ليبيا: التعرف على هوية 12 جثة منتشلة من «مقابر جماعية»

كشفت رابطة ضحايا «المقابر الجماعية» بمدينة ترهونة (90 كيلومتراً جنوب شرقي العاصمة الليبية طرابلس) أن مطابقة تحاليل الحامض النووي التي أجريت لأسر بعض المختفين أوضحت التعرف على هوية 12 جثة منتشلة الشهر الماضي، من «حفر الموت» بالمدينة.
ويتهم المواطنون بالمدينة ميليشيا «الكاني» بارتكاب هذه الجرائم منذ أكثر من عامين، وسط تنديد محلي ودولي واسعين، ومطالبات بضرورة محاسبة المتورطين فيها. وأوضحت رابطة الضحايا، يوم الأحد، أن الجثث الـ12، منها 6 حالات من ترهونة، و2 من قصر بن غشير، ومثلهما من طرابلس، وحالة من سوق الخميس، ومثلها من بني وليد.
وفور انتهاء الحرب التي شنها «الجيش الوطني» على طرابلس العاصمة، مطلع يونيو (حزيران) 2020، عثر المواطنون في مدينة ترهونة على مقابر ضمت مئات الجثث من مختلف الأعمار. كما أظهرت مقاطع فيديو عمليات كشف وانتشال عشرات الجثث لأشخاص بعضهم مكبل اليدين، بينهم أطفال، من مواقع بصحراء ترهونة، وحاوية حديدية، وبئر معطلة بالقرب، الأمر الذي أحدث ردود فعل محلية ودولية واسعة.
وأشارت رابطة الضحايا إلى أن الجثث التي تم التعرف على هويتها، من بينها فرج الشارف مسعود الترهوني، من مواليد عام 1989، وكان يعمل بشركة تموين بمطار طرابلس، وينتمي إلى قصر بن غشير، وقالت إن «ميليشيا الكاني خطفته في شهر يونيو 2019 من منزله، ثم غُيب قسراً حتى عُثر عليه في المقابر الجماعية بترهونة في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) 2021».
كما كشفت رابطة ضحايا المقابر الجماعية، أنه تم التعرف أيضاً على هوية عبد الحكيم مفتاح سعد دومة، من مواليد 1976 بمدنية ترهونة، وكان يعمل موظفاً بقطاع التعليم، قبل أن تخطفه ميليشيا الكاني في أغسطس (آب) 2019، ثم غُيب قسراً حثى عُثر عليه في المقابر الجماعية بترهونة بموقع المكب، في الرابع من أكتوبر 2021.
وسبق أن عبَّر كريم خان، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، عن «بالغ دهشته» من كثرة المقابر الجماعية التي عاين مواقعها في مدينة ترهونة، في الثامن من الشهر الماضي. ونقل عميد بلدية ترهونة عن كريم خان، خلال استماعه لأسر ضحايا المقابر، أنه «لم يرَ مثل هذه الجرائم من قبل، وعلى مر الحروب في العالم»، في إشارة إلى كثرة الجثث التي عُثر عليها في تلك المقابر، وجُلها من مدينة ميليشيا الكاني.
ولا تزال النيابة العامة في ليبيا تحقق في هذه الجرائم، وتستمع لأسر المفقودين أو الذين يُعثر على رفاتهم بالمقابر، بينما تواجه «الكاني» اتهامات بتصفية مئات من الأسرى الذين وقعوا في قبضتها، انتقاماً لمقتل آمرها محسن الكاني، وشقيقه عبد العظيم، ودفنهم في مقابر جماعية على أطراف مدينة ترهونة.
وتكوّنت «الكانيات» من 6 أشقاء وأتباعهم، وكانت تتمتع بقوة عسكرية مطلقة في المدينة. وقد بث عناصرها الرعب في صفوف السكان المحليين، بينما قُضي بشكل منهجي على الأصوات الناقدة، حتى إن أقاربهم لم يسلموا من بطشهم، وذهبوا إلى حد استخدام «الأسود» لبث الرعب في ترهونة.