الرئيس الصومالي يعتبر زمن «حركة الشباب» قد «ولَّى»

عقب استرداد الجيش «قاعدة استراتيجية» من الحركة

رئيس الحكومة الصومالية مجتمعاً مع المبعوث الخاص للاتحاد الأفريقي بالعاصمة مقديشو (الوكالة الصومالية)
رئيس الحكومة الصومالية مجتمعاً مع المبعوث الخاص للاتحاد الأفريقي بالعاصمة مقديشو (الوكالة الصومالية)
TT

الرئيس الصومالي يعتبر زمن «حركة الشباب» قد «ولَّى»

رئيس الحكومة الصومالية مجتمعاً مع المبعوث الخاص للاتحاد الأفريقي بالعاصمة مقديشو (الوكالة الصومالية)
رئيس الحكومة الصومالية مجتمعاً مع المبعوث الخاص للاتحاد الأفريقي بالعاصمة مقديشو (الوكالة الصومالية)

اعتبر الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، أن «حركة الشباب» المتطرفة «باتت في ذمة التاريخ»، مؤكداً أن قوات الجيش استولت على عدن يابال، القاعدة الاستراتيجية الرئيسية للجماعة الإرهابية في شبيلي بوسط البلاد.
وقال حسن، في كلمة وجهها إلى الشعب الصومالي، أمس، إن «زمن (حركة الشباب) قد ولّى»، متعهداً «باستمرار حملة تفكيك الجماعة المسلحة حتى وصول القوات إلى آخر معاقلها»، ووعد بتنفيذ الحكومة الصومالية الخدمات الاجتماعية في المناطق المحررة في أسرع وقت ممكن.
واعتبر طرد «الشباب» من الأرض التي سيطروا عليها منذ عقود «انتصاراً للأمة الصومالية»، وقال إنه سيتم تحرير منطقة رون نيرغود من «حركة الشباب» خلال ساعات.
وقال مسؤولون في الاتحاد الأفريقي، إن قوات صومالية وميليشيات متحالفة معها، طردت مقاتلي «حركة الشباب» من البلدة الاستراتيجية (بلدة عدن يابال) التي ظلت الحركة المتشددة تسيطر عليها ستة أعوام.
ونقلت وكالة «رويترز» عن محمود حسن محمود، رئيس بلدية عدن يابال، أن الجيش والميليشيات سيطروا على البلدة والمنطقة المحيطة بها التي تحمل الاسم نفسه دون مقاومة أول من أمس؛ مشيراً إلى أنها «مهمة للغاية بالنسبة لـ(حركة الشباب)؛ لأنها القلب الذي يربط بين المناطق الوسطى وجنوب الصومال. وكانت أيضاً قاعدتهم الرئيسية التي يديرون منها المناطق الوسطى». وقال إن القوات تمشط البلدة التي تبعد نحو 240 كيلومتراً شمال شرقي العاصمة مقديشو، بحثاً عن ألغام.
وكتب عبد الفتاح حاشي، المتحدث باسم رئيس الوزراء، على «تويتر»، أن «السيطرة على هذه البلدة كانت أفضل فرصة للحكومة الصومالية، وأكبر انتكاسة للحركة الإرهابية التي خسرت عديداً من المناطق في الأشهر الثلاثة الماضية».
ووصف رئيس بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال، محمد الأمين سويف، البلدة، بأنها ساحة تدريب لـ«حركة الشباب»، وقال إن الحملة الأوسع توجه ضربات «مدمرة وحاسمة» للجماعة.
وقال: «إننا نحيِّي قوات الأمن الصومالية الشجاعة، وشركاءنا الذين أكدوا خلال الهجمات العسكرية المستمرة، أنهم قادرون على توجيه ضربات مدمرة وحاسمة إلى (حركة الشباب) في جميع مخابئهم. وتعهد بمواصلة القوات الأفريقية العمل مع الحكومة الفيدرالية الصومالية والشعب في مكافحة الإرهاب، وتحقيق الأمن والاستقرار في الصومال.
وقال العميد كيث كاتونجي، القائم بأعمال قائد القوة الأفريقية، إنها تقدم الدعم للعمليات العسكرية الجارية، عبر ضربات جوية وإجلاء الجرحى خلال العمليات الهجومية، لدعم قوات الأمن الصومالية على الأرض.
ويقول محللون إن «حركة الشباب» كثيراً ما تتخلى عن مناطق قبل هجمات الجيش؛ لكن الحكومة غالباً ما تُخفِق في إحكام السيطرة على الأراضي التي تستعيدها، ما يسمح للمسلحين بالعودة.
في شأن آخر، أشاد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بوساطة تركيا في ملف المفاوضات مع إقليم أرض الصومال (صوماليلاند)، مجدداً التعهد بإحيائه. ونقل بيان عن الرئيس، عقب اجتماعه مع السفير التركي محمد يلماز، والقائم بأعمال السفارة النرويجية هاكون سفاني، اليوم، أن «تركيا لعبت سابقاً دوراً محورياً في تحريك مسار المفاوضات بين الحكومة الصومالية وأرض الصومال».
وثمّن شيخ محمود دور تركيا في تقريب وجهات النظر بين الجانبين، وأوضح أن التفاوض مع حكومة موسى بيحي عبدي مِن صلب اهتمامات الحكومة الفيدرالية، وتندرج في إطار جهوده لإيجاد «صومال متصالح مع نفسه ومع العالم». واعتبر أن المرحلة الراهنة تقتضي «الاستماع لمطالب الأشقاء في إقليم أرض الصومال».
وتقول الحكومة المدعومة من قوات الاتحاد الأفريقي وميليشيات عشائرية، إنها قتلت نحو 700 من عناصر «حركة الشباب»، واستعادت عشرات المناطق، في إطار حملة مستمرة منذ أشهر لتقليص سيطرة الجماعة المرتبطة بـ«القاعدة» على مناطق واسعة من البلاد.


