وصل رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية عبد الحميد الدبيبة إلى تونس اليوم (الأربعاء)، على رأس وفد أمني واقتصادي، في زيارة عمل تستمر يومين، وتحمل رسائل إقليمية، من بينها أنها تأتي بعد يوم واحد من زيارة رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن إلى الجزائر، واستباق الدبيبة للاجتماع المرتقب في القاهرة بين رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس «مجلس الدولة» خالد المشري، للاتفاق على تشكيل حكومة جديدة في البلاد، ورفض مساعي الطرفين لتشكيل سلطة تنفيذية جديدة. كما أن الزيارة تأتي قبل أسابيع قليلة من تنظيم انتخابات برلمانية في تونس تقاطعها معظم الأحزاب السياسية وتشكك منذ الآن في مدى مشروعيتها.
وأعلن المتحدث باسم حكومة «الوحدة» محمد حمودة أن الدبيبة يزو تونس تلبية لدعوة الرئيس قيس سعيد، «وتتناول الزيارة الملفات الاقتصادية والتجارية والأمنية التي تخص البلدين».
وحسب ما أوردته سفارة ليبيا بتونس، فإن الدبيبة الذي يترأس وفدا رفيع المستوى، سيجتمع في لقاء ثنائي مع رئيسة الحكومة بودن للبحث في مجالات التعاون بين البلدين، كما ستكون الزيارة «مناسبة لعقد اجتماعات موسعة بين وفدي البلدين».
ووفق متابعين للتطورات السياسية والأمنية الحاصلة في بلدان المغرب العربي، فإن المنطقة «تشهد حركة إقليمية لا يمكن إخفاؤها، فسفر نجلاء بودن إلى الجزائر، جاء بعد يومين فقط من زيارة العمل التي أداها وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة قبل أيام إلى تونس، كمبعوث خاص إلى الرئيس سعيد. وكان لعمامرة، قد سلم رسالة من الرئيس عبد المجيد تبون إلى الرئيس التونسي.
وتفتح هذه التحركات المتزامنة والتي عرفتها المنطقة في تونس وليبيا والجزائر، أبواب السؤال عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء ما يحصل ومدى ارتباطها بحقيقة الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في المنطقة.
وفي هذا الشأن، قال المحلل السياسي التونسي جمال العرفاوي لـ«الشرق الأوسط» بأن هذه الزيارات «على ارتباط وثيق بما فرضته التوترات الدولية من تحديات سياسية واقتصادية، وهي نتيجة الظرف خاص بكل بلد من بلدان المغرب العربي، فتونس واقعة تحت ضغوط اقتصادية هائلة، وهي تبحث عمن يأخذ بيدها وتعول على كل من الجزائر وليبيا للعب هذا الدور، أما حكومة الدبيبة فهي تبحث عن الدعم الإقليمي بعد تشكل حكومتين في ليبيا وتنازع على أحقية قيادة البلاد، أما الجزائر، القوة الاقتصادية والسياسية في المنطقة، فهي تخشى من مخاطر التطبيع مع إسرائيل، على حدودها الغربية».
وإضافةً للأبعاد الأمنية العديدة، فإن زيارة الدبيبة تحمل بعدا اقتصاديا وتجاريا كبيرا، لدفع التعاون والشراكة بين البلدين في قطاع المحروقات بخاصة، مع ما تعانيه الموازنة التونسية من ضغوطات نتيجة الزيادات الكبرى على سعر برميل النفط في الأسواق العالمية، وانعكاساته الخطيرة على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي داخل تونس.
يذكر أن وفدا حكوميا تونسيا رفيع المستوى زار منتصف شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي العاصمة الليبية طرابلس، حيث تم الاتفاق على استعادة التعاون الثنائي بين البلدين في مجالي النفط والغاز، إضافةً لتفعيل التبادل التجاري والتعاون التقني والفني في هذا المجال. وكانت حكومة الدبيبة قد منحت مؤخراً تونس 30 ألف طن من البنزين، في إطار الدعم والتضامن بين البلدين.
الدبيبة يزور تونس لإجراء محادثات أمنية واقتصادية
الدبيبة يزور تونس لإجراء محادثات أمنية واقتصادية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة