الأجسام المضادة للمضادات الحيوية عامل خطر للإصابة بالسكري (1)

الأجسام المضادة للمضادات الحيوية عامل خطر للإصابة بالسكري (1)
TT
20

الأجسام المضادة للمضادات الحيوية عامل خطر للإصابة بالسكري (1)

الأجسام المضادة للمضادات الحيوية عامل خطر للإصابة بالسكري (1)

قال علماء بكلية الطب بجامعة جورجيا إن الأجسام المضادة التي يتم إنتاجها ضد المضاد الحيوي الشائع الاستخدام «الجنتاميسين» تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الأول لدى الأطفال المعرضين بالفعل لخطر وراثي.
فعندما قارن العلماء دم ما يقرب من 300 فرد مصاب بداء السكري من النوع الأول بالضوابط الصحية، وجدوا أن ارتفاع مستوى الأجسام المضادة ضد الجنتاميسين مرتبط بزيادة خطر الإصابة بالنوع الأول من داء السكري.
وحللت دراسة العلماء الجديدة عينات من دراسة المناعة الذاتية لمرض السكري في الشباب (DAISY) وفينوم وجينوم الأجسام المضادة لمرضى السكري (PAGODA).
ولم تذكر قواعد البيانات التي تمت دراستها ما إذا كان المشاركون في الدراسة قد تم إعطاؤهم الجنتاميسين. ومع ذلك، يتلقى ما بين 5-10 % من الأطفال حديثي الولادة مضادًا حيويًا واسع الطيف لعلاج الإنتان (حالة قد تهدد الحياة بسبب تدمير الجسم لأنسجته عند استجابته للعدوى) الذي قد يكون مميتًا.
وأفاد الدكتور شاراد بوروهيت عالم الكيمياء الحيوية بمركز MCG للتقنية الحيوية والطب الجيني لمجلة Nature Communications، بأن نسبة مماثلة 5.3 % من المشاركين لديهم مستويات عالية من هذه الأجسام المضادة وأن نسبة عالية من هذه المجموعة طورت فيما بعد داء السكري من النوع الأول، وذلك وفق ما نقل موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.
ومن المعروف أن الأطفال الخدج يعتبرون أكثر عرضة للإصابة بكل من الإنتان ومرض السكري من النوع 1؛ إذ ان المعيار الحالي لرعاية الأطفال حديثي الولادة المصابين بالإنتان هو إعطاء الجنتاميسين، وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية.
في المقابل يقول بوروهيت «هذه العدوى شائعة، ويحتاج الأطفال إلى المضاد الحيوي»، مشيرًا إلى أن أجهزة الأطفال المناعية لم تتطور جيدًا في تلك المرحلة، وقد يكون الدواء علاجًا منقذًا للحياة.
ومن غير المألوف أن تحفز المضادات الحيوية على إنتاج الأجسام المضادة لأن الجسم يعتبرها غريبة. لكن في هذه الدراسة، نظر العلماء في الأجسام المضادة للجليكان، التي توجد على سطح خلايانا وكذلك خلايا الكائنات الحية الدقيقة مثل البكتيريا المعروف أنها هدف جاهز لهذه الاستجابة المناعية.
جدير بالذكر، ان الجنتاميسين والمضادات الحيوية الأخرى المماثلة هي فئة من المركبات تسمى «أمينوغليكوزيدات» تستخدم عادة لعلاج الالتهابات الخطيرة، كما تصنف، على نطاق واسع، على أنها جليكانات بسبب محتواها من السكر.
وقد خلص بوروهيت الى القول «لقد ارتبطت بالفعل أجسام مضادة معينة للجليكان في الدم بالسرطان وأمراض المناعة الذاتية الأخرى. لقد ولدت هذه الارتباطات اهتمامًا بمتابعة إمكانات الأجسام المضادة للجليكان كواسمات حيوية للمساعدة في التشخيص وربما تكون بمثابة أهداف للمساعدة في علاج بعض هذه الحالات. فيما تشير الدراسة الجديدة إلى أن الأجسام المضادة للكربوهيدرات (ACAs) قد يكون لها إمكانات مماثلة في مرض السكري من النوع 1».


مقالات ذات صلة

صحتك القهوة تقاوم خطر الهشاشة الجسدية لدى كبار السن (جامعة أكسفورد)

القهوة تُحسّن القوة البدنية لدى المسنين

كشفت دراسة هولندية أن الاستهلاك المنتظم للقهوة بمعدل 4 - 6 فناجين يومياً (بحجم 125 مليلتراً للفنجان) قد يرتبط بتحسين القوة البدنية وتقليل خطر الإصابة بالهشاشة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك البكتيريا المقاوِمة للعلاج تنجو من دورات الغسل المنزلية (جامعة دي مونتفورت)

غسل ملابس الطواقم الطبية في المنزل يعزِّز انتشار العدوى

حذّرت دراسة بريطانية من أن غسل ملابس العاملين في القطاع الصحي داخل المنازل قد يسهم، دون قصد، في نشر العدوى المقاومة للمضادات الحيوية في المستشفيات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك لطالما حذّر الخبراء من تجاهل غسل الوجه (رويترز)

ماذا يحدث للبشرة عند تجاهل غسل الوجه؟

لطالما حذّر الخبراء من تجاهل البعض غسل وجوههم، قائلين إن هذا الأمر قد يُثير مخاوف من تراكم الأوساخ والبكتيريا وظهور البثور.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك يشير بعض الدراسات العلمية إلى أن العسل قد يساعد على تخفيف بعض أعراض الحساسية الموسمية (رويترز)

هل يعالج العسل بالفعل الحساسية الموسمية؟

مع لجوء كثير من مرضى الحساسية الموسمية إلى العلاجات البديلة، يشير بعض الدراسات العلمية إلى أن العسل قد يساعد على تخفيف بعض أعراض الحساسية الموسمية المزعجة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

عدسات تحكي روح المملكة... «حيّ عينك» و«حين يهمس الضباب» يوثّقان التحول والجمال البصري

«عمال الحرم» لمريم باسواد من مكة المكرمة (الشرق الأوسط)
«عمال الحرم» لمريم باسواد من مكة المكرمة (الشرق الأوسط)
TT
20

عدسات تحكي روح المملكة... «حيّ عينك» و«حين يهمس الضباب» يوثّقان التحول والجمال البصري

«عمال الحرم» لمريم باسواد من مكة المكرمة (الشرق الأوسط)
«عمال الحرم» لمريم باسواد من مكة المكرمة (الشرق الأوسط)

في قلب جدة، حيث يلتقي صخب المدينة مع سكون الصورة، اجتمع عشاق الضوء والعدسة في أمسية رسمت الوطن على جدران الفن، حيث استقبل «حي جميل» فعاليات معرضي «حيّ عينك» و«حين يهمس الضباب»، في إطار النسخة الثالثة من جائزة المملكة للتصوير الفوتوغرافي والمستمرة حتى 25 مايو (أيار) الحالي.

صور عبد المجيد الروضان «أكثر من مجرد محطات وقود»... (الشرق الأوسط)
صور عبد المجيد الروضان «أكثر من مجرد محطات وقود»... (الشرق الأوسط)

هنا، لا تُعرض الصور فحسب، بل تُروى حكايا تتسلل من بين تفاصيل الضوء والظل، توثق تحولات المجتمع، وتُعيد اكتشاف ملامح الوطن من زاوية فنية معاصرة.

«مباراة ما بعد الظهيرة» لريم البكري (الشرق الأوسط)
«مباراة ما بعد الظهيرة» لريم البكري (الشرق الأوسط)

سرد بصري معاصر لوجه المملكة

في معرض «حيّ عينك»، عُرضت أعمال فنية مختارة من بين أكثر من 1300 مشاركة، قدّمها مصورون من مختلف مناطق المملكة، تراوحت ما بين مناظر طبيعية آسرة وتفاصيل دقيقة من الحياة اليومية. وقد خضعت المشاركات لتقييم لجنة تحكيم دولية ضمّت أسماء بارزة من السعودية وخارجها، وركّزت على التكوين البصري وجودة السرد والتأثير الشعوري للعمل.

وتبلغ القيمة الإجمالية للجوائز 400 ألف ريال سعودي، مما يعكس المكانة المتنامية للجائزة بوصفها منصة لاكتشاف المواهب وتعزيز فن التصوير بصفته أداة ثقافية معبِّرة.

«بنات القَطّ» للمصورة لينا جيوشي (الشرق الأوسط)
«بنات القَطّ» للمصورة لينا جيوشي (الشرق الأوسط)

ضوء عسير وهمسات الذاكرة

أما معرض «حين يهمس الضباب»، فكان بمثابة رحلة حسية إلى أعماق منطقة عسير، مزجت بين الضباب والذاكرة والطبيعة من خلال عدسات خمسة فنانين من السعودية ومصر والمغرب، قدّموا أعمالاً تعبّر عن ارتباطهم بالمكان والناس والضوء.

