باريس تستنكر استدعاء سفيرها في طهران

أشخاص يرفعون لافتات خلال مسيرة لدعم الاحتجاجات، في ساحة الجمهورية في باريس، أكتوبر الماضي(أ.ف.ب)
أشخاص يرفعون لافتات خلال مسيرة لدعم الاحتجاجات، في ساحة الجمهورية في باريس، أكتوبر الماضي(أ.ف.ب)
TT

باريس تستنكر استدعاء سفيرها في طهران

أشخاص يرفعون لافتات خلال مسيرة لدعم الاحتجاجات، في ساحة الجمهورية في باريس، أكتوبر الماضي(أ.ف.ب)
أشخاص يرفعون لافتات خلال مسيرة لدعم الاحتجاجات، في ساحة الجمهورية في باريس، أكتوبر الماضي(أ.ف.ب)

عبرت فرنسا، أمس (الخميس)، عن استيائها من استدعاء سفيرها في طهران، نيكولا روش، إلى وزارة الخارجية الإيرانية، وجددت «إدانتها الشديدة للقمع المستمر والاعتداءات المتعددة على الحريات الأساسية في إيران».
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان: «تستنكر وزارة أوروبا والشؤون الخارجية استدعاء السلطات الإيرانية للسفير الفرنسي في طهران في 30 نوفمبر (تشرين الثاني)، رداً على اعتماد الجمعية الوطنية في 28 نوفمبر قراراً يدعم الحركة من أجل الحرية في إيران». استدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفير الفرنسي، نيكولا روش، أول من أمس (الأربعاء)، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية «إرنا».
وعبَّرت إيران خلال هذا الاجتماع عن «احتجاج شديد على الاتهامات التي لا أساس لها» التي وجهتها السلطات الفرنسية، واستنكرت «التدخلات غير المقبولة لهذا البلد»، كما أشارت «إرنا».
تبنت «الجمعية الوطنية الفرنسية» بالإجماع، الاثنين، قراراً «لدعم الشعب الإيراني». والنص «يدين بأشد العبارات القمع الوحشي والمعمم»، بحق «متظاهرين غير عنفيين»، و«يندد بممارسة التعذيب»، و«يؤكد دعمه الشعب الإيراني في تطلّعه إلى الديمقراطية واحترام حقوقه وحرياته الأساسية».
إلى ذلك يدعو النص إلى «الإفراج الفوري عن رعايا فرنسيين محتجزين تعسفياً» في إيران.
خلال الجلسة، انتقدت وزيرة الخارجية كاترين كولونا «الاستخدام المكثف للاعتقال التعسفي والرقابة والعنف في إيران».
وأمس (الخميس)، قالت الخارجية الفرنسية إنها «تؤكد أن تطلعات المتظاهرين لمزيد من الحرية ولاحترام حقوقهم مشروعة ويجب الاستماع إليها».
وعلى هامش قمة «مجموعة العشرين»، في إندونيسيا، الشهر الماضي، ندّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بـ«عداء إيران المتنامي» تجاه فرنسا المتمثل «بالاحتجاز غير المقبول لرهائن»، داعياً طهران «للعودة إلى الهدوء وروح التعاون».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

طهران مستعدة للتفاوض بـ«ندية» مع واشنطن

صاروخ إيراني يعرض بجانب لافتة تحمل صورة المرشد علي خامنئي وقادة من «الحرس الثوري» بأحد شوارع طهران قُتلوا في هجمات إسرائيلية (رويترز)
صاروخ إيراني يعرض بجانب لافتة تحمل صورة المرشد علي خامنئي وقادة من «الحرس الثوري» بأحد شوارع طهران قُتلوا في هجمات إسرائيلية (رويترز)
TT

طهران مستعدة للتفاوض بـ«ندية» مع واشنطن

صاروخ إيراني يعرض بجانب لافتة تحمل صورة المرشد علي خامنئي وقادة من «الحرس الثوري» بأحد شوارع طهران قُتلوا في هجمات إسرائيلية (رويترز)
صاروخ إيراني يعرض بجانب لافتة تحمل صورة المرشد علي خامنئي وقادة من «الحرس الثوري» بأحد شوارع طهران قُتلوا في هجمات إسرائيلية (رويترز)

قال نائب وزير الخارجية الإيراني، سعيد خطيب‌ زاده، السبت، إن التوصل إلى اتفاق نووي مع الولايات المتحدة ممكن إذا أظهرت واشنطن إرادة حقيقية للتفاوض من موقع الندية.

