رئيسياً. لكن مساهمة القطاع في الاقتصاد الياباني ككل نتيجة هذا الازدهار بدأت تخفت. والحقيقة أن هذه مشكلة من صنع اليابان جزئياً، بسبب تدهور سمعتها كدولة رخيصة جداً، في ظل وجود مدينتي طوكيو وأوساكا في المراكز الأولى في قائمة المدن الأغلى في العالم. والحقيقة أن تكاليف الحياة في اليابان ككل منخفضة جداً نتيجة نحو ثلاثة عقود من التضخم السلبي الذي يعني تراجع أسعار المستهلك وليس ارتفاعها، وهو ما جعل الفنادق والمطاعم في حالة سباق مستمر لخفض النفقات، بالإضافة إلى تأثيرات انخفاض قيمة الين أمام الدولار. وكما يلاحظ الكثير من السائحين فإن بعض الأشياء في اليابان رخيصة بصورة مدهشة بدءاً من تكلفة تناول العشاء والتي يمكن أن تصل في مطعم راق بالعاصمة طوكيو إلى 5 دولارات فقط، وحتى الإقامة في الفنادق.
وتقول وكالة السياحة اليابانية إن الشريحة المعروفة بالسائحين الأعلى من حيث القيمة المضافة يمثلون 1 في المائة من إجمالي عدد السائحين في اليابان، لكنهم يمثلون 12 في المائة من إجمالي الإنفاق على القطاع السياحي.
وانتقدت إحدى المجموعات البرلمانية فشل الحكومة في جذب هؤلاء السائحين ذوي الإنفاق المرتفع حتى الآن، ويقولون إن الفرصة الضائعة «لا يمكن حسابها»، ويريدون زيادة قدرة اليابان ليس فقط على جذب سياح الفئة الأولى, لكن بالتحديد هؤلاء الذين يأتون بطائراتهم الخاصة أو باليخوت الفارهة.


مقالات ذات صلة

السودان وأوكرانيا على طاولة مباحثات السيسي ورئيس الوزراء الياباني

شمال افريقيا السودان وأوكرانيا على طاولة مباحثات السيسي ورئيس الوزراء الياباني

السودان وأوكرانيا على طاولة مباحثات السيسي ورئيس الوزراء الياباني

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم (الأحد)، على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في السودان، وذلك خلال لقائه مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في القاهرة. ووصف الرئيس المصري المباحثات مع رئيس الوزراء اليباني بأنها كانت «إيجابية وبناءة»، حيث جرى استعراض ما تشهده الساحة الدولية اليوم من تحديات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الرياضة سالم الدوسري في مرمى النيران بعد تصرف غير مبرر في «ذهاب الأبطال»

سالم الدوسري في مرمى النيران بعد تصرف غير مبرر في «ذهاب الأبطال»

تحول المهاجم سالم الدوسري من بطل محتمل للهلال في نهائي دوري أبطال آسيا لكرة القدم إلى «مفسد للحفل» بعد طرده في الدقائق الأخيرة بلقاء الذهاب، بسبب اعتداء على منافس في الدقائق الأخيرة خلال تعادل محبط 1 - 1 في الرياض أمس (السبت). وافتتح الدوسري التسجيل في الدقيقة 13 من متابعة لكرة عرضية، ليثبت مجدداً أنه رجل المواعيد الكبرى، إذ سبق له التسجيل في مرمى أوراوا في نهائي نسخة 2019، حين أسهم في تتويج الهلال. وخلد اسمه في الذاكرة بتسجيل هدف فوز السعودية التاريخي على الأرجنتين في كأس العالم بقطر العام الماضي، ليهز الشباك في نسختين بالنهائيات، فضلاً عن التسجيل في 3 نسخ لكأس العالم للأندية. لكن الدوسري (31

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم ما دلالات جولة رئيس وزراء اليابان الأفريقية؟

ما دلالات جولة رئيس وزراء اليابان الأفريقية؟

في ظل التداعيات الجيوستراتيجية للحرب الروسية - الأوكرانية، والتنافس المحموم من جانب الدول الكبرى على النفوذ في أفريقيا، تسعى اليابان لزيادة تأثيرها في القارة، وهو ما يراه خبراء تقاطعاً وتكاملاً مع استراتيجية واشنطن الجديدة، وتأسيساً لأدوار جديدة تحاول طوكيو من خلالها مجابهة تصاعد النفوذ الصيني. في هذا السياق، زار رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، أمس، مصر في بداية جولة أفريقية تشمل أيضاً غانا وكينيا وموزمبيق.

أفريقيا ما دلالات الجولة الأفريقية لرئيس وزراء اليابان؟

ما دلالات الجولة الأفريقية لرئيس وزراء اليابان؟

في ظل التداعيات الجيوستراتيجية للحرب الروسية - الأوكرانية، وما استتبعها من تنافس محموم من جانب الدول الكبرى على النفوذ في أفريقيا، تسعى اليابان لزيادة نفوذها في القارة، وهو ما يراه خبراء تقاطعاً وتكاملاً مع استراتيجية واشنطن الجديدة، وتأسيساً لأدوار جديدة تحاول طوكيو من خلالها مجابهة تصاعد النفوذ الصيني. في هذا السياق، زار رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، اليوم (السبت)، مصر، في بداية جولة أفريقية تشمل أيضاً غانا وكينيا وموزمبيق.

العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

صناديق الأسهم العالمية تحقق تدفقات أسبوعية تاسعة على التوالي

متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
TT

صناديق الأسهم العالمية تحقق تدفقات أسبوعية تاسعة على التوالي

متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

زاد المستثمرون العالميون مشترياتهم من صناديق الأسهم في الأسبوع المنتهي في 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، مدفوعين بتوقعات بنمو قوي للاقتصاد الأميركي في ظل إدارة ترمب وبدعم من انخفاض عائدات السندات الأميركية.

وضخ المستثمرون مبلغاً ضخماً قدره 12.19 مليار دولار في صناديق الأسهم العالمية، بزيادة بنسبة 32 في المائة مقارنة بـ9.24 مليار دولار من عمليات الشراء الصافية في الأسبوع السابق، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي». ويمثل هذا التدفق الأسبوعي التاسع على التوالي.

ويوم الجمعة، كانت الأسهم العالمية في طريقها لتحقيق أفضل شهر لها منذ مايو (أيار)، مدفوعة بالتفاؤل بشأن النمو القوي في الولايات المتحدة وازدهار الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، على الرغم من المخاوف بشأن الاضطرابات السياسية والتباطؤ الاقتصادي في أوروبا.

وفي الأسبوع الماضي، أدى ترشيح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب للمحافظ المالي سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة، إلى رفع توقعات السوق بمستويات ديون يمكن إدارتها في ولايته الثانية، وهو ما أدى إلى انخفاض عائدات السندات الأميركية.

واختار المستثمرون ضخ مبلغ ضخم قدره 12.78 مليار دولار في صناديق الأسهم الأميركية؛ مما أدى إلى تمديد صافي الشراء للأسبوع الرابع على التوالي، لكنهم سحبوا 1.17 مليار دولار و267 مليون دولار من صناديق الأسهم في آسيا وأوروبا على التوالي.

وشهد القطاع المالي طلباً قوياً؛ إذ استقطب مشتريات صافية بقيمة 2.65 مليار دولار، مسجلاً التدفقات الأسبوعية الخامسة على التوالي. كما اشترى المستثمرون صناديق السلع الاستهلاكية التقديرية والتكنولوجيا والصناعات بمبالغ كبيرة بلغت 1.01 مليار دولار و807 ملايين دولار و778 مليون دولار على التوالي.

وشهدت صناديق السندات العالمية تدفقات للأسبوع التاسع والأربعين على التوالي؛ إذ ضخ المستثمرون 8.82 مليار دولار في هذه الصناديق.

وحصلت صناديق السندات للشركات على تدفقات صافية بلغت 2.16 مليار دولار، وهي أكبر تدفقات أسبوعية في أربعة أسابيع. وشهدت صناديق السندات الحكومية وصناديق تجميع القروض عمليات شراء ملحوظة؛ إذ بلغ صافي التدفقات الداخلة 1.9 مليار دولار و1.34 مليار دولار على التوالي.

وفي الوقت نفسه، قام المستثمرون ببيع 12.87 مليار دولار من صناديق سوق النقد، وهو ما يمثل الأسبوع الثاني على التوالي من المبيعات الصافية. وسجلت صناديق الذهب والمعادن الثمينة تدفقات صافية بقيمة 538 مليون دولار، وهو ما يمثل التدفق الأسبوعي الرابع عشر في 16 أسبوعاً.

وأظهرت البيانات أن صناديق الأسهم خرجت من دائرة الاهتمام للأسبوع الخامس على التوالي مع صافي مبيعات بلغ نحو 4.3 مليار دولار. كما سحب المستثمرون 2.58 مليار دولار من صناديق السندات، مسجلين بذلك الأسبوع السادس على التوالي من المبيعات الصافية.