بري وميقاتي يحركان «الجمود الرئاسي»: جلسات لتسيير القضايا الملحة

في ظل خلافات حول طريقة عمل الحكومة اللبنانية والبرلمان في مرحلة «الفراغ»

TT

بري وميقاتي يحركان «الجمود الرئاسي»: جلسات لتسيير القضايا الملحة

في خضم استمرار الخلافات حول كيفية مقاربة مرحلة الفراغ الرئاسي وتحديداً لجهة عمل مجلس النواب واعتبار البعض أنه يجب أن يتحول فقط إلى هيئة ناخبة، وحدود مهام وصلاحيات حكومة تصريف الأعمال، يتجه كل من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري لخرق الجمود عبر الدعوة إلى جلسات تطرح فيها قضايا طارئة، وهو ما لا يبدو أنه سيواجه رفضاً من قبل معظم الكتل ولا سيما تلك التي كانت تعارض هذا الأمر.
وفيما يتوقع أن يدعو ميقاتي إلى جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل لإقرار مستحقات المستشفيات التي هددت بالتوقف عن استقبال المرضى، دعا أمس رئيس البرلمان نبيه بري إلى جلسة تعقد الأربعاء المقبل لدرس اقتراح وادعاء الاتهام في ملف الاتصالات.
ويأتي ذلك في ظل رفض «التيار الوطني الحر» المؤيد للرئيس السابق ميشال عون انعقاد جلسات لحكومة تصريف الأعمال كما رفض القول إن مهام رئيس الجمهورية تنتقل إلى الحكومة الحالية في مرحلة الفراغ الرئاسي على اعتبار أنها «حكومة تصريف أعمال وليست كاملة الصلاحيات»، مقابل معارضة كتل عدة، ولا سيما المسيحية منها عقد جلسات تشريعية، منطلقة في ذلك من الدستور الذي يعتبر البرلمان في هذه المرحلة هيئة ناخبة وليس هيئة اشتراعية وبالتالي عليه الشروع فوراً بانتخاب رئيس ومن ثم يعود إلى وظيفته التشريعية والرقابية.
ويفترض أن تبحث جلسة البرلمان الأربعاء المقبل، في قضية عمرها سنوات مرتبطة بالاختلاس في قطاع الاتصالات، وذلك بعد إحالة النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات بواسطة وزير العدل طلباً إلى البرلمان للنظر في مضمون التحقيقات التي يجريها القضاء في ملف الاتصالات. وكانت قد عقدت الهيئة المشتركة المؤلفة من مكتب المجلس ولجنة الإدارة والعدل، اجتماعاً للتداول والنظر بها وقد تمت إحالتها إلى الهيئة العامة للمجلس حيث وزّعت على النواب، وسنداً لقانون أصول المحاكمات، وقعت عريضة من قبل 25 نائباً (خمس عدد النواب) تقدموا بطلب اتهام ثلاثة وزراء سابقين هم، بطرس حرب وجمال الجراح ونقولا صحناوي، على أن يأخذ البرلمان قراراً بشأنها لجهة الملاحقة أو صرف النظر عنها.
وتضع مصادر نيابية في كتلة «التنمية والتحرير»، التي يرأسها بري، جلسة الأربعاء في خانة العمل الرقابي الذي يفترض أن يقوم به مجلس النواب، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «الجميع ينادي بمكافحة الفساد ولا نعتقد أن هناك خلافاً حول هذا الأمر والكل يجب أن يكون أمام مسؤولياته في هذا الموضوع».