مقالات ذات صلة

الجيش الصومالي يعلن مقتل 60 عنصراً من «الشباب» في عملية عسكرية

العالم العربي الجيش الصومالي يعلن مقتل 60 عنصراً من «الشباب» في عملية عسكرية

الجيش الصومالي يعلن مقتل 60 عنصراً من «الشباب» في عملية عسكرية

أعلن الجيش الصومالي نجاح قواته في «تصفية 60 من عناصر حركة (الشباب) المتطرفة»، في عملية عسكرية مخططة، جرت صباح الثلاثاء، بمنطقة علي قبوبي، على مسافة 30 كيلومتراً جنوب منطقة حررطيري في محافظة مذغ وسط البلاد. وأكد محمد كلمي رئيس المنطقة، وفقاً لوكالة الأنباء الصومالية، أن «الجيش نفذ هذه العملية بعد تلقيه معلومات عن سيارة تحمل عناصر من (ميليشيات الخوارج) (التسمية المتعارف عليها حكومياً لحركة الشباب المرتبطة بالقاعدة) وأسلحة»، مشيراً إلى أنها أسفرت عن «مقتل 60 من العناصر الإرهابية والاستيلاء على الأسلحة التي كانت بحوزتهم وسيارتين عسكريتين». ويشن الجيش الصومالي عمليات عسكرية ضد «الشباب» بدعم من مقات

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي رئيس وزراء الصومال: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش لاستعادة الاستقرار

رئيس وزراء الصومال: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش

(حوار سياسي) بين مواجهة «إرهاب» غاشم، وجفاف قاحل، وإسقاط ديون متراكمة، تتمحور مشاغل رئيس وزراء الصومال حمزة بري، الذي قال إن حكومته تسعى إلى إنهاء أزمتي الديون و«الإرهاب» بحلول نهاية العام الحالي، معولاً في ذلك على الدعم العربي والدولي لإنقاذ أبناء وطنه من مخاطر المجاعة والجفاف. «الشرق الأوسط» التقت المسؤول الصومالي الكبير بالقاهرة في طريق عودته من الأراضي المقدسة، بعد أداء مناسك العمرة، للحديث عن تحديات يواجهها الصومال حاضراً، وآمال كبيرة يتطلع إليها مستقبلاً...

خالد محمود (القاهرة)
العالم رئيس وزراء الصومال لـ«الشرق الأوسط»: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش

رئيس وزراء الصومال لـ«الشرق الأوسط»: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش

رئيس وزراء الصومال لـ«الشرق الأوسط»: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش لاستعادة الاستقرار حمزة بري أكد ضرورة القضاء على أزمة الديون لإنقاذ وطنه من المجاعة والجفاف بين مواجهة «إرهاب» غاشم، وجفاف قاحل، وإسقاط ديون متراكمة، تتمحور مشاغل رئيس وزراء الصومال حمزة بري، الذي قال إن حكومته تسعى إلى إنهاء أزمتي الديون و«الإرهاب» بحلول نهاية العام الحالي، معولاً في ذلك على الدعم العربي والدولي لإنقاذ أبناء وطنه من مخاطر المجاعة والجفاف. «الشرق الأوسط» التقت المسؤول الصومالي الكبير بالقاهرة في طريق عودته من الأراضي المقدسة، بعد أداء مناسك العمرة، للحديث عن تحديات يواجهها الصومال حاضراً، وآمال كبيرة يتطلع إ

