السعودية تتجه إلى صدارة عالمية في سوق الاستثمار الجريء بنمو 93%

إصدار تراخيص لتطوير وتشغيل منصات ومنتجات حكومية رقمية قائمة

سوق الاستثمار الجريء في السعودية تنتعش في الآونة الأخيرة وتنمو بشكل ملحوظ (الشرق الأوسط)
سوق الاستثمار الجريء في السعودية تنتعش في الآونة الأخيرة وتنمو بشكل ملحوظ (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تتجه إلى صدارة عالمية في سوق الاستثمار الجريء بنمو 93%

سوق الاستثمار الجريء في السعودية تنتعش في الآونة الأخيرة وتنمو بشكل ملحوظ (الشرق الأوسط)
سوق الاستثمار الجريء في السعودية تنتعش في الآونة الأخيرة وتنمو بشكل ملحوظ (الشرق الأوسط)

بينما أصدرت هيئة الحكومة الرقمية ترخيص لـ11 منتجا رقميا لتطوير وتشغيل وتقديم الخدمات لـ8 منصات ومنتجات حكومية رقمية قائمة، تتجه السعودية إلى صدارة عالمية في سوق الاستثمار الجريء وذلك بعد أن سجلت زيادة سنوية في تمويل القطاع خلال الربع الثالث من العام الحالي بنسبة 93 في المائة، بالإضافة إلى تميزها بسوق المشاريع الناشئة - الوحيدة التي سجلت صفقات ضخمة - خلال الفترة، وكذلك النمو الكبير في تمويل رأس المال الجريء في مجال التقنية، مما يظهر مرونة ملحوظة في المنظومة المحلية.
ووفقاً لتقرير حديث صادر من الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة «منشآت» عن الربع الثالث من العام الحالي - اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منه - فقد تجاوز عدد المنشآت 978 ألف منشأة، بزيادة بلغت 9.7 في المائة مقارنة بالربع الثاني من العام الحالي، إذ تضم الرياض 36.1 في المائة، ثم مكة المكرمة 20.6 في المائة منها، في حين بلغت نسبتها في المنطقة الشرقية 12.5 في المائة.
وبحسب التقرير فإنه بالمقارنة مع الانكماش العالمي والإقليمي العام في سوق المال الجريء والتحديات التي تواجه مجال الأعمال، مثل حالة عدم اليقين الاقتصادي وارتفاع معدل التضخم وأسعار الفائدة المتزايدة، أظهرت منصة «ماجنت» لتحليل البيانات انخفاض ربع سنوي في الاستثمار العالمي لرأس المال الجريء في كل العالم تقريباً، بما في ذلك منطقتا الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اللتان سجلتا أقل عدد من الصفقات خلال الأشهر الأخيرة.
وبلغ عدد الصفقات في الاستثمار الجريء حتى نهاية الربع الثالث في السعودية حوالي 106 بقيمة إجمالية تخطت3.1 مليار ريال (826 مليون دولار)، فيما وصلت نسبة الزيادة السنوية في تمويل التكنولوجيا المالية حتى نهاية الفترة إلى 266 في المائة.
وأوضح التقرير أن المنشآت الصغيرة والمتوسطة تتوزع على مجموعة واسعة من الأنشطة الاقتصادية، حيث يمثل قطاع تجارة الجملة والتجزئة ما يقارب ثلث المجموع بنسبة وصلت إلى 30.7 في المائة، يليه التشييد والبناء 20.7 في المائة، وإدارة الخدمات المساندة 11.6 في المائة.
وأكد التقرير على دور التكنولوجيا المالية في تطوير الاقتصاد الرقمي للسعودية من خلال المشاركة الفعّالة، والاستثمار بواسطة القطاع الخاص، مشيراً إلى أن حجم الزيادة المتوقعة في شركات التقنية المالية بحلول 2025 يقدر بـ65 في المائة مقارنة بـ2022.
وتناول تقرير الربع الثالث دعم التحول الرقمي في المملكة، مبينًا أن البنية التحتية الرقمية القوية ساعدت على ضمان استمرارية الأعمال خلال فترة جائحة كورونا، وتعزيز ازدهار القطاع الرقمي، حيث احتلت السعودية المرتبة الثانية بين دول مجموعة العشرين في التنافسية الرقمية بناءً على تقرير التنافسية الرقمية لعام 2021.
وسلّط التقرير الربعي الضوء على منطقة الجوف، وما تتميز به من الأراضي الزراعية الغنية وتنوّع المحاصيل، خصوصاً الزيتون حيث تُنتِج حوالي 67 في المائة في المملكة، وتضم أكثر من 5 ملايين شجرة مزروعة على مساحة 52 ألف فدان، كما تنتج المنطقة 5.5 ألف طن من سنوياً.
ويبلغ إنتاج ثمار الزيتون سنوياً 33 ألف طن، وتنوعت استثمارات القطاع بتوسيع المنتجين خطوط الإنتاج من خلال استخدام الزيتون في مجالات إضافية أخرى مثل مستحضرات التجميل والعطور.
من جهة أخرى، أصدرت هيئة الحكومة الرقمية الحزمة الثانية من التراخيص المرحلية العامة للأعمال لشركتين، هما «تحكم التقنية المحدودة» و«الشركة الوطنية لخدمات التسجيل العيني للعقار»، وترخّص لـ11 منتجا لتطوير وتشغيل وتقديم الخدمات لـ8 منصات ومنتجات حكومية رقمية قائمة.
وتتبع تلك المنتجات والخدمات 5 جهات حكومية وهي «وزارتا العدل، والموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، والهيئة العامة للعقار، والمركز الوطني للنخيل والتمور».
وقال المهندس أحمد الصويان، محافظ هيئة الحكومة الرقمية، إن هذه التراخيص تعد أحد مخرجات مبادرة «البيئة التنظيمية التجريبية لأعمال الحكومة الرقمية» التي أُطلقت في نوفمبر (تشرين الثاني) من 2021.
وأضاف أن الهيئة تسعى من خلال المبادرة إلى رفع كفاءة وجودة المنصات الرقمية، وضمان استمرارية الأعمال، وتنظيم حقوق الملكية للمنصات والمنتجات الحكومية، وحوكمة آلية مشاركة البيانات وأسعار الخدمات التي تُقدّم من خلالها، بما يسهم في تحسين البيئة الاستثمارية لدعم رواد الأعمال، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتسريع نمو الاقتصاد الرقمي، تحقيقاً للتوجهات الاستراتيجية ومستهدفات رؤية 2030.


مقالات ذات صلة

السعودية: الصادرات غير النفطية تسجل أعلى مستوى منذ عامين

الاقتصاد ميناء الملك عبد العزيز بالدمام شرق السعودية (موقع «موانئ»)

السعودية: الصادرات غير النفطية تسجل أعلى مستوى منذ عامين

حققت الصادرات السعودية غير النفطية في مايو (أيار) الماضي أعلى مستوى لها في عامين، حيث بلغت 28.89 مليار ريال (7.70 مليار دولار).

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد أحد قطارات نقل الركاب التابعة للخطوط الحديدية السعودية (الموقع الرسمي)

قطارات السعودية تنقل 9 ملايين راكب في الربع الثاني

نقلت قطارات السعودية أكثر من 9.3 مليون راكب في الربع الثاني من العام الحالي، بنسبة نمو بلغت 13 في المائة مقارنة بالربع المماثل من العام المنصرم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد المصانع السعودية الواقعة في المدينة الصناعية بعسير جنوب المملكة (الشرق الأوسط)

المصانع السعودية تتجاوز مستهدفات 2023 نحو التحول ورفع تنافسية منتجاتها

أثبتت المصانع السعودية جديتها في التحول نحو الأتمتة وكفاءة التصنيع، في خطوة تحسن مستوى جودة وتنافسية المنتجات الوطنية وتخفض التكاليف التشغيلية.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد انضم البنك المركزي السعودي إلى مشروع «إم بريدج» بصفته «مشاركاً كاملاً» (البنك المركزي)

«المركزي» السعودي يستكشف إمكانات العملات الرقمية لتسهيل المدفوعات عالمياً

بدأ البنك المركزي السعودي باستكشاف إمكانات «العملات الرقمية» في الوقت الذي تعمل فيه الدول على تطوير عملات رقمية لها.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة السعودي خلال لقائه بالشركات والمستثمرين في البرازيل (واس)

الاستعانة بخبرات البرازيل لتوطين صناعة اللقاحات والأدوية في السعودية

أكد وزير الصناعة والثروة المعدنية، رئيس لجنة صناعة اللقاحات والأدوية الحيوية، بندر الخريف، أن جمهورية البرازيل مهيأة للشراكة مع المملكة في جميع الصناعات.

«الشرق الأوسط» (برازيليا)

«المركزي» التركي: لا خفض للفائدة قبل تراجع الاتجاه الأساسي للتضخم

جانب من اجتماع وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار مع رئيس شركة «روساتوم» الروسية المنفذة لمشروع محطة الطاقة النووية «أككويوو» في جنوب تركيا بإسطنبول الأسبوع الماضي (من حساب الوزير التركي على «إكس»)
جانب من اجتماع وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار مع رئيس شركة «روساتوم» الروسية المنفذة لمشروع محطة الطاقة النووية «أككويوو» في جنوب تركيا بإسطنبول الأسبوع الماضي (من حساب الوزير التركي على «إكس»)
TT

«المركزي» التركي: لا خفض للفائدة قبل تراجع الاتجاه الأساسي للتضخم

جانب من اجتماع وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار مع رئيس شركة «روساتوم» الروسية المنفذة لمشروع محطة الطاقة النووية «أككويوو» في جنوب تركيا بإسطنبول الأسبوع الماضي (من حساب الوزير التركي على «إكس»)
جانب من اجتماع وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار مع رئيس شركة «روساتوم» الروسية المنفذة لمشروع محطة الطاقة النووية «أككويوو» في جنوب تركيا بإسطنبول الأسبوع الماضي (من حساب الوزير التركي على «إكس»)

استبعد مصرف تركيا المركزي البدء في دورة لخفض سعر الفائدة البالغ حالياً 50 في المائة، قبل حدوث انخفاض كبير ودائم في الاتجاه الأساسي للتضخم الشهري.

وقال نائب رئيس البنك، جودت أكتشاي، إن دورة خفض أسعار الفائدة لا يتم تقييمها في الوقت الحالي، وإن الشرط الرئيسي لتقييم دورة الاسترخاء في السياسة النقدية هو الانخفاض الكبير والدائم في الاتجاه الأساسي للتضخم الشهري.

ونقلت وسائل إعلام تركية عن أكتشاي قوله، في مقابلة مع «رويترز»: «نحن نراقب عن كثب توقعات التضخم في السوق والشركات والأسر، التوقعات بدأت للتو في التقارب مع توقعاتنا لنهاية العام، نحن نقدر أن التعديلات في الضرائب والأسعار المدارة ستضيف 1.5 نقطة إلى التضخم الشهري في يوليو (تموز) الحالي».

وأكد أن الموقف المتشدد في السياسة النقدية سيتم الحفاظ عليه «بالصبر والتصميم»، مضيفاً: «تخفيض سعر الفائدة ليس على جدول أعمالنا في الوقت الحالي، ولن يكون خفض سعر الفائدة على جدول الأعمال حتى تتم ملاحظة انخفاض دائم في الاتجاه الأساسي للتضخم الشهري، وترافق ذلك مع المؤشرات الأخرى التي نتابعها عن كثب».

ولفت أكتشاي إلى أن المصارف المركزية تميل إلى البقاء في الجانب الحذر، ولا تتخلى عن احتياطاتها و«تفضل ارتكاب الأخطاء من خلال البقاء في الجانب الحذر».

وأوضح أنه سيكون هناك خطر عودة التضخم بسبب التخفيض المبكر لأسعار الفائدة، أو في الوضع الذي تؤدي فيه فترة التشديد المفرطة أو الطويلة، دون داعٍ، إلى هبوط حاد».

