تباشر أجهزة الاستخبارات الباكستانية التحقيق فيما إذا كان تنظيم «داعش-خراسان» يقف وراء محاولة اغتيال السفير الباكستاني في كابل، الأسبوع الماضي، وما إذا كانت هناك حقائق في التقارير التي تفيد بأن التنظيم الإرهابي أعلن مسؤوليته عن الهجوم.
وأصدرت وزارة الخارجية الباكستانية، الأحد الماضي، بياناً جاء فيه أنها تباشر التحقق من ادعاءات تنظيم «داعش» مسؤوليته عن الهجوم على السفارة الباكستانية في كابل.
وأعلنت «الخارجية» الباكستانية، في بيان لها، أنها تستعرض تقارير تفيد بأن تنظيم «داعش- خراسان»، الناشط في جنوب آسيا وآسيا الوسطى، قد تبنّى الهجوم على مقر السفارة الباكستانية في 2 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.
وأضاف البيان: «نتحقق بشكل مستقل، وبالتشاور مع السلطات الأفغانية، من صحة هذه التقارير».
وإذ أكد البيان أن باكستان لا تزال متمسكة بالتزامها بمكافحة الإرهاب، أضاف أيضاً: «إن الهجوم الإرهابي هو تذكير آخر بالتهديد الذي يشكله الإرهاب إزاء السلام والاستقرار في أفغانستان والمنطقة. وعلينا العمل بحزم وبكل ما أوتينا من قوة جماعية لدحر هذا الخطر».
جدير بالذكر أن السفارة الباكستانية في كابل تعرضت، في وقت سابق من الجمعة، لهجوم، ونجا عبيد نظاماني، رئيس البعثة الباكستانية في كابل، من محاولة الاغتيال.
وذكرت تقارير أن الدبلوماسي الباكستاني كان في نزهة عندما تعرّض للهجوم، وجاء إنقاذه بفضل تدخُّل الحارس المكلف بتأمينه في الوقت المناسب. ويقال إن الحارس قد تلقّى 3 رصاصات.
ويبدو أن تنظيم «داعش- خراسان» يركز بشكل كامل على استهداف أهداف ترتبط بطالبان في أفغانستان، ولم يسبق له شن هجمات مباشرة ضد الحكومة الباكستانية في أفغانستان وباكستان وأجزاء أخرى من المنطقة.
ومع ذلك أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجمات ضد أقليات ومجتمعات شيعية في باكستان.
ويرى خبراء أن الهجوم على السفير الباكستاني قد يكون جزءاً من حملة تنظيم «داعش» لزعزعة استقرار أفغانستان، وحركة طالبان على وجه الخصوص، «بما أن باكستان تقيم علاقات وثيقة مع حركة طالبان الأفغانية، وتدعم الحركة مادياً بطرق عدة، فمن الممكن أن يكون داعش قد استهدف السفير الباكستاني من أجل إحداث أزمة لدى حركة طالبان الأفغانية»، وفقاً لما ذكره أحد المسؤولين.
هذا، ويخوض تنظيم «داعش- خراسان» منافسة مستمرة مع حركة طالبان الأفغانية، التي تحاول منع حركة طالبان الباكستانية من الدخول في شراكة مع تنظيم «داعش- خراسان». وقد أقنعت حركة طالبان الأفغانية الحكومة الباكستانية بالدخول في محادثات غير مباشرة مع حركة طالبان الباكستانية حتى لا تنخرط الأخيرة في «شراكة سيئة» مع تنظيم «داعش- خراسان».
وقد أعلنت حركة طالبان الباكستانية، قبل بضعة أيام فقط، إنهاء وقف إطلاق النار مع الحكومة الباكستانية. وقد بدأت شن هجمات انتقامية ضد قوات الأمن والحكومة الباكستانية داخل الأراضي الباكستانية.
كما أشار خبراء كذلك إلى احتمال آخر لتفسير الهجوم على السفير الباكستاني في كابل: «قد تكون عملية مشتركة بين تنظيم داعش- خراسان وحركة طالبان الباكستانية»، وفقاً لما قاله أحد الخبراء، والذي أضاف: «قد تكون حركة طالبان الباكستانية قد خرجت بالفعل عن نطاق نفوذ حركة طالبان الأفغانية».
وليس من الواضح الإجراء الذي قد تفكر فيه الحكومة الباكستانية إذا ما ثبت تورط تنظيم «داعش- خراسان» في الهجوم على السفير الباكستاني، وصرح أحد المسؤولين قائلاً: «الحكومة الباكستانية منخرطة بالفعل في مساعدة حركة طالبان الأفغانية في المسائل الأمنية». وربما يشارك الباكستانيون بنشاط أكبر في جهود مكافحة الإرهاب.
باكستان تحقق في محاولة «داعش» اغتيال مبعوثها إلى كابل
باكستان تحقق في محاولة «داعش» اغتيال مبعوثها إلى كابل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة