في صحراء «موهافي» بأميركا، ترسل الشمس أشعتها على الأرض لتسخن الهواء القريب من السطح ويرتفع، ليتلامس مع الهواء البارد، مكوناً دوامات تلتقط الغبار، تسمى «شياطين الغبار».
ولا تقتصر هذه الأنواع من شياطين الغبار على الأرض، فهي موجودة على المريخ بأحجام يصل قطرها إلى 1600 متر؛ وهو ما دفع فريقاً بحثياً أميركياً إلى محاولة فهم ما يحدث على المريخ من خلال مزيد من الدراسة المستفيضة لما يحدث بالأرض، عبر مشروع بحثي تم تنفيذه في صحراء «موهافي»، وأعلن عن بعض نتائجه (الأربعاء) في اجتماع جمعية الصوتيات الأميركية.
ونقل موقع الجمعية الإلكتروني عن عضو الفريق البحثي في المشروع لويس أورتيشو، مساعد باحث في مختبر الدفع النفاث بوكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، قوله خلال استعراض تفاصيله «من الصعب دراسة شياطين الغبار على المريخ؛ لذلك سعينا إلى درسهاا على الأرض، لفهم ما يحدث هناك، وبناء على بيانات (ميكروبارومتر) من صحراء موهافي، وهي أداة لقياس ضغط الهواء بدقة عالية، قمنا ببناء (خوارزمية) للبحث عن نشاط الضغط الذي يشير إلى شيطان الغبار، ووجدنا أن الدوامات التي تلتقط الغبار تتميز بانخفاض واضح في الضغط بالقرب من مراكزها، ويتذبذب ضغطها لتبدو بمرور الوقت مثل إشارة مخطط كهربية القلب».
ويوضح «نأمل أن نتمكن من توظيف الخوارزمية الخاصة بنا، لمعرفة المزيد عن خصائص تكوين دوامات الحمل الحراري وكيفية تحركها عبر مختلف المناظر الطبيعية، سيؤدي ذلك إلى تحسين دقة نماذج الطقس المريخية، والتي لها تأثير مباشر ليس فقط في فهم دورات الغبار على المريخ، ولكن أيضاً في تشغيل المهام الآلية المستقبلية وربما المأهولة إلى الكوكب الأحمر، حيث تلعب تلك الظاهرة، دوراً كبيراً في مناخ المريخ، ومن المهم فهمها أثناء البعثات إلى الكوكب الأحمر فقد يكون لوفرتها على المريخ آثار على عمر العديد من البعثات».
ويضيف «في الواقع، لعبت شياطين الغبار بالفعل دوراً في المهمات السابقة، فقد تم تمديد حياة المركبة الفضائية (أوبورتيونيتي وسبريت) لأن شياطين الغبار لم تكن شديدة، لكنها في النهاية استسلمت لعاصفة ترابية ضخمة على المريخ أنهت مهمتها».
دراسة ظاهرة «شيطان غبار المريخ» في صحراء أميركية
دراسة ظاهرة «شيطان غبار المريخ» في صحراء أميركية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة