الخرطوم تستضيف اجتماع وزراء خارجية «إيقاد»

يتناول الأمن والسلم ومبادرة الصين للبنية التحتية

ولاية الجزيرة في السودان تعرّضت لأضرار كبيرة جراء الأمطار الغزيرة في سبتمبر (أ.ف.ب)
ولاية الجزيرة في السودان تعرّضت لأضرار كبيرة جراء الأمطار الغزيرة في سبتمبر (أ.ف.ب)
TT

الخرطوم تستضيف اجتماع وزراء خارجية «إيقاد»

ولاية الجزيرة في السودان تعرّضت لأضرار كبيرة جراء الأمطار الغزيرة في سبتمبر (أ.ف.ب)
ولاية الجزيرة في السودان تعرّضت لأضرار كبيرة جراء الأمطار الغزيرة في سبتمبر (أ.ف.ب)

تستضيف العاصمة السودانية الخرطوم الاجتماع رقم 48 لوزراء خارجية دولة الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيقاد)، وتتضمن أجندته السلم والأمن في دولة المجموعة وقضايا الجفاف والتصحر وفض النزاعات بين الدول، وهي المجموعة التي يترأس السودان دورتها الحالية، والذي استهل باجتماع الخبراء للتحضير للاجتماع الوزاري.
وتأسست الهيئة الحكومية للتنمية المعروفة اختصاراً بـ«إيقاد»، منظمة شبه إقليمية مقرها دولة جيبوتي، عام 1996، وحلت بديلة للسلطة الحكومية الدولية للإنماء والتصحر المنشأة عام 1986، لمكافحة الجفاف والتصحر الذي كانت تعانيه المجموعة في ذلك الوقت. وتضم المجموعة كلاً من «جيبوتي، السودان، جنوب السودان، الصومال، كينيا، أوغندا، إثيوبيا، إريتريا»، وهي المجموعة الأفريقية التي تعرف بدول «شرق أفريقيا».
وقال وزير الخارجية السوداني المكلف رئاسة الاجتماع، علي الصادق، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا)، إن أجندة الاجتماع تتناول قضايا تحقيق السلم والأمن في دول «إيقاد»، وسبل مواجهة الجفاف والتصحر والتغيرات المناخية، وسبل حل النزاعات داخل المجموعة وكيفية بسط الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأوضح الصادق، أن بلاده «أعدت خريطة لتفعيل رئاسة المنظمة وتعمل على إجازتها بالتعاون مع الدول الأعضاء، وتشمل مواجهة مشاكل الزراعة والموارد الطبيعية والبيئية»، والاستجابة لتحديات التغيير المناخي وموجة الجفاف وشبح المجاعة في الإقليم وتحقيق الأمن الغذائي، وإعادة توزيع بعض مراكز «إيقاد» بصورة منصفة بين الدول الأعضاء، والتعاون والتكامل الاقتصادي الإقليمي والتنمية الاجتماعية، ومبادرة السودان لإنشاء تجمع اقتصادي لدول القرن الأفريقي، وتعظيم الفائدة لمبادرتي القرن الأفريقي ومبادرة الصين لتنمية البنية التحتية لدول المنظومة، واتفاقية تفعيل البنى التحتية.
وفي أبريل (نيسان) 2019، أعلنت الصين عن مبادرة «الحزام والطريق الثاني للتعاون الدولي»، والتي شارك فيها رؤساء 40 دولة، وتهدف إلى تحقيق التنمية الاقتصادية. وقال الوزير المكلف، إن الاجتماعات ستناقش أيضاً مبادرة السودان للنقل البحري والإقليمي بين دول المنظومة، وتعزيز دور الشباب وتمكين المرأة، وإجازة مبادرة السودان وجنوب السودان حول اللاجئين والنازحين والمجتمعات المضيفة.
وأوضح الوزير، أن الخريطة المقدمة من السودان تتضمن كذلك موضوعات السلم والأمن والتطوير المؤسسي، واعتماد اللغة العربية، واحدة من اللغات الرسمية في دول المنظومة، إلى جانب الإنجليزية والفرنسية. وقال «نريد اعتماد اللغة العربية»، فضلاً عن إيجاد شركاء غير تقليدين مثل الصين ودول الخليج وروسيا، إلى جانب منبر شركاء «إيقاد» المكون من 28 دولة، معظمها دول غربية، إلى جانب الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية. وأضاف «يسعى السودان خلال رئاسته للمجموعة إلى إيجاد شركاء آخرين، ولا نريد أن نعتمد على جهة معينة، ونريد أن نخلق توازناً في علاقتنا الدولية ما بين الشرق والغرب».
وكان رئيس الوزراء السوداني المستقيل عبد الله حمدوك ووزيرة خارجيته أسماء عبد الله، قد خاضا معركة دبلوماسية طويلة للحصول على رئاسة المجموعة. وبعد تولي الجيش السلطة في السودان في 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021، وتجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي، واجهت عضوية السودان بعض المشكلات قبل أن تتوافق دول المجموعة على رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان كأول سابقة يترأس خلالها رئيس الدولة منظمة «إيقاد».


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

موسكو تحذَّر رعاياها من زيارة ليبيا إثر اعتقال سلطات طرابلس روسيّاً

المكلف بتسيير وزارة الخارجية بحكومة الدبيبة الطاهر الباعور مستقبلاً سفير روسيا لدى دولة ليبيا حيدر أغانين (الخارجية)
المكلف بتسيير وزارة الخارجية بحكومة الدبيبة الطاهر الباعور مستقبلاً سفير روسيا لدى دولة ليبيا حيدر أغانين (الخارجية)
TT

موسكو تحذَّر رعاياها من زيارة ليبيا إثر اعتقال سلطات طرابلس روسيّاً

المكلف بتسيير وزارة الخارجية بحكومة الدبيبة الطاهر الباعور مستقبلاً سفير روسيا لدى دولة ليبيا حيدر أغانين (الخارجية)
المكلف بتسيير وزارة الخارجية بحكومة الدبيبة الطاهر الباعور مستقبلاً سفير روسيا لدى دولة ليبيا حيدر أغانين (الخارجية)

تكّسر صفو العلاقة بين سلطات العاصمة الليبية طرابلس وروسيا على نحو مفاجئ وغير متوقع، اليوم (الخميس)، بعد الإعلان عن اعتقال أحد المواطنين الروس في ليبيا، وهو ما دفع السفارة الروسية في ليبيا إلى تحذير رعاياها من زيارة ليبيا، وخاصة الجزء الغربي منها، وقالت إن الوضع العسكري السياسي بالبلاد «لا يزال متوتراً للغاية».

وأضافت السفارة الروسية موضحة أن «ليبيا ليست وجهة سياحية، وزيارتها لأغراض غير رسمية خطر على الحياة والصحة». وأبرزت في هذا السياق أن على الراغبين في زيارة ليبيا «الانتظار قليلاً إلى أن تصبح الفرصة مواتية لرؤية جمالها»، مشيرة إلى أن «التحذير ينطبق على الراغبين في عبور ليبيا، سواء بحافلة أو سيارة أو درجات نارية أو هوائية، أو غيرها من وسائل النقل».

ورداً على هذه الخطوة، قال بيان صحافي صدر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي الليبية، إن الوزارة «تتابع ببالغ الاهتمام البيان الصادر عن السلطات الروسية، الذي يُحذر مواطنيها من السفر إلى ليبيا». ودعت نظيرتها الروسية إلى تقديم «توضيح عاجل حول دوافع وأسباب هذا التحذير، وذلك في إطار ما تقتضيه العلاقات الثنائية من احترام متبادل وشفافية».

وأوضحت الوزارة أن الإجراءات المتخَذة بحق المواطن الروسي، إثر اعتقاله من طرف سلطات طرابلس، تمت وفق القوانين والتشريعات الليبية، وبالتنسيق الكامل مع مكتب النائب العام؛ مبرزة أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن المعني «متورط في أنشطة تضر بالنظام العام، وتستهدف إفساد الشباب الليبي، بالإضافة إلى وجود ارتباطات مع جماعات مسلحة أجنبية تنشط في أفريقيا».

وشددت الوزارة على أن هذه الإجراءات «تأتي في إطار الحفاظ على الأمن الوطني»، معلنة رفضها «أي محاولة للإساءة إلى صورتي الاستقرار والأمن، اللتين حققتهما حكومة الوحدة الوطنية بجهود حثيثة خلال الفترة الماضية».

كما جددت وزارة الخارجية والتعاون الدولي التزامها بسيادة القانون وحماية المواطنين وضيوف ليبيا، وأكدت حرصها على تعزيز التعاون البناء مع جميع الدول الصديقة، مشددة على أن الحوار الدبلوماسي هو الأساس لحل أي قضايا عالقة، بما يخدم المصالح المشتركة، ويحترم سيادة وقوانين الدول.

وكانت روسيا قد قررت إعادة افتتاح سفارتها بالعاصمة طرابلس في 22 فبراير (شباط) 2024، الأمر الذي وصفته سلطات طرابلس آنذاك بأنه «خطوة مهمة» ستعزز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين.