موجة جديدة من الإضرابات في السودان احتجاجاً على الأوضاع المعيشية

شملت المعلمين وتجار الذهب

جانب من الاحتجاجات المطالبة بالحكم المدني في الخرطوم 17 نوفمبر (أ.ف.ب)
جانب من الاحتجاجات المطالبة بالحكم المدني في الخرطوم 17 نوفمبر (أ.ف.ب)
TT

موجة جديدة من الإضرابات في السودان احتجاجاً على الأوضاع المعيشية

جانب من الاحتجاجات المطالبة بالحكم المدني في الخرطوم 17 نوفمبر (أ.ف.ب)
جانب من الاحتجاجات المطالبة بالحكم المدني في الخرطوم 17 نوفمبر (أ.ف.ب)

بدأ المعلمون في السودان إضراباً مفتوحاً للمطالبة بتحسين أوضاعهم، وذلك بالتزامن مع إغلاق متاجر الذهب والجواهر في أكبر أسواق الذهب في البلاد احتجاجاً على تدخل الحكومة في حركة تداول المعدن النفيس، فيما تخشى السلطات من بدء موجة إضرابات وسط القطاعات المهنية والتجارية الناتجة عن الأوضاع السياسية المضطربة في البلاد منذ أكثر من عام.
ويشهد السودان منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2021 أوضاعاً اقتصادية متردية، أدت إلى ركود كبير في الاقتصاد وارتفاع مفرط في أسعار السلع والخدمات الأساسية، فضلاً عن فرض ضرائب جديدة عالية على الأنشطة التجارية والخدمية، للتعويض عن شح واردات الخزينة العامة بسبب الحظر الاقتصادي الذي فرضه المجتمع الدولي على السودان بعد تولي الجيش السلطة في أكتوبر 2021 وحل الحكومة المدنية الانتقالية بقيادة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك.
وأغلقت متاجر الذهب والجواهر في مجمع الذهب وسط العاصمة الخرطوم، أكبر أسواق الذهب والجواهر في البلاد أبوابها، احتجاجاً على التدخل الحكومي في حركة البيع والشراء للسلعة. ويعد الذهب من أهم صادرات البلاد، غير أن اتهامات كثيرة توجهت لجهات بالتهريب ومن ثم عدم استفادة الخزينة العامة من عائداته. وقالت شعبة مصدري ومنتجي الذهب، أمس، إن إضراباً كاملاً لكافة المحال التجارية دخل حيز التنفيذ، وإن «أبرز دوافع الخطوة تعود إلى التدخل من قبل الحكومة في حركة البيع والشراء لسلعة الذهب»، بجانب تعدد الجهات الحكومية التي تعمل في المجال، ما تسبب في إرباك التعامل في السوق.
وأوضحت الشعبة أنها طالبت الجهات الحكومية مرات عديدة بالجلوس معها لحل القضايا العالقة، دون جدوى، وأنها تفاجأت بسياسات جديدة تتعلق بصادر الذهب مخالفة للاتفاقات السابقة بين التجار والحكومة. وأضافت أنه تم منح بعض الشركات استثناءات وتسهيلات وامتيازات في تصدير الذهب وشرائه بأسعار أعلى من أسعاره العالمية، للحصول على تمويل وارداتها من عائدات التصدير. ويعتمد الاقتصاد السوداني بما نسبته 90 في المائة على صادرات الذهب كمورد للنقد الأجنبي وإيراداته العامة، منذ فقدان البلاد مواردها النفطية عقب انفصال جنوب السودان حيث توجد غالبية حقول النفط. كما تدهورت عمليات الإنتاج التي أعقبت العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد بسبب إجراءات الجيش التي أطاحت بالحكومة المدنية. ويعاني التنقيب عن الذهب وتجارته من تحديات عديدة، على رأسها التهريب والإنتاج العشوائي، فضلاً عن الضرائب الباهظة التي تفرضها الحكومة على تجارة الذهب، وتقلب سياسات الصادر.
من جهة أخرى، قال الناطق الرسمي باسم لجنة المعلمين، سامي الباقر في بيان حصلت عليه «الشرق الأوسط» أمس، إن إضراباً شاملاً انتظم البلاد احتجاجاً على تجاهل وزارة المالية للمذكرة التي رفعتها اللجنة بشأن أوضاع المعلمين. وطالبت اللجنة بالالتزام بمستحقات المعلمين بما في ذلك البديل النقدي وبدلات أخرى، ودفع فروقات ثلاثة أشهر، ورفع الحد الأدنى لأجور المعلمين إلى 69 ألف جنيه، وتنفيذ قرارات مجلس الوزراء الصادرة العامين الماضيين بشأن أوضاع المعلمين، وتنفيذ هيكل موحد للأجور، وتعديل العلاوات بما يتماشى مع معدلات التضخم المرتفعة والأوضاع الاقتصادية الحالية في البلاد.
ووفقاً للبيان، فإن التقارير الميدانية في ولاية الخرطوم ومدن وأرياف البلاد الأخرى، استجابت للإضراب «استجابة منقطعة النظير»، وإن الجولات التي قام بها مناديب اللجنة العليا للإضراب في الخرطوم والولايات أكدت الاستجابة لدعوة الإضراب برغم ما أطلقت عليه «محاولات الترغيب والترهيب التي تمت ممارستها على المعلمين»، وإن أولياء الأمور والأسر استجابوا أيضاً للإضراب ولم يرسلوا أبناءهم إلى المدارس.
ودعت اللجنة المعلمين وبقية العاملين في التعليم في كل مدن وأرياف وقرى السودان للوحدة بهدف «تحقيق كامل مطالبنا دون الالتفات للغة الوعود وضغوط الإرهاب والتهديد من السلطات»، وأشادت بدعم الكيانات المهنية الأخرى لإضراب المعلمين. ويعاني المعلمون في السودان من أوضاع اقتصادية ومعيشية قاسية بسبب ضعف الرواتب وندرة الخدمات المقدمة لهم، بجانب التدهور في سعر صرف الجنيه الذي أدى إلى تآكل القدرة الشرائية لرواتبهم القليلة أصلاً، في الوقت الذي تتجاهل فيه السلطات مطالبهم التي قدموها عدة مرات.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

