الكلاب الشاردة والمسعورة تهدد حياة المواطنين بريف حلب

طفل في عفرين تعرض لعدة عضات في قدمه من كلب ضال (الشرق الاوسط )
طفل في عفرين تعرض لعدة عضات في قدمه من كلب ضال (الشرق الاوسط )
TT

الكلاب الشاردة والمسعورة تهدد حياة المواطنين بريف حلب

طفل في عفرين تعرض لعدة عضات في قدمه من كلب ضال (الشرق الاوسط )
طفل في عفرين تعرض لعدة عضات في قدمه من كلب ضال (الشرق الاوسط )

يعيش سكان ريف حلب الشمالي في شمال غربي سوريا، خوفاً ورعباً شديدين، من خطر انتشار الكلاب الشاردة وبعضها مسعور، ومهاجمتها المواطنين ليلاً ونهاراً، لا سيما بعد وفاة 3 أطفال مؤخراً، بعضات الكلاب.
وتوفي في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أحمد حاج إبراهيم (15 عاماً) من قرية ندة بريف مدينة إعزاز شمال حلب، بداء الكلب، بعد تعرضه لعضة كلب مسعور في أحد شوارع البلدة، وفشل الكوادر الطبية في إنقاذه بعد تدهور صحته رغم تقديم الإسعافات الأولية له والمصل المضاد لداء الكلب.
كما توفي طفل آخر، بعد ذلك بأيام بعضة كلب في مدينة عفرين. وأفاد أحد العاملين في مستشفى عفرين، بأن أحد مواطني المدينة هرب من المستشفى بعد اكتشاف إصابته بداء الكلب نتيجة تعرضه لعضة كلب... وجرى تعميم اسمه على الحواجز الأمنية والقيام بعمليات بحث عنه لإخضاعه للعلاج ومنع نقله العدوى لأشخاص آخرين، لكن من دون جدوى.
وأكد مصطفى الياسين (55 عاماً) في مدينة أعزاز بريف حلب، أن «سكان مدينة أعزاز يعانون في الآونة الأخيرة من انتشار الكلاب الضالة على شكل قطعان في أحياء المدينة، خلال ساعات النهار ومهاجمتها المارة، فيما تتضاعف أعدادها ليلاً، حتى سيطرت حالة من الخوف والرعب وبخاصة على الأطفال في أثناء ذهابهم إلى المدارس وعودتهم منها... كما امتنع الناس والشيوخ عن الخروج إلى المساجد بعدما تعرض العشرات منهم لعضات كلاب تسببت لهم بجروح عميقة».
وقال أحد العاملين في مستشفى عفرين إن المستشفى يستقبل يومياً مواطنين تعرضوا لعضات كلاب ضالة في أثناء تجوالهم في المدينة والقرى المجاورة لها، ووصل عدد المصابين مؤخراً إلى أكثر من 80 شخصاً بينهم 22 طفلاً.
ويضيف: «أسعفت الطواقم الطبية خلال اليومين الماضيين 3 أطفال تعرضوا لعضات كلاب، بينهم طفل (11 عاماً) كان قد تعرض لعضات كلب في قدمه تسببت بتهشيم عظامها، بعد أن هاجمته 3 كلاب بالقرب من مخفر مدينة عفرين، وجرى بعدها على الفور إسعافه وتقديم الإسعافات الأولية له وحقنه بمصل مضاد لداء الكلب وإخضاعه للعناية المركزة، فيما أسعف الأهالي خلال الساعات الماضية طفلة (9 سنوات) أيضاً تعرضت لعضات من كلب، وجرى إخضاعها للعناية الطبية، وتقديم كل الإسعافات الأولية والمصل المضاد، لإنقاذها من الموت».
وأشار إلى وفاة طفلين في الأسبوعين الماضيين، بعدما تأخر أهلهما بإسعافهما إلى المستشفيات، «وغالباً ما يكون سبب تأخر الأهالي هو الخجل... وهذا حتماً يهدد حياة المصاب بالموت». ولفت مسؤول في المجلس المحلي لمدينة عفرين، إلى أن المجالس المحلية في مدن عفرين وأعزاز وسجو والباب ومارع ومناطق أخرى، أطلقت حملة واسعة لمكافحة الكلاب الشاردة عبر إطلاق النار عليها ونقلها إلى أماكن بعيدة خارج المناطق المأهولة بالسكان ودفنها، فيما يجري العمل على حماية مخيمات النازحين عبر نشر دوريات ليلية واستهداف الكلاب التي تحاول الاقتراب منها.


مقالات ذات صلة

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

يوميات الشرق يشكو وحدة الحال (أدوب ستوك)

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

قال العلماء إنّ الأصوات التي يصدرها الدلفين «ديل» قد تكون «إشارات عاطفية» أو أصوات تؤدّي وظائف لا علاقة لها بالتواصل.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
يوميات الشرق بإمكان الجميع بدء حياة أخرى (أ.ب)

شبل الأسد «سارة» أُجليت من لبنان إلى جنوب أفريقيا لحياة أفضل

بعد قضاء شهرين في شقّة صغيرة ببيروت مع جمعية للدفاع عن حقوق الحيوان، وصلت أنثى شبل الأسد إلى محمية للحيوانات البرّية بجنوب أفريقيا... هذه قصتها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق الضوء الاصطناعي يهدد قدرة النحل على تلقيح المحاصيل (رويترز)

الضوء الاصطناعي يهدد نوم النحل

توصَّل الباحثون إلى أن الضوء الاصطناعي يمكن أن يعطل دورات النوم لدى نحل العسل، وهو ما يؤثر سلباً على دوره الحيوي بصفته مُلقحاً للنباتات والمحاصيل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق مهارة مذهلة (إكس)

فِيلة تُذهل العلماء... «ملكة الاستحمام» عن جدارة! (فيديو)

أذهلت فِيلةٌ آسيويةٌ العلماءَ لاستحمامها بنفسها، مُستخدمةً خرطوماً مرناً في حديقة حيوان ألمانية، مما يدلّ على «مهارة رائعة».

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق الجمهور يُحفّز الشمبانزي على أداء أفضل في المهمّات الصعبة (جامعة كيوتو)

الشمبانزي يُحسِّن أداءه عندما يراقبه البشر!

كشفت دراسة يابانية أن أداء الشمبانزي في المهمّات الصعبة يتحسّن عندما يراقبه عدد من البشر، وهو ما يُعرف بـ«تأثير الجمهور».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).