ما دلالة إطلاق أسماء وزراء وقضاة على محاور جديدة بمصر؟

أثار إعلان وزارة العدل المصرية، موافقة الرئيس عبد الفتاح السيسي على «إطلاق اسم المستشار عبد المجيد محمود، النائب العام الأسبق، على أحد المحاور الجديدة»، تساؤلات حول دلالة إطلاق أسماء وزراء وقضاة وفنانين على المحاور والطرق وبعض الشوارع ومحطات مترو الأنفاق في مصر، التي يحمل الكثير منها أسماء شخصيات عامة من مجالات مختلفة.
وقالت وزارة العدل المصرية، في بيان صحافي، الأربعاء، إن «السيسي وافق على إطلاق اسم المستشار عبد المجيد محمود، على محور جديد يجري تنفيذه بمنطقة المقطم بشرق القاهرة»، واعتبرت الوزارة أن القرار يعد «تكريماً لرمز كبير من الرموز القضائية المصرية».
بدوره، اعتبر النائب العام الأسبق قرار إطلاق اسمه على المحور الجديد بمثابة «تكريم لجموع قضاة مصر»، وقال محمود، في تصريحات لصحف محلية، إن «القرار ولّد لديه شعوراً جميلاً وفخراً واعتزازاً ببلده».
وحصل محمود في مارس (آذار) 2013 على حكم من محكمة استئناف القاهرة، بإلغاء قرار الرئيس الراحل محمد مرسي، بعزله من منصبه، وهو القرار الصادر إثر اعتراض النائب العام الأسبق، والعديد من القضاة على الإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي، المنتمي لتنظيم «الإخوان»، في 21 نوفمبر (تشرين الثاني)، خلال فترة حكم التنظيم، الذي صنفته القاهرة لاحقاً «إرهابياً».
واتجهت مصر، مؤخراً، إلى إطلاق أسماء قضاة ووزراء سابقين وفنانين وشخصيات عامة على عدد من محاور الطرق الجديدة التي يجري تنفيذها، فضلاً عن الشوارع والميادين ومحطات المترو، ومن بينهم المشير حسين طنطاوي، وزير الدفاع الأسبق، والمهندس حسب الله الكفراوي، وزير الإسكان الأسبق.
وقامت مصر بإطلاق اسم المستشار هشام بركات، النائب العام الأسبق، على ميدان رابعة العدوية «شرق القاهرة»، وهو الميدان الذي ارتبط باعتصام تنظيم «الإخوان»، وتعرض بركات للاغتيال في 29 يونيو (حزيران) عام 2015 عن طريق سيارة مفخخة استهدفته خلال توجه موكبه من مسكنه بحي مصر الجديدة إلى مقر عمله بدار القضاء العالي، وسط القاهرة.
واعتبر المستشار أحمد عبد الرحمن، النائب الأول السابق لرئيس مجلس القضاء الأعلى، قرارات إطلاق أسماء قضاة على محاور الطرق بمثابة «طريقة من الدولة لتكريم قضاتها والإعراب عن تقديرها لدورهم»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «إطلاق اسم المستشار عبد المجيد محمود على محور جديد، ومن قبله المستشار هشام بركات، والعديد من القضاة يحمل دلالات مفادها أن الدولة حريصة على الاعتراف بفضل قضاتها ودورهم في إرساء دعائم العدل بين الناس، وهو توجه جديد ينعكس إيجابياً على جموع القضاة».
وتضمنت أسماء الشخصيات العامة الذين تم إطلاق أسمائهم على محاور أو شوارع وميادين، مجالات مختلفة ما بين مفكرين وفنانين، منهم الفنان الراحل سمير غانم الذي تم إطلاق اسمه على أحد كباري محور يحمل اسم الرئيس الأسبق محمد نجيب بشرق القاهرة، كما تم إطلاق اسم اللواء عمر سليمان على كوبري بمحور يحمل اسم جمال عبد الناصر بمنطقة القاهرة الجديدة، وبنفس المنطقة تم إطلاق اسم الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي على أحد الكباري، وكان للعلماء نصيب أيضاً في التوجه الجديد؛ حيث تم إطلاق اسم الدكتورة سميرة موسى أول عالمة ذرة مصرية على محور بشرق القاهرة.