وأضاف خطيب‌ زاده، خلال مؤتمر في اليابان، أن الصواريخ الإيرانية وسيلة لحماية السيادة الوطنية ووحدة الأراضي، وليست موضوعاً للتفاوض، مؤكداً أن الوصول إلى المنشآت النووية المتضررة محدود للغاية، ويجب إيجاد آليات جديدة للتعاون، في الوقت الذي أعلنت فيه طهران استعدادها للتعاون الإيجابي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفي مقابلة مع قناة «NHK» اليابانية على هامش المؤتمر، قال خطيب‌ زاده إن استئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة يعتمد بالكامل على نهج واشنطن، مؤكداً: «إذا كانت لدى أميركا إرادة حقيقية للتوصل إلى اتفاق من موقع الندية، فإن ذلك ممكن».

وكانت إيران قد أخرجت برنامجها الصاروخي من قائمة الملفات المطروحة للتفاوض مع الغرب والولايات المتحدة. وشدّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، على أن بلاده مستعدة لمفاوضات نووية، من دون التطرق إلى قدراتها الصاروخية، أو مطلب «تصفير التخصيب». وقال عراقجي، إن بلاده «مستعدة لمفاوضات نووية عادلة على قاعدة الربح المتبادل».

ترمب يعرض مذكرة وقَّعها للانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني في 8 مايو 2018 (أ.ب)

«طوارئ» إيران

في السياق نفسه، مدّد الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، الأمر التنفيذي رقم «12170» المتعلق بـ«حالة الطوارئ الوطنية» بشأن إيران لمدة عام آخر، وفق ما نشرته الجريدة الرسمية الأميركية يوم الجمعة.

وجاء في بيان ترمب أن العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران لم تُطبّع بعد، وأن تنفيذ الاتفاقات الثنائية منذ 19 يناير (كانون الثاني) 1981 لا يزال مستمرّاً، مشيراً إلى أن التمديد يهدف إلى منع أي تهديدات جديدة من طهران قد تضر بالمصالح الأمنية والاقتصادية للولايات المتحدة.

ويعود الأمر التنفيذي إلى عهد الرئيس الأسبق جيمي كارتر، بعد احتلال السفارة الأميركية بطهران في نوفمبر (تشرين الثاني) 1979، ومنذ ذلك الحين مدّده سنوياً جميع الرؤساء الأميركيين، بمن فيهم بايدن.

وكان ترمب قد أشار في تمديده السابق إلى أن سياسات إيران، بما فيها تطوير الصواريخ الباليستية ودعم الإرهاب الدولي وانتهاك حقوق الإنسان، تُشكل تهديدات جسيمة للأمن القومي الأميركي.

وتأتي هذه التطورات في ظل توتر شديد في العلاقات بين طهران وواشنطن، بعد فشل عدة جولات تفاوضية بين الطرفين خلال الأشهر الماضية، التي أعقبتها ضربات إسرائيلية على منشآت إيرانية في يونيو (حزيران) الماضي، وتصعيد الولايات المتحدة للعقوبات الاقتصادية والسياسية ضد طهران.

وكان ترمب قد صرّح، الخميس، الماضي خلال حفل عشاء مع قادة دول من آسيا الوسطى: «بصراحة، إيران كانت تسأل عن إمكانية رفع العقوبات عنها. هناك عقوبات أميركية شديدة مفروضة على إيران، وهذا ما يُصعّب الأمر عليها»، مضيفاً: «أنا منفتح على سماع ذلك، وسنرى ما الذي سيحدث، لكنني سأكون منفتحاً على الأمر».

وترزح طهران، المتهمة من قِبَل واشنطن والغرب بالسعي لصنع أسلحة نووية، تحت وطأة عقوبات دولية منذ سنوات، خصوصاً بعد انسحاب الولايات المتحدة عام 2018 من الاتفاق النووي.


إيران تشترط «الإرادة الحقيقية» لواشنطن لإبرام اتفاق «من موقع الندية»

علَم إيران (أرشيفية - رويترز)
علَم إيران (أرشيفية - رويترز)
TT

إيران تشترط «الإرادة الحقيقية» لواشنطن لإبرام اتفاق «من موقع الندية»

علَم إيران (أرشيفية - رويترز)
علَم إيران (أرشيفية - رويترز)

قال سعيد خطيب‌ زاده، نائب وزير الخارجية ورئيس مركز الدراسات السياسية والدولية في وزارة الخارجية الإيرانية اليوم (السبت) إنه إذا كانت لدى الولايات المتحدة إرادة حقيقية للتوصل إلى اتفاق من موقع الندية، فإن ذلك ممكن.

وأضاف خطيب زاده في كلمته بمؤتمر في اليابان أن الصواريخ الإيرانية وسيلة لحماية السيادة الوطنية ووحدة أراضي البلاد، وليست موضوعاً للتفاوض، وفق ما أفادت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني.