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي واشنطن: مجلس النواب يرفض مشروعاً لسحب القوات الأميركية من الصومال

واشنطن: مجلس النواب يرفض مشروعاً لسحب القوات الأميركية من الصومال

رفض مجلس النواب الأميركي مشروع قانون، قدمه أحد النواب اليمينيين المتشددين، يدعو الرئيس جو بايدن إلى سحب جميع القوات الأميركية من الصومال في غضون عام واحد. ورغم هيمنة الجمهوريين على المجلس، فإن المشروع الذي تقدم به النائب مات غايتس، الذي لعب دوراً كبيراً في فرض شروط الكتلة اليمينية المتشددة، قبل الموافقة على انتخاب كيفن مكارثي رئيساً للمجلس، رفضه غالبية 321 نائباً، مقابل موافقة 102 عليه. وعلى الرغم من أن عدد القوات الأميركية التي تنتشر في الصومال، قد تراجع كثيراً، عما كان عليه في فترات سابقة، خصوصاً منذ عام 2014، فإن البنتاغون لا يزال يحتفظ بوجود مهم، في الصومال وفي قواعد قريبة.

إيلي يوسف (واشنطن)
العالم العربي الصومال يستعد لرحيل «قوات أتميس» الأفريقية

الصومال يستعد لرحيل «قوات أتميس» الأفريقية

عقدت الدول المشاركة في بعثة قوات الاتحاد الأفريقي العاملة في الصومال (أتميس)، اجتماعاً (الثلاثاء)، بالعاصمة الأوغندية كمبالا، لبحث «سبل تعزيز العمليات العسكرية الرامية إلى القضاء على (حركة الشباب) المتطرفة». ويأتي الاجتماع تمهيداً للقمة التي ستعقد في أوغندا خلال الأيام المقبلة بمشاركة رؤساء الدول المنضوية تحت بعثة «أتميس»، وهي (جيبوتي، وأوغندا، وبوروندي، وكينيا، وإثيوبيا)، وفقاً لوكالة الأنباء الصومالية الرسمية. وناقش الاجتماع «سبل مشاركة قوات الاتحاد الأفريقي في العمليات العسكرية الجارية للقضاء على فلول (حركة الشباب)، كما تم الاستماع إلى تقرير من الدول الأعضاء حول ذلك»، مشيدين بـ«سير العمليات

خالد محمود (القاهرة)

«فاغنر» تشارك في معارك على حدود الجزائر

مسلحون من الطوارق في كيدال عام 2022 (أ.ف.ب)
مسلحون من الطوارق في كيدال عام 2022 (أ.ف.ب)
TT

«فاغنر» تشارك في معارك على حدود الجزائر

مسلحون من الطوارق في كيدال عام 2022 (أ.ف.ب)
مسلحون من الطوارق في كيدال عام 2022 (أ.ف.ب)

اندلعت معارك عنيفة ما بين الجيش المالي المدعوم بمقاتلين من «فاغنر» الروسية، والمتمردين الطوارق المتمركزين في مدينة تينزاواتين، الواقعة في أقصى شمال شرقي البلاد، الخميس، والتي تمثل آخر معاقل المتمردين وأهم مركز للتبادل التجاري على الحدود مع الجزائر.

أعلن متمردو الطوارق في مالي أنهم هزموا القوات الحكومية في قتال عنيف للسيطرة على مدينة كيدال الشمالية الرئيسية (أ.ف.ب)

ولا تزال الأنباء القادمة من منطقة المعارك متضاربة جداً، في حين يؤكد كل طرف تفوقه في الميدان، وانتشار مقاطع على وسائل التواصل الاجتماعي لمعارك عنيفة، دون ما يؤكد صحة نسبتها إلى المواجهات الدائرة منذ أمس على الحدود بين مالي والجزائر.

رواية الطوارق

قالت مصادر قريبة من المتمردين الطوارق إن الجيش المالي ومقاتلي «فاغنر» حاولوا السيطرة على مدينة تينزاواتين، ولكن تم التصدي لهم وإرغامهم على الانسحاب بعد أن تكبّدوا خسائر «فادحة».