وعما إذا كانت هذه الجلسة ستشكل بداية لعقد جلسات تشريعية، تذكر المصادر بأن هناك مشاريع قوانين على طاولة اللجان المشتركة، وتقول: «عندما تصبح جاهزة لا بد أن تتم الدعوة لعقد جلسة للبرلمان لا سيما في القضايا الملحة المرتبطة بتسيير أمور الناس».
ولا تختلف مقاربة كل من الحزب «التقدمي الاشتراكي» وحزب «القوات اللبنانية» لجلسات الحكومة والبرلمان، علماً بأن الأخير كان من أبرز الرافضين لعقد جلسات تشريعية في ظل الفراغ الرئاسي.
وفي هذا الإطار، يقول النائب في «القوات» بيار أبو عاصي، لـ«الشرق الأوسط»: «سيجتمع التكتل للبحث في الدعوة لجلسة الأربعاء ويعلن عن موقفه، لكن في المبدأ العام، الجلسة هي جلسة مساءلة لحماية المال العام ولا نعتبرها جلسة تشريعية، مع تأكيدنا أن المتهم يبقى بريئاً إلى أن تثبت إدانته.
وعن موقفهم من جلسة حكومة تصريف الأعمال، إذا عقدت، رغم عدم تمثيل «القوات» في مجلس الوزراء، يقول أبو عاصي: «في المبدأ العام حكومة تصريف الأعمال يجب ألا تجتمع، وسنطرح حلولاً انطلاقاً من موقعنا في البرلمان، لكن عندما يكون الأمر مرتبطاً بقضايا ملحة، ويكون ضرر عدم الاجتماع أكبر من الاجتماع على المنفعة العامة، كقضية المستشفيات وغيرها، عندها لا يمكن معارضته».
ولا تختلف وجهة نظر «الاشتراكي» عن «القوات»، حيث يقول النائب في «اللقاء الديمقراطي» ورئيس لجنة الصحة النيابية بلال عبد الله الذي كان حاضراً أول من أمس في «اللقاء الصحي» مع ميقاتي بمشاركة وزير الصحة فراس الأبيض ونقيب المستشفيات سليمان هارون للبحث في مستحقات المستشفيات التي هددت بالإقفال بعد أسبوع: «طلبنا من ميقاتي عقد جلسة لصرف مستحقات المستشفيات أو حل المشكلة عبر ما يعرف بمرسوم جوال، ووعدنا خيراً، مرجحاً أن يدعو إلى جلسة الأسبوع المقبل». ويؤكد عبد الله لـ«الشرق الأوسط»: «إذا حصل الفراغ في الرئاسة لا يعني ذلك أن يموت لبنان، هناك مؤسسات دستورية يجب أن تعمل لإدارة شؤون الناس بعيداً عن الكيدية السياسية التي يعتمدها البعض والضغوط التي تمارس على الرئاسة الثالثة»، ويؤكد: «ما نطالب به ليس تعيينات ولا قرارات مرتبطة بمحاصصة من هنا وهناك، إنما بقرارات متعلقة بحياة الناس اليومية بغض النظر عن طائفتهم ومذهبهم».
وما يتحدث عنه عبد الله بالنسبة إلى جلسات الحكومة، ينطبق وفق تأكيده على جلسات البرلمان التشريعية مع اعتباره أن جلسة الأربعاء ليست تشريعية، ويؤكد: «هناك أيضاً قرارات على البرلمان اتخاذها لتسيير أمور الناس ولا يمكن لأحد الوقوف بوجهها لا سيما في ظل الأوضاع المعيشية والحياتية الصعبة التي يعيشها المواطنون».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

العراق يرحب بإلغاء «تفويض القوة» الأميركي

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره العراقي فؤاد حسين في واشنطن أبريل 2025 (إعلام حكومي)
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره العراقي فؤاد حسين في واشنطن أبريل 2025 (إعلام حكومي)
TT

العراق يرحب بإلغاء «تفويض القوة» الأميركي

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره العراقي فؤاد حسين في واشنطن أبريل 2025 (إعلام حكومي)
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره العراقي فؤاد حسين في واشنطن أبريل 2025 (إعلام حكومي)

ألغى «الكونغرس» الأميركي تفويض استخدام القوة العسكرية ضد العراق. وذكرت وزارة الخارجية العراقية أن القرار تاريخي و«يعزز احترام السيادة»، في حين عَدّ مستشار حكومي أن العلاقة بين البلدين انتقلت من الصراع إلى الشراكة.

وأقرّت الولايات المتحدة، مساء الأربعاء، مشروع قانون موازنة الدفاع الوطني بقيمة 901 مليار دولار، وجرت إحالته إلى الرئيس دونالد ترمب، ويتضمن فقرة تُلغي تفويض استخدام القوة العسكرية ضد العراق. واستمرت هذه الصلاحيات لفترة طويلة، على الرغم من تغيّر الظروف الأمنية والسياسية بالمنطقة. وجاءت مصادقة المجلس بأغلبية 77 صوتاً مؤيداً، مقابل 20 صوتاً معارضاً على موازنة الدفاع السنوية للبلاد. ومن أهم الفقرات في مشروع القانون الحساس هذا هو الإلغاء الرسمي لـ«تفويض استخدام القوة العسكرية (AUMF)» الذي مُنح للحكومة الأميركية في عاميْ 1991 و2002 لحربَي الخليج والعراق.

وأعربت وزارة الخارجية، في بيان صحافي، عن ترحيبها بـ«التصويت التاريخيّ للكونغرس، بمجلسي النوّاب والشيوخ، على إلغاء تفويضَي استخدام القوّة العسكريّة ضدّ العراق لعاميْ 1991 و2002، وتتطلّع الوزارة إلى مصادقة الرئيس دونالد ترمب على مشروع القانون».

وبيّنت أن «استكمال مراحل إلغاء تفويضي استخدام القوّة العسكريّة المذكوريْن، اللذين مضى عليهما أكثر من ثلاثين عاماً، يشير إلى تغيّر قناعات المشرّعين الأميركيين لعددٍ من الاعتبارات الداخليّة والخارجيّة».

مبنى الكونغرس الأميركي في واشنطن (رويترز-أرشيفية)

وأضافت أن «هذا الإلغاء يُعد نقطةَ تحول جوهريّة في تغيير الطابع القانونيّ للعلاقة بين البلدين، ويؤسّس لشكلٍ جديدٍ من العلاقات قائمٍ على احترام سيادة العراق وإنهاء إرث الحرب، فضلاً عن تعزيز إطار الشراكة الاستراتيجيّة، بما يبعث رسالة إلى المجتمع الدولي مفادها أنّ العراق أصبح بيئةً آمنةً وجاذبةً للاستثمار».

وأكدت الوزارة أن «إلغاء تفويضي استخدام القوة العسكريّة لا يقوّض جهود مكافحة الإرهاب، إذ إن تفويض استخدام القوّة العسكريّة لعام 2001، الخاصّ بمكافحة الإرهاب والصادر عقب أحداث 11 سبتمبر (أيلول)، لمواجهة تهديدات (تنظيم القاعدة) والتنظيمات الإرهابيّة الأخرى المرتبطة به، لا يزال نافذاً».

وشددت الوزارة على «التزام حكومة جمهوريّة العراق بتعزيز العلاقات الثنائيّة بما يسهم في بناء شراكةٍ طويلة الأمد تخدم مصالح البلدين الصديقين وتدعم استقرار منطقة الشرق الأوسط».

من الصراع إلى الشراكة

بدوره، أكد مستشار رئيس الوزراء للشؤون الخارجية، فرهاد علاء الدين، الخميس، أن قرار الولايات المتحدة إلغاء التفويض باستخدام القوة ضد العراق يؤكد أن البلاد، اليوم، ذات سيادة كاملة ويعني انتقال العلاقة من «الصراع» إلى «الشراكة»، وفق وكالة «شفق نيوز».

وقال علاء الدين إن «القرار يمثّل تحولاً واضحاً في طبيعة العلاقة بين بغداد وواشنطن، من منطق الصراع والمواجهة إلى منطق الشراكة والتعاون القائم على الاحترام المتبادل».

وأضاف أن «القرار على الصعيد الأمني يعزز مبدأ السيادة الوطنية، ويدعم الاستقرار السياسي، ويكرّس مسار العلاقة الطبيعية بين العراق والولايات المتحدة، بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة».

مهمة سافايا

على الصعيد السياسي، كتب مارك سافايا، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب، على منصة «إكس»، الخميس، أنه التقى عضو الكونغرس الأميركي جو ويلسون، وكان «اجتماعاً رائعاً».

ويتردد في أوساط سياسية عراقية أن سافايا يستعد لزيارة العراق مع وفد يمثل مؤسسات حكومية أميركية، في مهمةٍ تهدف إلى عزل العراق عن النفوذ الإيراني في المنطقة، كما يقول المبعوث الأميركي.

ونشر النائب الأميركي جو ويلسون صورةً جمعته بمبعوث ترمب، وهما يحملان العَلم العراقي، في حين ظهر وراءهما العَلم الأميركي، وإلى جانبه العَلم السوري الجديد.

وقال سافايا، في منشوره: «سنجعل العراق عظيماً مرة أخرى».

من جهته، كتب ويلسون، على منصة «إكس»، أنه «يتطلع بشغفٍ للعمل مع المبعوث الخاص من أجل تحقيق الازدهار للعراق وتحريره من إيران»، مشيراً إلى أنه «لا يوجد مَن هو أجدر منه للعمل على هذه القضية لصالح الرئيس ترمب».


مصير الانتخابات النيابية اللبنانية معلّق على لائحة الانتظار الدولي

لبنانية ترفع إصبعها بعد اقتراعها بالانتخابات المحلية في بيروت 2025 (إ.ب.أ)
لبنانية ترفع إصبعها بعد اقتراعها بالانتخابات المحلية في بيروت 2025 (إ.ب.أ)
TT

مصير الانتخابات النيابية اللبنانية معلّق على لائحة الانتظار الدولي

لبنانية ترفع إصبعها بعد اقتراعها بالانتخابات المحلية في بيروت 2025 (إ.ب.أ)
لبنانية ترفع إصبعها بعد اقتراعها بالانتخابات المحلية في بيروت 2025 (إ.ب.أ)

يترقب اللبنانيون بفارغ الصبر ما سيؤول إليه اللقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، في 29 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، لمعرفة ما إذا كان الضغط الأميركي لاعتماد الحل الدبلوماسي مع سوريا سينسحب على لبنان، أم أن تل أبيب ستكون طليقة اليد لتوسعة الحرب استباقاً لنهاية العام الحالي، وهو الموعد المحدد لإتمام الجيش سيطرته على كامل جنوب الليطاني، تمهيداً لاستكمال تطبيق حصرية السلاح بيد الدولة بدءاً من شماله.

وفي ظلّ ذلك الترقّب، واصل الجانب الإسرائيلي ضغطه بالنار لتمرير رسالة للاجتماع التحضيري الذي استضافته باريس، الخميس، للمؤتمر الدولي الخاص بتوفير الدعم للمؤسسات العسكرية والأمنية اللبنانية، ومن خلاله للجنة الـ«ميكانيزم» في اجتماعها المنتظر في الناقورة الجمعة، وعلى جدول أعمالها تقييم ما أنجزه الجيش في مرحلته الأولى من الخطة التي وضعتها قيادته وتبنّتها الحكومة.

رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام يُشير بيده أثناء حديثه خلال اجتماع مع وفد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (أ.ف.ب)

في هذه الأثناء، بات التأجيل التقني لإجراء الانتخابات النيابية يتقدم بخطوات حثيثة، على إنجازها في موعدها في ربيع 2026، في موازاة تصاعد الحديث عن احتمال التمديد للبرلمان الحالي لسنتين على الأقل، وإن كان العائق لتحقيق ذلك يكمن في إيجاد من يتزعّم الدعوة لوضعه موضع التنفيذ، ومن يتحمّل مسؤولية عدم التقيد بالمواعيد الدستورية، كون الانتخابات تشكل محطة، من وجهة نظر المجتمع الدولي، لإحداث تغيير في البرلمان يؤدي لتقليص نفوذ «حزب الله»، ترجمةً لتراجع «محور الممانعة» بقيادة إيران في الإقليم.

شبه إجماع على التأجيل التقني

والتأجيل التقني للانتخابات، يكاد تجمع عليه معظم الكتل النيابية، في مقابل التمديد الذي لا يزال موضع تداول همساً وتحت الطاولة، لأن أحداً من الكتل النيابة، لا يملك الجرأة للمطالبة به أمام المحازبين... ورغم أن استكمال تطبيق حصرية السلاح بيد الدولة يتقدم على إجراء الانتخابات النيابية، كما تقول مصادر سياسية بارزة لـ«الشرق الأوسط»، استناداً لما لمسه معظم المعنيين بإنجاز الاستحقاق النيابي في موعده في لقاءاتهم مع الموفدين الدوليين إلى بيروت، فإن هؤلاء يتطرقون إلى مسألة التأجيل التقني عرضاً مبدين تفهمهم لمؤيديه بذريعة أنه ضرورة لاحترام المهل الدستورية، بدءاً بتوجيه الدعوات للهيئات الناخبة للاشتراك في العملية الانتخابية.

ولفتت المصادر إلى أن هؤلاء الموفدين، وإن كانوا يحرصون في لقاءاتهم على الاستفسار عن الأسباب التي تؤخر التوافق على قانون الانتخاب الذي ستجري على أساسه الانتخابات، فإنهم في المقابل يحتفظون لأنفسهم بكلمة السر، ويكتفون بأخذ العلم بتعدد الآراء في هذا الخصوص، من دون أن يحسموا موقفهم منها، سلباً أو إيجاباً.

دفع دبلوماسي لإجراء الانتخابات

وقالت إن المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى بيروت، جان إيف لودريان، في زيارته الأخيرة، شدد في لقاءاته على وجوب إجراء الانتخابات، وإن كان قد تحدث موحياً بأن الأولوية تبقى لتطبيق حصرية السلاح، وتوفير الأجواء لإتمامها بنزع سلاح «حزب الله» لرفع الضغوط عن اللبنانيين بعيداً عن تدخل الحزب لتجديد شرعيته في الشارع الشيعي.

الرئيس اللبناني جوزيف عون (يمين) مجتمعاً مع المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان يوم 8 ديسمبر في قصر بعبدا الرئاسي وإلى جانبه السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه مارغو (الرئاسة اللبنانية)

كما أكدت أن السفير الأميركي لدى لبنان، ميشال عيسى، ليس بعيداً عن موقف لودريان. وقالت إن الاستحقاق النيابي بات محكوماً بالتوافق على تأجيله لشهرين أو أكثر لدواعٍ تقنية، وهذا يبقى معلقاً على قرار يُتخذ في الداخل، لكن التمديد للبرلمان بحاجة إلى قرار خارجي بـ«تطنيش» المجتمع الدولي عن ممارسة الضغط لمنعه، وبالتالي توفير الغطاء السياسي لترحيل الانتخابات لأمد بعيد، لأن القوى المحلية لا تملك الجرأة السياسية لمواجهة اللبنانيين الذين يتحضرون للمشاركة في السباق الانتخابي لإحداث تغيير في ميزان القوى بانتخاب مجلس نيابي جديد، يأخذ على عاتقه إخراج لبنان من التأزم الذي يرفع من منسوب تردي أوضاعهم المعيشية والاقتصادية.

قتال سياسي لإجراء الانتخابات

ورأت المصادر نفسها، أن رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون ومعه رئيس الحكومة نواف سلام، يقاتلان سياسياً لإجراء الانتخابات في موعدها، وهما لا يمانعان تأجيلها تقنياً بذريعة أن انقضاء المهل لم يعد يسمح بإنجازها في موعدها، نظراً لأن القانون الذي ستجري على أساسه بحاجة إلى تعديل، سواء بالنسبة للقانون النافذ الذي يتمسك به رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ويصر بموجبه على إجراء الانتخابات بلا أي تأخير في موعدها، أو الذي يطالب به خصومه بدعوتهم لاعتماد مشروع القانون المعجل الذي أحالته الحكومة على البرلمان وينص على شطب المادتين 112 و122 من القانون الحالي، بما يسمح للمغتربين بالاقتراع من مقر إقامتهم لـ128 نائباً، بخلاف ما نص عليه القانون النافذ.

واستغربت المصادر ما أخذ يشيّعه البعض بأن سلام يراهن على تأجيل الانتخابات لتمديد عمر حكومته، لأنها ستُعتبر مستقيلة فور إجراء الانتخابات. وسألت ما المانع من إحراجه بإتمامها في موعدها؟وبالتالي، فإن الكرة الآن في ملعب البرلمان بغياب التوافق على تسوية حول القانون الذي هو من صلاحية السلطة التشريعية، والهروب إلى الأمام لن يبدّل من واقع الحال، والدور المطلوب من المجلس النيابي في هذا الخصوص.