وتابع أن الوصول إلى المنشآت النووية المتضررة محدود للغاية، وأنه «يجب إيجاد آليات جديدة للتعاون والأنشطة المشتركة»، مشيراً في الوقت نفسه إلى استعداد طهران للتعاون الإيجابي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفي مقابلة أجراها على هامش اللقاء مع قناة «إن إتش كيه» اليابانية، أشار خطيب‌ زاده إلى أن استئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة يعتمد بالكامل على نهج واشنطن، وقال: «إذا كانت لدى أميركا إرادة حقيقية للتوصل إلى اتفاق من موقع الندية، فإن ذلك ممكن».


فوز ممداني في نيويورك يثير الرعب في إسرائيل

عمدة مدينة نيويورك المنتخب الديمقراطي زهران ممداني (وسط الصورة) يتحدث خلال زيارته للمركز الإسلامي الكاريبي في سان خوان (إ.ب.أ)
عمدة مدينة نيويورك المنتخب الديمقراطي زهران ممداني (وسط الصورة) يتحدث خلال زيارته للمركز الإسلامي الكاريبي في سان خوان (إ.ب.أ)
TT

فوز ممداني في نيويورك يثير الرعب في إسرائيل

عمدة مدينة نيويورك المنتخب الديمقراطي زهران ممداني (وسط الصورة) يتحدث خلال زيارته للمركز الإسلامي الكاريبي في سان خوان (إ.ب.أ)
عمدة مدينة نيويورك المنتخب الديمقراطي زهران ممداني (وسط الصورة) يتحدث خلال زيارته للمركز الإسلامي الكاريبي في سان خوان (إ.ب.أ)

أثار انتخاب زهران ممداني عمدةً لمدينة نيويورك حالةً من الرعب في إسرائيل، حيث بدأ الناس يتقبلون فوز سياسيٍّ مدفوعٍ برسالةٍ صريحةٍ مؤيدةٍ للفلسطينيين، وهي رسالةٌ نادرةٌ في السياسة الأميركية. يخشى الإسرائيليون من مختلف الأطياف السياسية أن يُنذر انتخاب ممداني -في المدينة التي تضم ثاني أكبر عددٍ من اليهود في العالم- بعلاقاتٍ أكثر جموداً مع الولايات المتحدة، الحليف الأهم لإسرائيل. وقد زاد دعمُ ما يقرب من ثلث الناخبين اليهود لممداني من حدة الألم. قالت هناء ييغر، وهي من سكان القدس، مُقيّمةً الأخبار في اليوم التالي للانتخابات، لوكالة «أسوشييتد برس»: «سيئٌ للغاية. بالنسبة لليهود، ولإسرائيل، وللجميع، إنه أمرٌ سيئٌ للغاية. ماذا عسانا أن نقول غير ذلك؟».

وانطلقت حملة ممداني الانتخابية من مجموعة من القضايا الاقتصادية المحلية، مثل نقص رعاية الأطفال، والسكن بأسعار معقولة. أما في إسرائيل، فإن برنامجه المؤيد للفلسطينيين هو كل ما يهم، وكان أقوى مثال حتى الآن على تغير في المواقف يُظهر تراجعاً في دعم إسرائيل بين الجمهور الأميركي، وخاصةً بين الناخبين الديمقراطيين الشباب. ويبدو أن هذا التغير قد تسارع بفعل الغضب من الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة. أعرب مسؤولو الحكومة الإسرائيلية عن غضبهم الشديد، واصفين ممداني، وهو مسلم، بأنه معادٍ للسامية، ويكره إسرائيل.

وقال محللون إن ردود فعلهم القاسية تُشير إلى مدى قلقهم من تقلبات السياسة. كتب شموئيل روزنر، المحلل في معهد «سياسة الشعب اليهودي»: «حتى في ظل وجود تركيز هائل للسلطة والمال اليهودي، والنفوذ الثقافي والسياسي اليهودي، حتى في هذا المكان، يُمكن انتخاب أميركي يحمل وصمة معاداة واضحة لإسرائيل». وتابع: «ما فعله يُثبت أن الوقوف في وجه إسرائيل قد يكون مُربحاً سياسياً، أو على الأقل غير ضار».