السيسي يراهن على «وعي المصريين» لتجاوز الأزمات والتهديدات الإقليمية

السيسي خلال اجتماع مع قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال اجتماع مع قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي يراهن على «وعي المصريين» لتجاوز الأزمات والتهديدات الإقليمية

السيسي خلال اجتماع مع قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال اجتماع مع قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية (الرئاسة المصرية)

راهن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على وعي المصريين وتكاتفهم باعتبار ذلك «الضمانة الأساسية لتجاوز الأزمات الإقليمية والتهديدات». وشدد، خلال لقائه، مساء الأحد، قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية، على أن امتلاك بلاده «القدرة والقوة يضمن لها الحفاظ على أمن وسلامة مقدرات الشعب».

وقال السيسي، بحسب إفادة رسمية للمتحدث باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، إن «الدولة تتابع عن كثب الأوضاع الإقليمية والدولية استناداً لثوابت السياسة المصرية القائمة على التوازن والاعتدال اللازمين في التعامل مع الأحداث والمتغيرات المتلاحقة، والعمل على إنهاء الأزمات وتجنيب المنطقة المخاطر المتصاعدة بالانزلاق إلى بؤر جديدة للصراع تهدد استقرار دولها».

وأضاف أن «الظروف الحالية برهنت على أن وعي الشعب المصري وتكاتفه هو الضمانة الأساسية لتجاوز الأزمات الإقليمية والتهديدات المحيطة»، مشيراً إلى «استمرار جهود التنمية الشاملة في كافة ربوع مصر سعياً نحو تحقيق مستقبل يلبي تطلعات وطموحات أبناء الشعب».

جانب من اجتماع السيسي مع قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية (الرئاسة المصرية)

اجتماع الرئيس المصري مع قادة القوات المسلحة والشرطة المدنية والأجهزة الأمنية المختلفة بمقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة (شرق القاهرة)، الأحد، حضره رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزير الدفاع والإنتاج الحربي عبد المجيد صقر، ووزير الداخلية محمود توفيق، ورئيس أركان القوات المسلحة أحمد خليفة، ورئيس المخابرات العامة حسن رشاد.

وقال متحدث الرئاسة المصرية، إن «اللقاء تناول تطورات الأوضاع الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية وانعكاساتها على الأمن القومي المصري»، فضلاً عن «استعراض الجهود التي تبذلها القوات المسلحة والشرطة المدنية والأجهزة الأمنية في حماية حدود الدولة المصرية وجبهتها الداخلية ضد مختلف التهديدات على كافة الاتجاهات الاستراتيجية في ظل ما تموج به المنطقة من أحداث».

وشدد الرئيس المصري على «ضرورة تعظيم قدرات كافة مؤسسات الدولة وأجهزتها»، مؤكداً «أهمية الدور الذي تضطلع به القوات المسلحة والشرطة المدنية في الحفاظ على الوطن، إيماناً منهما بالمهام المقدسة الموكلة إليهما لحماية مصر وشعبها العظيم مهما كلفهما ذلك من تضحيات»، بحسب الشناوي.

وفي سياق متصل، عقد الرئيس المصري اجتماعاً، الأحد، بمقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، مع عدد من الإعلاميين والصحافيين، تناول «تطورات الأوضاع الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك الحرب في غزة والجهود المصرية ذات الصلة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتبادل الرهائن والمحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإنسانية دون عراقيل»، بحسب متحدث الرئاسة المصرية.

الرئيس المصري خلال لقاء مع عدد من الإعلاميين والصحافيين (الرئاسة المصرية)

وتناول اللقاء أيضاً التطورات في سوريا ولبنان وليبيا والسودان والصومال واليمن، والجهود المصرية لتسوية تلك الأزمات، كما تطرق اللقاء إلى «الأمن المائي باعتباره أولوية قصوى لمصر ومسألة وجود»، وفق المتحدث الرئاسي.

وأكد السيسي خلال اللقاء «قوة وجاهزية أجهزة الدولة، وبشكل خاص القوات المسلحة والشرطة المدنية، لمواجهة أي تحديات داخلية أو خارجية»، مشدداً على أن «تماسك المصريين ووحدتهم العامل الأول والأهم في الحفاظ على الدولة».

وأشار الرئيس المصري إلى أن بلاده «مرت في الفترة الماضية بالأصعب فيما يتعلق بتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي وتحقيق التنمية». وقال: «نسير في الطريق الصحيح، الأمر الذي انعكس في ثقة مؤسسات التمويل الدولية في الاقتصاد المصري»، مشيراً إلى «حرص الدولة على توطين الصناعة لتقليل الاعتماد على الاستيراد قدر الإمكان، وبالتالي تخفيض الطلب على العملة الصعبة».

وأكد السيسي أن «الدولة قد قطعت شوطاً كبيراً على طريق الإصلاح في مختلف المجالات»، مشيراً إلى أن «هناك بعض السلبيات التي نعمل بكل إخلاص على إصلاحها لبناء دولة قوية تكون عصيّة أمام أي معتدٍ».