نتنياهو يتفق مع سموترتش على إبعاد الجيش عن الشؤون المدنية لفلسطينيي الضفة

فلسطينية أمام القوات الإسرائيلية خلال احتجاج على مقتل 3 مسلحين فلسطينيين في الخليل بالضفة فبراير الماضي (رويترز)
فلسطينية أمام القوات الإسرائيلية خلال احتجاج على مقتل 3 مسلحين فلسطينيين في الخليل بالضفة فبراير الماضي (رويترز)
TT

نتنياهو يتفق مع سموترتش على إبعاد الجيش عن الشؤون المدنية لفلسطينيي الضفة

فلسطينية أمام القوات الإسرائيلية خلال احتجاج على مقتل 3 مسلحين فلسطينيين في الخليل بالضفة فبراير الماضي (رويترز)
فلسطينية أمام القوات الإسرائيلية خلال احتجاج على مقتل 3 مسلحين فلسطينيين في الخليل بالضفة فبراير الماضي (رويترز)

وافق رئيس الوزراء المكلف، بنيامين نتنياهو، على معظم مطالب حليفه من اليمين المتطرف، بتسليل سموترتش، لاستبعاد أجهزة الأمن عن إدارة الشؤون المدنية للفلسطينيين في الضفة الغربية وإدارة شؤون الاستيطان. وقال مصدر عسكري، إن هذا الاتجاه يمس بالسياسة الأمنية ويولد ظروفاً لتصعيد العنف والصدامات الدامية.
وقال المصدر، إن الجيش الإسرائيلي يتولى الصلاحيات المدنية؛ لأنه يرى علاقة وثيقة بينها وبين ممارساته للحفاظ على أمن إسرائيل والمستوطنين وجهوده لمنع التدهور الأمني. والفصل بين قواته الأمنية، والممارسات اليومية التي توفرها هذه الصلاحيات، يشوش عمله المهني ويلحق ضرراً استراتيجياً بمهامه الأمنية.
واعتبر مراقبون الاتفاق بين حزبي «الليكود» و«الصهيونية الدينية»، خطوة مدروسة من نتنياهو الذي يدير صراعاً مع قيادة الجيش منذ عام 2011، بسبب الخلافات حول إيران، بعد رفضها طلبه مهاجمة طهران. وقد راح نتنياهو يدير حملة للمساس بالجيش بشكل منهجي عبر الصحف والمواقع الإخبارية والبحثية، مثل صحيفة «يسرائيل هيوم» اليومية التي توزع مجاناً، وباتت أكثر الصحف الإسرائيلية انتشاراً، وموقع «ميدا»، ومركز أبحاث شؤون الدولة والجمهور، ومواقع المستوطنين. فكلها مجندة في المعركة ضد الجيش وتنشر المقالات والدراسات التي تتهم جنرالاته بالتخلي عن العقيدة الحربية وعقيدة الإقدام وبث الروح القتالية، وتتهمه بالتبذير والفساد.
والأمر بدا مقلقاً للغاية في قيادة الجيش الإسرائيلي، التي عملت كل ما في وسعها لمنع انتخاب نتنياهو ودعم خصمه يائير لبيد؛ إذ رأت أنه بعد فوزه سيعد لحملة انتقامية من الجيش وكل من يقف في طريقه في المؤسسة الأمنية.
وكانت مصادر سياسية قد كشفت (الاثنين) عن عدد من بنود الاتفاق الذي توصل إليه نتنياهو مع سموترتش، بينها تعيينه وزيراً للمالية لمدة سنتين ووزيراً للداخلية بعد سنتين، وفي الوقت نفسه وزيراً داخل وزارة الدفاع، بالإضافة إلى وزير الدفاع المقرر تعيينه من حزب «الليكود».
ومن خلال هذه الوزارة يتولى سموترتش مسؤولية الإدارة المدنية، ويضطلع بصلاحيات كاملة لمراقبة أعمال منسق عمليات الحكومة في الضفة الغربية والإدارة المدنية، ويتم تنسيق عمله بالتشاور مع رئيس الوزراء. كما ستنقل صلاحيات وزير الأمن المتعلقة بتعيين منسق عمليات الحكومة في الضفة الغربية وتعيين رئيس الإدارة المدنية، إلى سموترتش. وتتم التعيينات بالتنسيق والاتفاق مع رئيس الوزراء. وسيتم سحب صلاحية تعيين هذين المنصبين من رئيس أركان الجيش ووزير الدفاع.
وهذا يعني أن تصبح الشؤون الحياتية اليومية للفلسطينيين تحت سيطرة المستوطنين، خصوصاً في قضايا التخطيط والبناء والهدم وجميع المسائل المتعلقة بالبنى التحتية والمياه والكهرباء. وسيعطى سموترتش كذلك حق «الفيتو» في موقف الحكومة من الاستيطان.
كما ستُمنح عضو «الكنيست»، أوريت ستروك، منصب وزيرة المهمات الوطنية، تأخذها أيضاً من صلاحيات وزارة الأمن. كما اتفق على أن يترأس عضو «كنيست» آخر من حزب «الصهيونية الدينية»، لجنة القانون والدستور والقضاء في «الكنيست». وسيكون سموترتش الرئيس بالنيابة الوحيد للجنة الوزارية لشؤون المستوطنات، وهو المنصب الذي سيشغله نتنياهو.
وبناء على طلب سموترتش الذي يصر على إخلاء السكان الفلسطينيين من منطقة خان الأحمر، اتفق مع نتنياهو على أن يكون له رأي حاسم في تحديد مواقف الحكومة المقدمة إلى المحكمة العليا بخصوص قضايا الاستيطان، إلى جانب مصادقة وزير الأمن ورئيس الوزراء.
ومن المتوقع أن يكون لهذا الاتفاق الائتلافي، تأثير كبير على واقع الحياة في الضفة الغربية المحتلة، وأن يؤدي إلى توسيع المستوطنات والدفع بتنفيذ مشاريع استيطانية معلقة. ومن شأن هذه الخطوة أن تضع علاقات الحكومة التي يتوقع أن يشكلها بنيامين نتنياهو، مع المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، أمام اختبار.
وكانت الإدارة الأميركية قد وجهت تحذيرات عبر كبار المسؤولين فيها، إلى المسؤولين الإسرائيليين، من أن نقل المسؤولية عن الإدارة المدنية في الضفة «يمكن أن تكون له عواقب سلبية على العلاقات بين البلدين». وبحسب التقرير، فإن «التغيير في السياسة الإسرائيلية يمكن أن يؤثر على التعاون في مواجهة التحديات في الشرق الأوسط، وعلى رأسها التهديد الإيراني».
وقد أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، تحذيرات شبيهة (الأحد)، وقال إن بلاده لن تسمح بأي مساس أو فرض أمر واقع يشوش على حل الدولتين.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

