لقاحان محتملان لمكافحة الملاريا بتقنية «الرنا مرسال»

باحثون أشاروا إلى «فاعلية كبيرة» في التجارب قبل السريرية

البعوضة الناقلة للملاريا (أرشيفية)
البعوضة الناقلة للملاريا (أرشيفية)
TT

لقاحان محتملان لمكافحة الملاريا بتقنية «الرنا مرسال»

البعوضة الناقلة للملاريا (أرشيفية)
البعوضة الناقلة للملاريا (أرشيفية)

تم العثور على الملاريا في أكثر من 90 دولة حول العالم، وهي تتسبب في حدوث 241 مليون حالة وفاة، وما يقدر بنحو 627 ألف حالة وفاة كل عام، واللقاحات هي أحد التدخلات التي يمكن أن تساعد في القضاء على هذا المرض الفتاك، لكن اللقاح عالي الفاعلية لا يزال بعيد المنال.
وقد تؤدي التطورات التكنولوجية الحديثة في تطوير اللقاحات، إلى ظهور جيل جديد من لقاحات الملاريا، يستخدم تقنية «الرنا المرسال»، التي أثبتت فاعلية مع لقاحيْ (فايزر) و(موديرنا)، اللذين استُخدما في جائحة «كوفيد - 19».
وخلال دراسة نشرتها (الخميس) دورية «إن بي جيه فاكينز»، أعلن الباحثون بجامعة جورج واشنطن الأميركية، عن إنتاج اثنين من لقاحات مرسال الحمض النووي الريبي (الرنا مرسال)، يتمتعان بفاعلية عالية في الحد من عدوى الملاريا وانتقالها. ووجد الفريق أيضاً أن «اللقاحين التجريبيين أحدثا استجابة مناعية قوية بغض النظر عما إذا تم إعطاؤهما بشكل فردي أو معاً».
ويقول نيربهاي كومار، أستاذ الصحة العالمية في معهد ميلكين التابع لكلية الصحة العامة بجامعة جورج واشنطن في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة، بالتزامن مع نشر الدراسة، إن «القضاء على الملاريا لن يحدث بين عشية وضحاها، لكن مثل هذه اللقاحات يمكن أن تقضي على الملاريا من أجزاء كثيرة من العالم، ويمكن لتقنية لقاح (الرنا مرسال) أن تغير قواعد اللعبة حقاً. لقد رأينا مدى نجاح هذه التكنولوجيا في مكافحة (كوفيد - 19)، وفي هذه الدراسة قمنا بتكييفها واستخدامها لتطوير أدوات مكافحة الملاريا».
وركز كومار وفريق البحث على طفيلي «المتصورة المنجلية»، وهو أحد أنواع الطفيليات الأربعة التي تسبب الملاريا وأكثرها فتكاً بالبشر، وتنتقل من خلال لدغة بعوضة الأنوفيلة، وطفيل «المتصورة المنجلية» مع «المتصورة النشيطة» مسؤولان عن أكثر من 90 في المائة من جميع حالات الملاريا على مستوى العالم، و95 في المائة من جميع وفيات الملاريا، وتحدث معظم الحالات والوفيات في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، لكن نصف سكان العالم معرضون لخطر الإصابة بهذا المرض الفتاك، ويعمل اللقاحان الجديدان على تعطيل أجزاء مختلفة من دورة حياة الطفيل.
وقام الباحثون بتحصين مجموعة واحدة من الفئران بلقاح (الرنا مرسال) الذي يستهدف بروتيناً يساعد الطفيليات على التحرك عبر الجسم وغزو الكبد، وقاموا بتحصين مجموعة أخرى من الفئران بلقاح يستهدف بروتيناً يساعد الطفيليات على التكاثر في البعوض، ثم تمت إصابة الفئران المحصنة بالطفيلي المسبب للعدوى، وتم اختبار الأجسام المضادة التي يسببها اللقاح لوقف انتقال الملاريا.
ووجدت الدراسة أن كلا اللقاحين تسببا في استجابة مناعية قوية في الفئران وكانا فعالين للغاية في الحد من العدوى. ويقول كومار: «كانت هذه اللقاحات فعالة للغاية في منع العدوى، وقضت على إمكانية انتقال العدوى بالكامل تقريباً». وقام الفريق أيضاً بتحصين الفئران بكلا اللقاحين معاً، ووجدوا أن التحصين المشترك يقلل بشكل فعال العدوى والانتقال دون المساس بالاستجابة المناعية.
ويأمل الفريق البحثي في إطلاق اللقاحات من خلال أبحاث إضافية، بما في ذلك دراسات على نماذج الرئيسيات غير البشرية، بهدف إنتاج لقاحات يمكن استخدامها بأمان على البشر.
ويضيف كومار: أن «الحصول على مزيج لقاح يمكن أن يعطل بشكل فعال أجزاءً متعددة من دورة حياة طفيلي الملاريا، وهذه الدراسة تقربنا خطوة واحدة من إنتاج لقاحات يمكن استخدامها بأمان في البشر للوقاية من المرض وإنقاذ الأرواح، وذلك لتحقيق هدف نهائي، وهو التغلب على هذا المرض».


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

رغم المرض... سيلين ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
TT

رغم المرض... سيلين ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)

لم يمنع المرض النجمة العالمية سيلين ديون من إحياء افتتاح النسخة الـ33 من الألعاب الأولمبية في باريس، مساء الجمعة، حيث أبدعت في أول ظهور لها منذ إعلان إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبس.

وأدت المغنية الكندية، الغائبة عن الحفلات منذ 2020، أغنية «L'hymne a l'amour» («نشيد الحب») لإديت بياف، من الطبقة الأولى لبرج إيفل.

ونجحت الفنانة الكندية رغم أزمتها الصحية الأخيرة في مواصلة شغفها كمغنية عالمية، كما أثارث النجمة البالغة من العمر 56 عاماً ضجة كبيرة بين معجبيها في عاصمة الأنوار هذا الأسبوع الحالي، حيث شوهدت محاطة بمعجبيها.

وتعاني ديون بسبب هذا المرض النادر، الذي يسبب لها صعوبات في المشي، كما يمنعها من استعمال أوتارها الصوتية بالطريقة التي ترغبها لأداء أغانيها.

ولم يشهد الحفل التاريخي في باريس عودة ديون للغناء المباشر على المسرح فقط، بل شمل أيضاً أداءها باللغة الفرنسية تكريماً لمضيفي الأولمبياد.

وهذه ليست أول مرة تحيي فيها سيلين ديون حفل افتتاح الأولمبياد، إذ أحيته من قبل في عام 1996، حيث أقيم في أتلانتا في الولايات المتحدة الأميركية.

وترقبت الجماهير الحاضرة في باريس ظهور ديون، الذي جاء عقب أشهر عصيبة لها، حين ظهر مقطع فيديو لها وهي تصارع المرض.

وأثار المشهد القاسي تعاطف عدد كبير من جمهورها في جميع أنحاء المعمورة، الذين عبّروا عبر منصات التواصل الاجتماعي عن حزنهم، وفي الوقت ذاته إعجابهم بجرأة سيلين ديون وقدرتها على مشاركة تلك المشاهد مع العالم.

وترتبط المغنية بعلاقة خاصة مع فرنسا، حيث حققت نجومية كبيرة مع ألبومها «دو» («D'eux») سنة 1995، والذي تحمل أغنياته توقيع المغني والمؤلف الموسيقي الفرنسي جان جاك غولدمان.

وفي عام 1997، حظيت ديون بنجاح عالمي كبير بفضل أغنية «My Heart will go on» («ماي هارت ويل غو أون»)، في إطار الموسيقى التصويرية لفيلم «تايتانيك» لجيمس كامرون.