مصر لمواجهة الزيادة السكانية بحملات «طرق الأبواب»

بعد يومين من تحذير الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من مخاطر الزيادة السكانية، أعلنت وزارة الصحة والسكان تنظيم حملات توعوية وأخرى لـ«طرق الأبواب»، في محافظات الجمهورية المختلفة لمواجهة النمو السكاني.
وتعد قضية الزيادة السكانية واحدة من القضايا المدرجة على أجندة القيادة المصرية، منذ ستينات القرن الماضي، حيث أسست عام 1965 «المجلس الأعلى لتنظيم الأسرة». وسبق أن حذر الرئيس المصري أكثر من مرة من مخاطرها، كان آخرها خلال افتتاح مدينة المنصورة الجديدة الخميس الماضي، عندما قال إن «النمو السكاني سيأكل البلد»، مطالباً بمشاركة مؤسسات الدولة كافة في وضع حد لهذا «الخطر».
وأطلقت وزارة الصحة والسكان المصرية، السبت، حملة تحت عنوان «حقك تنظمي»، والتي تستهدف 25 محافظة، ومن المقرر أن تستمر حتى 22 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، حسب تصريحات الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، التي أوضح خلالها أن «الحملة تهدف إلى الحفاظ على استمرارية إتاحة وتقديم خدمات صحة الأسرة والصحة الإنجابية بجودة عالية، في المحافظات جميعها».
وتنطلق الحملة في المحافظات المستهدفة على مرحلتين، خلال الشهر الحالي، ويتم خلالها «توفير وسائل تنظيم الأسرة المختلفة، بهدف رفع معدلات استخدامها».
وإلى جانب حملة «حقك تنظمي»، تستعد وزارة الصحة لإطلاق حملة «طرق الأبواب» في محافظة أسيوط يوم 15 ديسمبر الحالي، وتستمر حتى مارس (آذار) من العام المقبل، حسب الدكتور حسام عباس، رئيس قطاع السكان وتنظيم الأسرة بالوزارة، الذي أشار إلى أن «هذه الحملة تعمل على توفير تغطية سكانية لمتابعة السيدات وإتاحة الخدمة لهن في منازلهن»، لافتاً إلى «استمرار حملة طرق الأبواب بمحافظة الفيوم، التي بدأت منذ شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي».
ويتجاوز تعداد سكان مصر حالياً 104 ملايين شخص، بحسب تقديرات «الساعة السكانية» للشهر الحالي، ومن المتوقع أن يصل عام 2032 إلى 124 مليوناً، في حالة ثبات معدل الإنجاب عند قياساته الراهنة، وفقاً لبيانات «الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء».
وتركز الحملات الوزارية على توفير وسائل تنظيم الأسرة، وخدمات الصحة الإنجابية، إلى جانب رفع الوعي المجتمعي بأهمية تلك الخدمات في الحفاظ على صحة الطفل والأم والأسرة، مع محاولة تحفيز النساء لاستخدام وسائل تنظيم الأسرة، حسب إفادة رسمية.
وإلى جانب أنشطة الدعاية الإعلامية، تعتمد حملات «طرق الأبواب»، على زيارات منزلية من جانب الرائدات الريفيات (سيدات يتمتعن بقدر من المصداقية في القرية، ويقمن بدور توعوي في المجالات الصحية)، بهدف إقناع الأهالي بأهمية «تنظيم الأسرة».
وقالت الدكتورة سعاد عبد المجيد، رئيس الإدارة المركزية للتخطيط والمتابعة والتقويم بوزارة الصحة، إن «الحملة ستنفذ في أماكن تقديم خدمات تنظيم الأسرة جميعاً، بالمستشفيات والوحدات الثابتة والعيادات المتنقلة التي تجوب الأماكن النائية، وقرى (حياة كريمة)»، مشيرة إلى أنه «ستتم إقامة معارض لنوادي المرأة بالحملة؛ لتقديم المشغولات اليدوية، ومصنوعات الجلود، والمأكولات المحلية؛ حرصاً على دعم تنمية المرأة المصرية ورفع المستوى الاقتصادي للأسر، ورفع قدرة المرأة على اتخاذ القرارات، لا سيما قرار الإنجاب».