وقال مصدر محلي: «وقعت المواجهة عند منطقة آشابريش، غير بعيد من تينزاواتين، وانسحب خلالها الجنود الماليون ومقاتلو (فاغنر)، وتركوا خلفهم ثلاث مركبات عسكرية محترقة، ومركبة أخرى سليمة استحوذ عليها الجيش الأزوادي».

وأضاف المصدر نفسه أن المقاتلين الطوارق «شرعوا في عملية واسعة لتمشيط المنطقة، من أجل الوقوف على عدد القتلى في صفوف الجيش المالي ومرتزقة (فاغنر)، كما تأكد أسر جندي مالي أثناء المعركة، وقُتل جندي واحد من صفوف الطوارق وأُصيب آخر»، على حد تعبير المصدر.

دورية لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في كيدال (مالي) 23 يوليو 2015 (رويترز)

في غضون ذلك، قال محمد مولود رمضان، المتحدث باسم تنسيقية الحركات الأزوادية، وهي تحالف لجماعات متمردة يهيمن عليها الطوارق، إن «(فاغنر) تخطط بمعية الجيش المالي للاستيلاء على تينزاواتين، آخر ملاذ للمدنيين الذين فرّوا من انتهاكاتهم».

وأضاف في تصريح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «وحدات من جيش أزواد منتشرة في المنطقة تشتبك حالياً مع العدو لصدّ تقدمه»، قبل أن يؤكد: «نواجه تقدماً ونحمي السكان المدنيين النازحين، وكبّدنا مرتزقة (فاغنر) ومعاوني الجيش المالي خسائر كبيرة».

رواية أخرى

لكن الرواية الصادرة عن المتمردين الطوارق، تختلف تماماً عن رواية الجيش المالي، الذي أصدر فجر الجمعة بياناً قال فيه إن وحدة عسكرية تابعة له في منطقة تينزاواتين تعرّضت أمس لما قال إنه «هجوم إرهابي» من طرف المتمردين الطوارق الذين وصفهم بـ«الإرهابيين».

وأضاف الجيش المالي في بيان صادر عن قيادة أركانه أنه تصدى للهجوم وأطلق عملية عسكرية واسعة لملاحقة المتمردين، مشيراً إلى أن «ردة فعل الجيش القوية لا تزال مستمرة، وقد كبّدت المجموعات الإرهابية خسائر ثقيلة»، وفق نص البيان. وتعهد الجيش نشر حصيلة العملية العسكرية في وقت لاحق.

صور من المعارك متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك)

المعركة الأخيرة

تعدّ مدينة تينزاواتين آخر معقلٍ يتمركز فيه المسلحون الطوارق الساعون إلى إقامة دولة مستقلة في شمال مالي، لتحمل اسم «أزواد»، وهم الذين سيطروا على شمال مالي عام 2012، ولكنهم فقدوا السيطرة عليه منذ أن أطلق الجيش المالي عام 2022، عملية عسكرية واسعة النطاق من أجل ما سماه «توحيد الأرض».

وتأتي هذه العملية العسكرية بأمر من المجلس العسكري الذي يحكم مالي منذ انقلاب 2020، قرّر بعده التخلي عن التحالف مع فرنسا، والتوجه نحو روسيا للحصول على أسلحة جديدة، ودعم في الميدان من مئات المقاتلين التابعين لمجموعة «فاغنر» الخاصة.

وسيطر الجيش المالي مطلع العام على مدينة كيدال، عاصمة شمال مالي والمدينة الأهم بالنسبة للطوارق، وأعلن الاثنين الماضي أنه سيطر على منطقة «إن - أفراك» الاستراتيجية الواقعة على بُعد 120 كلم شمال غرب تيساليت في منطقة كيدال.

حركة مسلحة من الطوارق في شمال مالي (أ.ف.ب)

وأطلق الجيش يوم الأربعاء عملية عسكرية للسيطرة على مدينة تينزاواتين القريبة جداً من الحدود مع الجزائر، فيما يمكن القول إنها آخر المعارك بين الطرفين، حين يحسمها الجيش المالي سيكون قد سيطر على كامل أراضيه.

ومنذ بداية العملية العسكرية الأخيرة فرّ المدنيون نحو الجانب الآخر من الحدود، ودخلوا أراضي الجزائر خوفاً من المعارك، وقال أحد سكان المنطقة: «منذ أول أمس، انتشرت شائعات عن هجمات. لقد لجأنا إلى الجزائر. اليوم سمعنا إطلاق نار. إنها اشتباكات بين الجيش المالي والروس ضد تنسيقية الحركات الأزوادية».