وأضاف المسؤول المصرفي التركي أنه «على الرغم من عدم تقييم دورة خفض أسعار الفائدة حالياً، فإنه ستتم إدارة هذه العملية من خلال إعطاء إشارة، لا لبس فيها، بأن الموقف المتشدد في السياسة النقدية سيتم الحفاظ عليه عندما تبدأ التخفيضات».

ورداً على سؤال بشأن مراقبة المشاركين في السوق، عن كثب، توقعات التضخم للشركات والأسر، قال أكتشاي: «لسوء الحظ، فقط توقعات المشاركين في السوق هي التي بدأت تتقارب مع توقعاتنا لنهاية العام الحالي، الأسر أقل حساسية نسبياً لتوقعات المصرف المركزي».

وأظهر آخر استطلاع للمشاركين في السوق من ممثلي القطاعين المالي والحقيقي، أعلن «المركزي» التركي نتائجه منذ أيام، أن التضخم سيتراجع في نهاية العام إلى 43 في المائة، وإلى 30 في المائة بعد 12 شهراً، بينما أظهر أن توقعات الأسر للتضخم في يوليو تبلغ 72 في المائة، وتوقعات الشركات 55 في المائة، وهي نسبة أعلى بكثير من توقعات السوق.

والأسبوع الماضي، أكد رئيس «المركزي» التركي، فاتح كاراهان، أن المصرف سيستمر في موقفه النقدي المتشدد حتى نرى انخفاضاً كبيراً ومستداماً في التضخم الشهري، وتقترب توقعات التضخم من توقعاتنا.

وثبت «المركزي» التركي، الثلاثاء الماضي، سعر الفائدة الرئيسي عند 50 في المائة للشهر الرابع على التوالي، متعهداً بالاستمرار في مراقبة الاتجاه الأساسي للتضخم الشهري وتشديد السياسة النقدية إذا دعت الضرورة لذلك.

وقال كاراهان إن «المركزي» التركي يستهدف خفض التضخم لا تحديد سعر صرف الليرة، موضحاً أن الأخير هو نتيجة للأول.

مركز الغاز الروسي

على صعيد آخر، قال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، ألب أرسلان بيرقدار، إن بلاده قريبة من إنجاز مركز الغاز الروسي، وإن البنية التحتية اللازمة للمشروع متوافرة.

وأضاف بيرقدار، في مقابلة تلفزيونية الجمعة: «لقد أنشأنا بالفعل البنية التحتية اللازمة وبحلول عام 2028، سنضاعف حجم مرافق تخزين الغاز، كما نناقش مع بلغاريا زيادة قدرة الربط البيني».

وقال رئيس لجنة مجلس «الدوما» الروسي لشؤون الطاقة، بافيل زافالني، بعد زيارة عمل إلى تركيا في يونيو (حزيران) الماضي، إن القرارات بشأن بناء مشروع «مركز للغاز» في تركيا ستتخذ هذا العام، في ظل زيادة الاهتمام به، مؤكداً أن المشروع «موثوق وآمن ولن يتعرض للعقوبات».

وسبق أن أعلن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أن المركز، الذي كان اتخذ القرار بتنفيذه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين منذ نحو عامين، سيقام في تراقيا، شمال غربي تركيا.

وتأمل تركيا في أن يسمح لها مركز الغاز، الذي سيعمل على نقل الغاز الروسي إلى أوروبا، بأن تصبح مركزاً لتحديد أسعار الغاز.

وقال بيرقدار إنه «من خلال الاستثمارات في البنية التحتية، ستتمكن تركيا من زيادة واردات الغاز الطبيعي إلى حجم 70 - 80 مليار متر مكعب قياساً بـ50 ملياراً حالياً».

ولفت إلى أن العمل سينطلق في المستقبل القريب بين شركة خطوط أنابيب البترول التركية (بوتاش) وشركة «غازبروم» الروسية بشأن إنشاء مركز الغاز.