أقدم سلحفاة في العالم تحتفل بعيد ميلادها الـ190

جوناثان عاصر أكثر من 30 حاكماً في جزيرة سانت هيلينا

جوناثان يعيش في جزيرة سانت هيلينا وهي محمية بريطانية قبالة الساحل الغربي لأفريقيا (غيتي)
جوناثان يعيش في جزيرة سانت هيلينا وهي محمية بريطانية قبالة الساحل الغربي لأفريقيا (غيتي)
TT

أقدم سلحفاة في العالم تحتفل بعيد ميلادها الـ190

جوناثان يعيش في جزيرة سانت هيلينا وهي محمية بريطانية قبالة الساحل الغربي لأفريقيا (غيتي)
جوناثان يعيش في جزيرة سانت هيلينا وهي محمية بريطانية قبالة الساحل الغربي لأفريقيا (غيتي)

يفضّل جوناثان التهام الحشائش في الحديقة أو أخذ حمام بارد أو النوم في ظلال الأشجار. جوناثان هو أقدم سلحفاة في العالم، حسبما أكدت رسمياً موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية. منذ القرن قبل الماضي يعيش جوناثان في جزيرة سانت هيلينا، وهي محمية بريطانية قبالة الساحل الغربي لأفريقيا. كرمز للجزيرة سيُجرى الاحتفال بعيد ميلاد جوناثان الـ190 هناك خلال الفترة من 2 إلى 4 ديسمبر (كانون الأول) 2022.
يعيش جوناثان، الذي ينتمي إلى نوع فرعي من سلاحف سيشيل العملاقة (Aldabrachelys gigantea hololissa)، مع ثلاث سلاحف عملاقة أخرى - ديفيد وفريد وإيما - في حديقة مقر حاكم سانت هيلينا، وهو مبنى من الحقبة الاستعمارية بُني على الطراز الجورجي في منطقة بركان خامد، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».
يقول المشرف على رعاية جوناثان، الطبيب البيطري جو هولينز، إن التزاوج مع إيما كان أحد الأنشطة المفضلة لجوناثان، ولكن مع تقدمه في السن أصبح جوناثان «رجلاً مسناً متمهلاً» يحب أن يسير في طريقه الخاصة.
يعيش جوناثان منذ عام 1882 في الجزيرة التي تبلغ مساحتها 121 كيلومتراً مربعاً ويقطنها نحو 4500 نسمة. وقبل نحو 60 عاماً من ميلاد جوناثان توفي هناك نابليون بونابرت الذي تم نفيه إلى سانت هيلينا.
كانت السلحفاة هدية للبريطاني السير ويليام جراي - ويلسون، الذي أصبح فيما بعد حاكماً لسانت هيلينا (1897 - 1890). ومنذ ذلك الحين يعيش جوناثان في حديقة المنزل، حيث رأى أكثر من 30 حاكماً يأتون ويذهبون.
http://<iframe width="560" height="315" src="https://www.youtube.com/embed/6YAXn5sZvjE" title="YouTube video player" frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen></iframe>
لا أحد يعرف تاريخ ميلاد جوناثان بالضبط، لكن رسالة تاريخية وصورة تثبتان أنه يبلغ من العمر 190 عاماً على الأقل. تُشير الرسالة التي كُتبَت في سنة وصوله إلى الجزيرة إلى أنه «حيوان مكتمل النمو»، وفي صورة تم التقاطها في الجزيرة بين عامي 1882 و1886 يمكن من قُطر الصدفة رؤية أن جوناثان كان كامل النمو بالفعل عند وصوله. ووفقاً للخبراء، فإن هذا يعادل الحد الأدنى لعمر السلاحف وهو 50 عاماً.
بحسب بيانات هولينز، يبلغ في الواقع متوسط العمر المتوقع لنوع جوناثان 150 عاماً، لكن جوناثان نفسه مُعمِّر. لعقود عديدة كانت السلاحف العملاقة تُعدّ طعاماً شهياً، خاصة بين البحارة. يقول هولينز، إن السلاحف كانت مغذية، ويسهل اصطيادها، ويمكن تكديسها بسهولة على سطح السفينة.

«رمز البقاء»
عاصر جوناثان منذ ميلاده - الذي يقدر الخبراء أنه كان في عام 1832 - حروباً عالمية، وتولي ثمانية ملوك العرش البريطاني، وتنصيب 40 رئيسا للولايات المتحدة، وطباعة أول طابع بريدي (1840)، وبناء أول ناطحة سحاب (1885) وإكمال برج إيفل (1887).
يقول هولينز «بالنسبة لنا، جوناثان هو رمز المثابرة والبقاء. لقد رأى الحروب والأوبئة تأتي وتذهب، والإمبراطوريات تنهض وتنهار، حتى لو لم يكن يعرف ذلك بنفسه... إنه يمنحنا الأمل في أن شيئاً ما يمكن أن يُعمّر على كوكبنا رغم وحشية البشرية».

يعتني هولينز بجوناثان، الذي يزن نحو 180 كيلوغراماً، منذ اثني عشر عاماً. يبلغ هولينز من العمر 65 عاماً، وهو ثلث عمر جوناثان فقط. يتأكد الطبيب البيطري من أن جوناثان يحصل على ما يكفي من الفيتامينات والمعادن والعناصر النزرة، ويقدم له طعامه المفضل مرة في الأسبوع: الخيار والخس والجزر والتفاح والموز والجوافة. يقول هولينز «أنا أحب جوناثان، ولكن فيما يتعلق بالحب المقابل، فأنا واقعي. إنه ينظر إلي فقط كرجل توصيل طعام».
أصبح جوناثان الآن أعمى وفقد حاسة الشم. يقول هولينز، إن سمعه في المقابل ممتاز. يتعرف جوناثان على مقدم الرعاية من خلال صوته ويستمتع عموماً بقضاء الوقت مع الناس. يقول هولينز، إنه عندما يسمع قدوم زوار، غالباً ما يأتي راكضا، ويسمح لك بمداعبته والتقاط صورة له، كما أنه يحب أصوات ملعب التنس المجاور، حيث كثيراً ما يقف جوناثان لفترة طويلة عند السياج ويستمع إلى الأصوات وصدى الكرات التي تضرب الأرض.
بالنسبة لسكان سانت هيلينا، أصبح جوناثان أيقونة؛ فهناك عملة من فئة 5 قروش تحمل صورته، مع نقش «جوناثان، السلحفاة العملاقة». جزء من الاحتفالات بعيد ميلاد جوناثان في ديسمبر (كانون الأول) سيكون إصدار طابع بريدي خاص به.
وقد خططت هيئة السياحة في سانت هيلينا لتنظيم فعاليات احتفالية بمناسبة عيد ميلاده على مدار ثلاثة أيام، ويمكن للزوار خلالها الحصول على شهادة تذكارية رسمية ببصمة جوناثان وموقّعة من الحاكم. من لا يتمكن من التواجد شخصياً، يمكنه الانضمام إلى الحديقة عبر البث المباشر للتعرف على حياة جوناثان اليومية. سيقوم هولينز بالطبع بإطعام جوناثان الخضراوات المفضلة لديه.


مقالات ذات صلة

مساعٍ عالمية لإيجاد «توازن» بين سلبيات ومزايا الذكاء الصناعي

يوميات الشرق مساعٍ عالمية لإيجاد «توازن» بين سلبيات ومزايا الذكاء الصناعي

مساعٍ عالمية لإيجاد «توازن» بين سلبيات ومزايا الذكاء الصناعي

في ظل النمو المتسارع لتطبيقات الذكاء الصناعي، تسعى حكومات دول عدة حول العالم لإيجاد وسيلة لتحقيق التوازن بين مزايا وسلبيات هذه التطبيقات، لا سيما مع انتشار مخاوف أمنية بشأن خصوصية بيانات المستخدمين. وفي هذا السياق، تعقد نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، اليوم (الخميس)، لقاءً مع الرؤساء التنفيذيين لأربع شركات كبرى تعمل على تطوير الذكاء الصناعي، بحسب وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية. في حين تدرس السلطات البريطانية تأثير «تشات جي بي تي» على الاقتصاد، والمستهلكين.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
لماذا تُعد العادات الصحية مفتاحاً أساسياً لإدارة أموالك؟

لماذا تُعد العادات الصحية مفتاحاً أساسياً لإدارة أموالك؟

يُعد النشاط البدني المنتظم والنظام الغذائي المتوازن والنوم الكافي من أكثر الممارسات الموصى بها للحفاظ على صحتك العامة. هذه العادات لها أيضاً تأثير إيجابي على أموالك الشخصية ومدخراتك بشكل عام. للوهلة الأولى، قد يكون من الصعب التعرف على الصلة بين العادات الصحية والأمور المالية الشخصية. ومع ذلك، هناك الكثير من القواسم المشتركة بين هذه المفاهيم. عندما تعتني بصحتك الجسدية والعقلية، فإنك تعزز أيضاً تطورك الشخصي والمهني.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم بريطانيا: روسيا تتبنى استراتيجية جديدة للضربات الصاروخية

بريطانيا: روسيا تتبنى استراتيجية جديدة للضربات الصاروخية

أفادت وكالات الاستخبارات البريطانية بأن أحدث هجمات صاروخية روسية تردد أنها قتلت 25 مدنيا في أوكرانيا، تشير إلى استراتيجية هجومية جديدة وغير تمييزية بشكل أكبر، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وقالت وزارة الدفاع في لندن في تغريدة اليوم (السبت): «اشتملت الموجة على صواريخ أقل من تلك التي استخدمت في الشتاء، ومن غير المرجح أنها كانت تستهدف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا». وأضافت الوزارة في أحدث تحديث استخباراتي أنه كان هناك احتمالية حقيقية أن روسيا حاولت أمس (الجمعة) الهجوم على وحدات الاحتياط الأوكرانية، وأرسلت مؤخرا إمدادات عسكرية. كانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت أمس، أنه تم شن سلسلة من الهجم

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ ميغان ماركل توقّع عقداً مع وكالة مواهب كبرى في هوليوود

ميغان ماركل توقّع عقداً مع وكالة مواهب كبرى في هوليوود

وقّعت ميغان ماركل، زوجة الأمير البريطاني هاري، عقداً مع وكالة مواهب كبرى تُمثّل بعض أكبر نجوم هوليوود، وفقًا للتقارير. سيتم تمثيل ميغان من خلال «WME»، التي لديها عملاء من المشاهير بمَن في ذلك ريهانا ودوين جونسون (ذا روك) ومات دامون. وأفاد موقع «فارايتي» الأميركي بأنه سيتم تمثيلها من قبل آري إيمانويل، الذي عمل مع مارك والبيرغ، ومارتن سكورسيزي، وتشارليز ثيرون، وغيرهم. يقال إن التطور يأتي بعد معركة طويلة لتمثيل الدوقة بين عديد من وكالات هوليوود. وتركيز ميغان سينصب على الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، وشراكات العلامات التجارية، بدلاً من التمثيل. وشركة «آرتشيويل» الإعلامية التابعة لميغان وهاري، التي

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة

مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
TT

موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة

مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)

وصلتْ إلى هاتف صاحبة السطور رسالة تعلن عودة أمسيات «مترو المدينة». كان كلُّ ما حول المتلقّية هولاً وأحزاناً، فبدا المُرسَل أشبه بشعاع. يبدأ أحد مؤسّسي «مترو» ومديره الفنّي، هشام جابر، حديثه مع «الشرق الأوسط» بترسيخ الفنون بوصفها احتمالاً للنجاة. ينفض عنها «مفهوماً قديماً» حصر دورها بالترفيه وتمضية الوقت، ليحيلها على ما هو عميق وشامل، بجَعْلها، بأصنافها وجمالياتها، مطلباً مُلحّاً لعيش أفضل، وحاجة لتحقيق التوازن النفسي حين يختلّ العالم وتتهدَّد الروح.

موسيقيون عزفوا للمحاربين في هذه الاستراحة (مترو المدينة)

في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أنار المسرح البيروتي أضواءه واستقبل آتين إلى سهراته المميّزة بفرادة الطابع والمزاج. أُريد للموسيقى خَلْق فسحة تعبيرية لاحتواء المَعيش، فتُجسّد أرضية للبوح؛ مُنجزةً إحدى وظائفها. تُضاف الوظيفة الأخرى المُمثَّلة بالإصرار على النجاة لمَنْح الآتي إلى الأمسية المُسمَّاة «موسيقى تحت النار» لحظات حياة. موسيقيون على البزق والدرامز والإيقاع والكمنجة... عزفوا للمحاربين في هذه الاستراحة. يُعلّق هشام جابر: «لم يكن ينقصنا سوى الغبار. جميعنا في معركة».

لشهر ونصف شهر، أُغلق «مترو». شمَلَه شلل الحياة وأصابته مباغتات هذه المرارة: «ألغينا برنامجاً افترضنا أنه سيمتدّ إلى نهاية السنة. أدّينا ما استطعنا حيال النازحين، ولمّا لمسنا تدهور الصحّة النفسية لدى المعتادين على ارتياد أمسيات المسرح، خطرت العودة. أردنا فسحة للفضفضة بالموسيقى».

لم يَسْلم تاريخ لبنان من الويل مما لقَّن أبناءه فنّ التجاوُز (مترو المدينة)

يُشبّه المساحة الفنية التي يتيحها «مترو» بـ«علبة خارج الزمن». ذلك لإدراكه أنّ لبنان امتهن الصعاب ولم يَسْلم تاريخه من الويل، مما لقَّن أبناءه فنّ التجاوُز. وامتهن اجتراح «العُلب»، وهي الفسحات الرقيقة. منها يُواجه أقداره ويُرمّم العطب.

استمرّت الحفلات يومَي 20 و21 الحالي، وسلّمت «موسيقى تحت النار» أنغامها لعرض سُمِّي «قعدة تحت القمر»، لا يزال يتواصل. «هذا ما نجيده. نعمل في الفنّ»، يقول هشام جابر؛ وقد وجد أنّ الوقت لا ينتظر والنفوس مثقلة، فأضاء ما انطفأ، وحلَّ العزفُ بدل الخوف.

يُذكِّر بتاريخ البشرية المضرَّج بالدماء، وتستوقفه الأغنيات المولودة من ركام التقاتُل الأهلي اللبناني، ليقول إنّ الحروب على مرّ العصور ترافقت مع الموسيقى، ونتاج الفنّ في الحرب اللبنانية تضاعف عمّا هو في السلم. يصوغ المعادلة: «مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس، موسيقى ونغمات وأمل». ذلك يوازي «تدليك الحالة»، ويقصد تليينها ومدّها بالاسترخاء، بما يُشبه أيضاً إخضاع جهاز لـ«الفرمتة»، فيستعيد ما تعثَّر ويستردّ قوةً بعد وهن.

أنار المسرح البيروتي أضواءه واستقبل آتين إلى سهراته المميّزة (مترو المدينة)

يتمسّك «مترو المدينة» بحقيقة أنّ الوقت الصعب يمضي والزمن دولاب. أحوالٌ في الأعلى وأحوال في الأسفل. هذه أوقات الشدائد، فيشعر الباحثون عن حياة بالحاجة إلى يد تقول «تمسّك بها»، ولسان يهمس «لا تستسلم». أتاح المسرح هذا القول والهَمْس، ففوجئ هشام جابر بالإقبال، بعد الظنّ أنه سيقتصر على معارف وروّاد أوفياء. يقول: «يحضر الناس لكسر الشعور بالعزلة. يريدون مساحة لقاء. بعضهم آلمته الجدران الأربعة وضخّ الأخبار. يهرعون إلى المسرح لإيجاد حيّز أوسع. ذلك منطلقه أنّ الفنّ لم يعد مجرّد أداة ترفيهية. بطُل هذا الدور منذ زمن. الفنون للتعافي وللبقاء على قيد الحياة. أسوةً بالطعام والشراب، تُغذّي وتُنقذ».

كفَّ عن متابعة المسار السياسي للحرب. بالنسبة إليه، المسرح أمام خيارَيْن: «وضع خطّة للمرحلة المقبلة وإكمال الطريق إن توقّف النار، أو الصمود وإيجاد مَخرج إن تعثَّر الاتفاق. في النهاية، المسارح إيجارات وموظّفون وكهرباء وتكاليف. نحاول أن يكون لنا دور. قدّمنا عروضاً أونلاين سمّيناها (طمنونا عنكم) ترافقت مع عرض (السيرك السياسي) ذائع الصيت على مسرحنا. جولته تشمل سويسرا والدنمارك وكندا...».

ترسيخ الفنون بوصفها احتمالاً للنجاة (مترو المدينة)

ويذكُر طفولة تعمَّدت بالنار والدخان. كان في بدايات تفتُّح الوعي حين رافق والده لحضور حفل في الثمانينات المُشتعلة بالحرب الأهلية. «دخلنا من جدار خرقته قذيفة، لنصل إلى القاعة. اشتدّ عودنا منذ تلك السنّ. تعلّقنا بالحياة من عزّ الموت. لبنان حضارة وثقافة ومدينة وفنّ. فناء تركيبته التاريخية ليست بهذه البساطة».

يرى في هذه المحاولات «عملاً بلا أمل». لا يعني إعلان اليأس، وإنما لشعورٍ بقسوة المرحلة: «يخذلني الضوء حيال الكوكب بأسره، ولم يعُد يقتصر غيابه على آخر النفق. حين أردّد أنني أعمل بلا أمل، فذلك للإشارة إلى الصعوبة. نقبع في مربّع وتضيق بنا المساحة. بالفنّ نخرج من البُعد الأول نحو الأبعاد الثلاثة. ومن الفكرة الواحدة إلى تعدّدية الأفكار لنرى العالم بالألوان. كما يُحدِث الطبيب في الأبدان من راحة وعناية، يحتضن الفنّ الروح ويُغادر بها إلى حيث تليق الإقامة».