وصول أول طائرة تقل إسرائيليين تم إجلاؤهم من أمستردام إلى تل أبيب

لاعب في نادي مكابي تل أبيب يصل إلى مطار بن غوريون (أ.ف.ب)
لاعب في نادي مكابي تل أبيب يصل إلى مطار بن غوريون (أ.ف.ب)
TT

وصول أول طائرة تقل إسرائيليين تم إجلاؤهم من أمستردام إلى تل أبيب

لاعب في نادي مكابي تل أبيب يصل إلى مطار بن غوريون (أ.ف.ب)
لاعب في نادي مكابي تل أبيب يصل إلى مطار بن غوريون (أ.ف.ب)

هبطت أول طائرة في مطار بن غوريون، اليوم (الجمعة)، تقل إسرائيليين تم إجلاؤهم من هولندا بعد صدامات، الخميس، على هامش مباراة لكرة القدم بين فريقَي أياكس أمستردام ومكابي تل أبيب، أثارت ردود فعل دولية منددة.

وأُصيب أشخاص عدة، الخميس، في أعمال العنف التي وصفتها رئيسة بلدية أمستردام فيمكه خالسيما، بأنها ذات طابع «معادٍ للسامية».

وقالت المتحدثة باسم سلطات الطيران الإسرائيلية، ليزا دفير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، بعد ظهر الجمعة، إن أول طائرة إجلاء من أمستردام «وصلت للتو إلى تل أبيب». وأشارت خالسيما، في مؤتمر صحافي، إلى أن أشخاصاً اعتدوا على مشجعي فريق مكابي تل أبيب قبل أن يفروا، وأن «مثيري شغب على متن دراجات (سكوتر)» لاحقوا الإسرائيليين. وأعلنت فرض حظر مؤقت على المظاهرات في العاصمة الهولندية.

بدوره، ندَّد رئيس الوزراء الهولندي ديك شخوف بـ«الاعتداء المروع المعادي للسامية» في أمستردام.

وأكدت الشرطة الهولندية أن التوتر بدأ قبل 24 ساعة من موعد المباراة. وأفاد المتحدث بيتر هولا، بتسجيل «حوادث من الطرفين»، ليل الأربعاء. وتابع: «قام مشجعو مكابي بإزالة علم من واجهة مبنى في روكين، ودمّروا سيارة أجرة. تمّ إشعال علم فلسطيني في دام»، وهي إحدى مناطق العاصمة.

ودان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو «اعتداءً معادياً للسامية»، وذلك في اتصال مع نظيره الهولندي، ديك شخوف.

وقال نتنياهو إنه «ينظر إلى الاعتداء المعادي للسامية على مواطنين إسرائيليين مع سبق الإصرار، بمنتهى الجدية»، وطلب «تعزيز الأمن لكامل المجتمع اليهودي في هولندا»، بحسب بيان صادر عن مكتبه.

وأمر بإرسال طائرتين إلى أمستردام؛ لإجلاء المشجعين. كما أمر نتنياهو رئيس الموساد بإعداد خطة لتفادي العنف في الأحداث الرياضية.