من بين المشاركين، قدّم المصور عبد المجيد الروضان مشروع «محطات الطريق» الذي يوثق معمار محطات البنزين القديمة كجزء من الذاكرة البصرية الآيلة للزوال. بينما جمعت إلهام الدوسري بين أرشيف والدها المصوّر وصورها الحديثة في عمل بعنوان «عابرون في عسير»، يوثق عبور الزمن من خلال العدسة.

كما نقل محمد مهدي، من مصر، العلاقة العاطفية بين الأهالي والأرض. وقدّمت لينا جيوشي سرداً بصرياً عن النساء العاملات في فن القَطّ العسيري في عمل بعنوان «بنات القَطّ». بينما استكشف هشام غرظاف، من المغرب، غابات العرعر في سلسلة «الطريق إلى العرعر» بعدسة تتأمل المشهد كقصيدة بصرية.

صورة تحمل عنوان «القهوة والشاي» للمصور ماروين خافيير من تبوك (الشرق الأوسط)
صورة تحمل عنوان «القهوة والشاي» للمصور ماروين خافيير من تبوك (الشرق الأوسط)

منصة وطنية لسرد الهوية

وقالت لـ«الشرق الأوسط» الرئيس التنفيذي لهيئة الفنون البصرية دينا أمين: «جائزة المملكة الفوتوغرافية تُعد إحدى المبادرات السنوية الرائدة التي أطلقتها الهيئة بهدف دعم فن التصوير الفوتوغرافي، وإبراز المواهب الإبداعية داخل المملكة».

وأوضحت أمين أن الجائزة تعتمد على مسارين رئيسيين، يُعنى أولهما بتكليف فنانين محترفين من داخل المملكة وخارجها لإنتاج أعمال فوتوغرافية تُركّز على منطقة محددة من مناطق المملكة. وقالت: «يمثل هذا المسار فرصة حقيقية لتعزيز التبادل الثقافي بين الفنانين السعوديين والدوليين، وتسليط الضوء على الفن السعودي من خلال مقاربات فنية متنوعة، كما يُسهم في اكتشاف مواهب سعودية جديدة، ويمنح الفنانين غير السعوديين فرصة لرؤية المملكة من زوايا إبداعية مختلفة».

أما المسار الثاني، فتصفه أمين بأنه دعوة مفتوحة لجميع المهتمين بفن التصوير من سكان المملكة، سواء من المواطنين أو المقيمين، للمشاركة بأعمالهم في الجائزة. وأضافت: «نسعى من خلال هذا المسار إلى تحفيز الطاقات الإبداعية، واكتشاف مواهب ناشئة، ومنحها منصة لعرض أعمالها ضمن معرض خاص يُقام سنوياً، مما يُعزز من حضور هذه المواهب في المشهد الفني المحلي».

وأكدت أمين أن الجائزة تمثل التقاءً للعمق الثقافي والانفتاح الفني، وتُشكّل منصة فنية متكاملة تحتفي بالتنوع، وتُسهم في إثراء الحراك البصري في المملكة، وتعكس تطلعات الهيئة نحو بيئة فنية مزدهرة ومستدامة.

«ما بعد العاصفة» لسلمان العنزي من الرياض (الشرق الأوسط)
«ما بعد العاصفة» لسلمان العنزي من الرياض (الشرق الأوسط)

صاحب المعرضين برنامجٌ ثقافي يضم ورش عمل وجلسات حوارية يقدّمها فنانون وخبراء من داخل المملكة وخارجها، لدعم المهارات البصرية وتبادل الخبرات بين المصورين في مختلف مراحلهم المهنية.

«عمال الحرم» لمريم باسواد من مكة المكرمة (الشرق الأوسط)
«عمال الحرم» لمريم باسواد من مكة المكرمة (الشرق الأوسط)

من جانبه، قال القيِّم الفني للمعرضين محمد سُمجي، مدير «قلف فوتو بلس» التصوير الفوتوغرافي في السعودية تجاوز اليوم دوره التوثيقي، ليصبح أداة فعالة في سرد التحولات الاجتماعية والإنسانية برؤية معاصرة تكسر الأطر التقليدية وتعيد تعريف المشهد البصري.