تركيا: لا خطط للقاء إردوغان والأسد

كالين قال إنَّ لا ضوء أخضر روسياً- إيرانياً للعملية العسكرية

مقاتلون سوريون مدعومون من تركيا في موقع بالكريدية على خط المواجهة
مقاتلون سوريون مدعومون من تركيا في موقع بالكريدية على خط المواجهة
TT

تركيا: لا خطط للقاء إردوغان والأسد

مقاتلون سوريون مدعومون من تركيا في موقع بالكريدية على خط المواجهة
مقاتلون سوريون مدعومون من تركيا في موقع بالكريدية على خط المواجهة

بينما نفت تركيا أن تكون قد حصلت على ضوء أخضر روسي- إيراني لتنفيذ عملية عسكرية برّيّة محتملة ضد مواقع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في شمال سوريا، أكّدت أنّه لا خطط للقاء قريب بين الرئيس رجب طيب إردوغان، ورئيس النظام السوري بشار الأسد.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، في مقابلة تلفزيونية، اليوم (الاثنين)، إنّ أنقرة لا تخطّط للقاء قريب بين إردوغان والأسد، وإنّ الرئيس التركي يوجّه رسالة إلى الأسد، مفادها أنّه إذا تصرّف بمسؤولية، وبدّد مخاوف تركيا الأمنية، وسمح للمسار السياسي السوري بالتقدّم، وضمن أمن وحماية الحدود التركية السورية، فإنّه مستعدّ للقائه.
وأضاف أنّه يجب القيام بعديد من الأشياء في الميدان، ومن بينها معرفة ما إذا كان نظام الأسد سيتّخذ موقفاً واضحاً ضد حزب «العمال الكردستاني» وذراعه السورية (وحدات حماية الشعب الكردية)، أكبر مكوّنات «قسد»، وغيرهما من العناصر الأخرى في سوريا.
وشدّد على أنّ تركيا ستستمرّ في دعم المعارضة السورية «على خلاف الولايات المتحدة وأوروبا، وعديد من الدول التي همشتها ونسيتها».
وكانت وكالة «رويترز» للأنباء قد نقلت عن مصادر مطّلعة قبل يومين، أنّ الأسد رفض اقتراحاً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقاء إردوغان، وأنّ دمشق ترجئ الأمر إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا منتصف العام المقبل، حتى لا تهدي إردوغان «نصراً مجانياً».
وبشأن ما إذا كانت تركيا قد حصلت على ضوء أخضر روسي- إيراني لتنفيذ عملية عسكرية مرتقبة ضد «قسد» في شمال سوريا، قال إبراهيم كالين: «لا نطلب الإذن من أحد عندما يتعرّض أمننا القومي للخطر، وإنما نكتفي بالتنسيق مع الحلفاء»؛ مشيراً إلى أنّه بموجب التفاهم التركي- الأميركي في 2019، كان يجب أن ينسحب عناصر «قسد» مسافة 30 كيلومتراً عن الحدود التركية باتجاه العمق السوري، وأنّ ذلك لم يحدث في انتهاك للتفاهم.
إلى ذلك، أعلنت المخابرات التركية مقتل قيادية في الوحدات الكردية في عملية في شمال سوريا. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها «الأناضول» من مصادر أمنية اليوم، فقد «تمّ تحييد (قتل) الإرهابية سهام مصلح التي كانت تحمل الاسم الحركي (مزغين كوباني)، في منطقة (نبع السلام) شمال شرقي سوريا، وأنّها كانت من بين مسؤولي (الوحدات) بمنطقة عين عيسى، وتقف وراء عديد من العمليات الإرهابية».
في الوقت ذاته، قالت وزارة الدفاع التركية، في بيان، إنّه تمّ القضاء على 5 عناصر من «الوحدات» في مناطق: «نبع السلام»، و«غصن الزيتون»، و«درع الفرات» في شمال سوريا، بعد إطلاقهم نيران باتجاه القوات التركية.
إضافة إلى ذلك، شهدت أرياف حلب تصعيداً للهجمات بين القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني السوري» من جانب، وقوّات «قسد» والنظام من جانب آخر. وقصفت القوات التركية والفصائل الموالية، بالمدفعية الثقيلة، أطراف بلدة العريمة بالقرب من قاعد للقوات الروسية بريف منبج الغربي شرق حلب، ضمن مناطق سيطرة «قسد»، وذلك بعد أيام من قصف مُسيَّرة تركيّة لموقع عسكري تابع للنظام، بالقرب من القاعدة الروسية بالمنطقة.
في الوقت ذاته، تعرّضت القاعدة العسكرية التركية في مركز البحوث العلمية الواقعة على أطراف مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، لقصف براجمات الصواريخ وقذائف المدفعية الثقيلة، مصدرها قوات النظام المتمركزة في قرية تل جبين بريف حلب الشمالي. وردّت القوات التركية على القصف، واستهدفت مناطق انتشار «قسد» والنظام في ريف حلب الشمالي، حسبما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
كما اندلعت اشتباكات متقطعة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة، بعد منتصف ليل الأحد- الاثنين، بين قوات النظام وفصائل «الجيش الوطني السوري» على محور بلدة تادف بريف الباب شرق حلب. كما اندلعت اشتباكات متقطّعة بين «قسد» وفصائل «الجيش الوطني» على محور قرية مرعناز بناحية شران بريف عفرين شمال حلب، وسط تبادل للقصف المدفعي بين الطرفين، تزامناً مع قصف مدفعي وصاروخي تركي، على محيط مدينة تل رفعت، وقرية الشيخ عيسى بريف حلب الشمالي.
في غضون ذلك، دفعت قوات النظام السوري بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى حلب؛ حيث دخل رتل آليات عسكرية من المنطقة الوسطى بسوريا يتبع «الفرقة 25 مهام خاصة» إلى حلب، وذلك بعد أن أرسلت قوات النظام تعزيزات إلى محيط مناطق مجلس منبج العسكري المنضوي تحت قيادة «قسد» في ريف حلب الشرقي، دون التقدم نحو مناطق التماس مع القوات التركية والفصائل الموالية لها.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


تصعيد بين القوات السورية والتركية على وقع «التطبيع»

جانب من هجوم مسيّرات الجيش السوري على النقطة العسكرية التركية في النيرب شرق إدلب (إكس)
جانب من هجوم مسيّرات الجيش السوري على النقطة العسكرية التركية في النيرب شرق إدلب (إكس)
TT

تصعيد بين القوات السورية والتركية على وقع «التطبيع»

جانب من هجوم مسيّرات الجيش السوري على النقطة العسكرية التركية في النيرب شرق إدلب (إكس)
جانب من هجوم مسيّرات الجيش السوري على النقطة العسكرية التركية في النيرب شرق إدلب (إكس)

شهدت محاور حلب وإدلب الواقعة ضمن منطقة خفض التصعيد في شمال غربي سوريا، المعروفة باسم منطقة «بوتين – إردوغان» توتراً شديداً واستهدافات متبادلة بين الجيش السوري والقوات التركية وفصائل الجيش الوطني الموالية لها، في ظل الحديث المتصاعد عن جهود تقودها روسيا لإعادة العلاقات بين أنقرة ودمشق إلى طبيعتها.

على جانب جهود إعادة العلاقات وعقد لقاء بين الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والسوري بشار الأسد، بحث وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، تطورات الملف السوري وجهود إعادة العلاقات.

جاء ذلك خلال لقاء الوزيرين، الجمعة، على هامش اجتماع شراكة الحوار القطاعي بين تركيا ورابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان)، المنعقد في إطار اجتماع وزراء خارجية الرابطة في فيينتيان عاصمة لاوس، بحسب ما ذكرت مصادر وزارة الخارجية التركية.

في المقابل، استهدفت القوات السورية نقطتي المراقبة العسكريتين التركيتين في قرية الصالحية وبلدة سرمين في إدلب بهجمات شاركت فيها 10 طائرات مسيّرة، ما أدى إلى تضرر سيارات مدنية وآليات زراعية عدة للمدنيين، أسقطت القوات التركية إحدى المسيّرات بعد استهدافها بالرشاشات.

فيدان ولافروف بحثا الملف السوري خلال لقائهما في لاوس الجمعة (الخارجية التركية)

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الجمعة، بأن القوات السورية استهدفت بقذائف المدفعية الثقيلة بلدة سرمين وحرش قرية بينين، كما قصفت بقذائف الهاون محيط قرى مجارز ومعارة عليا وآفس في ريف إدلب الشرقي.

سبق ذلك، تعرضت دورية عسكرية للقوات التركية، الخميس، للاستهداف بشكل مباشر بقذيفة مدفعية ورشقات بالرشاشات الثقيلة، مصدرها مناطق سيطرة القوات السورية والروسية والميليشيات الإيرانية، خلال تنقلها بين بلدتي النيرب وسرمين.

جاء ذلك على الرغم من الاجتماع الذي عقده عسكريون أتراك وروس، قبل أسبوع واحد، في سراقب شرق إدلب، والذي تناول عدداً من الملفات، بينها فتح الطرق والمعابر الداخلية بين مناطق سيطرة الجيش السوري، ومناطق سيطرة فصائل المعارضة المسلحة، برعاية تركية - روسية استناداً إلى التفاهمات السابقة بين موسكو وأنقرة.

كما تناول الاجتماع منع تصعيد الاشتباكات والاستهدافات في منطقة خفض التصعيد في إدلب.

كما أعلن مسؤول في وزارة الدفاع التركية، عن مباحثات مع روسيا لإعادة تسيير الدوريات المشتركة على جانبي طريق حلب - اللاذقية الدولي «إم 4» بهدف إعادة فتحه بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب الموقع بين الجانبين التركي والروسي بموسكو في 5 مارس (آذار) 2020، والذي بموجبه أوقفت تركيا عملية «درع الربيع» التي نفذتها في إدلب رداً على مقتل أكثر من 30 من جنودها في هجوم للجيش السوري في إدلب.

بالتزامن، قصفت المدفعية التركية، الجمعة، مناطق انتشار «قسد» والجيش السوري في قرى تل رحال وخربة شعالة ودير قاق بريف حلب الشمالي.

وقصفت القاعدة التركية في ريف أعزاز، شمال حلب، مواقع انتشار قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في قرية مرعناز، ومنطقة مطار منغ العسكري.

ترافق ذلك مع اشتباكات بالأسلحة المتوسطة بين فصائل الجيش الوطني، وقوات «قسد» على محوري مرعناز وكفر خاشر قرب مدينة أعزاز.

في الوقت ذاته، تجددت الاشتباكات العنيفة بين فصائل الجيش الوطني، وقوات قسد بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة على محاور تل مالد حربل ومارع وحزوان ومرعناز في شمال حلب، تزامناً مع القصف المدفعي المتبادل.