افتتاح حوض «قايتباي» الأثري في مصر للجمهور

خلال حفل مهرجان السلطان ومهارات الحرفيين

جانب من المهرجان
جانب من المهرجان
TT

افتتاح حوض «قايتباي» الأثري في مصر للجمهور

جانب من المهرجان
جانب من المهرجان

بعد معاناته من الإهمال على مدى سنوات كثيرة عادت الروح مجددا لحوض السلطان قايتباي. وهو حوض لسقاية الدواب بُني في العصر المملوكي. فقد احتفلت وزارة الآثار المصرية بإتمام أعمال ترميم الحوض. حضر الاحتفال الذي أُقيم بهذه المناسبة مسؤولون حكوميون ودبلوماسيون وصحافيون وأناس من أهل المنطقة. وأطلق على الاحتفال اسم مهرجان السلطان احتفالا بالسلطان ومهارات الحرفيين وأُقيم في منطقة القرافة الشرقية «منطقة السلطان قايتباي». ويقع حوض قايتباي في منطقة تسمى «جبانة المماليك» تقطنها حاليا آلاف الأُسر التي تعيش في أزقة ضيقة غير مُعبَدة. وقال وزير الآثار المصري ممدوح الدماطي إن الوقت حان لإحياء الموقع الأثري الذي أُقيم في عام 1474 أثناء حكم السلطان الأشرف قايتباي.
أضاف الدماطي: «القيمة التاريخية طبعًا تعود إلى أهمية المكان نفسه كقرافة أو جبانة للمماليك. ولكن لم تكن فقط جبانة. كان بها أيضا مسجد ومدارس وأسبلة وأحواض لسقاية الدواب. منطقة جبانة المماليك للأسف كانت لفترة طويلة يعني. نُسيت لفترة وأخيرًا الآن بدأت توضع على الخريطة». وقال رفائيل فارجا، القائم بالأعمال في السفارة الهولندية لدى مصر إن الحوض سوف يُستخدم كمكان يعرض فيه فنانون وحرفيون أعمالهم.
أضاف فارجا: «اليوم ينتهي بالفعل مشروع ترميم الحوض ونبدأ من الآن عملية إعادة استخدامه. حرفيون محليون يعملون هنا الآن ويعرضون الأشياء الجميلة التي يصنعونها. لذلك هذا شيء هام جدا بالفعل للحرفيين والحي والمجتمع. وكممثل للسفارة الهولندية أقول إن هولندا في غاية السعادة بمشاركتها في هذا المشروع».
وعملية ترميم الحوض جاءت في إطار مشروع ضخم لصيانة المواقع الثقافية والتاريخية في مصر بالتعاون مع السفارة الهولندية.
وقال جيمس موران رئيس وفد الاتحاد الأوروبي لدى مصر إن عملية الترميم كانت ستصبح مستحيلة دون تعاون السفارة الهولندية بمصر.
أضاف موران: «حسنا. هذا عمل في غاية الأهمية لأننا هنا اليوم مع الوزير والسفارة الهولندية.. القائم بأعمال السفارة الهولندية هنا.. نحتفل بمشروع ترميم الحوض. نقف في منطقة الحوض حاليا.. في المبنى المملوكي الرائع الذي نحن فيه. مولنا المشروع مع السفارة الهولندية تحت رعاية وزارة الآثار لصالح السكان المحليين.. لصالح الحرفيين. بوسعك أن ترى حولنا بعض الأعمال التي وضعوها هنا. وأتصور أنها ستجد قبولا رائعا من الزوار والسائحين مستقبلا».
والمشروع الذي موله وفد الاتحاد الأوروبي بالقاهرة نفذه فريق أركينوس للهندسة المعمارية ومقره القاهرة بدعم من الاتحاد الأوروبي بلغ نحو 50 ألف يورو. واستغرق العمل في المشروع نحو ثمانية أشهر. وتقع في مدينة الإسكندرية الساحلية المصرية قلعة قايتباي التي تعود إلى القرن الخامس عشر والتي بنيت أيضا إبان حكم السلطان قايتباي.
والسلطان الأشرف قايتباي في الأصل مملوك شركسي، لكن حظه الوافر وشجاعته المميزة جعلاه يستحق السلطنة بجدارة والتي سعى لتنميتها وتحقيق مجدها على مدى 22 عاما. واشتهرت فترة حكم قايتباي لمصر بمشروعاته المعمارية المميزة.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».