3 أطفال من التنظيم يفجرون أنفسهم في مراكز لوحدات الحماية الكردية

«داعش» يتلقى ضربات موجعة في الرقة بغارات طيران للتحالف

3 أطفال من التنظيم يفجرون أنفسهم في مراكز لوحدات الحماية الكردية
TT

3 أطفال من التنظيم يفجرون أنفسهم في مراكز لوحدات الحماية الكردية

3 أطفال من التنظيم يفجرون أنفسهم في مراكز لوحدات الحماية الكردية

قتل 34 عنصرا من تنظيم داعش جراء قصف جوي واشتباكات في ريف الرقة أمس الخميس. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «توثيق مقتل 34 عنصرا للتنظيم منهم 26 من الجنسية السورية، جراء قصف لطائرات التحالف الدولي واشتباكات مع وحدات حماية الشعب الكردي، وقتل 32 منهم في منطقة عين عيسى ومحيطها، بينما قتل الاثنان الآخران عند الأطراف الغربية الجنوبية الغربية لمحافظة الحسكة».
وقصفت طائرات حربية قبيل ليل أول من أمس مناطق في محيط مدينة الرقة، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية. كما قصفت طائرة من دون طيار منطقة قرب دوار النعيم، واستهدفت قياديا أمنيا في «داعش» من الجنسية الأوزبكية، لدى وجوده في سيارته أمام فندق في منطقة الدوار وسط المدينة، مما أدى إلى مصرعه على الفور، في حين قتل مدنيان صودف وجودهما في مكان القصف. وتحدث المرصد عن «اشتباكات عنيفة دارت في القسم الجنوبي لمدينة عين عيسى، بين الوحدات الكردية من جهة وتنظيم داعش من جهة أخرى، إثر معاودة الأخير فجر أمس الهجوم على جنوب مدينة عين عيسى عقب استعادة وحدات الحماية الكردية مدعومة بطائرات التحالف السيطرة على كامل المدينة.
هذا المشهد الميداني قاربه أبو محمد، أحد مؤسسي تجمّع «الرقة تذبح بصمت» من زاوية أخرى، إذ أوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «مواجهات عنيفة دارت بين مقاتلين من الجيش السوري الحر ووحدات الحماية الكردية من جهة وتنظيم داعش من جهة أخرى قرب مدينة عين عيسى، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف التنظيم، فضلا عن أسرهم مقاتلا سوري الجنسية». وأكد أبو محمد أن «18 قتيلا من التنظيم قضوا خلال غارة نفذها طيران التحالف الدولي على موكب سيارات قرب مدينة الرقة، كما جرح العشرات منهم أيضا»، لافتا إلى أن «داعش» يتلقى في هذه الأيام ضربات موجعة في مناطق شمال سوريا.
في هذا الوقت، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «ثلاثة أطفال ممن جندهم (داعش) فجروا أنفسهم بواسطة عربات مفخخة خلال الأيام الثلاثة الفائتة، الأول فجّر نفسه في محيط جبل عبد العزيز بريف الحسكة الغربي، والثاني في محيط منطقة عين عيسى بريف الرقة الشمالي الغربي، والثالث في الريف الجنوبي لمدينة عين العرب (كوباني)». ولفت إلى أن «هذه التفجيرات استهدفت مواقع وتمركزات لوحدات حماية الشعب الكردي في هذه المناطق، كما قتل ما لا يقل عن تسعة أطفال من عناصر (أشبال الخلافة) في التنظيم في قصف من قبل طائرات التحالف الدولي وفي الاشتباكات التي دارت في السادس من الشهر الحالي مع الوحدات الكردية في محيط جبل عبد العزيز ومنطقة عين عيسى ومحيط بلدة صرين».
وأكد قيادي عسكري في المعارضة السورية صحة «إقدام ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين 13 و15 سنة على تنفيذ العمليات الانتحارية المشار إليها لصالح (داعش)». وأشار المصدر لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الأطفال الثلاثة هم من بين مئات الأطفال الذين جندهم التنظيم الإرهابي، وأخضعهم لدورات تدريب وعمليات غسل دماغ داخل معسكراته في الرقة». واعتبر القيادي العسكري أن «ثمة هدفين لتجنيد الأطفال، الأول هو سهولة التحكم بهم ودفعهم إلى العمليات الانتحارية، والثاني تحفيز الشباب المنضوين في صفوفه على هكذا عمليات». وإذ أقرّ المصدر بالتأثير القوي لهذا التنظيم في الريف الشمالي للرقة، أوضح أن «معنوياته في مدينة الرقة تراجعت بشكل كبير، بفعل الضربات التي يوجهها طيران التحالف له، وقطع خطوط الإمداد ما بين الرقة وشمالها».
وليس بعيدا عن الرقة، أعلن «مكتب أخبار سوريا» المعارض، أن «أربعة من مقاتلي جبهة النصرة قتلوا وأصيب آخرون، جراء استهداف طيران التحالف الدولي، لعدة مواقع لها في ريف إدلب الشمالي». وقال «إن طيران التحالف الدولي استهدف مساء أمس (أول من أمس) مقرا لجبهة النصرة، في قرية كفر دريان الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف إدلب الشمالي، بأربع غارات، مما أدى لأضرار كبيرة في مواقع النصرة وبعض منازل المدنيين. كما استهدفت غارة أخرى مقرا للنصرة في بلدة رأس الحصن في منطقة حارم بريف إدلب الشمالي، أسفرت عن إصابة ثلاثة من مقاتليها بجروح، ودمار كبير لحق بالمبنى الذي استهدفه الطيران».
أما على صعيد غارات طيران النظام، فقد قتل «أربعة مواطنين استشهدوا وأصيب ما لا يقل عن 18 آخرين بجراح، إثر تنفيذ الطيران الحربي غارة استهدفت منطقة سوق لبيع الوقود في بلدة معارة النعسان بإدلب». وأشار المرصد إلى أن «عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بعضهم في حالات خطرة».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.