بينما أطلقت الكاتبة والفنانة المصرية سهير شكري عنوان «امرأة لا تطل من النافذة» على إحدى مجموعاتها القصصية، فإن الفيلم التسجيلي القصير الذي يسرد مشوارها وتجربتها ما بين التمثيل والكتابة يحمل عنوانا لا يتضمن نفياً بل يحمل تأكيداً على إطلالتها المشرقة من النافذة، وهو «امرأة تطل من النافذة»، الذي فاز أخيراً بالجائزة الفضية من الملتقى الدولي للأفلام الوثائقية «سيدي محمد بن عودة» في دورته الثانية في الجزائر.
وأعربت مخرجة الفيلم مروة الشرقاوي، في تصريحات صحافية، عن «سعادتها الكبيرة بهذا التتويج من مهرجان عربي كبير»، وأشارت إلى أن «فيلمها شارك في مهرجانات سينمائية دولية عدّة، ومنها مهرجان الفيلم التسجيلي في تونس، ومهرجان أفلام المرأة في الأردن، كما شارك في مهرجان يوسف شاهين للأفلام الروائية والتسجيلية القصيرة في مصر».
الكاتبة سهير شكري على فيسبوك
ويتناول الفيلم سيرة حياة الكاتبة والفنانة سهير شكري التي انقطعت فترة كبيرة عن حياتها الفنية والأدبية، لكنها عادت مرة أخرى إلى الكتابة بعد خروجها إلى سن المعاش، لتحقق أحلامها من جديد، حيث إنها ترى أن الأحلام لا تنتهي أبدا، وهي الفكرة الرئيسية التي يتبناها الفيلم، حيث يركز العمل على كيفية استكمال شكري مشوارها رغم الانكسارات التي تعرضت لها في حياتها.
وشكري، أديبة وممثلة مصرية من كفر الشيخ (دلتا مصر)، بدأت حياتها في أكثر من عمل مسرحي ضمن مهرجان هيئة قصور الثقافة عام 1966 لتنال وقتها جائزة أحسن ممثلة مسرحية، وشاركت في فيلم «ألف رحمة ونور».
وبدأت سهير شكري الكتابة السردية عام 2009، فأنتجت رواية «كفر السحلية» وخمس مجموعات قصصية (وما زلت أنام جالسة - أحلام الأفق الغائم - إلا الآن - بهجة مراوغة - امرأة لا تطل من النافذة). وكانت قبلها قد تفرغت للفن التشكيلي لمدة ثلاثة أعوام من 2006 إلى 2009 حيث شاركت في العديد من معارض الفن التشكيلي، بحسب الكاتب منير عتيبة، الذي وصفها في مقال سابق له قائلاً: «هي امرأة لا تركن إلى ما أوتيت من موهبة فقط، بل تقرأ وتناقش وتتعلم وتجود، لتنتقل قصصها من الحدوتة إلى اللعب بالتقنية القصصية، ومن سرد
الواقع اليومي كما هو، إلى الغوص في أعماق المشاعر الإنسانية في تفاعلها مع هذا الواقع لتنتج فناً متميزاً يمس وجدان القارئ وعقله ويمتع ذائقته الفنية».
ويلفت عتيبة إلى أن «هذه السيدة ترمّلت وهي في الأربعين من عمرها، ولم يكن الترمل هو المأساة الوحيدة في حياتها، بل كذلك سنوات مرض زوجها بمرض خبيث، وولادة ابن ضعيف المناعة. فكانت تعيش في محافظة كفر الشيخ، وتعمل في مدينة المحلة، قبل أن تفقد الزوج، وبعده بقليل الابن. فعاشت لابنتها الوحيدة وعملها. وبمجرد خروجها إلى المعاش عادت إلى الإسكندرية وكأنها تعود إلى الحياة...».
وتُقدّم شكري في مجموعتها القصصية «امرأة لا تطل من النافذة» 12 قصة قصيرة تعزف كلها على لحن الوحدة بنغمات الفقد والذكرى، وكأنها تقدم حكايات العمر كله بهذا العدد من القصص، وسنة قصصية تمثل عمراً كاملاً من الاغتراب والاشتياق.
الجدير بالذكر أن المخرجة مروة الشرقاوي، سبق لها إخراج العديد من الأفلام الروائية القصيرة والوثائقية التي شاركت في مهرجانات سينمائية دولية متنوعة، فقدمت فيلم «عزيزتي ورد»، و«مدينة الدهب»، و«رحلة سعيدة»، و«امرأة تطل من النافذة»، وأخيراً «أحلام منسية»، الذي نالت عنه جوائز عدّة من بينها تنويه خاص في الدورة الـ 19 من مهرجان الفيلم في المكسيك، وحصلت أيضاً عنه على جائزة أفضل مخرجة، بالإضافة إلى حصوله على تنويه خاص من لجنة تحكيم مهرجان الأفلام الطويلة بمقدونيا. كما فازت مروة أخيراً بجائزة لجنة التحكيم من مهرجان الباطنة السينمائي الدولي بعمان عن فيلمها «حواديت إيكنجي».
بوستر فيلم "امرأة تطل من النافذة"