جدة: مبادرة «ثلاثة معا للفن» لدعم الفنانين بطباعة كتيباتهم

بحضور جمع من الفنانين والإعلاميين في فندق «حياة بارك»

جانب من حفل إطلاق مبادرة «ثلاثة معاً للفن» في جدة
جانب من حفل إطلاق مبادرة «ثلاثة معاً للفن» في جدة
TT

جدة: مبادرة «ثلاثة معا للفن» لدعم الفنانين بطباعة كتيباتهم

جانب من حفل إطلاق مبادرة «ثلاثة معاً للفن» في جدة
جانب من حفل إطلاق مبادرة «ثلاثة معاً للفن» في جدة

احتفل في مدينة جدة السعودية مساء السبت الماضي بإطلاق مبادرة لدعم الفنانين السعوديين على إصدار كتيبات لمعارضهم الفنية. وأطلق على المبادرة اسم «ثلاثة معا للفن» في حفل ضم دار المحترف السعودي، ومطابع السروات، وشركة الوعل للورق، وبحضور جمع من الفنانين والإعلاميين في فندق «حياة بارك» بجدة.
وبموجب مبادرة «ثلاثة معا للفن» تتشارك الدور الثلاثة بدعم الفنانين والمبدعين المحليين، حيث تقوم، «المحترف» بعملية التصميم، في حين تقوم «السروات» بأعمال الطباعة، أما «الوعل» فتساهم بأصناف مختارة من الورق لدعم الفنانين في إنتاج كتيبات معارضهم. وحضر الحفل منظمو أسبوع فن جدة (جو)، الفنان محمد بحراوي ونجلاء فلمبان ومن «أتيليه جدة» هشام قنديل ومن «كيوب أرت غاليري دبي» الفنانة لولوة الحمود، وعدد من الفنانين والإعلاميين.
وقال الفنان كميل حوا، صاحب فكرة المبادرة في كلمة افتتاح الحفل، إن «الشركات الثلاث تساهم عبر هذه المبادرة في دعم الفنانين الناشئين على وجه خاص في تصميم وتنفيذ وطباعة كتيبات معارضهم»، مضيفا أن المبادرة «بدأت فعليا قبل ثلاث سنوات بإصدار كتاب (فن الكلمة)، الذي حاولت فيه تجميع بعض أعمالي في فن تصميم الكلمة ثم مؤخرا تحدد التفكير في إطلاق المبادرة بشكل مدروس مع عبد العزيز الغامدي، مدير مطابع السروات وخالد الوعل صاحب شركة الوعل للورق الخاص للطباعة الفنية. وقررت الجهات الثلاث أن نساهم في دعم الفنانين».
وأضاف حوا: «إن ازدهار مدينة جدة هذه الأيام بكثير من المعارض ونجاح تظاهرة أسبوع فن جدة أسبوع الفن في جدة زاد من حماسنا للفكرة.. الأمر الذي دعانا لإطلاق المبادرة في هذا التوقيت».
من جهته أشار عبد العزيز الغامدي مدير مطابع السروات أن هذه المبادرة «مساهمة مهمة تدعم بها المطبعة الفنانين، خصوصا وأن مطبعة السروات تولت منذ سنوات طويلة عملية طباعة كتيبات وكروت الدعوات والبروشورات المصاحبة لمعارض الفنانين».
في حين قال خالد الوعل، مدير شركة الوعل للورق إن «هذه المبادرة فرصة جيدة لاطلاع الفنانين والجماهير على أنواع الأوراق الفاخرة التي نعمل على توفيرها في المملكة سواء للفنانين أو المهندسين المعماريين وغيرهم بما يتيح لهم إنجاز أعمالهم بشكل مرض ومشرف». فيما شكرت الفنانة لولوة الحمود الشركات الثلاث على مساندتهم لها في تصميم وتنفيذ وطبع الكتيب الخاص بمعرضها الأخير الذي أقيم في دبي.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».