لائحة الانتظار الدولية

لذلك، فإن المبارزة بين الكتل حول القانون لا تعفيها من مسؤوليتها التشريعية بالتوافق على تسوية لإخراج التعديلات من التجاذبات التي بلغت ذروتها مع مواصلة رئيس حزب «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، حملاته على الرئيس بري، متهماً إياه بوضع يده على البرلمان، سيما وأنها اتسمت أخيراً بطابع التحدي، فيما مصادر نيابية محسوبة على «الثنائي الشيعي» تتعامل مع هجومه، من زاوية أنه يشد عصبه في الشارع المسيحي بتأييده لاقتراع المغتربين لـ128 نائباً لحشر خصمه رئيس «التيار الوطني الحر»، النائب جبران باسيل، الذي هو على توافق مع «الثنائي الشيعي».

لكن الجلسة التشريعية أدت إلى خلط الأوراق، فالنصاب القانوني لانعقادها لم يكن ليتأمن لو لم تشارك فيها كتلتا «اللقاء الديمقراطي» برئاسة رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي»، تيمور وليد جنبلاط، و«الاعتدال الوطني»، واللتان هما على تفاهم مع خصوم بري في مسألة اقتراع المغتربين من مقر إقامتهم لـ128 نائباً، لكن خلافهما مع جعجع يكمن في أنهما لا يقاطعان الجلسات النيابية المخصصة للتشريع.

وعليه، فإن مصير إجراء الانتخابات سيبقى مدرجاً على لائحة الانتظار المحكومة بالحراك الدولي الذي له اليد الطولى في حسم مصيرها، بإنجازها في موعدها أو ترحيلها إلى موعد آخر، انطلاقاً من أن القرار في كلتا الحالتين، هو في يد الخارج، فيما العامل الداخلي ليس في الموقع المقرِّر الذي يسمح له بحسمها، ويبقى دوره معلقاً على تأجيلها تقنياً.


إصابة 3 فلسطينيين بنيران إسرائيلية في قطاع غزة

فلسطينيون يسيرون في شارع محاط بمبانٍ دُمّرت خلال العمليات الجوية والبرية الإسرائيلية في مدينة غزة، 17 ديسمبر 2025 (أ.ب)
فلسطينيون يسيرون في شارع محاط بمبانٍ دُمّرت خلال العمليات الجوية والبرية الإسرائيلية في مدينة غزة، 17 ديسمبر 2025 (أ.ب)
TT

إصابة 3 فلسطينيين بنيران إسرائيلية في قطاع غزة

فلسطينيون يسيرون في شارع محاط بمبانٍ دُمّرت خلال العمليات الجوية والبرية الإسرائيلية في مدينة غزة، 17 ديسمبر 2025 (أ.ب)
فلسطينيون يسيرون في شارع محاط بمبانٍ دُمّرت خلال العمليات الجوية والبرية الإسرائيلية في مدينة غزة، 17 ديسمبر 2025 (أ.ب)

أصيب ثلاثة مواطنين فلسطينيين، اليوم الخميس، برصاص القوات الإسرائيلية في خان يونس ومدينة غزة.

وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية «وفا»، أن «مواطنَين أصيبا بجروح برصاص الاحتلال في بلدة بني سهيلا شرقي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة».

وأضافت أن «فتى أصيب برصاص الاحتلال شرق حي التفاح شرق مدينة غزة».

ووفق الوكالة، «بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي 395 شهيداً، و1088 مصاباً، وجرى انتشال 634 جثماناً».

إصابة جندي إسرائيلي

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي عن إصابة جندي من قوات الاحتياط بجروح طفيفة في وقت سابق من يوم الخميس، جراء رصاصة طائشة أُطلقت من خارج منطقة سيطرة عملياته في شمال قطاع غزة.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنه نقل الجندي المصاب إلى المستشفى لتلقي العلاج.