«الليكود» يحسم صراع الحقائب ويتعثر برئاسة «الكنيست»

نتنياهو قد يضطر للطلب من هرتسوغ تمديد مهلته

نتنياهو (يسار) يتلقى تفويضاً من الرئيس الإسرائيلي لتشكيل الحكومة في 13 نوفمبر (د.ب.أ)
نتنياهو (يسار) يتلقى تفويضاً من الرئيس الإسرائيلي لتشكيل الحكومة في 13 نوفمبر (د.ب.أ)
TT

«الليكود» يحسم صراع الحقائب ويتعثر برئاسة «الكنيست»

نتنياهو (يسار) يتلقى تفويضاً من الرئيس الإسرائيلي لتشكيل الحكومة في 13 نوفمبر (د.ب.أ)
نتنياهو (يسار) يتلقى تفويضاً من الرئيس الإسرائيلي لتشكيل الحكومة في 13 نوفمبر (د.ب.أ)

اتفق حزب «الليكود» الإسرائيلي مع حزب «الصهيونية الدينية» على توزيع الحقائب الوزارية بعد مفاوضات شاقة وقطيعة سابقة، في خطوة أخرى تُقرّب رئيس «الليكود» بنيامين نتنياهو من تشكيل حكومته الجديدة، على الرغم من أنه يعتزم الطلب من الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ تمديد المهلة المتاحة له، بسبب خلافات متواصلة مع أحزاب أخرى.
واتفق «الليكود» مع «الصهيونية الدينية» على أن يتولى رئيسه بتسلئيل سموتريتش منصب وزير المالية، بالتناوب مع رئيس حزب «شاس» أرييه درعي الذي سيتولى الوزارة في عام 2025، ويتولى سموتريتش وزارة الداخلية بدلاً منه. وحصل «الصهيونية الدينية» كذلك على حقائب وزارة الهجرة والاستيطان، وربما المواصلات في مرحلة لاحقة.
وعلى الرغم من تجاوز نتنياهو عقبة رئيسية كانت في طريقه لتشكيل الحكومة، يعتزم الطلب من الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ تمديد فترة التفويض الممنوحة له، على خلفية الصعوبات بالمفاوضات الائتلافية. ووفقاً لهيئة البث الرسمية «كان»، توجد تقديرات لدى «الليكود» بأنهم لن يكونوا قادرين على تنصيب الحكومة قبل انتهاء موعد التفويض الحالي بعد 11 يوماً.
وقالت مصادر إن الطلب المتوقع سيأتي في أعقاب الصعوبات باستبدال رئيس «الكنيست»، بعدما امتنع حزب «يهدوت هتوراة» عن جمع التوقيعات لهذا لغرض.
وكان الرئيس الإسرائيلي قد كلف نتنياهو، في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بمهمة تشكيل الحكومة بعد حصوله على دعم 64 عضواً في «الكنيست» من أصل 120، وتنتهي المدة التي يمنحها القانون لأي عضو كنيست من أجل تشكيل الحكومة بعد 28 يوماً، وفي حال لم يتمكن من ذلك يُعطى 14 يوماً أخرى بموجب القانون، قبل أن يكلف رئيس الدولة شخصاً آخر.
وسيحاول نتنياهو، بداية الأسبوع المقبل، تعيين رئيس للكنيست ربما بشكل مؤقت، إذا لم يتمكن بشكل دائم، والمرشحون المدرجون على جدول الأعمال هم أعضاء الليكود يوآف كيش، وأوفير أكونيس وأمير أوحانا وياريف ليفن. ويُعدّ تغيير رئيس الكنيست مرتبطاً مباشرة بإغلاق اتفاقات مع الأحزاب الشريكة.
واشترط حزب «شاس» على نتنياهو أنه لن يسمح بأن تؤدي الحكومة الجديدة تصريح الولاء قبل أن تمرر «الكنيست» بثلاث قراءات قانوناً يسمح لرئيسه أرييه درعي بتولي حقيبة وزارية. وأثيرت تساؤلات كبيرة حول أهلية درعي بعد أن قال المدعي العام إن إدانته الأخيرة بالكسب غير المشروع قد ترقى إلى فساد أخلاقي، بما يمنعه من تولي منصب وزاري لمدة 7 سنوات.
وكانت محكمة الصلح في القدس قد سبق أن حكمت على درعي، مطلع العام الحالي، بالسجن مع وقف التنفيذ وفرضت عليه غرامة مالية قدرها 180 ألف شيكل، في إطار صفقة مع النيابة العامة. ورداً على ذلك، قدم النائب عن «شاس» موشيه أربل، مشروع قانون يتيح تعديل قانون أساس الحكومة ينص على أن السجن الفعلي وحده هو الذي يمنع الشخص من تولي منصب وزاري.
والدفع بهذا القانون سيكون ممكناً بعد تغيير رئيس «الكنيست»، وسيسمح تغيير رئيس «الكنيست» بتعديل قانون أساس الحكومة الذي سيمنع إلحاق «وصمة عار» بدرعي لأنه لم يسجن فعلياً وإنما حُكم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ بعد صفقة مع النيابة، كما سيسمح لنتنياهو بسنّ قانون يتيح لرئيس حزب «القوة اليهودية»، اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، بتولي حقيبة الأمن القومي بصلاحيات موسعة تصل إلى المسؤولية عن السياسات التي تحكم الشرطة.
لكن حزب «يهدوت هتوراة» رفض الاستجابة إلى طلب نتنياهو في هذا الشأن، واتهمه بتهميش الحزب في المباحثات الجارية حول الحكومة. وأبلغ المسؤولون في «يهدوت هتوراة» نظراءهم في «الليكود» بأنهم لن يدعموا طلب استبدال رئيس «الكنيست» حتى إحداث تقدم ملموس في المفاوضات، بما يشمل القضايا الجوهرية وتوزيع المناصب.
يذكر أنه إذا نجح «الليكود» في التوصل لاتفاقات سريعة وتجاوز العقبات، فإنه سيعمل على انتخاب رئيس الكنيست حتى الخامس من ديسمبر (كانون الأول)، على أن يسن «قانون درعي» في السابع من الشهر نفسه، ثم يقوم بتنصيب الحكومة في 12 من الشهر نفسه. وإذا لم ينجح فإنه سيطلب مهلة ثانية من هرتسوغ.
حتى الآن، ثمة شبه اتفاق على توزيع المناصب مع «الصهيونية الدينية» الذي يتزعمه سموتريتش، واتفاق «نوعام» اليميني المتطرف الذي يتزعمه أفي ماعوز، واتفاق مع «القوة اليهودية» بزعامة إيتمار بن غفير، وبقي لـ«الليكود» أن يتفق مع حزبي «شاس» و«يهدوت هتوراة»، ولم تشمل هذه الاتفاقات ملفات محل جدل متعلقة بالصلاحيات وصلاة اليهود في الأقصى وضم أجزاء من الضفة، وقضايا أخرى متعلقة بالدين والدولة يجري التفاوض حولها.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

الجيش الإسرائيلي يشدد ضوابط التغطية الإعلامية وسط مخاوف من مقاضاة عسكريين

جنود إسرائيليون يحملون أغراضهم عائدين إلى إسرائيل  (أرشيفية - إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون يحملون أغراضهم عائدين إلى إسرائيل (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

الجيش الإسرائيلي يشدد ضوابط التغطية الإعلامية وسط مخاوف من مقاضاة عسكريين

جنود إسرائيليون يحملون أغراضهم عائدين إلى إسرائيل  (أرشيفية - إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون يحملون أغراضهم عائدين إلى إسرائيل (أرشيفية - إ.ب.أ)

فرض الجيش الإسرائيلي قيودا جديدة على التغطية الإعلامية التي تشمل عسكريين أثناء مشاركتهم في مهام قتالية فعلية وسط مخاوف متزايدة من احتمال تعرض أفراد من قوات الاحتياط لإجراءات قانونية خلال سفرهم إلى الخارج بسبب اتهامات تتعلق بتورطهم في جرائم حرب في غزة.

جاءت هذه الخطوة بعد أن اضطر جندي احتياط إسرائيلي كان يقضي عطلة في البرازيل إلى مغادرة البلاد بشكل مفاجئ عندما أمر قاض برازيلي الشرطة الاتحادية بفتح تحقيق في أعقاب اتهامات من مجموعة مناصرة للفلسطينيين بأنه ارتكب جرائم حرب أثناء خدمته في غزة.

وبحسب ما قاله المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لفتنانت كولونيل ناداف شوشاني للصحفيين فإنه بموجب القواعد الجديدة، لن يتمكن الإعلاميون الذين يجرون مقابلات مع عسكريين برتبة كولونيل فما أقل من إظهار وجوههم أو نشر أسمائهم بشكل كامل، على غرار القواعد القائمة بالفعل بالنسبة للطيارين وعناصر وحدات القوات الخاصة. كما يتعين عدم الربط بين العسكريين الذين تجري مقابلات معهم وبين نشاط قتالي محدد شاركوا فيه.

وقال شوشاني «هذه هي القواعد التوجيهية الجديدة لحماية جنودنا وضمان عدم تعرضهم لمثل هذه الأمور التي يقوم بها ناشطون مناهضون لإسرائيل حول العالم». وأوضح أنه بموجب القواعد العسكرية المعمول بها حاليا، ليس من المفترض أن ينشر العسكريون مقاطع فيديو وصورا من مناطق الحرب على وسائل التواصل الاجتماعي «رغم أن هذا ليس الحال دائما، فلدينا جيش كبير». وأضاف أن هناك أيضا قواعد وإرشادات راسخة للعسكريين المسافرين إلى الخارج.

وذكر أن جماعات، مثل مؤسسة هند رجب التي تتخذ من بلجيكا مقرا والتي دفعت لاتخاذ الإجراء الذي شهدته البرازيل، «تربط النقاط ببعضها» فيما يتعلق بالعسكريين الذين ينشرون مواد من غزة ثم ينشرون صورا ومقاطع فيديو أخرى لأنفسهم أثناء قضاء عطلاتهم في الخارج.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية العام الماضي مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت بالإضافة إلى القيادي بحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إبراهيم المصري المعروف باسم محمد الضيف، بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة ما أثار غضبا في إسرائيل.

وقال شوشاني إن هناك «بضعة» حالات جرى فيها استهداف جنود احتياط خلال السفر للخارج، بالإضافة إلى قضية البرازيل، كلها بدأت بمطالبات من جماعات للسلطات بإجراء تحقيق.