رد فعل الإسرائيليين على فوز ممداني

لطالما ارتبطت إسرائيل بمدينة نيويورك بعلاقة خاصة. فهي وجهة شهيرة للسياح والسياسيين الإسرائيليين، مليئة بمطاعم الكوشر (وهي التي تقدم طعاماً يلتزم بالقوانين الغذائية اليهودية)، ويقع بالولاية مقر قنصلية إسرائيلية تُركز بشدة على العلاقات مع الجالية اليهودية. وكثيراً ما يُسمع الحديث باللغة العبرية في الشوارع، ومحطات المترو، وفق وكالة «أسوشييتد برس». لكن طوال حملته الانتخابية، أثار ممداني، البالغ من العمر 34 عاماً، وهو عضو في البرلمان من أقصى اليسار، قلق الإسرائيليين بتنصله علناً من الموقف المؤيد لإسرائيل الذي يتبناه عادةً مرشحو عمدة نيويورك. وفي حين أنه يُصرّح بدعمه لحق إسرائيل في الوجود، إلا أنه يصف أي دولة أو تسلسل هرمي اجتماعي يُفضّل اليهود على غيرهم بأنه يتعارض مع إيمانه بحقوق الإنسان العالمية. هذا تصريحٌ يراه كثيرٌ من الإسرائيليين بمثابة «الإهانة». وقد شكَّلت هذه الرؤية اختباراً لمُثُل إسرائيل الديمقراطية؛ إذ يعاني المواطنون الفلسطينيون في إسرائيل من التمييز بشكلٍ متكرر، ويعيش ملايين الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية.

كما وصف ممداني الحرب في غزة بالإبادة الجماعية، وهي تهمةٌ تنفيها الحكومة الإسرائيلية. وقد تعهَّد باعتقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إذا وطأت قدماه المدينة، ولمح إلى أنه قد يقطع علاقاته مع الصناعة والأوساط الأكاديمية الإسرائيلية بسبب الحرب المدمرة في غزة. أثارت هذه الآراء اتهامات بمعاداة السامية من قبل الجماعات اليهودية السائدة، ومناصري إسرائيل. ومع ذلك، التزم ممداني مراراً وتكراراً بمكافحة معاداة السامية، وكوّن تحالفات قوية مع قادة يهود من (يسار الوسط). وقد أظهر استطلاع رأي الناخبين لوكالة «أسوشييتد برس» فوزه بنحو 30 في المائة من أصوات اليهود.

وفي المراسم الاحتفالية مساء الثلاثاء، قال ممداني: «سنبني مبنى بلدية يقف بثبات إلى جانب يهود نيويورك، ولا يتردد في مكافحة آفة معاداة السامية». وسمع الإسرائيليون الذين تابعوا صباح الأربعاء إذاعة الجيش الشهيرة في البلاد أثناء تنقلاتهم الصباحية إدانات -ومخاوف- مرتبطة بفوز ممداني. وتوقع سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، أن «شعور الجالية اليهودية في نيويورك بالأمن» قد يتضرر من تولي ممداني منصب عمدة المدينة، نظراً لسيطرته على شرطة المدينة.

عمدة مدينة نيويورك المنتخب الديمقراطي زهران ممداني (وسط الصورة) خلال صلاة الجمعة أثناء زيارته للمركز الإسلامي الكاريبي في سان خوان (إ.ب.أ)

ونشر وزير الشتات ومكافحة معاداة السامية في إسرائيل عميخاي شيكلي، العضو في حزب «الليكود» القومي بزعامة نتنياهو، سيلاً من الرسوم التوضيحية المعادية لممداني على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك صورة أُعيد نشرها لبرجي مركز التجارة العالمي وهما مشتعلان بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، مع تعليق «نيويورك نسيت بالفعل». كما شجع شيكلي يهود نيويورك على الانتقال إلى إسرائيل. وقال في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: «المدينة التي كانت رمزاً للحرية العالمية سلمت مفاتيحها لأحد مؤيدي (حماس)». عكس هذا الخطاب المتطرف خوفاً عميقاً في إسرائيل من أن السياسة الأميركية تتجه نحو اتجاه جديد. وقالت ميراف زونسزين، المحللة البارزة في مجموعة الأزمات الدولية: «لفترة طويلة جداً، هيمن السياسيون المؤيدون لإسرائيل، والآراء المؤيدة لها، على السياسة الداخلية الأميركية. وإلى حد كبير، لا يزالون كذلك. إن فوز ممداني يمثل أن اليهود الأميركيين، وخاصة الجيل الأصغر سناً، يتغيرون ولم يعد هناك احتكار للسياسات المؤيدة لإسرائيل في السياسة الأميركية المحلية».

الفلسطينيون يحتفلون بفوز ممداني

وقال السياسي الفلسطيني مصطفى البرغوثي: «إن انتخاب السيد ممداني أمرٌ مُلهمٌ حقاً. إنه يعكس انتفاضةً كبيرةً بين جيل الشباب في الولايات المتحدة، بمن فيهم جيل الشباب اليهود، ضد الظلم السياسي والاجتماعي». وأضاف: «كما يُظهر أن القضية الفلسطينية أصبحت قضيةً انتخابيةً داخليةً في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية».