يسابق الفرنسي إيرفي رينارد، مدرب المنتخب السعودي، الزمن للخروج من مأزق الإصابات والغيابات الذي يطارده منذ انطلاق مونديال قطر 2022، وذلك بعد انضمام محمد البريك لقائمة اللاعبين الغائبين عن لقاء المكسيك بعد الإصابة التي تعرض لها في عضلة الساق.
ورغم الطموحات الكبيرة التي رسمها المدرب ولاعبوه بعد الانتصار التاريخي أمام الأرجنتين في الجولة الأولى من المونديال، فإن الغيابات الكبيرة والمؤثرة في صفوف الأخضر السعودي كبلت من خيارات الفرنسي رينارد الذي بات يعاني أزمة الغيابات في كل مباراة.
ولم يتخذ رينارد القرار المناسب حيال البديلين للثنائي «عبد الإله المالكي ومحمد البريك»، حيث يغيب الأول بداعي الإيقاف لتراكم البطاقات، فيما يغيب الآخر بداعي الإصابة، بالإضافة إلى الثنائي سلمان الفرج وياسر الشهراني اللذين غابا عن مواجهة بولندا الماضية ويحتاجان إلى وقت طويل من أجل العلاج ثم التأهيل.
ويفاضل رينارد بين ناصر الدوسري وعلي الحسن، بالإضافة لعبد الله عطيف، على أن يحسم القائمة الأساسية في الحصة الأخيرة قبل لقاء المكسيك، التي ستقام اليوم (الثلاثاء) على ملعب منتجع شاطئ سيلين في مدينة مسيعيد القريبة من السعودية حدودياً.
سلطان الغنام الأقرب لتعويض غياب البريك في مركز الظهير الأيمن (الشرق الأوسط)
فيما سيكون سلطان الغنام حاضراً في قائمة رينارد لتعويض غياب محمد البريك، وشارك الغنام كلاعب بديل في مواجهتي الأرجنتين وبولندا.
وتبدو حظوظ ناصر الدوسري الأكثر لتعويض غياب المالكي، خصوصاً بعدما زج به المدرب في لقاء بولندا خلال الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء بديلاً عن عبد الإله المالكي في الدقيقة 84.
وطالب رينارد لاعبيه بتوخي الحذر أمام المكسيك واللعب بتركيز كبير من أجل خطف النقاط الثلاث، ومعها اقتناص بطاقة التأهل نحو دور الـ16 من المونديال.
ويتصدر منتخب بولندا المجموعة برصيد أربع نقاط بعد تعادله أمام المكسيك وانتصاره على السعودية، في الوقت الذي يملك فيه الأخضر السعودي ثلاث نقاط إلى جوار الأرجنتين، مقابل نقطة وحيدة للمكسيك.
ويتوجب على المنتخب السعودي تحقيق الفوز من أجل اقتناص بطاقة التأهل المباشر وتجنب الدخول في لعبة الحسابات في حال تعادله أمام المكسيك؛ حيث سينتظر نتيجة الأرجنتين وبولندا من أجل معرفة مصيره.
ويحتاج الأخضر السعودي إلى فوز الأرجنتين على بولندا بفارق ثلاثة أهداف مقابل تعادله إيجابياً أمام المكسيك أو في حال التعادل السلبي سيكون بحاجة لانتصار أرجنتيني برباعية أمام بولندا.
أما الانتصار فسيمنح المنتخب السعودي فرصة العبور المباشر دون النظر لنتيجة المباراة الأخرى بين الأرجنتين وبولندا، في حين ستمنح الخسارة أمام المكسيك، الأخضر السعودي الخروج رسمياً من المونديال.
وكان المنتخب السعودي بدأ تدريباته باجتماع ياسر المسحل، رئيس اتحاد القدم، وإبراهيم القاسم أمين عام الاتحاد، الذي لم يقتصر على دقائق معدودة قبل بدء التدريبات.
ولم يشارك محمد كنو في بداية الحصة التدريبية التي خصصها رينارد بصورة كبيرة، حيث اكتفى بأداء تدريبات مع المعد البدني، قبل دخوله في الجزء الأخير.
وشوهد الفرنسي رينارد وهو يجتمع باللاعب عبد الإله المالكي بحضور محمد أمين، الذي يعمل ضمن الطاقم الفني للمدرب رينارد، قبل أن ينضم المالكي لزملائه اللاعبين؛ حيث يغيب عن مواجهة المكسيك بداعي الإيقاف لتراكم البطاقات.
وشهدت الحصة التدريبية التي أقيمت على منتجع شاطئ سيلين حضوراً إعلامياً كبيراً من الجانب المكسيكي؛ حيث رصدت كُبرى الصحف والقنوات المران قبل الأخير للأخضر.
من جانب آخر، يعقد الفرنسي إيرفي رينارد، مساء اليوم (الثلاثاء)، مؤتمراً صحافياً للحديث عن مواجهة المكسيك في قاعة المؤتمرات الصحافية بمركز قطر الوطني للمؤتمرات.
من جهة ثانية وفي خضم أزمة الغيابات التي يعانيها الأخضر، خصوصاً في منطقة خط الوسط ورغم إضاعته ضربة جزاء أمام بولندا، فإن السعوديين ما زالوا يعلقون آمالهم على النجم الملقب بـ«الطوربيد» سالم الدوسري، صاحب هدف الفوز التاريخي في مرمى الأرجنتين.
سالم الدوسري، نجم خط الوسط وأحد أبرز لاعبي السعودية والذي يخوض مشاركته الثانية في تاريخ نهائيات كأس العالم بعد مونديال روسيا 2018، خطف الأنظار بمستوياته الرائعة وكان محط حديث الصحف والمواقع الإلكترونية العالمية.
وفي المؤتمر الصحافي الذي أعقب لقاء الأخضر أمام بولندا، تحدث تشيسلاف، مدرب المنتخب البولندي، أن اللاعب رقم 10 في إشارة لسالم الدوسري، كان هو الأميز من بين زملائه، مضيفاً: «سبب لنا الكثير من المتاعب، طلبت من أحد اللاعبين المدافعين مراقبة تحركاته».
وأضاف مدرب بولندا في حديثه عن المنتخب السعودي: «يملكون لاعبين رائعين، وقدموا مستوى مميزاً، لديهم حارس رائع، لكن الرقم 10 كان يُظهر إمكانات عالية».
أمام المكسيك يعقد السعوديون الآمال كثيراً على نجم منتخبهم سالم الدوسري الذي ارتدى شارة القيادة في لقاء بولندا، بعد إصابة سلمان الفرج وخروجه من حسابات رينارد، من أجل قيادة الأخضر لتأهل تاريخي نحو دور الـ16.
من جهة ثانية، أضحت منطقة «البيت السعودي» التفاعلية في كورنيش الدوحة، واحدة من أهم المناطق التي اعتمدتها اللجنة المنظمة للمونديال، لتقدم فعاليات مصاحبة لمنافساته، خلال مدة إقامته في دولة قطر.
ويحظى «البيت السعودي» البالغة مساحته 18 ألف متر مربع، بإقبال كبير، وتوافد جماهير المونديال باختلاف أعراقهم وجنسياتهم وثقافاتهم، بل يشهد كل يوم، ارتفاعاً في عدد الزوار، لا سيما من المشجعين السعوديين الذين حضروا لدعم الأخضر في مبارياته في هذه النسخة المتميزة والاستثنائية من المونديال.
ويمثل هذا البيت إحدى أهم مناطق التشجيع المخصصة لجماهير المنتخب السعودي والدول العربية، الذين يعيشون تجربة ثرية وممتعة، في 10 مناطق فرعية تقدم 21 فعالية مختلفة، بالإضافة إلى ما يعرض على الشاشات العملاقة التي تنقل منافسات مونديال كأس العالم 2022 «قطر» مباشرة لمتابعيها، الذين يمكنهم عيش المونديال ومنافساته في الوقت الذي يستمتعون فيه بقضاء أوقات ممتعة ولطيفة، تضمنها لهم جملة من المقاهي والمطاعم التي تروج للأكلات السعودية، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة للجماهير للتعرف على ثقافة المملكة وحضارتها وإرثها الغني والمتنوع، على مستوى الرياضة، أو باقي الشؤون، وذلك من خلال زيارة المتاحف التي تقدم للزائر كماً هائلاً من المعلومات المدعومة بنماذج وصور وفيديوهات تتناول أهم وأبرز إنجازات المملكة، وبما حباه المولى عز وجل من طبيعة، وما تملكه من فن وإرث وحضارة ومستقبلٍ واعد، تجتمع لتشكل هوية المواطن السعودي.